[EMAD321]

تعرف صناعة الطيران بتكاليفها الباهظة الثمن، وأصبح قطاع الطيران أحد القطاعات المهمة في العصر الحالي، ولهذا باتت تؤثر عوامل العولمة فيه تأثيرا كبيرا، وتتحكم في وضعه الحالي والمستقبلي.، فتارة نرى ازدهاراً مفعماً بالحيوية؛ وتارة أخرى نرى هبوطاً حاداً أشبه بالانهيار، إن لم يكن كذلك بالفعل. ولقد احدث النمو المطرد في طلبات شراء الطائرات بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001 وحتى وقت قريب تطورا مفاجئا في المبيعات، ما لبث أن تبعه تباطؤ كبير في الطلب نتيجة تردي الأحوال الدولية، التي تعاني من تضخم لا مثيل له، ليتبعه ركود اقتصادي وتأثير مباشر للعولمة، نتج عنه اختفاء شركات طيران دفعة واحدة بصورة مخيفة؛ مما اثر في الإنتاج وارتد عكسيا على النتائج المالية لقطاع الطيران، فاضطرت الشركات الباقية إلى اتخاذ إجراءات وقائية كي تضمن الاستمرار، ومن تلك الإجراءات ما بات يعرف بعملية الاندماجات. إن ظاهرة الاندماجات بين شركات الطيران والنقل الجوي ما هي إلا محاولات يائسة لحفظ كلفة التشغيل وللبقاء لا أكثر.، فإلى ماذا ستؤدي تلك العملية وهل هي فعلاً إجراء سليم؟.

لا تكاد تمر حقبة من الحقبات إلا ونجد في مراحلها ناقلة جوية إما سرحت جزءا من موظفيها وإما خزنت جزءا من طائراتها، أما في وقتنا الحالي فإن الدارج هو إغلاق أبوابها واختفاؤها من الساحة نهائياً، وقد كانت عملية إشهار إفلاس عدة شركات معظمها من نمط المنخفضة الكلفة في الولايات المتحدة الأميركية بشكل أساسي وآسيا الأبرز على الساحة. إن الظروف غير المستقرة والتحديات الكثيرة التي تواجهها صناعة الطيران دفعت بالعديد من الشركات إلى هاوية الإفلاس أو التقشف الحاد، وقد أدى تحرير الأجواء إلى انتكاس العديد من الشركات وانهيار بعضها بدلاً من أن يساهم في إنعاش السوق، والسبب يرجع إلى الارتفاع الحاد والمستمر في أسعار الوقود؛ والثاني يعود إلى ارتفاع تكاليف الخدمات الملاحية والمطارات والتي بلغ ما تستنزفه من تلك الشركات 42 مليار دولار.
تكاليف الوقود
ها قد وصل سعر برميل النفط إلى 120 دولاراً، وماذا بعد ؟.. ماذا عسى أن تفعل الناقلات الجوية غير تقبل الوضع على مضض والقبول بالوضع. لا.. لا بد أن تعي الناقلات أن ارتفاع أسعار وقود الطائرات، وعدم ثبات سوق النفط على حال، يعد سببا رئيسيا لتذبذب سوق النقل الجوي؛ فالطاقة المتمثلة هنا بالوقود باتت مطلبا حيويا لكل العالم.؛ ومع زيادة الطلب عليه، أدى ذلك إلى ارتفاع أسعاره مما انعكس سلباً على المستهلكين الذين يدخل من ضمنهم شركات الطيران، إذاً أين الشراء المسبق له ؟ أين الخطط الوقائية لذلك ؟ أين الاستعمال الأمثل للطائرات الأقل استهلاكاً للوقود والأكثر مردوداً من ناحية الحمولة ؟ حتى مع تأخر طائرة واعدة في هذا المجال كالبوينغ 787 دريملاينر كان لا بد من اتخاذ شركات الطيران لإجراءات وقائية تحد من خسائرها المترتبة على ارتفاع أسعار الوقود.

