[EK-A380]

شكا مستهلكون طرح شركات طيران عروض سفر بأسعار وهمية أو مخفضة، إلا أنهم اكتشفوا عند الحجز بأن هذه الأسعار غير حقيقية، وأن أقل سعر حجز يزيد بنسبة زيادة جاوزت 141% على الأسعار الموجودة في العروض المعلن عنها.

جذب انتباه المسافرين

قال المدير العام لشركة «نيرفانا» للسياحة والسفر، علاء العلي، إن العروض التي تطرحها الشركات لها أغراض تسويقية، موضحاً أنها تستهدف في معظمها جذب انتباه المسافرين، من خلال وضع سعر مغرٍ للسفر، ما يؤدي إلى زيادة الحجوزات، إذ إن بعض المسافرين الذين يرغبون في السفر إلى وجهه معينة، يضطرون للحجز بالأسعار الأعلى اذا لم يجدوا الأرخص.

ورأى أن الشروط المقيدة كبيرة، ما يلحق الأذى أحياناً ببعض المسافرين الذين يضطرون إلى تغيير موعد السفر لظروف مفاجأة، وهو أمر غير مسموح به في هذه العروض، ما يؤدي إلى خسارة أموالهم. وأشار إلى أن بعض الشركات تكتب في العروض ما نصه: «الأسعار تبدأ من»، إلا أن بعض المستهلكين لا ينتبهون لذلك، ما يجعلهم يحجزون بأسعار أعلى من العروض بكثير.

وفي وقت قال فيه مسؤولو شركات سياحة وسفر لـ«الإمارات اليوم» إن معظم عروض السفر تطرح من دون إضافة الضريبة التي قد تصل في بعض الأحيان إلى نصف سعر التذكرة، فضلاً عن أن هذه العروض مقيدة بشروط مثل عدم جواز إلغاء الحجز، أو تبديل وقت الحجز، اعتبر مسؤولو شركات طيران أن العروض موجودة وهي تسويقية لتنشيط المبيعات، لكنها تشمل عدداً قليلاً من المقاعد، التي ينفذ حجزها سريعاً، ناصحين المسافرين بقراءة الشروط والأحكام المرتبطة بتلك العروض بشكل دقيق.

وأكدوا أن الأسعار المخفضة في العروض، تستلزم وضع شروط مقيدة.

أسعار وعروض

وتفصيلاً، قال الموظف عادل محمد، إنه وجد عرضاً على شركة طيران كبرى لفترة محدودة يتضمن تذكرة سفر ذهاباً وإياباً إلى مدينة «ميلانو» الإيطالية بـ2900 درهم، وعندما بدأ إجراءات الحجز، وجد أن هذا السعر غير موجود أصلاً، وأن الأسعار الموجودة تراوح بين 7000 و10 آلاف درهم بنسبة زيادة جاوزت 141% من السعر المذكور في العرض المعلن.

وأضاف أن مسؤول الحجز في الشركة، أفاده بانتهاء العرض خلال ساعة واحدة، فتم فتح الحجز على المقاعد الأعلى سعراً، متسائلاً عن المبررات التي تدفع شركة طيران إلى الإعلان عن عروض لن يجدها المتعامل على أرض الواقع.

وقال الموظف عدنان الأشرف، إنه وجد عرضاً للسفر لدى شركات طيران أوروبية، يتضمن السفر إلى مدينة إسطنبول التركية والعودة بسعر 1200 درهم، لمدة محدودة، موضحاً أنه حاول الحجز، ولم يجد السعر نهائياً، على الرغم من أن الشركة طرحت العرض منذ دقائق معدودة على موقعها الإلكتروني، ليكتشف أن أقل سعر معروض هو 2000 درهم بزيادة نسبتها 66% عن السعر المذكور في العرض.

وأكد أنه اتصل بالشركة على الفور مستفسراً عن العرض، إذ إن من غير المعقول نفاد العرض خلال دقائق، إلا أن مسؤول الحجز أخبره بأن المقاعد الخاصة بالعرض محدودة، وتم حجزها بالفعل ولم يتبق إلا الفئة الأعلى سعراً.

