[تأبط خيرا]

وفي السابق !
مرت المراقبة الجوية بأيام لم تكن سوى عناية الله هي ما أبقى الفأس معلقا ً والرأس سليما ً .
فقد كان المراقب الجوي يقبع في الصف / السطر الأخير من يوميات رئاسة / هيئة الطيران المدني ، لأن المراقبة الجوية كانت أهم من المراقب الجوي نفسه ! .

في ذالك الوقت ..... لو عدنا للحقائق وعلى سبيل المثال لا الحصر لو وجدنا أن المراقب الجوي كان يعمل بأجهزة لم تكن معتمَدة من قسم السلامة والتراخيص الجوية في ذات الهيئة ، الأمر طبيعي جدا ً فقد كان المراقب الجوي موظف سنترال فلا فرق بين إستخدامه لجهاز إستقبال مهترئ قديم وبين إستخدامه لجهاز آخر بديل غير معتمد !

فالمهم أنه سيرد على طلبات المتصلين !

الحقيقة السوداء أن (مفهوم) " السلامة الجوية " الحالي كان مختلفا ً في ذالك الوقت فلو أردنا أن نسمي ذالك المفهوم لدى ال GACA / PCA تسمية دقيقة في تلك الفترة لقلنا " السلامة الجوية البيروقراطية " والتي كانت بمثابة فأس يرمى من مكتب لآخر نزولا ً حتى يعلّق في نهاية الأمر فوق رأس المراقب الجوي بحبل هزيل ! .

وكلمة أقولها للتاريخ !
" إن المسؤولين عنها كانوا غير مسؤولين عنها " فالفأس معلقا ً فوق رأس المراقب الجوي وحده !.

ذنب من ذنوب المراقبة الجوية في تلك الحقبة البائسة / المضلمة هي المحسوبيات التي كسّرت المجاديف وقتلت الطموح و و و و و إلى آخره من هذه الجمل التي أصبحنا لا نشعر بها اليوم ! .

التخلف الإداري مثلا كان حاضرا ً حينها فقد كانت هناك - طريقتين - ،الأولى كانت مثالا ً واقعيا ً لعدم مراقبة الله في السر والعلانية ، والطريقة الأخرى - بفتح الألف - والأكثر إنتشارا ًوتنافسا ًهي (كـ) طريقة بعض النساء في التعامل مع أعدائهن ّ في نقل الكلام صدقا ً أو زيفا ًو تصديقهن ّ والإعتماد عليهن ّ وفتح الصدور لهنّ ! .

التخطيط والتنفيذ :
التخطيط رياضيات ومنطق والتنفيذ طبطب ليّس كل كويس ، حقيقة هذا ما كان يحدث في تلك الأيام وخذ على سبيل المثال مركزي المراقبة الجوية في جدة والرياض ، كانا يوما ً من الأيام حبرا ً على ورق التخطيط ثم بدأنا في التلييس والطبطبة . والأمر الكويس الوحيد هو أن هذه الأخطاء أصبحت درسا ً مستفادا ً تعلمته الأجيال الحالية !.

في الفترة التي سبقت البدء في تطبيق الخطة العلمية المدروسة لإنشاء مشروع شركة الملاحة الجوية بدأ البعض بلا تعجب في التحرك للوصول لأعلى المراكز - بالطريقتين السابقتين - ، إستطاع من إستطاع لإجادته وخبرته السابقة في لعب تلك الأدوار بينما حاول البعض ولكنه أصتدم بمعايير التطبيق في وجهه .

اليوم تحقق الحلم ....
المراقبة الجوية تعني المراقب الجوي ...
معايير السلامة الجوية مطبقة بكل إحترافية وإتقان ويتحملها الجميع والفأس أصبح فوق كل رأس إبتداء بالرأس الكبير !

جاء ذالك بفضل الله أولا ثم بنجاح (التطبيق) لمخطط مشروع شركة الملاحة الجوية العملاقة دون أية مجاملات أو محسوبيات !
كان ذالك سر النجاح الذي جعل الحلم حقيقة ...

أمر أخير :
من السهل أن نخطط مثلا في ( فكرة ) إنشاء قطار أسرع من الضوء معلق بين جدة والرياض مرورا بالطائف بشرط الإستعانة بشركة أجنبية تخطط لنا هذه الفكرة ، ثم تقوم شركة أخرى عالمية بتنفيذه ، وفي النهاية نبحث عن شركة أخرى ثالثة لتدير المشروع لمدة خمسة وعشرين سنة .
من الطبيعي أن ننجح !
ولكن الشيء المدهش والإستثنائي هو أننا إستطعنا أن نخطط وننفذ وندير مشروعا أقل حجما من مشروع القطار وهو مشروع شركة الملاحة الجوية بكل إحترافية ودقة ونجاح بالإعتماد على أصحاب - الطريقتين - (أو) في ضل وجودهم !.