المجموعات الإجتماعية |
البحث |
مشاركات اليوم |
مشاركة [ 1 ] | ||||
|
||||
|
كان يا مكان في زمن كثرت فيه الفتن والمصائب ، كان هناك مجموعة من الرجال تاهوا عن كل ما له علاقة بالإنسان ، لم يعرفوا كيف ومتى ولماذا هم في هذا المكان ؟ كل ما يتذكرونه هو أنهم في يوم من الأيام كانوا مجتمعين وهم الآن متفرقون ، كل واحد منهم تائه عن الآخر في هذه الغابة الموحشة المليئة بالوحوش القاتلة والحيوانات الماكرة الغادرة ، لا أحد منهم يستطيع رؤية بقية الرجال ، كل ما يرونه هو أشجار ونباتات برية ووحدة قاتلة . لم يستفد الرجل القوي من قوة جسده وضخامته ، ولم يستفد الذكي من ذكائه ونباهته ، ولم يستفد الوسيم من وسامته ، ولا السريع من سرعته ولا الشامخ من شموخه وكبريائه وهلم جرا ... لم يستفد أي واحد من الرجال مما حباه الله تعالى به لأنهم بكل بساطة مشتتون واليد الواحدة لا تصفق . مرت الأيام وحال الرجال كما هي ..لا بل إنها سنين مرت وهم لا يزالون مشتتين ..يا ناس .. إنها القرون تمر عليهم والحال هي الحال ، كل رجل جالس في مكانه يراقب الوضع وينتظر .. ماذا ينتظر ؟ الله وحده يعلم ... ربما كان ينتظر من اجل الانتظار وليس من أجل شيئ معين ، لم يتخذ أي من الرجال المبادرة للبحث عن الآخرين ولم يتكلف عناء المناداة بأعلى صوته إبداءا لرغبته في الاجتماع بالرجال الآخرين ، كل واحد منهم صامت وجامد ، وإذا رأى حيوانا بريا يقرب منه اختبأ وراء شجرة أو تسلقها أو أعطى للحيوان كل ما جمعه من طعام تملقا لينجو بنفسه من الهلاك والتهديدات . استمر الحال هكذا سنينا أخرى حتى سيطرت على الرجال الأنانية وحب الذات بل وكره الآخر وتبني أفكار مسبقة عنه رغم أنه لم يجرب يوما التواصل معه .. ! لكن في يوم مشمس جميل والرجال في أوج استمتاعهم ولهوهم كل فرد لوحده ، سمعوا صرخة قوية هزت أرجاء الغابة وثقبت آذانهم من شدتها ، اندهش الرجال مما سمعوه ، فانطلقوا مهرولين يتتبعون مصدر الصوت الذي كان عبارة عن صرخات متتالية قادمة من وسط الغابة ، أخيرا وصلوا فوجدوا نفسهم وجها لوجه مع بعضهم البعض، ومصدر الصوت كان أحدهم، والذي طالما صرخ صرخات خفيفة في وقت سابق لكنهم تجاهلوها ولم يكترثوا لأمر المستنجد خوفا على مصالحهم من الحيوانات المفترسة ، أما هذه المرة الصرخات أقوى من أي مرة سبقتها، ولا مجال للتجاهل أو اللامبالاة، خصوصا وأنه كان أخاهم في زمن غابر قبل أن تفرقهم الأنانية و وحب الذات . كان الرجل مطلق الصرخات شاحب الوجه و في قبضة أسد أنيابه بارزة تقطر بالدماء بعد أن فصل بها أعضاءا من جسده، بل ويوشك على الانقضاض على قلبه الصغير لينهي بذلك حياة رجل قضى سنين طويلة يستنجد بالرجال الآخرين دون أن يلقى استجابة حقيقية . بعد أن رأى الرجل الرجال الآخرين مجتمعين تهلل وجهه رغم النزيف والألم واستبشر خيرا بوصولهم أخيرا لأنهم سوف ينقذون حياته ، لكن وا أسفاه ..!! لم يجرؤ أحد منهم على الاقتراب، لأنهم اعتادوا أن يتملقوا الوحوش اتقاء شرهم دون القدرة على المواجهة وهاهم الآن أمام موقف عصيب .. موقف حياة أو موت . تبادل الرجال نظرات ملؤها الجبن وكأن كل واحد يزيح المسؤولية عن نفسه ويلقيها على الآخر ، والرجل المسكين ينتظر موقفا شجاعا منهم ونصرا وتأييدا من عند الله ... ماذا ستكون النهاية برأيكم ؟ هل سيجتمع الرجال ويتعاونوا على القضاء على الأسد المدعوم من طرف أقوى وحوش الغابة ، ويقضوا على مصالحهم مع هذه الوحوش ؟ ام سيضحي الرجال بأخيهم ويتركوا الأسد يجتث قلبه الصغير ، ويكملوا مشوار التملق والتودد للوحوش ؟ هذا ما سنعرفه في السنوات المقبلة أو ربما سيستمر الانتظار عقودا من الزمن هذا إن لم يفعل الأسد فعلته ويستبق الأحداث ، ونحن كعادتنا جالسين نتفرج على ما يحدث وننتظر المعجزات ، إلا من رحم ربي وحمل الهم ... النهاية بقلم : طيارة المستقبل ايمان
|
|||
إضافة رد |
القسم العام |
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | المنتدى | |||
السيئات الجارية احذروا منها | الملتقى الإســلامـي | |||
«الطيران المدني» تستحدث ممرات جوية قصيرة لتوفير استهلاك الوقود | المقالات الصحفية Rumours &News | |||
مطار دبي الدولي | المطارات ( أخبار وإستفسارات ) Airports News & Comments | |||
أتمنى مسسآعدتي .. ^_^ (بعثة الخطوط السعودية) تم تعديل العنوان | أكاديميات ومدارس الطيران Academic School | |||
الأجهر لـ"العربية": الخطوط السعودية بدأت بتغطية مطارات انسحبت منها "سما" و"ناس" | المقالات الصحفية Rumours &News |