المجموعات الإجتماعية |
البحث |
مشاركات اليوم |
مشاركة [ 1 ] | ||||
|
||||
|
في هذا الموضوع أضع السيرة الذاتيه للواء عبدالله السعدون قائد كلية الملك فيصل الجوية سابقاً وعضو مجلس الشورى حالياً وقصة كفاحه من قيادة الدراجة الهوائية إلى قيادة الطائرة بدون المرور بالسيارة وسوف يكون في الموضوع أبرز المقالات التي تحدثت عنه وكان آخرها صحيفتي الشرق الأوسط و الرياض في هذا اليوم 11-6-2009 عبد الله السعدون.. طالب كلية الطيران الذي أصبح قائداً لها ومديراً للحرب الإلكترونية رحلة كفاح من قيادة الدراجة الهوائية إلى الطائرة دون المرور بالسيارة الرياض: بدر الخريف لم يدر بخلده وهو يتسلم شهادة تخرجه بتفوق من كلية الملك فيصل الجوية، من يد الأمير تركي بن عبد العزيز، نائب وزير الدفاع والطيران المفتش العام، في عهد الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز، قبل 35 عاماً، أنه سيعود لذات المكان بعد ثلاثة عقود ويصبح قائداً للكلية التي درس بها التي تعد الأقدم والأعرق في المنطقة، كما لم يدر بخلد عبد الله بن عبد الكريم السعدون، أن تكون الكلية هي آخر محطة له في مسيرته الطويلة من العمل في قطاع وزارة الدفاع والطيران، التي بدأها طياراً حربياً برتبة ملازم بعد تخرجه من الدفعة السابعة في كلية الملك فيصل الجوية، ثم مديراً للحرب الإلكترونية في وزارة الدفاع والطيران، فقائداً لقاعدة الرياض الجوية، ورئيساً للاستخبارات الجوية، إلى تقاعده من العمل اعتباراً من الشهر المقبل كقائد لكلية الملك فيصل الجوية برتبة لواء طيار ركن. وفي حياة اللواء السعدون العملية محطات مهمة وتجارب خاصة يمكن جمع شتاتها لتقديمها للناشيءة أو لاولئك الراكضين في مضمار الحياة العملية في مختلف القطاعات وينشدون النجاح وتقديم مبادراتهم الفردية خدمة للوطن. في الغاط (240 كيلومترا شمال غربي الرياض )، ولد عبد الله بن عبد الكريم السعدون، ودرس في مدرستها الابتدائية، ثم انتقل الى الرياض لدراسة المرحلة المتوسطة، حيث لا توجد في قريته مدرسة متوسطة آنذاك، احتضن الصغير القادم من الغاط وحيد والدته ويتيم الأب عمه وخصص له غرفة صغيرة في منزل الأسرة في حي عتيقه جنوب الرياض، انكب الصغير على دروسه وتفوق في شهادة الكفاءة المتوسطة ليلتحق بثانوية اليمامة التي تعد في ذلك الوقت بمثابة جامعة، اشترى دراجة هوائية وأصبحت وسيلة تنقله من المنزل إلى المدرسة وبالعكس، حيث كان امتلاك السيارة في ذلك الوقت مقصوراً على قلة من الميسورين، أما الكثرة من الناس فإن وسيلتهم في التنقل هي الدراجة الهوائية، أو الدراجة النارية عند نطاق محدد منهم، بعد تخرجه من الثانوية بتفوق حقق أمنيته لأن يصبح طياراً فالتحق بكلية الملك فيصل الجوية بالرياض وتخرج من الدفعة السابعة فيها، لقد قاد الطائرة قبل السيارة، بل انه قبل دراسته للطيران لم تكن لديه فكرة أو معرفة عن الطيران ولا حتى عن السيارة