ظاهرة الاندماجات
إن ظاهرة الاندماجات ليست وليدة اليوم، إلا أنها قد بدأت تتكثف في الآونة الأخيرة بسبب الأوضاع الراهنة على الساحة الدولية، وأشهر تلك الاندماجات في عالم الطيران تحديداً هي عملية اندماج شركتي إيرفرانس مع كي إل أم الهولندية، وكان الغرض منها هو بغية إيرفرانس المملوكة للدولة التحول إلى شركة خاصة بالكامل كالكي إل أم وكانت العملية ناجحة بالكامل، وساهمت في تصدر الشركتين المندمجتين عالم النقل الجوي؛ وجاءت بعدها علمية شراء أشبه باندماج تمت من قبل لوفتهانزا الألمانية لسويس إير المفلسة، فكتب لها النجاح وحققت الأرباح تلو الأرباح؛ وأخيراً وليس آخراً جاءت اللحظة التي شهد فيها العالم اندماج شركتين أميركيتين للطيران، هما دلتا مع نورث ويست والأخيرة لديها اتفاقية تعاون مشترك مع اتحاد إيرفرانس - كي إل أم ليشكل هذان الاندماجان إمبراطورية تغطي معظم بقاع العالم. ولكن السؤال هو ما جدوى هذه الاندماجات؟.. والإجابة بتعليق أحد المفكرين على ذلك، بأن أهم دوافع الاندماج هو في رغبة الشركات المندمجة اكتساب قدرات تنافسية عالمية، تمكنها من البقاء في السوق العالمي أولا، والمحافظة على احتكارها له ثانيا، وإلحاق الهزيمة بمنافسيها ثالثاً. يذكر أن كلتا الشركتين المندمجتين، دلتا ونورث ويست كانت قد أعلنت إفلاسها بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001، لكنهما تجاوزتا ذلك وعادتا إلى تحقيق الأرباح، لكنهما أيقنتا أن هناك حاجة ماسة إلى الاندماج كي لا يتعرضا إلى مرحلة إفلاس لا نهوض منها مرة أخرى، في ظل الظروف السيئة التي يعيشها النقل الجوي العالمي بسبب ارتفاع أسعار الوقود والتكاليف التشغيلية، ونتيجة إلى التنافس في الأسواق المحلية وبالتالي يبدو أن هناك احتياجاً للناقلات الجوية للاندماج مع بعضها للتنافس عالمياً.

إلى أين يقود الاندماج؟
يرى المحللون أن ظاهرة الاندماج لها عيوبها كما لها إيجابياتها، فعلى سبيل المثال قد تنجح الاندماجات في دول وبين شركات وتفشل في أخرى، وكما أشرنا في السطور السابقة أن عمليتي الاندماج التي تمت ما بين إيرفرانس وكي أل أم، وما بين لوفتهانزا وسويس إير من جهة أخرى كانتا عمليتين ناجحتين، وما يحدث الآن في الولايات المتحدة الأميركية من بداية الاندماجات بين شركاتها الكبرى هو عملية لا بد منها، وكان عليها أن تحدث حتى قبل ذلك بسبب التنافس الشديد في السوقين المحلية والعالمية من جهة أخرى، وعربياً تعتبر ليبيا الدولة الأولى التي تتم فيها عملية اندماج شامل ــ ما بين شركة الخطوط الجوية الليبية وبين شركة افريقية وهما مملوكتان للحكومة ــ في منحى للتحول إلى الخصخصة بالكامل والتنافس في السوق العالمية، وخليجياً لا بد من أن يأتي اليوم الذي سنشهد فيه حدوث عملية اندماج ما بين شركتين أو أكثر، فلو على سبيل المثال اندمجت شركتا طيران الإمارات مع طيران الاتحاد لكان هذا أفضل لكلتا الشركتين من الناحية العملية، بدلاً من التنافس غير المتكافئ في مساحة صغيرة ومحدودة بالدولة نفسها، كما لو اندمجت الخطوط الجوية الكويتية مع إحدى الشركات المحلية لكان هذا قد سهل من عملية خصخصة المؤسسة، بدلاً من الانتظار الذي يبدد الفرص لها مع مرور الوقت، وربما أن الوقت قد حان لتغيير سياسة تلك الشركات الكبرى.
إن ظاهرة الاندماجات كانت قد حدثت مسبقاً بين أقطاب شركات صناعة الطائرات قبل أن تنتقل إلى شركات الطيران؛ فشركة بوينغ لصناعة الطائرات اضطرت إلى ابتلاع ماكدونال دوغلاس وروكويل، آملة من وراء تلك العملية تحسين نسبة العقود والمبيعات بصورة أفضل؛ وكادت عملية اندماج أخرى عملاقة أن تحدث ما بين لوكهيد مارتن وبين نورث روب غرومان عملاقي صناعة الأنظمة الدفاعية، لولا انتفاضة العقلاء في الوقت المناسب؛ لأن تلك العملية قد تعني انه لا يوجد منافس وبالتالي ستؤدي إلى الاحتكار، والاحتكار سيؤدي إلى الركود.

