المجموعات الإجتماعية |
البحث |
مشاركات اليوم |
][ عــذب الـكــلام ][ تم إيقاف نشر مواضيع جديدة في القسم / يمكن لك عزيز العضو أن تضيف تلك المقالات في المدونة الخاصة بك في المنتدى بالضغط هنـــا |
إضافة رد |
|
أدوات الموضوع |
مشاركة [ 1 ] | ||||
|
||||
|
عندما ينتصف الليل ..
ويظهر القمر .. وتتلألأ النجوم .. ويزداد الطقس برودة .. أبحث عن أنسان بجانبي .. فلا أجد سوى .. أريكة أو كرسي صغير.. عندها أبكي على أيام ماضيه .. أبكي على سنين ذهبت أدراج الرياح ... اختفت وصارت إلى غير رجعة .. تقتلني تلك اللحظات كلما جلست وحيداً. تبكي أطرافي قبل عيوني أصبح هذا الأمر واقعاً يؤرقني واقعاً أرتشفه كل يوم .. تكسو مرارته .. زوايا حلقي .. أسحب شحنات ألم كبيرة وكثيرة من دهاليز روحي .. إلى الفضاء .. أتنفس بعمق .. حرقة الأنفاس .. تؤلمني .. تحطمني .. آه يازمن كم أتعبتني .. آه يازمن كم آلمتني .. ارتشفت التعب والمرارة صغيره .. وهائنذا ارتشفه مرة أخرى .. اتذكر عندما كنت صغيرة.. توفي أبي رحمه الله في سن لم يتجاوز الخمسين .. فقاست والدتي الأمرَّين في تربيتنا .. وعانت من جفاء الأقربين .. كانت على قدر كبير من الجمال .. فحاول أعمامي الزواج منها فرفضت.. فكان الجزاء هو الحرمان من الميراث ومن أموال أبي .. عملت أمي في كل مكان لتربيتنا وتوفير المال .. اعتمدنا على أنفسنا كثيرًا كانوا اخواني يعملون بعد المدرسة .. ومن تخرج منهم من الثانوية رحل بعيداً لتوفير لقمة العيش.. كنت أكبر أخواتي .. اثنتان تزوجتا بعد وفاة أبي ... وبقيت أنا وأختي الصغيرة التي لم يتجاوز عمرها العام . أدرس في الصباح وبعد الظهر أساعد أمي في البيت .. أكون الأم وقت غيابها عن البيت .. تقمصت دور الأم وأنا صغيرة.. تجاوزت مرحلة المراهقة .. دون أن أعيش تفاصيلها .. بعد عشر سنوات من رحيل أبي.. رحلت أمي قبل سنوات عمرها الخمسين .. تركت أختي الصغيرة ذات العشر سنوات .. لأكمل المسيرة وأقوم على تربيتها .. كنت قد أكملت الثانوية العامة .. فانصرفت إلى تربية أختي وأقوم بأعمال المنزل.. تعلمت أشياء كثيرة .. قست علي الحياة كثيراً.. تركت كلَّ شيء .. لأجل أخواني .. وأختي الصغيرة التي كانت تشعرني بالأمومة نحوها .. أصبح أهتمامي بها أكثر من أخواني .. كنت أحاول أن أنسيها يُتمها وفقدانها لأمي .. تقدم لخطبتي العديد .. لكنني كنت أرفض .. فحياتي أصبحت مقيدة بأختي الصغيرة.. أختي التي أصبحت ابنتي .. أختي التي أشعر بالألم حينما تمرض .. وبالسعادة البالغة حينما أراها في سعادة وسرور .. أراقبها وهي تكبر يوماً بعد يوم... عندما تناديني .. أترك كل شيء في يدي .. وأركض نحوها مسرعة.. أراها الحياة بالنسبة لي .. وبدونها .. فأنا لاشيء .. أصبحت كل اهتمامي .. حركاتي .. وسكناتي .. بكاؤها بكائي .. وحزنها ..