فلم يعرف الأخيرة الا بعد أن تخرج من الكلية وحصل على رتبة ملازم طيار، توجه الشاب السعدون بعد تخرجه إلى أميركا لإكمال دراسته للطيران، وأجرت الاذاعة السعودية بعد وصوله بأشهر إلى هناك اتصالاً معه عبر برنامج «تحية وسلام»، الذي كان يبث من الاذاعة قبل ثلاثة عقود ويقدمه الاعلامي المعروف بدر كريم، وخصص البرنامج للمبتعثين السعوديين الذين يدرسون في الخارج ليتواصلوا مع أهاليهم والوطن في ظل غياب الهاتف في أغلب المنازل في تلك الفترة. وتقديراً لجهود اللواء الطيار الركن عبد الله بن عبد الكريم السعدون فقد حرص الفريق الركن عبد الرحمن بن فهد الفيصل قائد القوات الجوية السعودية على حضور احتفال تكريم اللواء الطيار الركن عبد الله السعدون، بمناسبة تقاعده, كما كانت لفتة جميلة منظمي الحفل على دعوة محافظ الغاط عبد الله بن ناصر السديري، لحضور تكريم ابن المحافظة. ولم يخل الحفل من مواقف مؤثرة لم يتمالك اكثر الحضور أمامها من ذرف الدموع، أو التصفيق بصورة لافتة عند إيراد سيرة المكرّم، خصوصاً تلك اللقطات المصورة والمسجلة في فيلم وثائقي عن اللواء السعدون تم عرضها أمام الحضور من كبار قادة القوات الجوية ومسؤولي كلية الملك فيصل الجوية ومعلميها وطلبتها واصدقاء وأقارب المحتفى به في حفل تقاعده، حيث نجح معدو الفيلم الوثائقي في ذكر سيرته بالتفصيل وبشكل مؤثر عندما انتقلت الكاميرا الى الغاط لتصوير المدرسة الابتدائية التي درس فيها قبل نصف قرن، ثم إلى حي عتيقة جنوب العاصمة الرياض عندما انتقل الصغير من قريته الى العاصمة ليحتضنه منزل عمه لإكمال دراسة المرحلة المتوسطة في المتوسطة الثانية في شارع الوزير، ثم لقطة لثانوية اليمامة التي درس بها المرحلة الثانوية ونجح فيها بتفوق، ولقطة مصورة لحفل تخرجه من كلية الملك فيصل الجوية وهو يتسلم شهادة تخرج من يد الامير تركي بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام في عهد الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز، في حين كان المذيع الداخلي للحفل يورد اسم السعدون كطالب متفوق على دفعته، إضافة الى لقطات له وهو يقود مختلف الطائرات الحربية في كل من الرياض وأميركا والطائف واليمن، التي مثلت محطات عملية في حياته الوظيفية، وتسجيلات تتحدث عن شخصيته كرجل عصامي وإداري قادر على النجاح والتأثير في الآخرين والمحبة التي يكنها الجميع له، وتفاعل الحضور مع القصيدة التي ألقاها الملازم فهد السهلي مسؤول النشاط في كلية الملك فيصل الجوية وعدد فيها مناقب المكرم واعتبر أن جميع الطلبة يرون في السعدون اباً لهم كابنيه نايف وثامر. الصحيفة: الشرق الأوسط التاريخ : الجمعـة 27 جمـادى الاولـى 1427 هـ 23 يونيو 2006 الرابط:https://www.aawsat.com/details.asp?section=43&article=369610&issueno=1006 9 المصدر : صحيفة الشرق الأوسط - التاريخ 11-6-2009 الرابط: https://aawsat.com/details.asp?sectio...