[EK-A380]

أكدت الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات عدم وجود تأثيرات في قطاع النقل الجوي بين دولة الإمارات وبريطانيا، بسبب خروج الأخيرة من الاتحاد الأوروبي الذي من شأنه أن ينعكس سلباً على نمو قطاع الطيران والحركة الجوية، ولكن ليس على العلاقات في الطيران.
استبعد سيف السويدي، المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني تأثر حركة النقل الجوي في ما يخص تشغيل شركات الطيران الحالي والمستقبلي بين دولة الإمارات وبريطانيا، مشيراً إلى أن هنالك اتفاقية أجواء مفتوحة تربط كلاً من البلدين.
وقال السويدي في تصريحات خاصة ل «الخليج» إن، «قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سواء بتبعاته السلبية أو الإيجابية، قد اتخذ لصالح البلد، والذي سينصب في حركة السفر بين البلدين» مضيفاً أن «بريطانيا تعد إحدى المحطات المهمة على خريطة شركات الطيران الوطنية في دولة الإمارات».

وأشار إلى أن هنالك علاقات تربطنا مع الاتحاد الأوروبي وأن خروج بريطانيا من الاتحاد قد يكون له تأثير معين، إلا أن الصورة حتى الآن لم تتضح، خاصة أن القرار سيأخذ وقتاً طويل للتطبيق، وعندها ستظهر التأثيرات في حركة النقل الجوي، ما يعطينا مساحة أكثر للعمل لتفادي التأثيرات إن حدثت من خلال وضع الخطط اللازمة».
أجواء مفتوحة

وأوضح أن دولة الإمارات تربطها اتفاقية أجواء مفتوحة مع بريطانيا كدولة ، بعيداً عن الاتحاد الأوروبي، مستبعداً أن يكون هنالك تأثير حالي أو مستقبلي في تشغيل الناقلات الوطنية إلى بريطانيا.
وأكد السويدي أن اتفاقية الأجواء المفتوحة مع بريطانيا لن تتأثر بخروجها من الاتحاد الأوروبي، وربما سينعكس على حركة السفر ونسبة نمو المسافرين بسبب التأثيرات الاقتصادية المترتبة على الخروج.
ولفت السويدي إلى أن هنالك تواصلاً مستمراً بين الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات، والهيئة العامة للطيران المدني في المملكة المتحدة لزيادة وتحقيق أقصى درجات التعاون في مجال الخدمات والنقل الجوي بين البلدين.
وأكدت الهيئة العامة للطيران المدني العلاقات القوية بين دولة الإمارات و جميع دول الاتحاد الأوروبي، من خلال الاتفاقيات الموقعة بينهم، ما يساهم في توفير الكثير من الفرص التجارية الاستثمارية والوظائف في الدول الأوروبية.

محطة مهمة

الجدير بالذكر أن المملكة المتحدة تعتبر من المحطات المهمة لشركات الطيران المحلية لكل من طيران الإمارات والاتحاد للطيران في القارة الأوروبية.
وتسير طيران الإمارات رحلاتها إلى خمس وجهات في المملكة المتحدة وهي برمنجهام وجلاسكو ولندن ومانشستر ونيوكاسل.
وكانت شركة «طيران الإمارات»، قد أعلنت عن خطط لرفع السعة المقعدية إلى لندن بإضافة رحلة يومية عاشرة، وذلك باستخدام تشكيلة متنوعة من أحدث الطائرات التي تشمل طائرة A380، اعتباراً من الأول من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وسوف تعزز الخدمة الجديدة، التي ستصبح الرحلة اليومية الرابعة إلى مطار غاتويك، الرحلات اليومية الست للناقلة إلى هيثرو، وتصل بعدد الرحلات إلى العاصمة البريطانية إلى 70 رحلة في الأسبوع.
وبدأت طيران الإمارات بدأت تشغيل خدماتها إلى مطار لندن غاتويك في يوليو/ تموز 1987، ونجحت منذ ذلك الحين، في نقل أكثر من 10 ملايين راكب على هذه الوجهة.
وتسير طيران الإمارات رحلتين يومياً إلى برمنغهام انطلاقاً من دبي باستخدام أسطول فائق الحداثة من الطائرات يشمل طائرة البوينغ 777-300، كما تسير الناقلة رحلات يومية إلى جلاسكو انطلاقاً من دبي باستخدام طائرة البوينغ 777-300ER،إضافة إلى رحلاتها إلى مانشستر باستخدام A380. كما توفر رحلات يومية إلى نيوكاسل.
أما شركة الإمارات للشحن الجوي، فتوفر طاقة شحن إضافية يومياً تصل إلى نحو 20 طناً في كل اتجاه، إذ تساعد «الإمارات للشحن الجوي» على ربط المتعاملين في المملكة المتحدة مع مدن عدة عبر مختلف أنحاء العالم.
وتوفر الاتحاد للطيران خدمات الرحلات، حتى مارس /آذار الماضي، إلى ثلاثة من المطارات الرئيسية في المملكة المتحدة، حيث تشغّل ثلاث رحلات يومياً من لندن هيثرو، ورحلتين يومياً من مطار مانشستر، وخمس رحلات أسبوعياً من العاصمة الأسكتلندية إدنبرة.