حزني وألمها ألمي .. هي روحي بل قلبي هي كل حياتي .. بعد سنين .. تخرجت أختي الصغيرة ..من الثانوية .. طرق الباب من يخطبها .. كان شاباً جميلاً .. متعلماً على خلق عال.. لم يكن أمامنا سوى الموافقة .. تزوجت أختي ورحلت عني .. رحلت بعيداً وتركتني ... أصارع الوحدة والألم .. ألم الفراق ..وأيُّ ألم أنكى وأمر من ألم الفراق .. أصبحت في فراغ بعد أن كانت تملأ عليَّ حياتي .. أدخل غرفتي وأقذف برأسي على مخدتي .. استعيد شريط حياتي .. كيف كنت وكيف أصبحت.. أتذكر كيف كان بيتنا عامراً .. وكيف أصبح ..! أتذكر أبي .. وأمي .. وأخواني وأخواتي .. أتذكر لحظات رائعة .. لايمكن أن تعود.. أتذكر اختي الصغيرة .. أتذكر ليلة زواجها.. كيف كان قلبي يتقطع .. كانت السعادة والفرح والسرور ظاهرة على وجهي .. لكنني كنت أتألم من الداخل .. آه ياأختي .. كم كانت الدنيا رائعة بك .. وكئيبة بدونك.. يمر اليوم طويلاً .. كأسبوع .. فأصبح يمر ثقيلاً كشهر .. كان لابد أن أغير روتين حياتي .. فالوحدة تقتلني .. وألم الفراق يعتصرني .. تجاوز عمري الثلاثين .. وأصبحت فرصة الحصول على زوج ضئيلة .. بل ضئيلة جداً.. لكنَّ باب الأمل كان مفتوحاً.. فالزواج قسمة ونصيب .. ومن يدري .. فقد يظهر النصيب في أي وقت.. مرت الأيام وتبعتها السنين .. حتى تجاوزت سن الثالثة والثلاثين .. وذات يوم طرق النصيب باب بيتنا .. كان رجلاً قد تجاوز الخمسين من عمره .. لم يسبق له الزواج .. عاش حياته خادماً تحت قدمي أمه ...حتى رحلت عن الدنيا .. لم أفكر طويلاً في الأمر .. وافقت على الفور وتمت مراسم الزواج .. رحلت إلى بيت الزوجية .. كانت أختي الصغيرة ترافقني إلى المنزل الجديد .. وكنت أشعر بالسعادة وهي ترافقني .. لكن هذه السعادة تحولت إلى حزن بعد أن خرجت وتركتني مع رجل غريب لأول مرة أراه في حياتي .. دخلت غرفتي وأغلقت الباب خلفي... وتركت ذلك الرجل في الخارج .. لم أقدر على التأقلم مع الموقف .. كان صعباً ورهيباً.. لكنني تجاوزته بعد مرور أسبوع من زواجي .. كان رجلاً هادئاً طيباً .. تفهم الموقف في البداية .. وأحتواني في النهاية .. شيئاً فشيئاً .. دخل قلبي وسيطر على عواطفي.. فتعلقت به .. وتعلق بي .. أصبحت السعادة والفرح .. تملأ جنبات منزلنا الصغير .. أنساني نفسي .. أنساني الآلام والأحزان والذكريات.. فلم يعد لها حيز في تفكيري .. كان هو كل تفكيري.. كان يفاجئني مرات بمواقف جميلة.. كشراء هدية .. أو رحلة قصيرة .. أو دعوة لعشاء جميل .. وكنت أفاجئه مرات .. بمواقف جميلة أخرى .. أطفئ إضاءة المنزل وأشعل الشموع في كل زوايا المنزل .. أنثر الورود في كل مكان .. وعندما يعود أختبئ خلف الباب .. ثم أمسك به من الخلف وأضمه إلى صدري .. أهمس في أنه .. أحبك .. فلاتتركني وحدي.. أحيان