[(AirArabia)]

شركات تسيّر 3 رحلات أسبوعياً والسادسة قريباً

مطار الحريري يبدأ بأخذ حصته من الطيران الاقتصادي
المستقبل - الاحد 6 حزيران 2010 - العدد 3673 -


رائد الخطيب
مع نهايات العام 2008، كان مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، قد بدأ يستقبل بالإضافة الى الطيران التقليلدي، شركات الطيران الاقتصادي المنخفض التكاليف، وهذه أغلبها من الشركات الخليجية، علماً أن في لبنان شركة أو أكثر في هذا المجال.
وتقول مسؤولة ادارية في إحدى الشركات العاملة على خط بيروت وعدد من المدن العربية لـ"المستقبل"، إن الشركة انطلقت في عملها منذ نحو السنتين، وقالت لا شك أن هناك وفرا في أسعار تذاكر السفر، وهي اليوم بواقع 220 دولاراً بين بيروت وجدة مثلاً، إلا أن أسعار شركات الطيران الاقتصادي ليست ثابتة وهي أقرب الى نظام الأسعار في البورصة فتارة تهبط ومرة أخرى تصعد.
ويعمل عدد كبير من الشركات الخليجية على خط مطار رفيق الحريري الدولي وعدد من العواصم والمدن العربية بمعدل 3 رحلات أسبوعياً، منها: "ناس"، "الجزيرة"، "فلاي دبي"، "سما" و"العربية". وإذا كانت حركة الطيران الاقتصادي باتجاه أوروبا معدومة الآن، إلا أن شركة "بلطيق" من المنتظر أن تفتتح مكتباً لها في بيروت خلال الشهر الجاري، للقيام برحلات طيران اقتصادي باتجاه عدد من المدن الأوروبية.
فقد بدأت شركات الطيران الاقتصادي تغزو المنطقة، وهي فكرة جديدة على الشرق الأوسط عموماً وعلى الخليج، خصوصا وأول شركة طيران اقتصادي في الخليج هي العربية للطيران، وقد تأسست في 2003، إلا أن الفكرة بدأت مع انشاء شركة North West في أميركا في سبعينات القرن الماضي، وانتقلت الفكرة إلى أوروبا وانتشرت في التسعينات، والآن توجد شركات للطيران الإقتصادي في أغلب دول العالم، وتعمل هذه الشركات على تقليص نفقات التشغيل، خصوصاً أن كل طائرة تكون درجة سياحية فقط، فيما يتكون أسطول الشركة من نوع واحد من الطائرات وذلك لخفض تكاليف الصيانة والتدريب، وتستخدم طريقة ground, and turn around بمعني تقليص وقت الإنتظار في المطار الى اقل ما يمكن، واغلب شركات الطيران العادية تنتظر ساعة أو أكثر، وغير ذلك من العوامل التي تساعد في عمليات خفض التكاليف عن المسافرين. وهذه النقاط لا تعمل بها جميع شركات الطيران الإقتصادي، تبلغ الآن نسبة المسافرين بالطيران الإقتصادي في أميركا وأوروبا نحو 30%، أما في دول الخليج فلا يتعدى 7% ولكنه يزيد.
وتشهد سوق الطيران الاقتصادي في منطقة الخليج انتعاشاً خلال الفترة الأخيرة، وهو يمثل نحو 3 فقط من إجمالي الحصة السوقية بالمنطقة، بالمقارنة مع 25 في أكثر الأسواق نضوجاً، كأميركا الشمالية، فأسعار تذاكر الطيران الاقتصادي أرخص بـ40 من أسعار الطيران التقليدي. وتختلف هذه الأسعار من رحلة لأخرى، إذ إن أغلب شركات الطيران الاقتصادي لها درجة سفر واحدة.
يذكر أنه تم إطلاق "طيران العربية" كأول شركة طيران اقتصادية بالمنطقة في 2003 لحقتها 5 شركات أخرى، دفعت جميعها قطاع "طيران الفقراء" إلى مستويات نمو كبيرة يدعمها تأثير عائدات الذهب الأسود اقتصادات المنطقة وموقعها الجغرافي، وانتعاش السياحة، وجهود الحكومات في توسعة المطارات القائمة.
