[عاشق A380]

أعلنت العديد من الشركات العالمية في صناعة الطيران عن دعمها للمشروع الرائد الذي تقوم به جامعة كرانفيلد لإيجاد حلول عملية حول كيفية تنمية حصاد الطحالب لإنتاج وقود للطائرات بكميات تجارية.
وقد تم الإعلان عن تأسيس تحالف "الاستخدام المستدام للوقود المتجدد" الذي يضم شركة ايرباص والخطوط الجوية البريطانية وجامعة كرانفيلد، إلى جانب العديد من الشركات الأخرى، خلال فعاليات منتدى الطيران والبيئة الذي عقد اليوم في مدنية جنيف. وسيقوم هذا التحالف بإتباع نهج منظم لمعالجة خمسة اعتبارات رئيسية لضمان نجاح استخدام الوقود من مصادر الطاقة المتجددة مثل الطحالب. وتتضمن هذه الاعتبارات الأثر البيئي، والعمليات والقدرات والتوزيع، والإجراءات التجارية، والتشريعات والقوانين، والعلاقات العامة وحشد التأييد. كما سيتم إجراء دراسات محددة للنظر في النماذج المستقبلية للاستدامة، وتقييم دورة الحياة البيئية.
ويستند التحالف الجديد إلى مشروع "خضرة البحر" لجامعة كرانفيلد، وسيمثل التحالف مجموعة استشارية تدعم تعريف وأهداف ونتائج هذا المشروع. وقد قامت الجامعة بتأسيس منشأة تجريبية ضمن الحرم الجامعي لتنمية ومعالجة الطحالب بهدف إنتاج الوقود الحيوي، ولكن الهدف النهائي من هذا المشروع يتمثل في إقامة المنشأة فوق سطح البحر لإنتاج كميات تجارية من الوقود الحيوي بشكل مستدام. وسيتم تصميم هذه المنشأة بحيث تستخدم مياه البحار قرب الشاطئ لتنمية الطحالب بوتيرة أسرع من أي مبادرة أخرى، والتقاط غاز ثاني أكسيد الكربون من الهواء والبحار في نفس الوقت. وسيتم ذلك في منشأة مستدامة صديقة للبيئة تستخدم آلية سلبية لانبعاثات الكربون (بمعنى أنه سيتم امتصاص غاز الكربون من الغلاف الجوي)، وهي آلية لا تؤثر على الأراضي الزراعية، ولا تتطلب مياه عذبة، ولا تؤدي إلى إزالة الغابات، وإحداث أضرار بالبيئة.
ومن المتوقع أن يبدأ مشروع "خضرة البحر" بإنتاج كميات تجارية في غضون ثلاث سنوات.
وقال البروفيسور فيرغال برينان، رئيس قسم العمليات الخارجية وهندسة الطاقة في جامعة كرانفيلد: "تؤثر العديد من أنواع الوقود الحيوي على الأراضي الزراعية والمياه العذبة مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية. ويهدف هذا المشروع والتحالف إلى بحث مدى استفادة صناعة الطيران من الطحالب. وسيبحث في سبل تنمية وحصاد الطحالب بشكل طبيعي وبكميات كبيرة، ومن ثم تحويلها إلى وقود. ومن المعروف أن الطحالب تنمو بشكل طبيعي في مياه البحر، ولمّا كانت البحار تغطي أكثر من 70 بالمائة من سطح الأرض، فإن مشروع كرانفيلد يعد حلاً منطقياً من المحتمل على نطاق واسع أنه سيحقق عوائد مجزية. وقد تم تحديد بعض الخيارات البديلة للكيروسين لاستخدامها كوقود للطائرات التجارية، ولكن وقود الطائرات المنتج من الطحالب بهذه الطريقة، قد يشكل اختراقاً عظيماً في هذا السياق."
بدوره قال بول ناش، رئيس قسم الطاقات الجديدة في شركة ايرباص: نحن نعمل باستمرار على تحفيز الجهود الرامية إلى إنتاج أنواع بديلة ومستدامة للوقود، ونواصل التحقق من جميع الخيارات لإنتاج الوقود الحيوي. ونرى في الطحالب أحد الحلول الواعدة والمستدامة لإنتاج كميات تجارية من الوقود الحيوي. ومما لا شك فيه أن مبادرات قطاع الطيران مثل تحالف "الاستخدام المستدام للوقود المتجدد" يؤكد التزامنا بخفض الانبعاثات. وقد قامت ايرباص بالفعل بتقليص انبعاثات الطائرات بنسبة 70 بالمائة، وهي ملتزمة بتنفيذ استراتيجية ثلاثية المستويات في هذا المجال تتمثل في البحث عن أنواع من الوقود البديل، وإدارة الحركة الجوية بفعالية وكفاءة، واستخدام أحدث تقنيات الطائرات.
من جانبه، قال جوناثان كونسل، رئيس قسم البيئة في شركة الخطوط الجوية البريطانية: "سيقوم الوقود المستدام بدور حاسم في الحد من انبعاثات الكربون الناشئة عن حركة الطيران العالمي بنسبة 50 بالمائة بحلول عام 2050، كما سيقلل إلى حد كبير من دورة حياة الانبعاثات، في حين سيسهم أيضاً في تجنب الآثار البيئية الأخرى."
يذكر أن التحالف الجديد يضم في عضويته كلا من ايرباص، والخطوط الجوية البريطانية، وشركة رولز رويس، والخطوط الجوية الفنلندية، ومطار غاتويك، والاتحاد الدولي للنقل الجوي، وجامعة كرانفيلد.

رابط المصدر