[(AirArabia)]

الأزمة وشركات الطيران الخليجية

تاريخ النشر: الخميس 16 سبتمبر 2010

على الضفة الغربية من الأطلسي يتوقع أن يشهد شهر أكتوبر القادم بروز أكبر شركة طيران في العالم، وذلك بعد موافقة وزارة العدل الأميركية على عملية اندماج شركة "يونايتد إيرلاينز" وشركة "كونتنتال إيرلاينز" بصفقة بلغت قيمتها 3.2 مليار دولار، لتشكلا معاً أكبر شركة طيران في العالم، ولتتمكنا من التغلب على بعض التداعيات الناجمة عن الأزمة المالية العالمية. وقد سبق ذلك اندماج شركتي "دلتا إيرلاينز" و"نورث ويست إيرلاينز" في عام 2008 في الولايات المتحدة الأميركية أيضاً، مما يعني أن نجاح الاندماج الأول قبل عامين شجع على الاندماج الحالي، الذي يتوقع أن يحقق نتائج إيجابية للشركة الجديدة.
وفي المقابل شهدت مياه الخليج شديدة الحرارة بسبب سخونة الأجواء المناخية وغير المناخية الإعلان عن الإفلاس العملي لشركة "سماء" للطيران التي استغنت عن 95 في المئة من موظفيها، وذلك فضلاً عن الصعوبات الكبيرة التي تعاني منها شركة الطيران الكويتية المستمرة في أعمالها بفضل الدعم الحكومي السخي، هذا بالإضافة إلى الخسائر التي تتكبدها العديد من الشركات العاملة في دول الخليج.


وإذا ما استثنينا الشركات الناجحة، كطيران الإمارات والاتحاد والقطرية، فإن أوضاع العديد من الشركات بحاجة إلى مراجعة شاملة، وخصوصاً أن خسائر بعض الشركات تجاوزت 500 مليون دولار سنويّاً، وهو مبلغ كبير يتناقض وحركة السفر المتنامية في منطقة الخليج.

والحال، أن الأمور لا تسير نحو تعديل أوضاع هذه الشركات ومحاولة حل الصعوبات التي تواجهها، بل العكس هو الصحيح، إذ يتوقع قيام شركات جديدة وتقديم المزيد من الدعم للشركات المتعثرة أو إمكانية خصخصتها، علماً بأن الاكتتابات الأولية بالأسواق المالية في الخليج تعاني من شح السيولة وعزوف المستثمرين بعد ما أصابها من تشوهات خلال فترة الطفرة.
إعادة تقييم أوضاع هذه الشركات في ظل المستجدات المحلية والعالمية أمر مهم لإنقاذها ولدعم حركة النقل الجوي في المنطقة التي اكتسبت بعداً عالميّاً في السنوات القليلة الماضية، وذلك بفضل النجاح الذي حققته شركات الطيران الرائدة في المنطقة.
وبالإضافة إلى النظر في إمكانيات عمليات الاندماج، فإن تقديم تسهيلات جديدة يمكن أن يساهم أيضاً في إحداث نقلة نوعية في أعمال هذا القطاع، إذ يمكن اعتبار النقل في نطاق دول المجلس بمثابة نقل داخلي للسوق الواحدة التي لا تحتاج إلى إجراءات النقل الدولي المعقدة، كما يمكن السماح للمقيمين والعاملين في دول المجلس بالتنقل ببطاقة الهوية الصادرة عن دول المجلس.
لقد شملت الصعوبات في السابق شركات الطيران التجاري، أما الجديد في الأمر، فهو أن هذه الصعوبات بدأت تشمل شركات النقل الاقتصادي في الخليج، وهو ما يعني أن هناك المزيد من التعقيدات التي يتوقع حدوثها إذا ما استمرت الأوضاع على ما هي عليه. وفي الوقت الحاضر هناك ما يقارب 17 شركة طيران في دول المجلس، قابلة للزيادة إلى 20 شركة في السنوات القليلة القادمة في أسواق لا يتجاوز عدد سكانها 40 مليون نسمة، في الوقت الذي لا يتجاوز فيه عدد الشركات الأميركية خمس شركات بعدد سكان يتجاوز 305 ملايين نسمة.
وإذا كانت مسألة الاندماج في السوق الأميركية مسألة ملحة فرضتها متطلبات أسواق النقل الجوي العالمية، فإن مثل هذه المتطلبات تتوفر بقوة في السوق الخليجية، وخصوصاً أن قطاع الخدمات في دول المجلس، بما في ذلك خدمات النقل الجوي، اكتسب أهمية كبيرة في السنوات القليلة الماضية، بحيث أصبح يشكل نسبة مهمة من مكونات الناتج المحلي الإجمالي، مما يطلب زيادة الاهتمام بهذا القطاع الذي أصبح يلعب دوراً مهمّاً في تنويع مصادر الدخل المحلي في دول المجلس.
https://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=54814