[الكابتن أبو سامي]

v
v
v
v

بسم الله الرحمن الرحيم

رمضان كريمـ

في دراسة حديثة لغرفة تجارة وصناعة دبي الإمارات: مركز الطيران في المنطقة

15 اغسطس 2010

في الأعوام القليلة الماضية، استثمرت الإمارات بكثافة في قطاع الطيران الوطني، حيث شملت هذه الاستثمارات توسيع أسطول الطائرات وتنفيذ مشاريع ضخمة لتطوير وتوسيع مطاراتها. ومنذ عام 2006، برزت خطوط الطيران الرئيسية في الدولة وهما طيران الإمارات وطيران الاتحاد كمنافسين عالميين خطيرين لخطوط الطيران العريقة الأخرى في أوروبا والدول الأمريكية. ونظراً لعدم وجود طلب إقليمي يكفي القدرة الاستيعابية الواسعة لقطاع الطيران الإماراتي، فإن إستراتيجية خطوط الطيران الرئيسية في الدولة تركز على إعادة توجيه حركة المسافرين الدوليين من أوروبا والدول الأمريكية إلى المنطقة. ونتيجة لذلك، فقد تأثرت بشكل مباشر شركات طيران كبيرة خاصة في أوروبا وآسيا. وتسلط هذه المقالة الضوء على عملية تقدم قطاع الطيران في الإمارات والتحقق من العوامل المحفزة للنمو من ناحية العرض.
بناء الطاقات الاستيعابية وزيادة أسطول الطائرات :

من ناحية العرض في القطاع، نجد أن المحرك الرئيسي لنمو قطاع الطيران في الإمارات هو التوسع الهائل في الطاقات الاستيعابية، سواء كان من ناحية البنية التحتية أو الناقلات الجوية. جاء هذا التوسع الهائل في الطاقات الاستيعابية للقطاع في السنوات القليلة الماضية ويتوقع أن يستمر على المديين القريب والمتوسط، سواء من ناحية البنية التحتية للخدمات الأرضية أو من حيث عدد الطائرات. تشهد كل المطارات الرئيسية تقريبا في الإمارات توسعات كبيرة بالإضافة إلى طلب عدد قياسي من طائرات الركاب والشحن. وسوف يؤدي تحديث وتوسيع البنية التحتية إلى زيادة الكفاءة الأمر الذي يجب أن يؤدي إلى استمرار الضغوط القوية على أسعار تذاكر الطيران.

يوضح الشكل (1) حجم أسطول طائرات الخطوط الرئيسية في الشرق الأوسط في مارس 2008. ويتضح أيضا من خلال الشكل أن طيران الإمارات ومقرها دبي تشهد توسعاً سريعاً عند المقارنة مع خطوط الطيران الرئيسية الأخرى في المنطقة أو مع خطوط الطيران العالمية العريقة مثل "لوفتهانزا". مع إتباع خطوط الطيران في الإمارات لإستراتيجية توسيع أسطولها الجوي، فإنها سوف تتميز بامتلاكها لأكبر عدد من طائرات الرحلات الطويلة في العالم. وتعد شركة طيران الإمارات أكبر مشترٍ لطائرات الرحلات الطويلة الجديدة كليا حيث تشكل حوالي 70% من كافة الطلبات الجديدة على هذا النوع من الطائرات في منطقة الشرق الأوسط.

المصدر: غرفة دبي بناء على بيانات من رونالد غلايتش، 2008

وتسعى طيران الإمارات لزيادة أسطولها من الطائرات ذات الهيكل الواسع بأكثر من الضعف بحلول عام 2012. وبمجرد دخول كل هذه الطائرات الخدمة فإنه يتوقع أن تصبح طيران الإمارات أكبر ناقل للرحلات الطويلة في العالم. وقد ذكرت تقارير أنه في حين تمثل طلبات الطائرات من قبل الخطوط في منطقة الخليج توسيعا حقيقيا لأسطولها، فإن طلبات الخطوط العالمية العريقة من الطائرات تستخدم أساسا لاستبدال الطائرات الموجودة.

