[kuwaity_pilot]

تشير البيانات الصادرة عن اتحاد النقل الجوي «الإياتا» إلى ان منطقة الشرق الأوسط ما زالت تشهد أعلى نسب النمو في العالم من حيث حركة نقل الركاب، وكان سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم الرئيس الأعلى لطيران الإمارات قد أوضح خلال إعلان نتائج الناقلة نهاية ابريل الماضي ان الشركة لا تقلقها الأزمة الاقتصادية العالمية وتأثيراتها المحتملة فهي تتوسع في مختلف أسواق العالم وتتجاوز ملاءة المقاعد على مختلف رحلاتها 79 بالمئة، لكن الأمر المقلق يتمثل في استمرار ارتفاع أسعار النفط بصورة يصعب التنبؤ بها.

وقال سموه ان طيران الإمارات ما زالت تنمو مع نمو اقتصاد دبي التي تعد بيئة مثالية لجذب الأعمال والاستثمارات والشركات الكبرى وهي ميزات تصب في صالح طيران الإمارات. وقد أعلنت طيران الإمارات عن أرباح قياسية خلال العام المنصرم بلغت 3. 5 مليارات درهم مدفوعة بعوامل عدة في مقدمتها استمرار الطلب الكبير على حركة السفر والنقل الجوي خصوصا في منطقة الشرق الأوسط . كما ان الناقلة باتت اليوم وبلا منازع سيدة الرحلات والوجهات الطويلة مستفيدة من موقع دبي الاستراتيجي وتوسطه بين قارات العالم كحلقة وصل بين الشرق والغرب يسندها أسطول حديث من الطائرات ذات البدن العريض التي تعد مثالية للرحلات الطويلة. كما ان الطفرة الاقتصادية الكبيرة التي تعيشها مختلف دول المنطقة وما يرافقها من توسع في مشاريع البنى التحتية والمطارات تدفع باتجاه بقاء الطلب والنمو الكبير لهذه الصناعة.
وفي المقابل فإن اكبر الباكر رئيس شركة الخطوط الجوية القطرية وفي رده على سؤال حول تأثير الأزمة العالمية على القطاع أشار مازحا إلى ان الحديث عن تراجع إيرادات شركات الطيران خصوصا في منطقة الشرق الأوسط فيه نوع من المبالغة ذلك ان شركات الطيران ومع الزيادة المستمرة في أسعار النفط ستلجأ وبشكل فوري إلى رفع أسعار خدماتها والتي سيدفعها أخيراً المستهلك، والذي قد لا يمتلك الكثير من الخيارات، فالناس لن تتوقف عن السفر.
ويؤكد طاهر عقيل الرئيس التنفيذي لشركة ناس للطيران المقولة السابقة بدليل نجاح شركات الطيران الاقتصادي في الأسواق التي تعمل بها وتوسعها المستمر سواء في المحطات أو شراء الطائرات الجديدة. وقال عقيل ان قطاع الطيران المدني يواجه دوما التحديات والمصاعب وهو قطاع سريع التأثر بالمتغيرات العالمية وبالتالي فإن تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية قد يتمثل في تراجع طفيف للطلب فقط وليس ذلك التأثير الكبير، ذلك ان المنطقة ما زالت تمتلك فرصا كبيرة لشركات الطيران وهناك أسواق كبرى تتمتع بمقومات عالية للنمو خصوصا في حال تحريرها وانفتاحها أمام حركة النقل الجوي.
ومن جهته قال سامر عطوي المدير التجاري في شركة سما للطيران ان ظهور الطيران الاقتصادي وتسارع نموه في الشرق الأوسط وفر للمسافرين خيارات عديدة للسفر واوقاتا مرنة، الأمر الذي خفف كثيرا من التعقيدات التي أحدثتها الأزمة الاقتصادية العالمية دون ان ننسى حجم النمو الكبير في منطقة الشرق الأوسط.

