[محمد احمد عسيري]

مع اقتراب موعد إجازة منتصف العام الدراسي، أجد أن من المناسب والضروري الكتابة عن أمر مهم وهو حالات الارتباك والتوتر التي تصيب بعض العائلات والأفراد عند السفر في المطارات. ربما أتفهم إلى حد ما إصرار بعض رجال الأعمال أو كبار المسؤولين على اللحاق بالرحلة في الدقائق والثواني الأخيرة من الوقت، مع العلم بأن نسبة نجاح هذه الطريقة لا تتعدى 85%، لكنني في الجانب المقابل لا أتفهم أبدا إصرار بعض المسافرين لغرض السياحة على الوصول إلى المطار قبل موعد إقلاع الطائرة بوقت قليل!!

حيث تجد رب الأسرة في سباق مع الزمن وعجلة وصراخ مستمر «تعال يا ولد، اقعدي يا بنت»!، فتراه يتجاوز الطابور ويقفز فوق الحواجز متوجها نحو هذا أو ذاك! كل هذا لأن (الساعة تفرق معاه وليش أروح المطار بدري؟). كم هو مؤلم مشهد تلك الأسرة التي لم تلحق بالرحلة الوحيدة في ذلك اليوم، بكاء وحسرة على وجوه الأطفال، ومنظر يدعو للشفقة لرب الأسرة الذي ضاقت عليه الأرض بما رحبت، بعدما علم أن جميع الرحلات التالية لا توجد بها مقاعد شاغرة، هكذا تتحول الإجازة من سعادة إلى حزن والسبب «مجرد ساعة»!. وتزداد العواقب الوخيمة لهذا الاستهتار واللا مبالاة عندما يحدث مثل هذا الموقف خارج البلاد، وقد وقفت على ذلك شخصيا في إحدى المدن الأوروبية، حين أصبح رب الأسرة منهارا وحائرا لا يدري ماذا يفعل!، فقد حضر إلى المطار متأخرا فذهبت مقاعده إلى قائمة الانتظار، وكان عذره أن الطريق المؤدي إلى المطار كان مزدحما وبطيء السير، لكن ساعة واحدة كانت كفيلة بتغيير كل شيء!

ومن المعروف أن أمورا كثيرة تترتب على عدم اللحاق بموعد الرحلة، مثل حجز الفندق والذي ربما يكون غير قابل للاسترداد أو قابلا لذلك مع خصم المبلغ المدفوع عن أول ليلة في أحسن الأحوال، ومما ينتج عن الأمر أيضا إلغاء الرحلة التالية في حالة الترانزيت، وما يترتب عليه من خسائر مالية فادحة، حيث يضطر المسافر حينها إلى حجز ليلة أو أكثر في أحد الفنادق المجاورة للمطار حتى تتوفر مقاعد على إحدى الرحلات التالية، وربما يصبح الموقف أكثر تعقيدا عندما يكون موعد العودة في آخر يوم من صلاحية التأشيرة، حينها وعند وقت المغادرة لا بد أن يكون العذر مقبولا لدى موظف الجوازات وإلا باتت الأمور سيئة وصعبة بحق!

كل ما سبق كانت تغني عنه ساعة من الزمن وحسب، ساعة تغنيك عن الشد العصبي والتوتر، وتجعلك تعيش لحظات استمتاع مع أفراد أسرتك، تصل فيها إلى المطار باكرا موفرة لك الوقت الكافي لكي تجامل وتشكر سائق التاكسي الذي أوصلك وحامل الحقائب، وتدخل إلى الصالة باحثا عن مكان مناسب للانتظار تترك فيه عائلتك وتتجه إلى الكاونترات فتنهي إجراءات السفر، وتتجه بعدها أنت وعائلتك إلى بوابات المغادرة بكل هدوء وطمأنينة وراحة بال، مستمتعين بمرافق المطار «باستثناء مطار جدة بطبيعة الحال».

وأختم بالقول - ومن خلال تجاربي الشخصية – تأكد ومن خلال تطبيق خرائط قوقل وسؤال أهل المنطقة عن المدة الزمنية الكافية لضمان الوصول إلى المطار قبل موعد الرحلة بوقت مناسب (ساعتان ونصف الساعة على أقل تقدير بالنسبة للرحلات الدولية وساعة ونصف الساعة للرحلات الداخلية). أما إن حدث الأمر «وقع الفأس بالرأس» سواء بإهمال أو بسبب خارج عن السيطرة، فكل ما عليك فعله هو أن تتصرف بهدوء وأن تتوقف عن إلقاء اللوم على نفسك أو غيرك، تحدث مع الموظف المسؤول واطلب منه خيارات عدة ليمكنك دراستها واختيار الأنسب منها، أبلغ الفندق مباشرة بما حدث ويفضل عن طريق البريد الالكتروني، أعد جدولة كل الأمور المترتبة على هذا التأخير، وقبل كل هذا رتب الخطوات حسب الوقت والأهمية.


أتمنى لكم إجازة مليئة بالمتعة والسعادة.



https://makkahnewspaper.com/article/5...AA%D8%A7%D8%B9

[KoRn]

رأي اهم شيء وافضل شيء للاسرة هو خدمة الشك ان حق الحقائب مثلا زي
طيران العربية في دبي لامسي مول سلم العفش قبل بساعات وراح توفر عليك
تعب الطابور و الوزن الزائد