[!.:الإمارات:.!]

كانت طيران الإمارات محل أنظار العاصمة السنغالية داكار خلال الأسبوع الأخير من شهر يونيو الماضي فقد اختارت الناقلة فندق لو مريديان بريسدنتس للاحتفال بإعلان انطلاق وجهتها التاسعة عشر للقارة الأفريقية اعتباراً من الأول من سبتمبر المقبل وسط حضور رسمي وإعلامي وشعبي ضخم.

وأكد الاحتفال مدى الاهتمام العالمي الذي باتت تحظى به طيران الإمارات وسمعتها التجارية الضخمة التي باتت تسابقها في الأجواء. وشهد الاحتفال مسؤولون سنغاليون رفيعو المستوى وسفراء دول العالم المعتمدين لدى السنغال إضافة إلى ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعالمية وممثلي وكالات السفر والسياحة وشركات الطيران وفرق الفنون الشعبية وفعاليات المجتمع المدني. واعتبر المهتمون بقطاع السفر أن اختيار طيران الإمارات للعاصمة السنغالية داكار لتكون وجهتها الجديدة في أفريقيا هو اختيار تحكمه العديد من المعايير المنطقية والتجارية، فالعاصمة السنغالية داكار ترتبط جغرافياً بدول ومناطق مهمة للغاية على الساحل الغربي لأفريقيا كما أنها تعتبر منفذاً مهماً نحو أميركا الشمالية وأوروبا الغربية.


وتحولت داكار خلال الفترة الأخيرة إلى محور مهم بالنسبة لشركات الطيران العالمية وذلك لأسباب تتعلق بموقعيها الجغرافي والتجاري. ويأتي إطلاق رحلات طيران الإمارات لداكار في ظل توسعات ضخمة تشهدها الناقلة الأمر الذي جعل اسمها يدوي أينما ذكر السفر والترحال. حركة البضائع ومن المتوقع أن يمكن تدشين الخط المباشر بين دبي ودكار من انسياب حركة الركاب والبضائع بين غرب افريقيا ومنطقتي الشرق الأوسط وآسيا اضافة الى دول القارة الاوروبية.

وتمكنت الناقلة من تحقيق نجاحات كبيرة خلال النصف الأول من العام الحالي على الرغم من التداعيات التي أفرزتها الأزمة المالية العالمية. وستوفر الخدمة الجديدة على المسافرين بين الإمارات والسنغال ثماني ساعات على الأقل مما سيتيح لرجال الأعمال والسياح رحلات منتظمة ومريحة وسهلة.

وتساهم رحلات طيران الإمارات بدون توقف بين دبي ودكار في خفض التكاليف وتسهيل انتقال التجارة وتعزيز العلاقات الثنائية، وسيتسع الأثر الإيجابي لهذه الرحلات ليشمل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين السنغال ودول منطقة الشرق الأوسط.

قدرة ضخمة

وأثبتت طيران الامارات قدرتها على التوسع وتجاوز العقابات التي افرزتها الازمة المالية العالمية في قطاع السفر. ومن المتوقع أن تتوسع الناقلة أكثر وستعمل على فتح المزيد من الوجهات بحسب وضعية الأسواق الاقليمية.

كما أن خط دكار سيزيد من قدرة الشركة على نقل المزيد من السياح الأوروبيين إلى مناطق الجذب السياحي في القارة السمراء وذلك لقرب مطار دكار من غامبيا التي تعرف بأنها واحدة من أهم الوجهات السياحية للأوروبيين.

ويقلل التوقيت المثالي للرحلات الاسبوعية الخمس بين دبي ودكار والعكس من مشقة الانتظار في صالات الترانزيت بالنسبة للمسافرين من دول غرب افريقيا وآسيا والشرق والاوسط، حيث إن مواعيد الرحلات تصادف موعد اقلاع وهبوط أكثر من 35 رحلة من مختلف انحاء العالم في مطار دبي.

فوائد مشتركة

وتوقع مسؤولون سنغاليون أن يسهم دخول طيران الامارات الى السوق السنغالية في رفع الطاقة السنوية لحركة النقل في مطار دكار من 8,1 مليون مسافر حالياً الى 3 ملايين مسافر خلال الاعوام المقبلة.

