[محمد احمد عسيري]

[أخبـار] البرازيلية - :: Flying Way ::


سقطت أخبار تودد شركة بوينج محادثات لشراء شركة إمبراير البرازيلية - ثالث أكبر شركة صانعة للطائرات التجارية في العالم، والجوهرة الصناعية لأكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية - كالقنبلة على دوائر صناعة الطيران، في برازيليا هذا الأسبوع.

اعترف مسؤولون في الدوائر الحكومية، ابتداء من وزارة الدفاع إلى القصر الرئاسي، أنهم أُخِذوا على حين غرة بالأخبار التي كشفت عن أن أكبر شركة للطيران والفضاء في العالم، تبحث عن اقتران بقيمة مليارات الدولارات مع شركة إمبراير.

إلا أن شيئا واحدا اتضح بسرعة كبيرة ألا وهو أن الحكومة البرازيلية، التي تحتفظ بحصة ذهبية ثمينة في شركة إمبراير، لن تسمح لهذا الرمز الوطني، أن يمضي بسهولة.

قال الرئيس البرازيلي ميشيل تامر يوم الجمعة الماضي، إنه في الوقت الذي ترحب فيه الحكومة في برازيليا بأي تحرك من جانب شركتي بوينج وإمبراير لتشكيل تحالف، إلا أنها لن تنظر في أي عرض ينطوي على تغيير ملكية صانعة الطائرات البرازيلية.

وقال إن الحكومة التي تمتلك حصة ذهبية في شركة إمبراير، لم تتلق بعد أي اقتراح لعرض من الشركتين.

يأتي اهتمام شركتي بوينج في إمبراير بعد خطوة مفاجئة اتخذتها منافستها الأوروبية شركة إيرباص في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بالاستحواذ على C Series، أي برنامج الطائرات الإقليمي الذي أدى إلى انهيار شركة بومباردييه الكندية.

إذا اختارت شركة بوينج على الأقل إبرام شراكة مع شركة إمبراير، فإن الصفقتين يمكن أن تعيدا تشكيل صناعة الطيران التجارية الغربية، عشية تحديات تنافسية خطيرة من الداخلين الجدد الطموحين مثل الصين.

ومن شأن ذلك أن يوسع نطاق الاحتكار الثنائي لشركتي بوينج/إيرباص، الذي يهيمن منذ عقود على تصنيع الطائرات الأكبر حجما، لتدخلان في قطاع المقاعد الأصغر التي تشتمل على ما بين 60 إلى مقعدا 150 لطائرات الركاب الإقليمية.

وعلى الرغم من أن هذه السوق لا تمثل سوى 5 في المائة من سوق الطائرات التجارية العالمية، إلا أن من المتوقع أن يشهد طلب الركاب النهم للسفر جوا زيادة بأكثر من الضعف في حجم الأساطيل الإقليمية، خلال السنوات العشرين المقبلة ليصل إلى 14250 طائرة.

وقال محللون إن هيمنة شركة إمبراير على سوق الطائرات الإقليمية في الولايات المتحدة، في منافسة مباشرة مع شركة بومباردييه، من شأنها أن تكمل وضع شركة بوينج في سوق الطائرات النفاثة الكبيرة.

السؤال الرئيسي هو ما قد تكون عليه شروط أي تعاون بالنظر إلى الاعتبارات السياسية في البرازيل.

قال ريكاردو سينيس، مدير شركة بروسبكتيفا الاستشارية في ساو باولو: "أعتقد أن هذا أمر لا مفر منه، والنقاش الحقيقي هو ما هو الشكل الذي سيتخذه هذا الأمر؟"

يتوقع المحللون أن الشركتين يمكن أن تركزا الآن على صفقة مماثلة لتلك التي أبرمتها شركتا إيرباص وبومباردييه.

يمكن لشركة بوينج أن تأخذ حصة في برنامج الطائرات الإقليمية E2 الأحدث في شركة إمبراير، ما يعني جلب نفوذها من حيث المبيعات والتسويق والخدمات للمساعدة على كسب صفقات جديدة. ويمكن أن تعمل أيضا مع الشركة البرازيلية على الجانب العسكري، والتعاون على طائرة سوبر توكانو، الطائرة الهجومية الخفيفة التوربينية، كما فعلت مع طائرات النقل الجديدة من نوع KC-390 من شركة إمبراير.

اتفق معظم المحللين على أن الضغوط العالمية للتوطيد بين الشركتين، الناشئة عن صفقة تحالف إيرباص بومباردييه، ستقود شركتا بوينج وإمبراير إلى البحث عن حل.

وقال كاي فون روموهر، محلل صناعة الطيران والفضاء لدى بنك الاستثمار كوين: "ارتباط شركتي بوينج مع إمبراير سيتيح إمكانات كبيرة للتآزر بين الشركتين".

وقال روبرت سبينجارن المحلل في بنك كريدي سويس في مذكرة له: "يمكن أن تكون المشاريع المشتركة مفضلة في ظروف معينة على عمليات الاندماج المباشر، مع احتفاظ الشركتين الأم بوجود كل منهما في بلدها".

مع ذلك، كما أصر أشخاص مقربون من الشركة الأمريكية، فإن قرار شركة بوينج بالسعي وراء شركة إمبراير، ليس مجرد نتيجة لتحرك إيرباص للاستحواذ على C Series.

شركة إمبراير هي البطل الوطني البرازيلي الذي سار نجاحه على النحو الصحيح.

وقال باولو فوركيم دي أزيفيدو، منسق مركز الدراسات التجارية في جامعة إنسبر في ساو باولو، إن الشركة التي تمت خصخصتها في عام 1994 ازدهرت لتصبح واحدة من عدد قليل من الشركات البرازيلية الكبيرة ، ذات القدرة التنافسية العالمية في مجال التصنيع ذي القيمة المضافة العالية.

وأضاف أزيفيدو: "هذه حالة من تلك الحالات القليلة للشركات البرازيلية التي هي ثمرة سياسة صناعية ناجحة جدا".

من جانبه قال روبرت ستالارد، المحلل لدى شركة فيرتيكال ريسيرتش بارتنرز، إنه نظرا لتدخل الحكومة البرازيلية، يمكن أن يتبين أن هذا هو حجر العثرة الرئيسي في إنجاز أي شيء.

مع صافي الإيرادات الذي وصل إلى 6.2 مليار دولار في العام الماضي، فإن المجموعة الحالية في الشركة من " الطائرات النفاثة-E" تحمل ما بين 70 و 122 راكبا.

وهناك جيل جديد أكثر كفاءة من الطائرات النفاثة-E في الطريق، وهي مجموعة E-2، مع قدرة تراوح بين 80 إلى 146 مقعدا.

قالت شركة إمبراير ان طائراتها الإقليمية من طراز E175 شكلت 83 في المائة من الطلبات على الطائرات النفاثة، التي تشتمل على 76 مقعدا في سوق أمريكا الشمالية منذ عام 2013 مقارنة بـ 17 في المائة من الطائرة المنافسة CRJ900 من إنتاج بومباردييه. ولدى الشركة مصنع في ولاية فلوريدا، إضافة إلى مصنعها الرئيسي في ساو خوسيه دوس كامبوس، بالقرب من ساو باولو.
https://www.aleqt.com/2017/12/24/article_1303841.html