توسيع شبكة المسارات:

للعمل بكفاءة مع إستراتيجية توسيع أساطيلها الجوية من الطائرات، تقوم خطوط الطيران في ذات الوقت بتوسيع شبكة مسارات رحلاتها عالمياً، الأمر الذي سوف يضمن استخدام مزيد من المسافرين لطائراتها. يوضح الشكل (2) الزيادة في عدد وجهات السفر من المدن التي وصلتها طيران الإمارات منذ عام 2005 وحتى 2010. وحسب الشكل فقد قدمت طيران الإمارات خدماتها إلى حوالي 99 وجهات سفر في 2009 ويتوقع أن تتوسع في 2009 ـ 2010 لتصل إلى حوالي 102 وجهات عالمية. ويتبنى طيران الإمارات القيام بتوسعات في وجهات السفر عوضا عن التوسع عبر المطارات، ويعتبر هذا الأمر أكثر ترشيدا لطيران الإمارات حيث يقلل من عدد مرات التوقف خلال الرحلات في المطارات بالمقارنة مع خطوط طيران أخرى.

المصدر: غرفة دبي بناء على بيانات من التقرير السنوي لمجموعة الإمارات

تجديد وتوسيع المطارات:

بجانب توسيع أسطولها من الطائرات، تعتبر مطارات الإمارات في الطليعة حيث تخضع باستمرار لعمليات تجديد وتطوير. لدى الإمارات ثمانية مطارات دولية. وحسب تقرير بزنيس مونيتر انترناشيونال في 2010، فإن مطار أبوظبي الدولي قد وضع خطة لإعادة التطوير بقيمة 8.6 مليار دولار وتشمل إنشاء صالة مسافرين جديدة من أجل العمليات التشغيلية لطيران الاتحاد الناقل الوطني للإمارات وللتعامل مع 20 مليون مسافر في العام. كذلك كشفت سلطات مطار الشارقة أنها سوف تطرح عطاءاً لإنشاء مدرج ثاني ويتوقع أن يبدأ بناؤه في عام 2010 على أن يكتمل في 2012.

يعتبر مطار "دبي وورلد سنترال" والمدينة اللوجستية الحرة التابعة له والذي تبلغ كلفته 33 مليار دولار أكبر مشروع منفرد حتى الآن. سوف يتكون مطار دبي الجديد في جبل علي من مركز لوجستي لوسائط نقل متعددة ومطار دولي به خمسة مدارج وتبلغ طاقته الاستيعابية 120 مليون مسافر و12 مليون طن من بضائع الشحن في العام. بمجرد إنتهائه، سوف تعادل هذه الطاقة الاستيعابية القدرة الحالية لمطاري هيثرو في لندن وراين ـ مين في فرانكفورت. تعتبر الطاقة الاستيعابية المتوقعة لمطار دبي وورلد سنترال في 2012 أكبر من الطاقة المتوقعة لمطاري دبي وأبوظبي الدوليين والتي سوف تقدر بحوالي 110 مليون مسافر في السنة وضعف الطاقة المتوقعة لمطار الدوحة والتي تقدر بـ 60 مليون مسافر في السنة في 2012.

المصدر: غرفة دبي بناء على بيانات من رونالد غلايتش، 2008

يشعر مراقبون مختصون بالقلق حول عمليات التوسع في الطاقة الاستيعابية للمباني والبنية التحتية. ويجادل هؤلاء بأن هناك حدود معينة سوف يواجه القطاع بعدها مشاكل زيادة الطاقة الاستيعابية والتي قد تتجاوز الطلب على قطاع الطيران في الإمارات.

وعليه، ولتحسين المخرجات الاقتصادية لمجال الطيران في الإمارات وإستدامة نموه، يوصى صناع القرار في القطاع بالتخلص من كل العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى الإفراط في الطاقة الاستيعابية وتقليل الأرباح في المستقبل. يمكن تحقيق ذلك من خلال تناغم خطط نمو المجال مع توقعات النمو في الطلب الأساسي. عادة ما يدفع الطلب عوامل مثل الزيادة في الدخل والتجارة وتغير أذواق المستهلكين. سوف تؤدي الزيادة المفرطة في الطاقة الاستيعابية إلى انخفاض الأرباح حيث ستجد خطوط الطيران أنه من الأجدى اقتصاديا خفض أسعار تذاكرها لأجل شغل مقاعد إضافية في طائراتها عوضا عن ترك المقاعد خالية.

- انتهى -


© Press Release 2010

تحيـات / الكابتن أبو سامي

https://www.zawya.com/arabic/story.cf...0100815100219/