وتسير الناقلة بخطى ثابته نحو تعزيز تواجدها في أسوق القارة السمراء والاستفادة من رواج حركتي الشحن والنقل بالمنطقة. وتستحوذ القارة الأفريقية على 10% من طاقة الشحن في خطوط طيران الامارات . وسيزيد فتح الخط الجديد مع السنغال من كميات الشحن.

دعم الصادرات

سوف تساهم حمولة الشحن على الطائرة أ340- 300، وقدرها 18 طناً، في دعم الصادرات السنغالية، وخاصة الأسماك الطازجة والفواكه والخضروات الموسمية إلى وجهات طيران الإمارات الرئيسية في أوروبا وحوض البحر الأبيض المتوسط، وخاصة ميلانو ومدريد وباريس وبيروت. كما تسهل نقل واردات السنغال من المنسوجات والأقمشة من آسيا والإلكترونيات من شرق آسيا وأوروبا والملابس الجاهزة من الهند.

وبالإضافة إلى تعزيز التجارة والسياحة فإن خدمة دكار ستدعم التعاون القائم بين دبي والسنغال. فقد حصلت موانئ دبي العالمية مؤخراً على امتياز تطوير وتشغيل محطة حاويات في دكار، والاستثمار في مبنى الحاويات الجديد في ميناء دو فيوتو. وتقوم المنطقة الحرة في جبل علي حالياً بتطوير منطقة حرة خاصة لربطها بمطار بليز دياغني السنغالي الذي يجري تشييده حالياً.

5 رحلات

تخدم طيران الإمارات العاصمة السنغالية بخمس رحلات أسبوعياً أيام السبت والأحد والثلاثاء والأربعاء والجمعة بطائرة إيرباص أ340- 300 بتوزيع الدرجات الثلاث: 12 مقعداً في الدرجة الأولى، 42 في درجة رجال الأعمال، و213 في السياحية.

واعتباراً من 1 سبتمبر 2010، ستقلع رحلة طيران الإمارات «ئي كيه 797» من مطار دبي الدولي الساعة 55:09 صباحاً، لتصل إلى مطار ليوبولد سيدار سنغور الدولي الساعة 00:4 بعد الظهر.

وتقلع رحلة العودة من داكار الساعة 45:5 مساء نفس اليوم، لتصل إلى دبي الساعة 15:7 صباح اليوم التالي، في وقت مثالي للركاب لمتابعة سفرهم على رحلات طيران الإمارات إلى محطاتها المختلفة في الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وآسيا ودول الشرق الأقصى.

طبيعة خاصة

تتميز السنغال بطبية جغرافية خاصة فهذا البلد الغرب أفريقي يعتبر قريباً جداً من العرب فهو يجاور موريتانيا من الجنوب كما يعتبر أقرب نقطة لأميركا الجنوبية ويقع على بعد بضعة كيلومترات من جزيرة الرأس الأخضر في المحيط الأطلسي. وتعتبر العاصمة داكار إحدى أجمل المدن في غرب إفريقيا وتتميز بمعالمها السياحية المتنوعة الجذابة ونمطها الإفريقي المميز .

ويمجرد الخروج من مطار داكار تجد نفسك أمام واقع يحكمه التراث الأفريقي فالسنغاليون يشتهرون بعشق الفن اليدوي ويعتبرونه جزءا من حياتهم ومكوناتهم الطبيعية لذلك فلا غرابة في أن تجد حولك الكثير من الوقائع التي تحكي قصة الفن الأفريقي.

الحديث والقديم ومن الناحية المعمارية تعتبر داكار خليطاً بين الحديث والقديم والإسلام والمسيحية والطراز الغربي والأفريقي البحت. وتتجسد كل تلك التباينات من خلال المعالم الأثرية المنتشرة في كل مكان والتي تشمل المسجد الكبير بدكار والمؤسسات الكنسية في وسط العاصمة ومتاحف الفن الأفريقي والطريقة التي بنيت بها الجامعة الرئيسية في العاصمة على مقربة من شاطئ المحيط.