أخرى.. أغير مواقع أثاث المنزل .. وحينما يعود يتفاجأ بالتغييرات .. كان يمازحني ويقول: ستقتلني مفاجآتك .. حبيبتي. سنوات مفعمة بالحب والسعادة .. أنستني آلامي وأحزاني القديمة .. لكنَّ السعادة لاتستمر دوماً .. والفرح لايدوم .. مادام هناك حزن وألم. في ليلة من ليالي السعادة والفرح .. والضحك والمرح .. سقط زوجي على الأرض ومعه سقط قلبي.. ساعدته على النهوض وكان يشكو من ألم في صدره .. خفت وارتعبت .. اتصلت بالطبيب .. حضر الطبيت .. وأجرى الكشف اللازم ..وقرر نقله إلى المستشفى لإجراء الفحوصات اللازمه .. انتقلنا إلى المستشفى .. بعد الفحوصات والتحاليل .. اكتشف الطبيب إصابته بجلطة في شرايين القلب .. وقرَّر استمرار علاجه في المستشفى لأيام.. عدت إلى وحدتي مجدداً .. مكث زوجي في المستشفى لأسابيع .. ومكثت تلك الأسابيع أقضي ليلي .. وحيدة.. وفي الصباح أنهض مسرعة للمستشفي .. أقضي النهار بجانبه .. أركض من الخوف للأمان .. من الحزن للسعادة .. برغم الألام .. لم تفارقه الابتسامه.. أعود في المساء لمنزلي.. حزينة بائسة .. انقضت أسابيع الحزن وعاد الفرح للمنزل بعودته.. كان تقرير الطبيب.. عدم امكانية إجراء عملية للقلب بسبب ضعف عضلة القلب .. وأن يلتزم الراحة وعدم الاجهاد .. أصبحت أعمل على راحته في المنزل .. أخاف عليه من نسمة الهواء .. فهو ماتبقى لي في هذه الحياة .. استمرت حياتنا بين مد وجزر.. اسبوع في المنزل واسبوع آخر في المستشفى .. حتى وصل الأمر إلى أن قرر الطبيب وضع جهاز لتقوية عضلة القلب.. فأصبح الجهاز ثالثاً .. ولصيقاً أكثر مني... لم يستمر الوضع طويلاً .. تعب زوجي كما توقع الطبيب .. وذهبت به للمستشفى .. مكث أيام عدة .. أصبحت بجواره في المستشفى.. وأصبح المستشفى بيتنا.. لم يعد قوياً كما كان .. لكن حبه وحنانه وعطفه لم ينقطع .. كان يشعر بقلقي وخوفي .. يحدثني بعبارات الاطمئنان والحب.. وأحاديث عن المستقبل والسفر.. ذات صباح طلبني الطبيب .. حدثني عن حالته وطلب مني عدم إجهاده .. فحياته في خطر .. زاد خوفي .. زادت أوجاعي وآلامي .. كنت أجلس بجانبه .. اتحدث معه وأمرر يدي بين خصلات شعره .. أمسك يده في لحظات أقبلها .. ويمسك يدي في لحظات ليقبلها .. وعندما يغفو .. أسحب نفسي إلى ركن بعيد .. لأبكي أصرخ في أعماقي .. أدعو ربي بأن يبقى أكثر مدة .. فالحياة بدونه لاشيء... وأنا دون وجوده بجانبي لاشي.. عجلة الزمن تدور لأجد نفسي مرة أخرى في دائرة الألم والحزن .. يارب .. اشفيه ليبقى بجانبي .. يارب .. يارب .. رجعت مرة أخرى لغرفته لأجده يناديني .. نعم .. ياحبيبي .. أجابني: أين أنت ياحياتي.. قلت له : كنت بالخارج.. قال لي: نادي الممرضة وتعالي بجانبي.. قلت ماذا تريد.. قال: أريدها أن تغير مكان إبرة المحلول وهذه الأجهزة إلى اليد