[محمد احمد عسيري]

عادة ما يقضي المسافرون جوًا –لا سيما خلال موسم الصيف- ساعات في البحث عبر الإنترنت عن أفضل عروض شركات الطيران للسفر إلى وجهتهم، وفي محاولة لفهم نظام تسعير تذاكر الطيران الذي يبدو عشوائيًا تمامًا، بحسب ما تناوله تقرير "سي إن بي سي".


وتبدو أسعار التذاكر متقلبة بدون سبب واضح كما أن الرحلات الطويلة ليست دائمًا أكثر تكلفة من تلك القصيرة، لكن ما يبدو عشوائيًا بالفعل هو نظام التسعير الديناميكي لشركات الطيران، وذلك باستخدام استراتيجية تسمى إدارة إيرادات الخطوط الجوية.


ويعمل هذا النظام وفقًا للوقت الحقيقي بهدف واحد هو زيادة الإيرادات، ويتخذ القرارات من خلال خوارزميات تعدل الأسعار بناءً على المعلومات المتوافرة لديه، بما في ذلك الحجوزات السابقة والقدرة الاستيعابية المتبقية ومتوسط الطلب على رحلات معينة واحتمال بيع المزيد من المقاعد لاحقًا.


تطور طريقة التسعير
- مر وقت طويل منذ انطلاق صناعة الطيران التجاري حينما كانت تخضع لقواعد تنظيمية متشددة وكانت شركة وطنية واحدة بالكاد في كل دولة هي من يشغل جميع الخطوط الدولية، وبسبب غياب الخيارات ظهرت أسعار غير تنافسية للمستهلكين.

- غير أن تخفيف القيود التنظيمية في وقت لاحق أدى إلى تغيير كل ذلك، حيث ألغيت الضوابط الحكومية على الخطوط والرسوم وأمام دخول الشركات الجديدة إلى الأسواق.

- يقول النقاد إن السنوات الأولى لصناعة الطيران التجاري شهدت منافسة شديدة بعد إلغاء هذه القيود، وخسرت شركات الطيران الكثير من المال، مما أجبرها على الاندماج معًا فأصبحت أكثر هيمنة.

- يضيفون أن هذا حول الصناعة من شكل منظم إلى آخر غير منظم، وفي الولايات المتحدة وحدها أصبحت 4 شركات تسيطر على 68% من سوق الطيران المحلي، لكن هذا لم يعطل الطلب على السفر جوًا.

- استمر عدد ركاب الخطوط الجوية حول العالم في النمو، لا سيما خلال السنوات العشر الأخيرة، عندما بلغ عدد الأشخاص الذين يفضلون السفر جوًا 1.8 مليار نسمة.

- يقول استشاري الطيران والتنفيذي السابق بالصناعة "روبرت مان": اليوم، أسعار تذاكر الطيران يتم تقييمها وفقًا لما يمكن للعميل والسوق تحمله.

- تعمل الخطوط الجوية على إعداد ملفات لعملائها لمساعدتهم في تعديل الأسعار، وهذا يعني في كثير من الأحيان تصنيف الركاب إلى مجموعتين هما؛ المسافرون في أوقات الفراغ ورجال الأعمال، وبالطبع فإن الطريقة التي يتم بها التسعير تختلف بشكل كبير في كل مجموعة.

- عادة ما يحجز المسافرون في المجموعة الأولى قبل موعد السفر بأشهر، لذلك تميل شركات الطيران إلى تحديد أسعار مرتفعة نسبيًا للمقاعد في البداية، ثم تعدل التكلفة في وقت لاحق وفقًا لاستجابة السوق.

- بالنسبة للمجموعة الثانية التي تركز على رجال الأعمال، تبدأ شركات الطيران بأسعار منخفضة لملء الحد الأدنى من القدرة الاستيعابية للرحلات، ثم تزيد التكلفة بشكل حاد حيث يميل المسافرون ضمن هذه المجموعة لحجز تذاكرهم في اللحظات الأخيرة.

- ما يتجاهله الكثيرون بشأن أسعار التذاكر هو التكلفة المركبة التي تشمل الضرائب والوقود، وفقًا لـ"مان" الذي يقول إن التكنولوجيا مكنت بعض الخطوط الجوية من وضع أجرة اقتصادية أساسية مع وسائل راحة محدودة للمنافسة مع مقدمي الخدمات منخفضة التكلفة.

- يرجع السبب في ذلك إلى أن الأجرة المنخفضة تسمح للشركات التي تقدم خدمة متكاملة بالظهور على الصفحة الأولى من محركات البحث مثل "جوجل فلايتس".

- لكن ليست فقط شركات الطيران من يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لصالحها، إذ يستطيع المستهلكون الآن الوصول إلى المواقع التي ترصد الأسعار، وباستخدام خوارزميات خاصة والبيانات السابقة يتم التنبؤ بأقل سعر يمكن أن يصل إليه المقعد، ومن ثم تنبيه العميل بذلك.

- تشكل مواقع البحث عن أسعار الطيران تهديدًا لنظام التسعير الديناميكي الخاص بالخطوط الجوية، حتى أن شركة "يونايتد إيرلاينز" رفعت دعوى على موقع "سكيب لاجد" الذي يساعد المسافرين في العثور على تذاكر أرخص.

https://akhbaar24.argaam.com/article...B1%D8%A7%D9%86