&issueno=11153 من الدراجة إلى الطائرة يوسف القبلان عنوان مقال اليوم هو عنوان لكتاب جديد، لكن العنوان ناقص والعنوان الكامل هو «عشت سعيداً من الدراجة إلى الطائرة»، وقلت لمؤلف الكتاب اللواء الطيار عبدالله السعدون: ألا ترى أن العنوان (من الدراجة إلى الطائرة) بدون (عشت سعيداً) يتضمن عنصر جذب أكثر؟ وأن العنوان مع عبارة (عشت سعيداً) يعطي القارئ فكرة عن محتوى الكتاب ولا يترك مساحة للاستكشاف! فأجابني بأن القارئ اليوم يبحث عن حوافز تجذبه للتفاؤل فهو يميل إلى التفاؤل ويبحث عن تعزيز هذا الاتجاه. وحين نبحث معاً عن هذا التفاؤل في صفحات الكتاب نجد المؤلف بأسلوب السهل الممتنع يقدم تجربة ثرية لأجيال الحاضر والمستقبل كما ذكر في مقدمة الكتاب التي أشار فيها المؤلف إلى أنه حاول ان يكون الكتاب نبعاً صافياً من شرب منه نبذ العنف وحارب الفساد، وجعل من قلبه واحة حب وجعل من يده كنز عطاء. الكتاب دعوة للحب والعمل، كما أنه يقدم رغم كونه تجربة فردية صورة من صور التنمية التى مرت وتمر بها المملكة خلال مسيرتها التنموية. وفي لقاءات المؤلف بأعضاء هيئة التدريس كقائد لكلية الملك فيصل الجوية، تحدث عن سياسة الكلية الجديدة وهي احلال سياسة الحب واللين والتقدير إلى جانب سياسة الجزاءات والشدة إذا لزم الأمر، وعرض عليهم ايجازاً بعنوان (الذكاء العاطفي، الجناح المعطّل). والذكاء العاطفي هو مجموعة العواطف والأحاسيس والحدس والشعور لدى الإنسان تجاه نفسه وتجاه الآخرين، ومثلما لا يطير الطائر إلا بجناحين فلن يحلّق القائد الإداري الناجح عالياً في سماء القيادة والإدارة الواسع إلاّ بجناحين؛ جناح الرحمة والحب وجناح الذكاء والخبرة. ويرى المؤلف أننا أهملنا في حياتنا ومدارسنا أحد الجناحين، ويطالب بأن نُحيل أمكنة العمل إلى ميادين تعاون ومحبة وتسامح بدلاً من أماكن للمشاحنات والشكاوى والدسائس. وفي فصل بعنوان (من الدراجة إلى الطائرة) يروي المؤلف أنه في يوم التخرج فاز بالمركز الأول مع مرتبة الشرف الأولى، وحين كان يعرض الحفل على التلفزة بعد نشرة الأخبار كان هو في طريقه إلى الغاط يبشر أمه ويفرحها، ويستبشر الناس في بلدته بتخرجه ويتحدثون عنه بفخر لأنه صار في البلدة طيّار من أبنائها، وبعد أيام من التخرج وصل أحد أصدقائه إلى البلدة ورآه يرعى الغنم قريباً من المزرعة، فضحك وقال له: من ينل مرتبة الشرف الأولى في الطيران فلا يرعى الغنم! فرد عليه: نشأت في البيئة وبين هذه الجبال وأوديتها وما ترسمه من لوحات جميلة طالما متعتني بمنظرها الأخّاذ، فيها ومنها تعلمت حب العمل والناس واحترام البيئة، لن أملّ منها ولا من أهلها الطيبين، سأعود إليها أرعى الغنم وأستمتع بمرأى الطيور كلما سنحت الفرصة. أما تجربة المؤلف في أمريكا فهي حافلة بالتفاصيل ومن أبرز القضايا الجديرة بأن نشير إليها قضية وجود أنظمة وتطبيقها على الجميع، كما لاحظ في مدرسة الطيران