قال مروان بودي رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لشركة طيران الجزيرة ان الصفقة التي تم توقيعها اخيرا في معرض لابورجيه للطيران في باريس لشراء 40 طائرة بقيمة 2,4 مليار دولار جاءت نتيجة دراسات ومفاوضات مكثفة مع مصنعي الطائرات في العالم.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه مديرة مكتب قناة CNBC نجوى عسران حيث أكد السيد مروان بودي أن صناعة الطيران تختلف اليوم عما كانت عليه في السابق 'فعندما نطلب طائرة جديدة الصنع يكون التسليم على المدى البعيد، ولذا يجب أن يكون لدينا تخطيط لمدى أبعد'.
وقال رئيس مجلس ادارة شركة طيران الجزيرة: 'الشركة لديها خطط طموحة ومن المؤكد أننا سنصل الى عدد أكبر من الوجهات مشيرا الى أن الشركة تعمل اليوم بخمس طائرات وسيتم استلام الطائرة السادسة من شركة ايرباص في نهاية هذا العام واستكمال باقي الاسطول (40 طائرة) خلال الفترة من عام 2009 حتى 2014 .
بين البدايات.. واليوم
ولفت بودي الى أن طيران الجزيرة بدأت منذ عام ونصف العام بداية متواضعة بأربع طائرات ومنذ ذلك الحين ازداد عدد الوجهات من خمس وجهات الى أربع عشرة ثم الى عشرين وجهة. 'وأصبح لدينا اليوم محطتان رئيسيتان هما الكويت ودبي ونقوم حاليا بالتفاوض مع بعض الحكومات في منطقة شمال افريقيا لاقامة محطة ثالثة هناك. ولذلك كان من البديهي أن ينمو أسطولنا من من 4 طائرات الى 10 طائرات في سبتمبر 2005 الى 40 طائرة مؤكدة الشراء اليوم'. مضيفا ان إقبال الجمهور على طيران الجزيرة وتشجيع حكومة الكويت ونمو صناعة الطيران في المنطقة كانت وراء الحاجة الى هذا التوسع. 'فطيران الجزيرة متخصصة اليوم في وصل النقاط بين منطقة الشرق الأوسط والقارة الهندية وسنصل في المستقبل باذن الله الى القارة الأوروبية ، فموقع الكويت المميز جدا يمنحنا القدرة على تغطية ثلاث قارات أفريقيا وآسيا ووروبا وهذه ميزة من الصعب أن تحظى بها أي شركة طيران'.
النظرة المطلوبة
وأضاف: من المؤكد أن 40 طائرة رقم كبير لكن شركات الطيران يجب ألا تنظر فقط لعمليات التوسع بل يجب أن تأخذ في عين الاعتبار خطط تجديد أسطولها، فبعد سبع سنوات من اليوم ستكون قد تقادمت بعض طائراتنا ويجب التخلص منها وبيعها وأخذنا هذا في عين الاعتبار حين وضعنا طلبية ال40 طائرة.
وقال مروان بودي أن صناعة الطيران في العالم شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الخمس الماضية بدأت في الولايات المتحدة ثم أوروبا ثم شرق أسيا وكان من البديهي أن تنتقل الى الشرق الأوسط، فمنطقة الشرق الأوسط أكبر منطقة في العالم نموا في صناعة الطيران واذا ما قارناها مع القارة الهندية على سبيل المثال فانه من المتوقع أن يصل عدد الركاب في الهند في عام 2010 الى 110 ملايين راكب بينما اليوم يصل حجم السفر في الوطن العربي الى 134 مليون راكب سنويا والنمو مستمر.
وأضاف: اذا نظرنا الى أكثر خمس شركات طيران نجاحا من الناحية الاقتصادية حول العالم نجد ان اربعا منها طيران منخفض التكاليف وواحدة فقط طيران تقليدي، وهي طيران الامارات. ولذلك عندما فكرنا في تأسيس شركة طيران خاصة في الكويت توجهنا الى شركة منخفضة التكاليف وجاءت طيران الجزيرة لكسر احتكار دام لمدة 50 سنة لصناعة الطيران في يدي الحكومة، ونحن نرى أن الحكومات دورها أن تحكم وليس تشغيل شركات طيران .
