ي 6 مارس 1927 وافق مجلس الوزراء على تنظيم أول خط جوي بين القطر المصري وفلسطين والعراق والهند تابعاً لشركة المواصلات الجوية الإمبراطورية البريطانية "إمبريال إير وايز" من خلال إتفاق مؤقت مثل الحكومة المصرية فيه وزير المواصلات محمد محمود باشا – والذي أصبح فيما بعد رئيساً للوزراء - حيث كانت وزارة المواصلات قد أنشأت قسماً للطيران المدني بوزارة المواصلات يختص بالتصاريح الجوية بالقانون رقم 7 لسنة 1919 يرأسه مدير إنجليزي ويعاونه اثنان من الموظفين أحدهما مسئولاً عن الطيران الحربي والثاني عن الطيران المدني، هذا القسم مختص بالتصاريح لتسيير الرحلات الجوية والمعاونة في تشغيلها.
ولكي يعمل هذا القسم وضعت الحكومة خطة لإيفاد المبعوثين المصريين لتعلم الطيران في الخارج كان أولهم الدكتور أحمد عبد السلام الكرداني الذي سافر عام 1926 إلى إنجلترا لدراسة هندسة الطيران فحصل على الدكتوراه، ولكنه عاد ليعمل في مجال تدريس الرياضيات ويؤلف أول كتاب عن الطيران باللغة العربية "بسائط الطيران".ثم أوفدت الحكومة صلاح الدين أباظة والمهندس محمد رشدي طبوزادة.
فمع نهاية الحرب العالمية الأولى وخروج ألمانيا كسيرة بعد الحرب،بدأ الحلفاء في 1922 في إذلالها حيث أجبروها على إغلاق مصانع طائراتها ووقف خطوطها الجوية، واستمر تضييق الخناق حتى عام 1925 حين اعترف الحلفاء في مؤتمر لندن بأهمية الطيران لكل أمة وأنه ليس هناك مبرر لمنعه من المانيا، فأعيد فتح المصانع وتشغيل الخطوط الجوية بل والتوسع فيها مما أبهر المصريين الذين كانوا يكافحون النفوذ البريطاني بالدولة الألمانية، فاتجه عدد غير قليل من الشباب لتعلم الطيران.
كان الاتفاق بين الحكومة المصرية والشركة البريطانية على منح موظفي الدولة تخفيضاً قدره 10% عند سفرهم بمأموريات رسمية بالإضافة إلى تشغيل أكبر عدد من المصريين وتدريب المصريين في منشآتها بالقطر المصري وإعفاء الحكومة المصرية من أي مسئولية من جراء تشغيل الخط الجوي.
وتشجيعاً لزيادة استخدام السفر جواً قررت الشركة زيادة المزايا التي تُمنح للمأموريات المصلحيةلتصل إلى 25% للسفريات التي تزيد عن العشرين سفرية سنوياً.
كانت تلك الرحلات تتم بطائرات برية ومائية لتهبط في السلوم، مرسى مطروح، أبوقير، والعريش وأرض هليوبوليس،بالإضافة إلى أراضي للنزول في القنطرة والعريش وأسيوط والأفصر وأسوان ووادي حلفا، ولم تكن تلك المطارات بمفهوم المطارات الحالية ولكنها كانت تسمى أرض للنزول والإقلاع، أما الطائرات المائية فكات تستخدم مرفأ السلومومرفأ مرسى مطروح وكذلك الميناء الغربي لمدينة الإسكندرية.
في 6 مارس 1929 رخصت الحكومة للشركة البريطانية خط آخر جديد بين الإسكندرية وأوروبا، أعقبه في 2 نوفمبر من نفس العام خط ثالث بين إنجلترا وجنوب أفريقيا ماراً بالأراضي المصرية.
https://news.miralnews.com/more/2706...B1%D8%A7%D9%86