مع زملاء أمريكيين مدى الجدية والانضباط، فعندما يحضر أحد الطلبة ورقة من طبيب الطيران توضح أنه مريض ولن يحضر ذلك اليوم ليكتشفوا أن الطبيب أعفاه من الطيران فقط ولكن عليه الحضور للقيام بالأعمال الأرضية! ثم اتضح أن الطالب سافر إلى ولاية ثانية أي أنه احتال من أجل أن يسافر، وعندما عاد وجد قرار الفصل في انتظاره. إنّ هذا الكتاب وغيره من الكتب المماثلة يقدم خلاصة تجارب إدارية وتربوية لا بد أن تستفيد منها الجامعات والمعاهد بدلاً من الاكتفاء بالنظريات والمفاهيم. التاريخ 11-6-2009 الصحيفة : الرياض الرابط https://www.alriyadh.com/2009/06/11/article436830.html عشتُ سعيدا.. قصة كفاح في بيئة يشيع فيها الحزن، وتحتفل بالمآسي، في مجتمع تكون الأغاني الحزينة فيه خبزاً يومياً، في ثقافة يقف فيها الجميع إجلالاً للحزن وانتظاراً للخواتيم التراجيدية واستسلاماً للموت والفناء.. في مثل هذا الجو الكئيب سيكون من الغريب وربما من الجنون أن يعترفَ أحدٌ بالسعادة! فكيف إذا كتب عنها بلغةٍ جميلةٍ وأسلوب أدبيٍّ رشيقٍ وغنَّى لها أجمل الأغاني وأسهم في حياتها وسيرورتها بتحديهِ للحزن والكآبة والنواح الذي يداعب خيال العرب الشعري وينسجُ إبداعهم الأدبي منذ قرون، وبإصراره على النجاح والتفوق وتحقيق الذات؟! كيف إذا دعا إلى اعتناق السعادة وجعل مقولة أحد الحكماء شعاراً لدعوته «عوِّدْ نفسك أن تكون سعيداً»؟!. إن الدعوة إلى السعادةِ ليست شيئاً جديداً بل هي قديمة قدم الحكمةِ ذاتها، فأغلب الحكماء جعلوا من السعادة مفتاحاً سحرياً لفهم الوجود ولكنّ الكثيرين من هؤلاء عاشوا تعساء. ومما سيزيد من غرابة هذا الرجل أن يصرِّح بأنه «من أسعد الناس على هذا الكوكب الواسع» رغم أنه بدأ حياةً شقية وولد مع الموت؛ سقط أبوه في البئر فنشأ بلا أب، ومات أخوه بالحصبة. ولد وهاجس «سنة الرحمة» - كما يسميها أهل نجدٍ تفاؤلاً - لا يزال يخيم على الجميع، في ذلك العام والأعوام الشبيهة به لم يعد الموت ضيفاً – كما يقول صاحبنا – بل صار هو صاحبَ البيت ونحن الضيوف! وصاحبنا هذا – الذي سنتحدث عنه وعن كتابه في هذا المقال – هو كاتب سعودي عربيّ بدأ حياته منذ ستة عقود من الزمن في بلدةٍ نجدية تطوّقها الصحارى من جميع الجهات وتكاد الرمال أن تخنقها لولا وجود واحات ضئيلة متناثرة هنا وهناك تمنح لإنسان الصحراء بارقةَ أملٍ في عيشٍ كريم. صاحبنا هو الأستاذ - اللواء الطيار - عبد الله السعدون الذي بدأ حياته حافياً ثم على دراجةٍ (سيكل) وانتهى طياراً. بدأ فقيراً يتيماً ولكنه كان محباً للحياة عاشقاً لجمال الطبيعة الفقيرة إلا من صمت الصحراء الرهيب وأنين الأشجار العارية من شدة العطش. يذكر الكاتب أنه عاش مع أمه التي كانت أحلامها أقوى وأصلب من الواقع المرير الذي عاشت فيه، وقد تعلم منها معنى المقاومة والنضال ضد الفقر والبرد والحر. حينما افتتحت الحكومة مدرسة في بلدتهم كان يذهب