[عاشق A380]

هي أعجوبة من أعاجيب عالم الطيران، وإيقونة فنية وصناعية بكل المقاييس، إنها طائرة الركاب الأكبر من دون منازع الإيرباص 380 ذات الطابقين المتماثلين. اتهمت بأنها عرجاء، ومضيعة للأموال، وطائرة لا لزمة لها. واليوم؛ بدأت هذه العملاقة المحلقة بحصاد أولى ثمارها، وها هي شركات الطيران التي آمنت برؤية إيرباص للعقد الثاني بعد الألفية الثانية، بأنه عقد طائرات النقل الفائقة السعة يتحقق، رغم الأزمة الاقتصادية العالمية التي تعرض لها العالم في نهاية هذه العقد من الزمن. كيف تمكنت إيرباص من تثبيت خطاها لهذه الطائرة الضخمة؟ فلندع الحقائق تتكلم.
توقعت إيرباص قبل عقدين من الزمن أن يكون هناك نمو متواصل في حركة السفر جواً على المستوى العالمي، ما سيؤدي لحدوث ازدحام جوي نتيجة الاعداد الهائلة للطائرات المستخدمة، لذا ارتأت ان صنع طائرات فائقة الحجم (اكثر من 400 راكب) أضخم من طائرة البوينغ جامبو 747 الحالية قد يساهم في التخفيف من ذلك الازدحام، وقد يتعامل بطريقة أفضل مع الزيادة الضخمة في اعداد الركاب من دون الحاجة إلى إنتاج أعداد من الطائرات الاضافية. لذلك أخذت على عاتقها وحدها، بعد أن تخلت الصناعات الجوية الأميركية المنافسة لها إنتاج هذا النوع من الطائرات الفائقة السعة. وبعد عقد من تاريخ ذلك القرار نجحت إيرباص في 2005 من ترجمة هذه الفكرة على أرض الواقع بعد أن أقلعت إلى الجو أكبر طائرة نقل للركاب في العالم وهي «إيه 380».
تعلل بعض المعارضين لطائرات الركاب من فئة «إيه 380» العملاقة من أن هناك محدودية لعمل مثل هذه الحجم الكبير جداً من الطائرات، لكنهم لم يضعوا في حسبانهم أن ما ان ارتفعت طائرة «إيه 380» أول مرة في ربيع 2005 في الجو حتى كان النقل الجوي ينمو بصورة مطردة في ذلك الوقت، لدرجة أدت إلى مزيد من الاستثمار في قطاع تمويل تطوير المطارات في بقاع عدة من العالم، وهذا بدوره أسهم في تهيئة الطريق لاستقبال مزيد من طائرات الركاب الفائقة الحجم كالإيرباص 380 التي نتحدث عنها هنا. لقد غيرت من مفهوم النقل الجوي واستحدثت نمطا جديدا من أنماط السفر جوا، وبات اليوم ما يقرب على أكثر من 70 مطارا مهيئاً لاستقبال هذه الطائرة ضمن مقاييس وحيز لوقوفها بتلك المطارات 80 X 80 متراً، علماً أن باع جناح «إيه 380» يقع ضمن 72 متراً، وبالتالي لن يكون هناك عائق أمام عملها من تلك المطارات.

طائرة بسعة طائرتين
عند الحديث عن الطائرات العملاقة يسترعي إلى انتباهنا ذكر طائرة بوينغ جامبو أو «بي 747»، والتي طورت في آواخر الستينات. فهذه الطائرة لم تصمم في الأساس كطائرة لنقل الركاب، وإنما بنيت كطائرة للشحن العسكري، ومن ثم تم تعديلها كي تتحول إلى طائرة ركاب صرفة. وهنا الفرق، فطائرة إيرباص 380 صممت منذ البداية كطائرة عملاقة فائقة السعة لحمل الركاب إلى مسافات بعيدة عبر القارات. وهذا بدوره أكسبها خاصية أو خواصاً كثيرة في مصلحة دعم شركات الطيران وتحقيق غايتها من العمل بطائرات تلبي احتياجات السفر جواً بجميع مقاييسه. فطائرة إيرباص 380 لديها القدرة على حمل أكثر من 500 راكب في ثلاث درجات من المقاعد لمسافة تزيد على 14 ألف كيلومتر، أي أنها تحمل ضعف العدد وتحلق لأبعد نقطة ما بين مطارين محورين بحمولة نافعة ومجدية من الناحية الاقتصادية. وهذا هو مكمن قوة مفهوم إيرباص للطائرات العملاقة، بينما على الجانب الآخر ونعني هنا طائرة بوينغ 747-8 أي الجامبو المحسنة لا يمكنها تلبية هذه الغاية، حتى مع زيادة عدد المقاعد عن النماذج الأخرى ، والسبب هو كما أشرنا سابقا هو طبيعة تصميم الجامبو واختلافه منذ البادية عن مفهوم تصميم الإيرباص. أضف إلى ذلك أن إيرباص 380 يمكنها أن تعمل على الخطوط التي لا تتطلب ترددا كبيرا للرحلات، وبالتالي يمكن حمل أكبر عدد من الركاب (حمولة طائرتين من فئة البدن العريض كالبوينغ 777 على سبيل المثال) في رحلة واحدة فقط، وهذا ما يطلق عليه «الأداة الاستراتيجية» في النقل الجوي.