تقرير «أياتا»

ومن جهته، أكد الاتحاد الدولي للنقل الجوي «أياتا» أن هناك العديد من الآثار المحتملة على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تتمثل في تأثر الأنشطة الاقتصادية للدولة بعد أن كانت حدودها منطقة اليورو كاملة لتصبح المملكة المتحدة فقط.
وأشار التقرير إلى أنه من المتوقع أن تنخفض الحركة الجوية من وإلى بريطانيا بنسبة 3% في حال بقيت مرونة أسعار تذاكر الطيران كما هي، علما أن أعداد المسافرين من بريطانيا أكثر منهم إلى بريطانيا وصولاً إلى نسبة 5% بحلول العام 2020 بشكل عام.
وأشار التقرير إلى وجود قيود واشتراطات على الطيران من وإلى بريطانيا وبين باقي دول الاتحاد الأوروبي في حالة الخروج الكامل والمتوقع أن تكون خلال 2 إلى 5 سنوات، ومن أمثلة ذلك الاتفاقيات الثنائية لحريات الطيران، حيث كان الاتحاد الأوروبي يفاوض الدول ككتلة واحدة ومع خروج بريطانيا ستضطر إلى مفاوضة جميع الدول من جديد، إضافة إلى قوانين الأمن والسلامة والكثير من الأنظمة والبرامج. وتعتبر شركات الطيران منخفض التكاليف البريطانية من أكبر المتأثرين بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

متغيران أساسيان

لفت التقرير إلى أن العوامل المؤثرة تكمن في متغيرين أساسيين وهما: الأنشطة الاقتصادية وسعر صرف الجنيه الإسترليني، خاصة أن ضعف العملة يجعل السفر الجوي أكثر كلفة على السكان في بريطانيا الذين يعتزمون السفر إلى خارجها، مع تراجع القيمة الشرائية للعملة، وفي المقابل، ستزداد قيمة عملات الزوار الوافدين إليها.
ولفت إلى أنه على المدى القصير، سيؤثر الجنيه الاسترليني في القوة الشرائية بشكل فوري، وعلى مدى الوقت، سوف يساهم في ثني الكثيرين من السكان البريطانيين عن القيام برحلات خارجية، إلا أنه سوف يشجع السياح الأجانب على زيارة بريطانيا.
ولفت إلى أنه على المدى القصير، سيؤثر الجنيه الاسترليني في القوة الشرائية بشكل فوري، وعلى مدى الوقت، سوف يساهم في ثني الكثيرين من السكان البريطانيين عن القيام برحلات خارجية، إلا أنه سوف يشجع السياح الأجانب على زيارة بريطانيا.
وتشير إلى أن حركة السفر الخارجة من بريطانيا ستؤثر في السوق البريطاني، خاصة أنها تستحوذ على ثلثي التدفقات، ففي 2015، كان هنالك 53.9 مليون زيارة خارجة من بريطانيا نحو العالم، مقارنة مع 26.2 مليون زيارة لبريطانيا من سياح أجانب.
وقال التقرير إن على بريطانيا التفاوض في اتفاقيات الخدمات الجوية خارج أوروبا من أجل ضمان الوصول المستمر إلى السوق.

حريات النقل الجوي

في تقرير آخر، أكد مركز الطيران «كابا»، أنه من أجل الضمان الكامل في الوصول إلى سوق الطيران الواحد الذي تتمتع به شركات الطيران البريطانية في الوقت الراهن، يتعين على المملكة المتحدة أيضاً التفاوض مع كل بلد على شبكة الرحلات، لضمان حقوق حريات النقل الخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والتاسعة، فإن هذه الحقوق ضرورية للسماح للطيران في المملكة المتحدة للعمل من المملكة المتحدة إلى إيطاليا، ثم إلى المواصلة من إيطاليا إلى فرنسا، كما أنها ضرورية للعمل بين إيطاليا وفرنسا، دون البدء في المملكة المتحدة والنقل داخلياً في إيطاليا.
وقال المركز إنه يمكن للمملكة المتحدة التوصل لاتفاقات الخدمات الجوية من خلال التفاوض على أساس ثنائي مع كل فرد من «إي سي أيه أيه»، ومن المرجح جداً أن توافق على وصول غير محدود للأجواء المفتوحة لشركات الطيران الخاصة بها وبالدول الأخرى على مسارات الطيران بين المملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا.


رابط المصدر:
https://www.alkhaleej.ae/economics/pa....RS3xUa3T.dpuf