حافياً في الوقت الذي كان يباهي فيه أبناء الأغنياء بركوب الحمير التي كانت دلالة على الترف والرخاء. وذات بردٍ قارسٍ ذهب حافياً وتجمدت قدماه وهو في الطريق إلى المدرسة فجلس وأسند ظهره على جدار ليحتمي به من البرد، وكاد أن يهلك لولا أن تعرّف عليه فلاحٌ فحمله على كتفيه وأخذ يفرك بيديه قدميْ الصغير - في صورة إنسانية عظيمة يخجل قلمي عن وصفها بهذه السرعة - وليتنا عند قراءتها نتوقف طويلاً ونستغرق في هذه الصورة النبيلة. مع التطور الحضاري الخجول الذي كان يمر – كالموت تماماً – على كل قرية نجدية أصبحت «السياكل» دليلا على الترف بدلا من الحمير، فاشترت له أخته دراجة من مهرها, فأصبح مترفاً كبقية الأولاد!. كان صاحبنا يشعر منذ الصغر بأنّه لا بد أن يتحمل المسؤولية التي ألقاها أبوه على عاتقه، ولذا قرر في المرحلة المتوسطة أن يشتغل بالتجارة، فباع قوارير «الموية»، وفي المرحلة الثانوية افتتح مكتبة تجارية ولم ينجح المشروع فاشتراها يمني وحولها إلى خياط، خسر مادياً ولكنه كسب العلم والمعرفة. ومن المكافأة الزهيدة التي كان يتلقاها في المرحلة المتوسطة سددت أمه ديونها وبقيت منها ثلاثمائة ريال تاجرت بها. شبّ الفتى وانتقل إلى العاصمة ليدرس في الكلية الجوية ويحقق حلمه، ثم أكمل دراسته في الخارج؛ في أمريكا التي ذهب إليه دون أن يصاب بالصدمة الحضارية التي أصيب بها الكثيرون، ربما لأن الكاتب مهيأ بفطرته للتطور والتغير، فهو قبل أن يبارح قريته يرفض التعصب والتشدد والتحزب أيا كان رغم اشتراكه في المرحلة المتوسطة – لدافع الفضول – في مظاهرة تؤيد عبد الناصر والناصرية آنذاك!. في مراحل الحياة الأولى قص علينا الكاتب موقف الناس وقتذاك من الراديو ومن تعليم البنات وغيرها من مظاهر التحديث في البلد، فيذكر أن أول شخص اقتنى راديو تعرض للمضايقات وكان إمام المسجد يذهب إليه ويطلب منه أن يخرج «الشيطان» الذي يختبئ في بيته، ويقرأ على الراديو لكي يحترق الشيطان بداخله، ولكن ومع مرور الوقت أصبح الناس يتحلَّقون حول هذا الشيطان لسماع الأخبار الصحيحة والموثوقة وليس تلك التي يأتي بها العائدون من الشام وفلسطين طلبا للرزق! في كتابه الذي عنونه بـ(عشتُ سعيداً: من الدراجة إلى الطائرة) والصادر عن المركز الثقافي العربي هذا العام يواصل الأستاذ عبد الله السعدون سرد قصة النجاح التي يعترف بها دون تواضع مزيف وسعيه إلى السعادة التي يفخر بامتلاكها دون حزن مصطنع مبتذل. ولكن الكتاب ليس مجرد سيرة ذاتية بل هو سيرة لمجتمع، لحقبة من الزمن أصبحت بعيدة عنا وغريبة على مسامعنا. كما أنه بثّ فيه آراءه الاجتماعية والفكرية والإدارية والتي لا غنى عن قراءة الكتاب كاملاً من أجل الوقوف عليها، فله آراء قيمة جدا عن المرأة وعن أهمية أن تكون شريكاً للرجل في صنع المستقبل وآراء عن النجاح وعن التسامح وعن الوطنية وحب الوطن وعن الإرهاب وخطره وسبل القضاء عليه وعن الأدلجة التي