[EK-A380]

عزز تصدر مطار دبي الدولي، قائمة مطارات العالم، من حيث أعداد المسافرين الدوليين، أهمية الدولة كمركز عالمي للطيران يربط الشرق بالغرب، بفضل الاستثمارات الضخمة التي ضختها الدولة في المطارات، والتي بلغت أكثر من 120 مليار درهم، وهي قيمة مشاريع المطارات التي يجري تطويرها حالياً.

وساهم الموقع الجغرافي المتميز الذي تتمتع به إمارة دبي، والدولة عموماً، وسياسة الأجواء المفتوحة التي تنتهجها وبيئتها الجاذبة للأعمال والنمو اللافت لشركات الطيران المحلية، وبروز الإمارة كمدينة عالمية رائدة للسياحة والتجارة، في مواصلة الارتقاء بقطاع الطيران نحو آفاق جديدة في عام 2015.

تحقيق الأهداف

ونجح مطار دبي خلال العام الماضي، في تحقيق عدد من الأهداف الطموحة، التي كان من أبرزها الرقم القياسي للمسافرين، الذي رسخ مكانتنا الرائدة، كأول مطار على مستوى العالم من حيث عدد المسافرين الدوليين، واستكمال مشروع «الكونكورس دي» الجديد لافتتاحه بسلاسة، وضمن الإطار الزمني المحدد. وصحيح أن الكونكورس الجديد ساهم بتوسيع وتحسين مطار دبي الدولي، وكسب الثناء الواسع من قطاع الطيران العالمي، إلا أن النمو المتواصل، بات يتطلب مواصلة التخطيط لتعزيز الطاقة الاستيعابية.

ويسهم قطاع الطيران بدور قوي في اقتصاد إمارة دبي ودولة الإمارات، فقد ساهم بنسبة تقارب 27 % من إجمالي الناتج المحلي للإمارة، وبنحو 21 % من فرص العمل التي وفرتها دبي في عام 2013، وذلك وفقاً لدراسة أجراها «معهد أكسفورد للدراسات الاقتصادية». وتقدّر الدراسة أن مجمل التأثير الاقتصادي لقطاعي الطيران والسياحة، سيرتفع إلى 53.1 مليار دولار في عام 2020، أي ما يعادل 37.5 % من إجمالي الناتج المحلي لإمارة دبي، ليدعم أكثر من 754.500 فرصة عمل في الإمارة. وتشير التوقعات إلى أن مساهمة قطاع الطيران في إجمالي الناتج المحلي، ستشهد بحلول عام 2030، ارتفاعاً ملحوظاً إلى 88 مليار دولار، «323 مليار درهم»، أو 44.7 % من إجمالي الناتج المحلي.

ركائز اقتصادية

ونظراً للأهمية التي يتميز بها قطاع الطيران بالنسبة لإمارة دبي، كواحد من أبرز ركائز اقتصادنا، وبناء على توقعات النمو الجديدة لعام 2020 وما بعده، والتي تشير بشكل واضح إلى ضرورة تعزيز الطاقة الاستيعابية لمطار دبي الدولي، والتوسعة السريعة لمطار دبي وورلد سنترال، ثاني مطارات دبي، والعمل جارٍ على إعداد خطة رئيسة، تهدف إلى تلبية الطلب المتوقع، والارتقاء بمستويات الخدمة وتجربة المسافرين في كلا المطارين.

وفي إطار هذه الخطة، سيجري توسيع مطار دبي وورلد سنترال لاستيعاب 26 مليون مسافر بحلول عام 2018، بينما سيتم رفع الطاقة الاستيعابية الحالية لمطار دبي الدولي لاستيعاب أكثر من 90 مليون مسافر دون إضافة أي بنية تحتية جديدة. ويتمثل العنصر الأخير من الخطة الرئيسة في بناء أكبر وأحدث مطار على مستوى العالم على مراحل في منطقة دبي وورلد سنترال، بطاقة استيعابية قدرها 240 مليون مسافر و16 مليون طنٍ من الشحن.

خطة رئيسة

وفي ظل التركيز على المسافرين كمحور رئيس، ستتضمن الخطة الرئيسة شراكات تعاونية من مختلف أرجاء القطاع، لتحقيق نقلة نوعية كاملة في قطاع السفر الجوي، وضمان النمو المتواصل، واستمرارية المساهمة في الاقتصاد المحلي والوطني.

وشهدت الأعوام القليلة الماضية، استثمارات ضخمة في قطاع الطيران في الدولة، شملت توسيع أسطول الطائرات، وتنفيذ مشاريع ضخمة لتطوير وتوسيع مطاراتها. وترتكز استراتيجية خطوط الطيران الرئيسة في الدولة على إعادة توجيه حركة المسافرين الدوليين من أوروبا والدول الأميركية إلى المنطقة.

ويندرج مطار آل مكتوم الدولي في دبي، ضمن أبرز مشاريع المطارات في المنطقة، مع استثمار بقيمة تربو على 32 مليار درهم. وقد انتهى هذا المطار، الذي يتمتع بطاقة استيعاب سنوية متوقعة تبلغ 12 مليون طن من الشحن، وما بين 160- 260 مليون مسافر، من تشييد مبنى مسافرين مساحته 66 ألف متر مربع، ومواقف تسمح بركن 64 طائرة، ومدرج بطول 4.5 كيلومترات. كما أن مطار دبي الدولي، اختتم برنامج توسعاته الكاملة مع وصول طاقته الاستيعابية إلى 90 مليون مسافر، بعد افتتاح مبنى الكونكورس دي، الذي بدأ تشغيله خلال العام الجاري، بتكلفة بلغت 1.2 مليار دولار. وتضمن برنامج التوسعة كذلك، مساحات للتجزئة بلغت 675 ألف متر مربع.