لا نموذج واحد
وأكد بودي أنه لا يوجد نموذج واحد لشركات الطيران منخفضة التكاليف فكل منطقة لها ظروفها الخاصة كما تختلف أذواق الركاب من منطقة الى أخرى، 'ولذلك عندما أطلقنا طيران الجزيرة أرادنا أن نعطي قيمة مضافة لصناعة الطيران فكان قرارنا أن نبدا بطائرات جديدة وحرصنا على الراحة فوفرنا مقاعد جلدية ونظاما ترفيهيا مرئيا ومسموعا (هذه الأشياء غير موجودة في الطيران المنخفض التكاليف) لكن نحن وضعناها كقيمة مضافة لركابنا لاعطاء المسافر حق اختيار ما يشاء. فاذا كان يرغب الأكل على الطائرة ممكن ان يشتري مأكولات- واذا اراد استخدام الأجهزة الترفيهية فلها قيمة - كل هذه المعطيات اوصلتنا الى منتج تقبله المسافر'.
رأس المال المطلوب
وأشار رئيس مجلس ادارة طيران الجزيرة الى أن صناعة الطيران تحتاج الى رأسمال كبير لكن يجب عدم المبالغة فنحن بدأنا برأسمال عشرة ملايين دينار واستحوذنا على 4 طائرات وخلال الأسابيع القادمة سنعلن عن مضاعفة راس المال بعد ادراج طيران الجزيرة في سوق الكويت للأوراق المالية. هذه الزيادة ستمكننا من تمويل نمو أسطولنا . فعمليات التمويل تتم عن طريق بنوك عالمية ومحلية، فضلا عن الارباح التشغيلية التي تحققها الشركة.
فطيران الجزيرة استطاعت أن تحقق خلال أول سنة تشغيلية لها أرباحا بلغت 2,5 مليون دينار وبلغ حجم المبيعات 21,5 مليون دينار. هذه الأرباح فاقت الدراسات التي قمنا بها ونتوقع أن تنمو الأرباح هذا العام 50% عن العام الماضي والحمد الله كنا من القلائل في قطاع الطيران منخفض التكاليف في العالم الذين أستطاعوا تحقيق أرباح خلال أول عام.
240 موظفا.. فقط
لفت مروان بودي الى أن عدد العاملين في طيران الجزيرة لا يتجاوز 240 موظفا معظمهم داخل الطائرة فنحن نعتمد في تشغيلنا على الشركاء- فالصيانة مع شركة لوفتهانزا والخدمات الأرضية في كل مطار مع شركاء محليين - أنظمة الحجز من خلال شركة عالمية هي نافيتار قي الولايات المتحدة الأميركية. وأضاف توسعنا في المستقبل سيركز على بندين - داخل غرفة القيادة والتدريب. ونحن حاليا نقوم بالتنسيق مع حكومة الكويت لبناء واحد من أكبر مراكز التدريب للطيران في الشرق الأوسط هنا في دولة الكويت .
وأضاف: نأمل أن تصبح طيران الجزيرة احدى الشركات العالمية في مجال الطيران منخفض التكاليف. ونأمل ان يكون لها عدة مناطق انطلاق، وأن تكون مملوكة لعدة جنسيات في الشرق الأوسط ولهذا أطلقنا عليها اسم طيران الجزيرة لانها تمثل منطقتنا وتراثنا.
مساهمة في زيادة حجم السفر
قال مروان بودي : طيران الجزيرة ساهمت في زيادة حجم السفر من الكويت - ما أسميناه Jazeera Effect فقد أشارت الدراسات الى أن حجم السفر من مطار الكويت قد زاد في العام الماضي بنسبة 15% وهي نسبة غير مسبوقة في صناعة الطيران حيث أن نسبة النمو الطبيعية تتراوح بين 4 الى 5 % سنويا.
فقد ارتفع عدد المسافرين من مطار الكويت من خمسة ملايين وثلاثمائة ألف راكب الى 6 ملايين راكب أي بزيادة 700 الف راكب - الحصة الأساسية كانت من نصيب طيران الجزيرة التي حملت 600 ألف راكب . ونأمل هذا العام أن ننقل 1200000 راكب وسوف يزداد هذا العدد بتوسع أسطول طيران الجزيرة. وفضلا عن ذلك فان 75% من سكان دولة الكويت وافدون من المؤكد يرغبون في زيارة بلادهم كل ما أمكن ذلك، فبدل من أن يكون السفر مرة كل سنتين اصبح بالأمكان مرة ومرتين في السنة بوجود شركة طيران منخفضة التكاليف.
تعليق