عامل البيئة
لا شك أن موضوع الاهتمام الجانب البيئي بات يأخذ منحى كبيراً واهتماماً متزايداً يوماً بعد يوم من قبل جميع القطاعات الصناعية منها أم الحكومية والدولية، ولقد كان لقطاع الطيران والنقل الجوي دور كبير وإسهامات في دعم المشاريع التي تعنى بالبيئة، وإذا ما أخذنا طائرة الإيرباص 380 كمقياس، فإنها أثبتت أنها حققت ما كان مرجواً منها في هذه المنوال، والدليل ما أثبته التشغيل الميداني لهذه الطائرة حين دخلت إلى الخدمة في أواخر العام 2007 مع الخطوط الجوية السنغافورية، حيث، وكما ذكرنا مسبقاً، إن هذه الطائرة يمكنها حمل ما تسعه طائرتان كبيرتان من فئة البدن العريض والطيران إلى مسافات بعيدة تتجاوز حاجز الـ 14 ألف كلم ونسبة حرق للوقود أقل من أكثر السيارات اقتصادية في حرق الوقود موجودة في الخدمة حالياً، وهي «تويوتا – بريوس»، هنا الأمر يعني أن طائرة إيرباص 380 تحرق وقودا لكل راكب بنسبة أقل %17 عن تلك الكمية التي ستحرقها الطائرات الكبيرة الأخرى، أليس هذا يعد ميزة لا مثيل لها؟!

قاهرة القطارات
تسعى الهند إلى تشجيع السفر الداخلي في شبه القارة الهندية إلى الاتجاه نحو الجو، كي تخفف من الضغط الشديد والكثيف على حركة القطارات هناك. وقد كانت شركة طيران «كنج فيشر» للقطاع الخاص قد وقعت عقداً مع إيرباص لشراء خمس طائرات عملاقة من فئة «إيه 380»، وتسعى «كنج فيشر» إلى تشغيل تلك الطائرات على الخطوط الدولية المزدحمة كمومباي لندن، أو دلهي لندن، وهكذا، لكن هناك مقترحاً نحو استخدامها على الخطوط الداخلية بطاقة استيعاب للركاب تتجاوز 800 راكب على درجة واحدة (سياحية)، وهذا ما سعت إليه شركة طيران «إير أوسترال» الفرنسية على طائراتها التي طلبتها من الإيرباص 380.

خدمات قياسية
توفر الكابينة الفسيحة والمكونة من طابقين اثنين لطائرة الإيرباص 380 مزايا عدة، لاستغلالها من قبل شركات الطيران، كإقامة بار للمشروبات، مع آرائك وثيرة في درجتي الأولى ورجال الأعمال، أو توفير خدمات سوق حرة، كإقامة كشك صغير لبيع السلع المتنوعة، وغيرها من البضائع. إن هذه الطائرة خلقت لنفسها سوقاً لذاتها فوق السحاب، كما خلقته سعتها على الأرض. إنها طائرة المستقبل.

3 أعوام في الخدمة
مضى على دخول طائرة إيرباص 380 إلى الخدمة الفعلية ثلاثة أعوام، حيث دخلت الخدمة في بادئ الأمر مع شركة الخطوط الجوية السنغافورية في عام 2007، ومنذ ذلك الحين والطائرة توفر على الشركة أموالا طائلة نسبة إلى تشغيلها الاقتصادي على الخطوط التي تشهد عددا كبيرا من الركاب، تلتها شركة طيران الإمارات والتي باتت أكبر مشتر لهذا النوع العملاق من طائرات الركاب، حيث بلغت أعداد الطائرات التي طلبتها حتى الآن أكثر من 90 طائرة وتنوي زيادة أعدادها تلك لتصبح 120 طائرة فور الانتهاء من التوسعة النهائية لمطار دبي الدولي. أما كوانتاس الاسترالية فهي ثالث مشغل لهذه الطائرة، تليها إيرفرانس ومن ثم لوفتهانزا الألمانية وقريبا الخطوط الجوية لكوريا الجنوبية وهكذا.

رابط المصدر

[moayad78]

كبيرة يا ايرباص ,,

تسلم " عاشق " على المقال الممتع والمفيد ,, مع اطيب تحياتي ...

[عاشق A380]

اقتباس:     المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moayad78  

كبيرة يا ايرباص ,,

تسلم " عاشق " على المقال الممتع والمفيد ,, مع اطيب تحياتي ...

ومن قال يسلم
ومشكور أخ مؤيد على المرور الطيب