اغتصبت عقول الشباب ومسختها مسخاً، بل إن له آراء واقتراحات جميلة عن البيئة كتلك التي تقدم بها إلى أمير منطقة الرياض. لقد تركتُ أجزاء كبيرة من الكتاب لضيق الوقت واكتفيت بالفترة التاريخية الأولى لأنها، كما قلتُ، أصبحت بعيدة عنا، وإلا فإنَّ فترات حياته اللاحقة جديرة بالتأمل لأنه كان عضواً فاعلاً في كل مكان يذهب إليه وكان ما يرويه علامة يمكن الاعتداد بها لرصد حركة التطور في بلادنا وكذلك لرصد الحركات المضادة للتطور والتي أثبت التاريخ عجزها عن مقاومة سنن الكون ونواميس الطبيعة. الصحيفة : عكاظ - التاريخ :الأحد 25/03/1430هـ ) 22/ مارس/2009 الرابط: https://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20090322/Con20090322265738.htm عشت سعيدا! خالص جلبي إنه عنوان يدعو للتفاؤل. وهو في الواقع عنوان كتاب صدر حديثا للطيار الركن عبد الله السعدون قائد كلية الملك فيصل الجوية المتقاعد. وأعجب، في سيرة هذا الرجل الفذ أنه ساق الطيارة بعد الدراجة، ثم تعلم بعدها قيادة السيارة! الطيار أبو نايف صديق حميم لي منذ عدة سنوات، وهو يكسر مسلمة سائدة عن العسكريين الزاهدين في القراءة؛ فهو قارئ نهم، مثقف بجدارة، عظيم الهمة، منضبط في مواعيده مثل فيلسوف التنوير كانط في نزهته اليومية، دائم التبسم، دليلا على النجاح وضبط الأمور، بنى عائلة رائعة، وسار مهنيا من فوز إلى فوز أكبر، ونشأ من بيئة مكافحة من الغاط في وسط المملكة، فكان نموذج الرجل الناجح في الحياة؛ فلا غرابة إن كان عنوان كتابه؛ عشت سعيدا فما أكثر البؤساء التعساء! إنه سعيد في عمله، سعيد في تقاعده، سعيد في الحياة، يتمتع بها مع شروق كل شمس؛ فطوبى له وللسعادة التي وجدت أرضها في صدره. في كتابه الجديد الذي صدر قبل فترة قصيرة دروس رائعة للفائدة؛ وفي المحاضرة التي تقدم بها في جامعة الملك سعود في الرياض، ابتدأ بذكر حكمتين واحدة عن مسن إفريقي؛ يقول إن أي شيخ طاعن في السن يموت تموت معه مكتبة، فوجب الاستفادة من كل كبير السن. وروى من أمثال الصينيين؛ أن أهم ثلاثة أمور في حياة المرء هي؛ بناء أسرة، وزرع شجرة، وقراءة كتاب! ولكن ليس كل كتاب مثل أي كتاب، وكتاب أبو نايف بحر يعج بالدرر. هكذا بدأ محاضرته من الشرق والغرب، مرورا بأمريكا، وانتهاء بالشرق الأوسط ونكباته، ثم ختام رحلته المهنية قائدا للكلية الجوية في المملكة، ذخرا لها وفخرا من أمثال هذه النماذج التي تجمع بين روح الانضباط العسكري، والزهد في الحياة، والاعتدال في النفقة مع التمتع المعتدل بالحياة، وعمق الثقافة. إنه الآن يقضي وقته في رياضة المشي في جبال الغاط، ورياض الفكر بين الكتب والمحاضرات والندوات العلمية والرحلات، يقطف من كل بستان زهرة، ويوزع في كل حقل ومحاضرة فكرة. وأخيرا حظي به مجلس الشورى عضوا نافعا لتطوير البلد إلى الأفضل. تكلم في كتابه عن مجتمع القرية بسيئاته وحسناته، وتكلم عن العمة سارة قوية