مجمع مبانٍ

ومن المنتظر أن يحظى مطار أبوظبي في عام 2017 بمجمع مبانٍ جديد، حيث من المتوقع أن يضاعف المشروع الذي تبلغ قيمته 2.9 مليار دولار، من القدرة الاستيعابية لمقر طيران الاتحاد، لتصل إلى 30 مليون مسافر سنوياً. ومبنى المسافرين تبلغ مساحته 700 ألف متر مربع.

وقطع مشروع توسعة مطار الشارقة شوطاً كبيراً، حيث يتوقع إنجاز المرحلة الأولى من المشروع بتكلفة 227 مليون درهم قريباً، فيما يأتي تنفيذ هذا المشروع ضمن خطة التوسعات العملاقة التي تنفذها دائرة الطيران المدني في الشارقة، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث يعد المشروع أهم خطط التوسعات في المطار، لتطوير خدماته بما يتناسب ومكانته على الساحة المحلية والإقليمية والعالمية، باعتباره أسرع المطارات نمواً في مجال الشحن الجوي والمسافرين في منطقة الشرق الأوسط.

وكشفت قائمة مجلة نيوزويك لأكبر مشاريع المطارات في الشرق الأوسط، أن الإمارات تسيطر على أعلى عدد (4 مشاريع كبرى) من القائمة في المنطقة، منها مشروعان في دبي، حيث جاء مطار آل مكتوم الدولي بدبي في المركز الأول، وتبلغ تكلفة المشروع 33 مليار دولار، تلاه مشروع تطوير مطار دبي، مع كلفة قدرها 7.8 مليارات دولار.

وحجز مشروع تطوير مطار أبوظبي المرتبة الثالثة، وتصل كلفته إلى 2.9 مليار دولار، على أن يتم إنهاؤه في 2017. وأفادت مؤسسة مطارات دبي مؤخراً، أن الإمارة استثمرت أكثر من 48 مليار درهم (13 مليار دولار)، خلال الخمسة أعوام الماضية لتطوير وتوسعة مطاراتها، حيث تعتزم الإمارة، توسعة مطار آل مكتوم الدولي، كي يستطيع استقبال أكثر من 200 مليون شخص سنوياً خلال العقد المقبل، أي نحو ثلاثة أمثال، المستوى الحالي لحركة السفر عبر الإمارة.

تقنيات وأنظمة

يسعى مشغلو المطارات، إلى إيجاد سبل جديدة ومبتكرة لتخفيف الاختناقات وخدمة كل طائرة خلال وقت زمني ملائم، لا سيما في ظل التوقعات بأن تصل حركة الطائرات بمطارات الإمارات إلى 1.62 مليون رحلة بحلول عام 2030.

وأوضح يورجين سترومر، الرئيس التنفيذي للعمليات لمناطق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة كافوتيك، أن الحلول والتقنيات المتكاملة والمتطورة التي توفرها الشركة، تهدف إلى خفض أوقات خدمة الطائرات، من خلال دمج الأدوات المساعدة المختلفة في حلول فريدة ومبسطة لخدمة قطاع الطيران في منطقة الشرق الأوسط.

وفي ضوء مشاركتها للعام الـ 16 على التوالي بمعرض المطارات، الذي يعقد في الفترة من 9 إلى 12 مايو 2016، تواجد كافوتيك بجناح خاص لعرض منتجاتها وحلولها الجديدة أمام الشركات الرائدة بهذا القطاع.

وتسهم منتجات وحلول الشركة المتطورة في مساعدة العملاء في الحد من ازدحام مدرج المطار، وتحسين الأداء والكفاءة، وتقليل الأثر البيئي، حيث عملت بشكل وثيق مع كل من مشغلي المطارات، وشركات الطيران والشركات المصنعة للطائرات لأكثر من 20 عاماً، عبر توريد معدات وخدمات دعم أرضي متقدمة، بما في ذلك أنظمة تزويد الطائرات بالوقود والمياه والكهرباء والهواء مسبق التبريد وموصلات ووحدات خدمة الطائرات.

111 مليون مسافر خلال 2015

ارتفع إجمالي عدد المسافرين، عبر مطارات «دبي الدولي» و«أبوظبي الدولي» و«الشارقة الدولي»، خلال العام الماضي، بنسبة 11.3 %، بعد أن تعاملت مع 111.35 مليون مسافر، مقابل 99.97 مليون مسافر في عام 2014.

ووفقاً للبيانات الصادرة عن إدارة المطارات الثلاثة، فقد سجلت حركة الشحن الجوي نمواً بنسبة 3.2 %، بعد أن وصل حجم الشحنات الجوية إلى 3.57 ملايين طن، مقابل 3.46 ملايين طن في 2014.

وشهدت الحركة الجوية في الدولة نمواً، خلال عام 2015، بزيادة مقدارها 10.17 % على العام السابق، وبحسب تقارير مركز الشيخ زايد للملاحة الجوية، فقد سجلت الحركة نمواً كبيراً، خلال السنوات الماضية، حيث أشارت تقاريرها إلى زيادة متوسط الحركة الجوية اليومية، من 342 حركة جوية خلال عام 1986، إلى متوسط 2455 حركة جوية يومية، خلال عام 2015.
رابط المصدر:
https://www.albayan.ae/economy/local-...5-08-1.2634848