[(AirArabia)]

شركات الطيران العالمية تبحث عن الانتعاش في أفريقيا

تاريخ النشر: الأحد 22 أغسطس 2010

عماد الدين زكي
زادت شركات الخطوط الجوية رحلاتها إلى أفريقيا بنسبة 8,6% من بداية العام إلى نهاية يونيو مقارنة بالعام السابق وعلى نحو يفوق أي منطقة أخرى في العالم باستثناء الشرق الأوسط. وتتوقع جمعية “إياتا” العالمية للنقل الجوي أن يزيد عدد المسافرين الى أفريقيا ومنها على مدى السنوات الثلاث المقبلة بمعدل 6,5% في السنة ما يجعلها إحدى أسرع المناطق نمواً في العالم.
ورغم أن شركات الخطوط الجوية الأميركية والأوروبية كانت تزيد السعة الى أفريقيا لسنوات، إلا أن هذا التوجه زاد فجأة في الأشهر القليلة الماضية ما جعل خبراء بهذا المجال يتحدثون عن سباق جديد في أفريقيا تقوم فيه شركات الخطوط الجوية بالاستعداد للمستقبل. ويشير خبراء الى أن ارتفاع مستويات نمو دول أفريقية من جهة وارتفاع مستوى معيشة كثير من الأفارقة يستلزم احتياجات متزايدة من الرحلات الجوية.
وبلغ إجمالي ناتج أفريقيا المحلي 1600 مليار دولار عام 2008 بعد أن نما 4,9% كل عام منذ عام 2000 وبمعدل أسرع مرتين من ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي. ويعزو كثير من ذلك إلى احتياطيات أفريقيا الضخمة من المعادن والتي غدت محط أنظار اقتصادات آسيا المتسارعة النمو. وينتظر أن تنمو حركة المرور الجوي بين آسيا - المحيط الهادي وأفريقيا بمعدل 9 في المئة كل عام طوال العقد الماضي. كما تعزز شركات خطوط جوية أميركية وأوروبية علاقاتها مع مناطق أفريقية غنية بالموارد. في شهر يونيو بدأت دلتا ايرلاينز خدمة بين أطلنطا وأكرا وتهدف الى إضافة خدمات الى ليبيريا وأنجولا وغينيا الاستوائية وكينيا في القريب العاجل.


وقد قامت “لوفتهانزا”، أكبر شركة خطوط جوية أوروبية وأحد أهم مقدمي الخدمات لأفريقيا، بزيادة روابطها حيث أضافت خدمتين جديدتين في غربي أفريقيا ووسطها وتتوسع باطراد منذ عام 2008. ولدى الشركة حالياً 222 رحلة أسبوعياً الى 33 وجهة في أفريقيا.
وتتوقع شركة “إيرباص” الأوروبية استمرار تصاعد حركة الطيران الحالية، وينتظر على مدى العشرين سنة المقبلة أن تزيد سعة الرحلات الجوية بين أفريقيا ومناطق العالم الأخرى بنسبة 5,6% كل عام. ويقول جلين هاونشتاين رئيس تخطيط الشبكات في “دلتا” للخطوط الجوية :”هناك كثير من المال في أفريقيا في الوقت الراهن، صحيح أن ناتجها الإجمالي المحلي صغير بصورة مطلقة ولكنه يزيد على نحو سريع مع انتشار الاستقرار السياسي”. وفي هذا المناخ التنافسي الجديد، تسعى شركات الخطوط الجوية الأميركية إنقاذ نفسها. ويقول هاونشتاين إن شركة “دلتا” بدأت تجربة رحلات جوية الى أفريقيا عام 2006 من خلال وصلات بين مركز شبكتها الجوية في أطلنطا بولاية جورجيا ووجهتها السياحية جوهانسبرج بجنوب أفريقيا عبر داكار بالسنغال. ويؤكد أن نجح ذلك الخط جعل دلتا تجرب خطوطاً أخرى مع التركيز على غرب أفريقيا ومنطقة أفريقيا جنوب الصحراء مع تجنب الوصلات الأوروبية على نحو يوفر وقت المسافرين الأميركيين. ويعزو جزء من المشكلة الى تكنولوجيا الطائرات حسب رأى جريج هارت نائب رئيس شركة كونتنتال لشؤون استراتيجية الشبكات.
وإلى أن تم تطوير الطائرة “بوينج 777” في منتصف تسعينيات القرن الماضي كان العديد من الوجهات في أفريقيا بعيدة عن الولايات المتحدة فيما يتعلق بالرحلات المباشرة وحتى آنذاك كانت الطائرة “بوينج 777” أكبر من أن تقوم ببعض رحلات مربحة. ومع “بوينج 787” التي تأخرت كثيراً والمنتظر وصولها مطلع عام 2011 يقول هارت إن العديد من شركات الخطوط الجوية سيكون للمرة الأولى لها الطائرة المناسبة لأداء المهمة. إذ تعتزم شركة كونتنتال ربط هيوستن بمدينة لاجوس بخدمة تبدأ في نوفمبر 2011.ومع ذلك لا تزال هناك عراقيل كبيرة يتعين التغلب عليها.
وجاء تقرير البنك الدولي لعام 2009 عن البنية التحتية لقطاع الطيران أنه رغم وجود العديد من المطارات في أفريقيا إلا أن الافتقار الى ممرات مناورة تحرك الطائرات ومرافق المطارات وعدم كفاية نظم مراقبة الحركة الجوية تعمل جميعها على تقييد نمو سعة الرحلات الجوية. والسلامة تعد مشكلة أخرى، فالعام الماضي كان لأفريقيا أسوأ سجل على مستوى كافة المناطق بحسب إحصائيات “إياتا”. ورغم أن معظم المشاكل تتعلق بطائرات تشغلها شركات خطوط جوية محلية إلا أن عدة تقارير ترجع المشكلة الى تدني الإشراف القانوني في أفريقيا، الأمر الذي يتسبب في صعوبات أكبر.
وسعياً الى حل تلك المشاكل تتعاون شركات خطوط جوية تعاوناً وثيقاً مع دوائر حكومية في أفريقيا وتبذل الوقت والمال لتطوير البنية التحتية المحلية من أجل إدخال خدمات جديدة.
عن «فايننشيال تايمز»
https://www.alittihad.ae/details.php?id=52682&y=2010