الشخصية، التي تزوجت وطلقت سبع مرات، بدون الشعور بالنقص والمهانة، وأن الطلاق نهاية الحياة، بل نهاية حياة لبدء حياة جديدة. وتكلم عن الحنين إلى الماضي، وأن هذا الحنين نصفه صادق، وتحدث عن القسوة في تلك الأيام، ولعلها من البيئة الصعبة، وأن الكثير من رجال تلك الأيام كان قاسيا مع أطفاله ولم يكن ليداعب زوجته بكلمات الحب ويعتبرها ضربا من العيب والضعف. حرم أبو نايف من الأب وهو صغير فنشأ عصاميا صلبا يقدر النعمة ويخاف الفتنة ويسأل الله الرحمة. كذلك يروي عن الأساتذة في أيامه كيف كانوا يومها قساة على التلاميذ، أما هو فكان يقصد مدرسته حافيا، ومن ركب حمارا كان أفضل من ركب مرسيدس فياجرا هذه الأيام. وحين يتحدث عن تجربته في الولايات المتحدة يشير إلى النظام والأدب واحترام الإنسان والوقت وأهمية العمل، ورجع بزاد جيد ليس فقط من الناحية التقنية بل السلوك والتصرف. ويقول إنه في ممارسته الميدانية إنه حاول جهده أن يؤسس بين الضباط عرفا ألا يهان شخص ولو أخطأ، بل يصحح له خطؤه بما يحفظ كرامته وهو درس عظيم. وحين يشير إلى مرض والدته يتكلم بلهجة لا تخلو من الأسى كيف ضل الأطباء طريقهم للتشخيص المبكر، وكيف كان دور المشعوذين لا يقدم في التحرر من المرض إلا وبالا. وحين يحلق بفكره مع الطائرة فوق الحرمين، ويتجه للشمال، يقول إنه الوطن العظيم أكبر من قامة الأشخاص، فلنحمل همه فوق تفاهات الروتين، ونزاعات الأشخاص. إنه كتاب جدير بالقراءة، كما أنها قصة حالمة من الدراجة إلى الطيارة. الصحيفة :الأقتصادية - تاريخ النشر : الأحد 1430/5/29 هـ. الموافق 24 مايو 2009 الرابط: https://www.aleqt.com/2009/05/24/article_232082.html |
|||
مشاركة [ 2 ] | ||||
|
||||
|
يعطيك العافية على نقلك لنا هذه السيرة والمعلومات عن هذا القائد وفي أي بلد هناك أشخاص معطائين
ولهم بصمات ويفخر بهم المجتمع |
|||
مشاركة [ 3 ] | ||||
|
||||
|
قائد عظيم ويدير الحرب الاكترونيه كما ذكر في السيره الذاتيه
عن هذا البطل وفقه الله ورعاه شكرا علي على التقرير |
|||
مشاركة [ 4 ] | ||||
|
||||
|
يعطيك العافية على نقلك لنا هذه السيرة والمعلومات عن هذا القائد وفي أي بلد هناك أشخاص معطائين ولهم بصمات ويفخر بهم المجتمع
العفو وأشكر لك مرورك بالموضوع |
|||
موضوع مغلق |
القسم العام |
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | المنتدى | |||
الطيارون العملة الصعبة في صناعة النقل الجوي.. | القسم العام | |||
>>أشهر حوادث الطيران المدني في العالم<< | السلامة الجوية Flight Safety | |||
قائد طائرة العال أخذ حبة منوم أثناء رحلة الطيران! | السلامة الجوية Flight Safety | |||
حادثة واحدة لكل مليون رحلة طيران في العالم | السلامة الجوية Flight Safety | |||
سما للطيران تؤجل كافة رحلاتها لساعات طويلة وتلغي 4 رحلات لهذا اليوم السبت 11/8/2007 | المقالات الصحفية Rumours &News |