أما الموظف فريد حجازي، فقال إنه وجد في صحيفة إعلاناً لشركة طيران عن عرض سفر إلى العاصمة المصرية القاهرة بـ1700 درهم ولفترة محدودة، وعندما طلب حجز تذكرة، وجد أن السعر يبدأ من 3000 درهم بزيادة نسبتها 76.5% تقريباً.

وفي السياق نفسه، أكد محمد أبوالقاسم، أنه حجز مقعداً، ضمن عرض، على درجة رجال الأعمال إلى المغرب بـ8500 درهم، بينما بلغ سعر التذكرة خارج العرض 9500 درهم.

وأضاف أنه تعرض لظروف عائلية أجبرته على تغيير موعد السفر، إلا أن الشركة رفضت تغيير موعد الحجز، وخسر قيمة التذكرة، إذ إنه وفقاً للشروط والأحكام المصاحبة للعرض، فإنه لا يمكن التبديل أو الإلغاء.

فترة وشروط

إلى ذلك، قال المدير العام لشركة «ترو فاليو» للسياحة والسفر، وليد شوقي، إن «عدد المقاعد التي تسري عليها العروض التي تطرحها معظم شركات الطيران، يكون محدوداً للغاية، ولا يجاوز نسبة 5% من إجمالي عدد مقاعد الطائرة، وبالتالي يتم حجزها سريعاً، ليبدأ الحجز على الفئة الأعلى سعراً، فالأعلى».

وأضاف أن المشكلة ليست في الصعوبة الشديدة في توافر السعر الموجود في العرض، بل في مجموعة الشروط والأحكام المطبقة، التي تتضمن أن العرض غير شامل للضريبة التي قد تصل إلى نصف سعر التذكرة، ما يرفع من سعرها بشكل لافت، وهو ما ترجعه الشركة إلى أنها تطرح السعر الحقيقي للتذكرة بصرف النظر عن الضريبة، باعتبار أن الضريبة تعود إلى الحكومات وليس الشركات، مشيراً إلى أن هذا أمر لا يعني المستهلك الذي يرغب فقط في إيجاد تذاكر سفر بأسعار معقولة، بصرف النظر عن أي مبررات.

وأوضح شوقي أن بعض العروض تتضمن كذلك شروطاً مقيدة كثيرة، مثل عدم إمكانية الغاء الحجز أو تغييره، وفي حالة حدوث ذلك، فإن المستهلك يخسر أموال الحجز تماماً.

ترويج للشركات

من جهتها، ترى مسؤولة الحجوزات في وكالة «بيزنس كلاس» للسفريات، إيمان محمد، أن هذه العروض بمثابة ترويج لشركات الطيران التي تطرحها ولعلامتها التجارية في السوق في المقام الأول، لافتة إلى أن عدد المقاعد التي تشملها العروض تكون قليلة للغاية، مقابل إقبال كبير عليها، ما يؤدي إلى نفاد العرض على المقاعد بسرعة، وتتجه الحجوزات إلى المقاعد الأعلى سعراً.

وذكرت أن الحجز على الإنترنت يكون من مختلف دول العالم، ما يجعل العروض غير مفيدة للأغلبية العظمى من المسافرين.

تنشيط المبيعات

من جانبه، قال المدير العام شركة الخطوط الجوية التركية في أبوظبي، مهمت أكالين، إن بعض العروض موجودة، لكنها في الحقيقة تشمل عدداً قليلاً من المقاعد، وتكون مواعيد السفر في أوقات ومواعيد معينة، بهدف تنشيط المبيعات.

وطالب المسافرين بقراءة الشروط والأحكام المرتبطة بالعروض بشكل دقيق، حتى لا يشتكون بعد ذلك.

واتفق مسؤولان في شركتي طيران، طلبا عدم نشر اسميهما، في أن الغرض الرئيس من العروض هو «تسويقي» في المقام الأول، ويهدف إلى تنشيط المبيعات.

وأوضحا أن الأسعار المخفضة المتضمنة في العروض، تستلزم وضع شروط مقيدة مثل خسارة الأموال في حالات الغاء أو تبديل الحجز، لافتين إلى أن اقتصادات معظم شركات الطيران مضطربة، وتعاني خسائر وأن بعض الشركات تكاد تغطي مصروفاتها التشغيلية، ما يدعوها إلى تنشيط المبيعات من خلال طرح بعض العروض.

رابط المصدر:
https://www.emaratalyoum.com/business...06-08-1.791561