[البحار القديم]

اتهم رئيس شركة ايرباص توماس إندرز في وقت متاخر من مساء أمس الاثنين الحكومة الأمريكية بـ"التحيز" في المناقصة التي طال انتظارها لصفقة تصل قيمتها إلى 35 مليار دولار لانتاج طائرات تزويد الوقود في الجو .

وقال ،عبر الهاتف من باريس ، "إن العقد الحالي تم تفصيله كما هو واضح لصالح طائرة منافسة أصغر واقل قدرة".

وأضاف أن "الحد الادنى واضح : هذه العملية لم تعد بشأن أفضل طائرة تزويد بالوقود أو منافسة عادلة".

وكانت الشراكة بين شركة الصناعات الجوية والعسكرية الأوروبية )إيدس( ، الشركة الام لايرباص ، والشركة الامريكية نورثروب جرومان انهارت أمس الاثنين بعد أن سحبت الشركتان عرضهما المشترك في مناقصة للحصول على العقد المتنازع عليه لانتاج الجيل القادم من طائرات التزويد بالوقود في الجو لسلاح الجو الأمريكي.

وبانسحاب الشركتين لم يعد هناك سوى شركة بوينج الامريكية لدخول المناقصة. وقال إندرز إن "نورثروب جرومان على قناعة بأنه لم يكن أمامنا فرصة للفوز في المناخ الحالي مهما كان عرضنا في المناقصة أفضل".

وتابع "من الواضح لي أنه في ظل الظروف الراهنة ، ليس من المعقول بالنسبة لنا المشاركة".

وأضاف إندرز "سلاح الجو الامريكي هو الخاسر في المناقصة لانه سيضطر لقبول ثاني افضل الحلول". وعملت "ايدس" على تقليل اعتمادها على منطقة اليورو من خلال عرض إنتاج
طائرات تزويد الوقود في الجو في ولاية الاباما الامريكية. وأكد إندرز أن "ايدس" ستظل فاعلة في الولايات المتحدة رغم هذه النكسة . وأشار إلى ان الشركة سلمت في الاونة الاخيرة 100 مروحية للجيش الامريكي .

المصدر

[البحار القديم]

الأوروبيون يتهمون واشنطن بالحمائية بعد انسحاب إيرباص من سباق صفقة طائرات

بعد انسحاب ايرباص من السباق للحصول على عقد هائل لطائرة تموين في الولايات المتحدة، تصعد اوروبا لهجتها ضد واشنطن وتتهمها بعدم احترام بنود المناقصة لتسهيل فوز بوينغ، مهددة باللجوء الى منظمة التجارة العالمية.
وقال وزير الاقتصاد الالماني راينر بروديرلي الثلاثاء آسفا ان «الضغوط السياسية كانت كبيرة الى درجة اعدت فيها المناقصة على قياس بوينغ على ما يبدو». واضاف «وفي الازمة الحالية خصوصا اصغر الاشارات الحمائية تسبب ضررا»، مؤكدا انه «حتى في مجال التموين في قطاع الدفاع يجب عدم المساس بحرية المنافسة من جانب واحد».
واكد المفوض الاوروبي للتجارة كارل دي غوشت انه «من المؤسف جدا ان تشعر شركة كبرى للتموين بانها عاجزة عن الترشح لعقد من هذا النوع».
وحذرت بروكسل من انها «ستشعر بقلق كبير اذا تبين ان بنود استدراج العروض من شأنها ان تمنع منافسة مفتوحة على العقد».
وتمثل المفوضية الاوروبية الاتحاد الاوروبي في الملفات التجارية ويمكنها ان تلجأ الى منظمة التجارة العالمية باسمه.
وهذا التهديد تحدثت هنه باريس حيث حذرت وزارة الخارجية الفرنسية واشنطن من «مضاعفات ممكنة»، وبرلين حيث اكد بروديرلي انه ينوي متابعة القضية «على مستوى منظمة التجارة العالمية».
وتقدر قيمة العقد الذي يقضي بتسليم 179 طائرة تموين الى الجيش الاميركي ب35 مليار دولار كانت ستؤثر الى حد كبير على الميزان التجاري بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة في قطاع الدفاع.
وترجح كفة هذا الميزان تقليديا لمصلحة الاميركيين الذين يصدرون معدات عسكرية الى اوروبا اكبر بمرتين مما يستوردون منها. وتفيد معطيات المفوضية الاوروبية ان قيمة الصادرات الاميركية تقدر بخمسة مليارات دولار مقابل 2،2 مليار قيمة الواردات من اوروبا.
وفي مؤشر على طابعه الحساس، كان العقد محور طلبي عروض. وقد منح اول مرة الى بوينغ في 2003 ثم الى ايرباص وحليفتها الاميركية نوثروب غرومان في 2008. وفي المرتين الغي العقد.
الا ان نوثروب غرومان لم تتردد هذه المرة في انتقاد «هيكلية طلب المناقصة» التي ترجح الكفة لمصلحة بوينغ على حد قولها.
وقال رئيس ايرباص توماس اندرز ان المناقصة «منحازة لمصلحة الطائرة الاصغر حجما واضعف اداء لدى الشركة المنافسة»، مؤكدا ان الامر «لم يعد يتعلق بالبحث عن الطائرة الافضل او بمنافسة شريفة».
والمخاوف من حمائية اميركية في هذا الملف ليست جديدة.
فمنذ كانون الاول/ديسمبر كتب رؤساء عدة حكومات اوروبية الى الرئيس الاميركي باراك اوباما للمطالبة بمناقصة نزيهة. الا ان النسخة الالمانية من صحيفة فايننشال تايمز نقلت عن مصدر قوله ان «الرئيس لم يكلف نفسه عناء الرد».
واكد مساعد وزير الدفاع الاميركي وليام لين انه بالمناقصة الحالية يمكن لبوينغ وايرباص ان «تشاركا في منافسة حقيقية». لكن اوروبا لا اوهام لديها.
وقالت المفوضية الاوروبية ان فوز نوثروب غرومان و»ايدس» في 2008 «كان مؤشرا ايجابيا على تنافس حر ومفتوح بين ضفتي الاطلسي»، مؤكدة ان الصناعة الاوروبية تملك فرصا كبيرة للنجاح في الولايات المتحدة «اذا سمح لها بالمنافسة على اساس عادل».