ونظراً لتمددها واتساعها الكبير لم أصدق عندما قال لنا المرافق السياحي أن مدينة داكار يسكنها نحو مليون نسمة ويتضاعف عددهم في ساعات النهار وأوقات عمل الأسواق، فربما بسبب طبيعة المدينة أو طريقة حياة السكان لا تشعر أبداً بوجود مثل هذا الرقم الذي يتحدث عنه خبير السياحة، فكل شيء يبدو هادئاً وتكاد لا تسمع سوى أصوات وصيحات صيادو الأسماك ونقرات الأخشاب في محلات صنع التحف وغيرها من الأصوات الناعمة التي تأتي من هنا وهنالك.

تمثال الحرية

وأول ما يلاحظ الزائر لداكار هو تمثال الحرية او ما يعرف بتمثال النهضة الأفريقية والذي وضع في أعلى نقطة في المدينة تقريباً والذي أثير جدلاً كبيراً حوله ووجه بانتقادات حادة بعضها من مصادر دينية والبعض الآخر انطلاقاً من مفاهيم اقتصادية باعتبار أن ما صرف عليه لا يتناسب والأوضاع الاقتصادية للبلد. ويبلغ ارتفاع التمثال نحو 50 متراً وتكلف بناؤه أكثر من 20 مليون دولار وهو مبلغ يعتبر ضخماً مقارنة بالأوضاع الاقتصادية في السنغال.

وتعتبر العديد من الجماعات الإسلامية المنتشرة في السنغال أن بناء التمثال ينافي التعاليم الإسلامية. أما المدافعون عن الفقراء والذين يحملون أجندة سياسية فيعتبرون أن من العار صرف عشرات الملايين من الدولارات في مشروعات مثل هذه في الوقت الذي يعاني فيه الملايين من السكان من مشكلات اقتصادية كبيرة.

لكن في الجانب الآخر يقول أنصار التمثال أن البلاد في حاجة إلى مشروع كهذا يضاف إلى معالمها السياحية ويعرف الزائرين بواقع القارة الأفريقية. ويقولون إن السنغال في حاجة ماسة إلى مزارات ومعالم سياحية لجذب السياح ورفع الدخل.

ويؤكدون أن عائدات التمثال ستساهم في تطوير اقتصاد البلاد ودعم سمعتها السياحية. ويجسد التمثال صور رجل وإمرأة وابنيهما في إشارة إلى التحرر ويشير أصبع الرجل نحو الغرب كعلامة على مدى التململ من السياسات الاستعمارية السابقة.

جزيرة غوري

تعتبر جزيرة غوري واحدة من المعالم المثيرة للانتباه في السنغال فهذه الجزيرة التي تقع على بعد 5 كيلومترات من شاطئ العاصمة داكار تشكل رمزاً لزمن العبودية الذي ولى. وكانت الجزيرة هي أهم محطة لإرسال الأفارقة إلى أميركا وبلدان القارة الأوروبية في القرون السابقة.

وتتعدد في الجزيرة البيوت التي كانت تستخدم كنقطة احتجاز أخيرة قبل أن تأتي السفن وتحمل العبيد إلى الشواطئ الأميركية والغربية في تجارة كانت هي الأربح في ذلك الزمان. وما أن تدخل الجزيرة حتى تفاجئ بكم هائل من المعالم التي ربما لا تكفيها وريقات كتاب أو أشرطة أفلام لسرد المعاناة التي كان يواجهها الإنسان الأفريقي في تلك الحقبة الحالكة من التاريخ البشري.

تاريخ عامر

شهد التاريخ السنغالي العديد من الأحداث حيث دخلها الإسلام خلال القرن الحادي عشر الميلادي مع قبيلة صنهاجة الأمازيغية، وتعاقب عليها العديد من الإمارات والدول التي أقامها الشعب السنغالي منها إمبراطورية الوولف بمناطق والو وكايور وباول وذلك خلال القرن الرابع عشر الميلادي، وفي الشمال الشرقي دولة تكرور ودينيانكي البولارية.

