[Flynas]

بعد عام على إغلاق مطار المكلا (الريان) في محافظة حضرموت، إثر سيطرة تنظيم القاعدة على المدينة، كانت دولة الإمارات أول من دشن إعادة تشغيله بعد تحرير المدينة..
ووصلت أول طائرة إغاثة إماراتية إلى هناك. وطوال العام الذي خضعت فيه مدينة المكلا والبلدات القريبة منها لسيطرة عناصر الإرهاب، عانى سكان مناطق شامل حضرموت مشقة السفر إلى الخارج، وأجبروا على الانتقال براً إما إلى صنعاء يقطعون خلالها نحو 12 ساعة، أو يقطعون المسافة نفسها إلى الحدود العمانية، وما يرافق ذلك من تعقيدات الحصول على تأشيرة مرور السفر إلى بلد آخر.
وإلى جانب الخضوع لسيطرة عناصر القاعدة التي فرضت على السكان رؤيتها لنمط الحياة وتفسيرها للدين، كان المرضى وكبار السن والصغار أكثر الفئات التي عانت إغلاق المطار وتوقف الرحلات الجوية، بل إن البعض تحمل قساوة آلام المرض بدلاً من تحمل مشقة السفر الطويل والمحفوف بالمخاطر، فتجمدت الحياة في مناطق ساحل حضرموت..
وكان الميناء هو المنفذ الوحيد إلى الخارج لاستيراد السلع والبضائع برغم خضوعه لسيطرة القاعدة.
أول طائرة
اليوم وبعد تحرير المكلا والشحر وغيل باوزير من عناصر القاعدة وإنهاء الدويلة التي سعى التنظيم إلى إقامتها لتكون منطلقاً لعملياته داخل اليمن وخارجه، تمت إعادة افتتاح مطار مدينة المكلا، وكانت أول رحلة طيران تهبط فيه طائرة إماراتية تحمل إمدادات إغاثة.
الطائرة التي حملت 20 طناً من الأدوية والمعدات الطبية، مقدمة من الهلال الأحمر الإماراتي، تشكّل جزءاً بسيطاً من جسر جوي تسيره دولة الإمارات إلى المكلا، لتقديم المساعدات للسكان الذين أخضعوا لسيطرة «القاعدة» 12 شهراً، كما أنها تستكمل التجهيزات اللازمة لإعادة تشغيل الرحلات التجارية إلى المطار..
واستئناف حركة الملاحة الجوية داخلياً وخارجياً، وإنهاء العزلة التي فرضت على السكان هناك طوال الفترة الماضية. ولأن الأضرار التي لحقت بالمطار أثناء سيطرة تنظيم القاعدة عليه كبيرة، فإنه يحتاج إلى ثلاثة أشهر لاستكمال تجهيزه من جديد، حيث تم العبث بأجهزته والمعدات المرتبطة بالملاحة، كما تضرر نتيجة استخدامه موقعاً لتخزين الأسلحة من قبل أفراد التنظيم.
إجراءات صارمة
ولمنع أي خرق أمني في المدينة، أعلن محافظ حضرموت اللواء أحمد سعيد بن بريك أن السلطة المحلية في المحافظة لن تسمح بتشكيل أي ميليشيات أو جماعات مسلحة غير قوات الجيش والشرطة.
وفي لقاء جمعه مع قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء فرج سالمين البحسني، وضم عدداً من العلماء والمشايخ والوجهاء والشخصيات، وممثلين عن منظمات المجتمع المدني، أوضح المحافظ أن «هناك من يريد إعادة إنتاج سيناريو الصراع لما حصل في عدن وبعض المحافظات، بين المقاومة وقوات الجيش الرسمية والسلطة المحلية، ولهذا فإن السلطة المحلية في حضرموت لن تقبل بتشكيل أي ميليشيات أو جماعات مسلحة غير قوات الجيش والشرطة».
وقال إن «حدوث أي شيء من هذا القبيل هدفه تشويه صورة حضرموت وخدش جمال الانتصار والتلاحم الذي حدث في تحرير المكلا ومطاردة العناصر الإرهابية»، موضحاً أن هناك إجراءات لتسجيل كل من شاركوا في تحرير المكلا، لتدريبهم في المعسكرات الخاصة، ودمجهم ضمن قوات الجيش والأمن بالمحافظ.




المصدر