الأخرى .. ناديت الممرضة ونقلت الإبرة إلى اليد الأخرى .. جلست بجانبه اتحدث معه وأنا أمسك يده .. وحين نام وضعت رأسي على صدره ثم غفوت قليلاً.. وصحوت على أنفاسه المتسارعه وخفقان قلبه .. نظرت إليه .. وإذا هو يبتسم .. لف ذراعه حول عنقي وضمنى إلى صدره .. يمرر أصابعه بين خصلات شعري.. شعرت بالدفء والحنان والأمان.. ثم نمت نوماً عميقاً.. وحينما صحوت .. وجدته بلاحراك .. تحسست أنفاسه .. نبضاته .. وجدت أن قلبه قد توقف وفارق الحياة.. قفزت مسرعة إلى الممرضة .. ناديتها بسرعه .. جاء الأطباء مسرعين .. حاولوا استنهاض قلبه المتعب .. لكنه لم يستجب.. رحل وتركني مرة أخرى لوحدتي .. لآلامي وأحزاني.. رحل .. بعد أن ودعني الوداع الأخير.. رحل وتركني .. استرجع الذكريات كل يوم .. حينما يسدل الليل استاره .. ويسود الصمت المكان... أخرج إلى شرفة منزلي .. وحيدة .. لا أحد سوى .. أنا .. وأريكه وكرسيٌ صغير. كتبه:Thunder ] |
|||
مشاركة [ 2 ] | ||||
|
||||
|
اخي ثندر لماذا يقف المرء حائرا عن الرد في مواضيعك
هل لاننا نقف حيارى امام المأسي الانسانية ونعجز عن الرد عزيزي قصتك فيها الحزن والحب والوفاء والفراق هذه حال الدنيا ولكن المؤمن مأجور على صبره ويعلم ان جزاه ان لم يجده في الدنيا فلن يضيع في الاخرة قصة رائعة بكل معنى الكلمة تشكر عليها أخي خالص أحترامي وتقديري لشخصك الكريم يالغالي |
|||
مشاركة [ 3 ] | ||||
|
||||
|
أخي المعتز
شكراً لحضورك .. وبالتأكيد عندما تلامس الكلمات جروجنا المفتوحة .. ستزيد من الآمنا ونحس بوجعنا ....... فنحجم عن الحديث.. تحياتي |
|||
مشاركة [ 4 ] | ||||
|
||||
|
رائعه جدا سلمت يداك
|
|||
مشاركة [ 5 ] | ||||
|
||||
|
شكرا علي هذه القصه المؤثره والجميله واتمني المزيد من هذه القصص
|
|||
مشاركة [ 6 ] | ||||
|
||||
|
شهد ..
شكراً لحضورك . حياة الروح إن شاء الله سيكون هناك المزيد ولكن على فترات متباعدة .. تحياتي |
|||
مشاركة [ 7 ] | ||||
|
||||
|
لقاء ثم فراق
سعادة و فرح ثم حزن و وألم و بكاء وهكذا تتكرر بإستمرار طيلة اسطر القصة وهكذا وبإستمرار تتغير عضلات وجوهنا وكأننا نقوم بتمارين رياضية فمرة نبتسم و مرة تسقط الابتسامة وتحل محلها علامات الأسى والتعاطف وهكذا هي الحياة فعلآ دار متى ما اضحكت ابكت فبأسآ لها من دار قصة جميلة كـ العادة ولقائنا دائمآ معك يتجدد في كل لقاء معك نجد فيكم الأجمل اخوك الصغير ابو معاذ |
|||
مشاركة [ 8 ] | ||||
|
||||
|
أخي تاورجي ..
سرني مرورك وزادني سعادة وسرور.. تحياتي |
|||
إضافة رد |
][ عــذب الـكــلام ][ |
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | المنتدى | |||
انفلونزا الحب فى زمن مجنون | القسم العام | |||
الحب أعمى هكذا قال العلماء | القسم العام |