بدأ الاستعمار الأوروبي يتسلل إلى السنغال تدريجياً فأولاً خلال القرن الخامس عشر قامت عدد من الدول الأوروبية باحتلال أجزاء من الشاطئ مثل البرتغال وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وذلك من اجل فرض السيطرة على جزيرة سانت لويس وغيرها من المناطق الاستراتيجية الأخرى والتي تعد من أهم مصادر تجارة الرقيق، ثم جاءت فرنسا لتحتل البلاد بعد عدد من الحروب، وفي عام 1902 أصبحت مدينة داكار عاصمة لأفريقيا الغربية الفرنسية كلها.

في بداية عام 1959 جاء اتحاد السنغال مع ما كان يسمى السودان الفرنسي تحت اسم اتحاد مالي، واستقل اتحاد مالي من فرنسا في 20 يونيو 1960، وبعد عدد من المشاكل السياسية أصبحت دولتين في 20 أغسطس 1960، السنغال ومالي. في عام 1982 تم إعلان عن اتحاد رسمي بين كل من السنغال وجامبيا تحت اسم سنجامبيا ولكن ما لبثت أن تفرقت الدولتان عام 1989.

طيران الإمارات تواصل تحسين مستويات السفر

ستوفر طيران الإمارات العديد من المميزات للمسافرين على خطها الجديد إلى دكار من أهمها توفير إقامة مجانية في دبي لركابها المسافرين من مختلف محطات شبكة خطوطها العالمية إلى دكار.

كما تتيح الخدمة الجديدة للمسافرين فرصة تقصير المسافات بما يصل إلى نحو 12 ساعة حيث يتخذ المسافرون إلى دكار حالياً خطوط طويلة حيث يسافرون إما عبر تونس أو الدار البيضاء أو العاصمة الغانية أكرا أو العاصمة العاجية أبيدجان الأمر الذي يستغرق نحو 20 ساعة في أحسن الظروف. لكن الخدمة الجديدة ستؤدي إلى تقصير المسافة إلى نحو 9 ساعات فقط مما يعني توفير الجهد والوقت.

ويحصل ركاب الدرجة الأولى المسافرين عبر طيران الإمارات إلى دكار على إقامة مجانية لمدة ليلتين، بينما يحصل ركاب درجة رجال الأعمال على إقامة مجانية لمدة ليلة واحدة. ويسري العرض على جميع المسافرين الذين يقومون بحجز تذاكرهم للسفر على رحلات طيران الإمارات خلال الفترة بين 1 و30 سبتمبر المقبل.

السنغال بلد البحيرات والتعدد اللغوي

تعتبر السنغال واحدة من دول الغرب الأفريقي وتقع على ساحل المحيط الأطلسي وتبلغ مساحتها نحو 196 ألف كيلومتر مربع وتتميز بمناخ استوائي تتراوح درجات حرارته بين 18 و31 درجة في معظم المواسم.

ويبلغ تعداد السكان نحو 10 ملايين نسمة يتحدث معظمهم لغات الولوف والبولار والسيرر. وتعتبر اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية في البلاد. ويعتنق 94% من السكان الإسلام فيما تحتل المسيحية نحو 4%.

وتنتشر في السنغال البحيرات المالحة والعذبة. وتوجد بحيرة تتميز بمياهها الوردية اللون وهي بحيرة خلابة و ساحرة تمكن من الاستمتاع بمشاهدة استخراج الملح من البحيرة و بطبيعتها الساحرة.

طبيعة غنية وموارد متعددة

تتميز السنغال بوجود العديد من المحميات الطبيعية من بينها محمية الطيور العالمية بانديا التي تصنف كأحد اكبر المحميات و أجملها في أفريقيا وتحوى مئات الأنواع من الحيوانات و الطيور و الأشجار و الزهور النادرة والخلابة.

كما تعتبر جزيرة جول معلما خلاب آخر وتقع قرب شاطئ المحيط و تتميز بتاريخها العريق و معالمها المهمة و سوق الصيادين التقليدي و سوق الأصداف البحرية المميز.

وتأتي السنغال كمحطة هامة للطيور المهاجرة من أوروبا خاصة الطيور المائية، والتي تأتي للسنغال أثناء فترة الشتاء بأعداد ضخمة في الفترة ما بين نوفمبر وإبريل من كل عام، منها الفلامنجو، والبجع الأبيض، وطائر البلشوي.

[Emarati]

اهتمام واسع وكبير بخط داكار
مشكور على الخبر اخوي