وإلى أين تقود العولمة الطيران؟
إن العولمة قد خلفت في العالم وخصوصا في مجال النقل الجوي خللا في بعض الأحيان، فهناك خسارة للوظائف في بعض القطاعات، وتضاعف للوظائف في قطاعات أخرى؛ ويرى المفكرون الاقتصاديون أن المنافسة أصبحت اليوم بين الشركات الأميركية التي تندمج الآن وبين الشركات الأوروبية العملاقة، وحالياً يدخل الروس في السباق مجددا، وبات على آسيا أن توجد هي الأخرى عمالقتها كي يصبح النقل الجوي عبارة عن حرب باردة ما بين ناقلات جوية عملاقة، ولن يصبح السفر جواً رخيصاً بعد اليوم.

شركات الطيران العشر الأولى في تحقيق الأرباح
من بين تلك الشركات نبين مدى ما يحققه الاندماج لشركات الطيران من عوائد ودخول ربحية كشركة إيرفرانس - كي إل أم ودلتا - نورث ويست:

أعد المعلومات : على محمد هاشم " القبس

[أيمن الوحش]

شكرا على الموضوع الرائع
ولكن ماذا عن الاتحادات العالمية مثل اتحاد النجوم star allince الذي سوف تنضم مصر للطيران له رسميا في غضون شهور قليلة
وماهي فوائده ومزاياه وماهي عيوبه وسلبياته ؟

[EMAD321]

شكرا على الموضوع الرائع
ولكن ماذا عن الاتحادات العالمية مثل اتحاد النجوم star allince الذي سوف تنضم مصر للطيران له رسميا في غضون شهور قليلة
وماهي فوائده ومزاياه وماهي عيوبه وسلبياته ؟
عزيزي أيمن الوحش شكرا لمرورك الكريم .... بالنسبة لسؤالك السابق بالتأكيد تعطي قوة
لأعضائة وتحمي مصالحه وتشكل قوة أمام التحديات العالمية .... ونترك المجال للزملاء الاعضاء و الزوار ليدلوا برأيهم في هذا الموضوع .... تقبل تحياتي

[البارود]

الفكرة من الاتحادات العالمية هو الحصول على نسبة عملاء اكثر يمكنهم السفر لجميع وجهات التحالف لكن لى مختلف شركات الطيران باسعار تنافسية

[EMAD321]

الفكرة من الاتحادات العالمية هو الحصول على نسبة عملاء اكثر يمكنهم السفر لجميع وجهات التحالف لكن لى مختلف شركات الطيران باسعار تنافسية
عزيزي البارود شكرا لمرورك واضافتك للموضوع ... تقبل تحياتي

[بحريني وفتخر]

الاندماج يساعد الشركات من حيث تبادل الخبرات والمنفعة ولكن المشكلة بعض الاحيان
يصير العكس وتزيد الخسائر
يعطيك العافية أخوي على التقرير
وبانتظار المزيد من مواضيعك الحلوة

[EMAD321]

بحريني وفتخر الشكر لك على اضافتك وتعليقك الرائع .... تقبل تحياتي

[Micro-bra]

مشكور أخي علي الموضوع الرائع يبدو ان الأندماج هو الحل الأفضل لتخطي هده الأزمة و تقبل مروري أخي الغالي

[EMAD321]

Micro-bra
الشكر لك على مرورك .. تقبل تحياتي عزيزي

[adnan_77_1984]

الف شكر اخوي عماد على التقرير الرائع

[EMAD321]

adnan_77_1984
شكرا على مرورك عزيزي .. تقبل تحياتي