واذا كانت شركات الطيران في الشرق الأوسط واثقة من قدرتها على تجاوز هذه التحديات إلا ان واقع الأمر قد يختلف في مناطق أخرى من العالم خصوصا في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية حيث تأثير أسعار النفط كان اشد وقعا على الناقلات الأميركية القديمة التي تستهلك وقودا أكثر وعانت الشركات كثيرا بل ان بعضها توقف كليا وبات تحت حماية الإفلاس أو جزئيا من خلال توقف بعض الخطوط.
وفي هذا السياق، قال «بريان نلسون» محلل صناعة الطيران في «مورننج ستار» إن أي زيادة في أسعار النفط، تلحق الأضرار بشركات الطيران، مضيفاً بأن أسعار الوقود، أساسية في هيكلة نفقاتها وأجبرت بعض شركات الطيران الصغيرة على إيقاف رحلاتها.
ويؤكد رئيس وحدة ايزي جت في فرنسا يوم الأربعاء ان أسعار النفط التي تجاوزت بكثير مئة دولار للبرميل ستدفع أغلب شركات الطيران منخفض التكلفة للخروج من السوق، مشيرا إلى ان هناك نحو 50 شركة طيران منخفض التكاليف في السوق الأوروبي وفي غضون السنوات القليلة المقبلة لن يتبقى منها سوى ثلاث أو أربع شركات وقد لا تجد هذه الشركات خيارا سوى الاندماج أو التوقف عن الطيران.
ويؤكد المحللون ان لجوء الشركات إلى فرص رسوم إضافية على التذاكر قد لا يكون كافيا لتفادي ارتفاع أسعار النفط ومواجهة الركود الاقتصادي خصوصا بالنسبة لشركات الطيران الاقتصادي ذلك ان رفع أسعار التذاكر سيغير من مفهوم الطيران الاقتصادي وستثار الشكوك حوله وستنخفض مبيعات المقاعد من 85 بالمئة إلى 60 بالمئة. والأمر لن يقتصر على الطيران الاقتصادي ذلك ان الشركات التجارية الأخرى تعاني هي الأخرى من المصاعب المتتالية التي تواجه هذه الصناعة.
تجارب أميركية وإجراءات لمواجهة النفط
فقد أوقفت «ماكس جت ايروير» التي تقدم خدمات رجال الأعمال في عدد من المدن الأميركية إلى لندن عملياتها، وطلبت الحماية من الإفلاس في 24 ديسمبر من العام الماضي ، تحت ستار (أسعار الوقود المرتفعة والانكماش الائتماني)، وبدوره قال مالك شركة بج سكاي ايرلاينز انها تنوي ايقاف رحلاتها، وبيع طائراتها هذا العام، مرجعاً ذلك بصورة جزئية إلى أسعار الوقود العالية.
ونتيجة لذلك، فإن كبريات شركات الطيران لجأت إلى اتخاذ خطوات لتوفير الوقود، فقد قررت آلاسكا ايرلاينز استبدال 16 طائرة من نوع (ح-08) بطائرات (737-800)، التي تستهلك وقوداً أقل بنسبة 18 بالمئة، كما بدأت الناقلة في استخدام عربات ضيافة أقل وزناً في العام الماضي، واستخدمت الأقمار الصناعية لتسيير المزيد من الرحلات المباشرة.
فيما راحت «أميركان إيرلاينز» كبرى الناقلات الأميركية تعدل من مخاريط ذيول طائراتها لتكون أكثر فاعلية للرياح، واستخدمت موديلات عربات ضيافة أقل وزناً وعمد البعض إلى استخدام كميات أقل من الطلاء خارج الطائرات لخفض أوزانها، فالطلاء يخفف الوزن فقط.
ولكن إحداث خدوش فيه يزيد من مقاومة الرياح، ويرفع من استهلاك الوقود ولجأ بعضها إلى تخفيف حمولاتها من الوقود في طائراتها، وطلبت طائرات جديدة، لتحل محل الطائرات القديمة التي تستهلك الوقود إضافة إلى تغيير سرعات طائراتها خلال الطيران لاستغلال دفع الرياح القوية من الخلف، أو غيرها من الظروف الجوية.
وفي المقابل قامت بعض شركات الطيران بتزويد طائراتها «بجنيحات» أو وصلات عمودية لأجنحتها، من شأنها تحسين فاعلية وقود الطائرات بما يقارب 3 في المئة. وتجنباً لإهدار الوقود بالطيران بطائرات نصف فارغة راحت بعض الشركات تخفف من أعداد طائراتها، أو تستخدم طائرات أصغر.
وقد أنهت «دلتا» على سبيل المثال، عقود استئجارها لثلاث عشرة طائرة محلية في الربع الرابع، وألغت طلبيات بعض الطائرات. وفي هذا السياق أبلغ «ادوارد باستيان» كبير المسؤولين الماليين، في دلتا المحللين الشهر الماضي، بأن بعض المنافسين يتحدثون عن أساطيلهم الاقتصادية للوقود. وكإجراءات إضافية ضاعفت شركات مثل يونايتد ايرلاينز، ضريبة الوقود إلى عشرة دولارات بكل اتجاه وسرعان ما حذت شركات أخرى حذوها مع توقعات بحدوث زيادات أخرى في ضوء استمرار الارتفاع في أسعار النفط.
مصاعب
يقف قطاع الطيران المدني حالياً على مفترق طرق، وينظر بذهول إلى القفزات التي تتحرك بها أسعار النفط التي تجاوزت حاجز 115 دولاراً، وهو أمر لم تعهده شركات الطيران المدني من قبل، ويمثل تحدياً صارخاً قد يخرج الكثير من شركات الطيران من الخدمة ويدفعها للتوقف عن الطيران ما لم تتحر وسائل وطرق للتغلب على هذا الخطر.
وتأتي أسعار النفط المرتفعة لتكبح من توقعات الإياتا السابقة التي أشارت سابقا إلى أرباح بقيمة 5 مليارات دولار للقطاع لتعود وتخفض من توقعاتها إلى 5. 4 مليارات دولار خلال العام الحالي 2008 وربما اقل إذا واصل النفط ارتفاعه إلى مستويات أعلى ليبقى النفط اكبر تحد واكبر خطر يواجه هذه الصناعة وهو يستحوذ اليوم على أكثر من 27 بالمئة من اجمالي النفقات. وتبقى الخيارات محدودة لدى شركات الطيران، فقد ارتفعت أسعار الوقود، التي تشكل الآن ما يوازي ثلث مصاريف تشغيل الناقلات، بنسبة 58 في المئة خلال العام الماضي

المصدر: البيان

[بحريني وفتخر]

مشكور اخوي على التقرير
ويعطيك العافية

[ZAZO]

kuwaity_pilot

ألف شكر لك أخي العزيز على التقرير
يعطيك العافية على النقل ,, والله يعينا

تقبل مروري وودي
ZAZO