المقالات الصحفية Rumours &Newsتنبيه: تأمل إدارة المنتدى متابعة الأخبار المتميزة فقط إن المقالات في هذا القسم قد تم الحصول عليها من شركات أو من وكالات علاقات عامة, وتعتبر تلك الوكالات الجهة الوحيدة المسئولة عن محتويات هذه المقالات
مهما حاول والداك إقناعك بمدى خوفهما عليك وحبهما لك ، فإنك لن تفهم ذلك إلا إذا رزقت بطفل يصبح لك ملء السمع والبصر ، وشيئاً فشيئاً تذكِّرك لهفتك عليه بلهفة والديك فترفع يديك لهما بالدعاء.
كانت فورة الشباب وروح المغامرة لدى الطيار المساعد تطغى على كل شيء ، ثم كان الرجل الوقور على اليسار يتصرف بتروٍ وتؤدة ، تنظر اليه في بعض المواقف فتحدثك نفسك : «لو كنت مكانه لفعلت كذا .. أنا أستطيع عمل ذلك..» وكما يقول المثل الشعبي :»من يداه في النار ليس كمن يداه في الماء» .
الى أن تأتي اللحظة التي كنت تنتظرها وتنظرها من قصرك العاجي في المقعد الأيمن.. حانت ساعة الحقيقة ، الأمر جلل والموقف مهيب.
أن تكون قائداً للطائرة ، هو أن تجمع خبرات سنواتٍ طوال وتدخل في معتركٍ من التدريبات الشاقة في وقت قصير . أن تكون قائداً للطائرة في مؤسسة ٍ تعلي قيمة هذه الأمانة هو بمثابة صقل رجلٍ ليكون صمام الأمان الأخير بعد شبكةٍ كبيرة من العمليات ، الإدارات، والعناصر البشرية والآلية ، وأن تستعد للعمل تحت ظروف مناخيةٍ قاسية ومفاجآتٍ لايحلو لها الظهور إلا في الأوقات العصيبة.
أن تكون قائداً للطائرة قد يعني أن تكون الشيء ، وضده ! ، أن تسلمها للطيار الآلي دون أن تثق به تماماً ! ، أن لاتخَون أحداً بل أن تُحرِّص، أن لا تكون ليناً فتُعصر ، ولا قاسياً فتُكسر . أن تعرف متى تتجاهل عثرات زملائك ومتى تتوقف ، أن تكون قائداً للطائرة يعني أن تقول نعم.. ولا.
أن تكون قائداً للطائرة يعني أن تحلق فوق المحيط الأطلسي فيما تلتف الأسر حول بعضها في الأعياد ، أو أن تكون بصحبة أسرتك فيهاتفك منسق الرحلات ويقول لك أن المؤسسة تحتاجك .. الركاب في الطائرة ولا يوجد أحد سواك .. فتحتضن أسرتك وتعدهم بأيامٍ أُخر .
أن تصبح قائداً للطائرة يعني أن تتذكر ذلك الرجل الوقور على يسارك وتدعو له كما علمك .