وشهد القطاع نمواً هائلاً خلال السنوات الخمس الماضية وبشكل خاص من خلال إطلاق عدد كبير من الشركات الجديدة. ويمثل قطاع الطيران الاقتصادي في المنطقة حالياً نحو 3 فقط من إجمالي الحصة السوقية في المنطقة، بالمقارنة مع 25 في أكثر الأسواق نضوجاً، كأميركا الشمالية.
وبعد أن طرحت "العربية للطيران" نفسها كأول شركة طيران اقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، استهلت الجزيرة للطيران التي أسست في أيار (مايو) 2004 خدمات الطيران المنخفض التكاليف في الكويت وتشغّل أسطولاً جديداً من 6 طائرات من طراز A230 مجهزة بمقاعد جلدية فاخرة، تلتها في السعودية كل من شركتي "سما" و"ناس". وشكلت "سما" للطيران إضافة نوعية في خدمة قطاع السياحة والسفر العائلي، والسفر لأداء الحج والعمرة على المستوى الداخلي قبل أن تبدأ بتسيير رحلات دولية، أما ناس فبدأت بأسطول مكون من 7 طائرات من طراز إيرباص وبوينغ، وأضافت إليها 4 طائرات جديدة هادفة كسر حاجز 10 ملايين راكب بحلول العام الخامس من التشغيل. وكانت "ناس" أعلنت عن خطة تدريجية لخدمة كافة مطارات السعودية والوصول بحجم الأسطول إلى 19 طائرة بحلول 2011 كما أنها سيرت رحلات دولية إلى الشارقة وأبوظبي ومصر ولبنان والأردن.
ويظهر تقرير حديث أعده اتحاد الطيران الخاص لمنطقة الشرق الأوسط أن حجم عائدات الطيران الخاص ورجال الأعمال في المنطقة ستصل إلى نحو 1,1 مليار دولار بحلول عام 2010 مقارنة مع 600 مليون دولار خلال العام الماضي. وأشار التقرير إلى أن دول الخليج تضم 600 طائرة خاصة من ضمن 1043 طائرة كانت تتواجد في منطقتي الشرق الأوسط وآسيا نهاية 2007، ومن المتوقع أن تدخل 100 طائرة جديدة إلى منطقة الخليج ليصل العدد إلى 700 طائرة. وأوضح التقرير أن سوق الطيران الخاص شهد في الفترة الأخيرة معدلات نمو كبيرة مواكبة لحركة النمو الاقتصادي والاستثماري، وارتفاع أسعار النفط وزيادة عائدات دول الخليج بشكل خاص من العوائد النفطية والتي تفوق 500 مليار دولار. وأضاف التقرير أن نسبة نمو قطاع الطيران الخاص في المنطقة تصل إلى 20 سنوياً، في حين يبلغ عدد أعضاء اتحاد الطيران الخاص للشرق الأوسط حالياً 95 عضواً، مقارنة بـ65 عضواً عندما تأسس الاتحاد في حزيران (يونيو) 2006، في حين يتوقع أن يصل عدد أعضائه إلى 150 عضواً نهاية العام الجاري.
وكشف التقرير أن التحدي الرئيس الذي يواجه قطاع الطيران الخاص بالمنطقة، يتمثل في أن نسبة كبيرة من الطائرات الخاصة يتم تأجيرها بشكل غير رسمي، وتعمل من دون تراخيص خصوصاً في السعودية، إذ إن 50 من الطائرات الخاصة غير مرخصة، لكن التقرير لم يغفل قيام السعودية مؤخراً بفتح المجال أمام التشغيل التجاري لشركات الطيران الخاص. ويوضح التقرير أن السعودية تحتل المركز الأول بنسبة 50 بين دول الشرق الأوسط من حيث عائدات الطيران الخاص ورجال الأعمال، تليها الإمارات بنسبة 37 من حجم عائدات السوق، في حين تتوزع النسبة المتبقية البالغة 13 على باقي دول المنطقة. وطالب التقرير بضرورة توفير كافة التسهيلات اللازمة لتعزيز نمو قطاع الطيران الخاص ورجال الأعمال بما في ذلك سرعة إصدار أذونات الدخول والخروج وإنشاء مبانٍ خاصة بهذه الخدمات في جميع مطارات المنطقة.
https://www.almustaqbal.com/storiespr...storyid=412532