السلام عليكم
إعادة ملء الوقود جواً:
هي عملية نقل الوقود من طائرة (الخزان) إلي طائرة أخرى (المستقبل) في الجو أثناء تحليقهما. طبقت تلك العملية علي كل من الطائرات والمروحيات. تلك العملية تسمح للطائرات بالبقاء مدة أطول في الجو مما يؤدي إلي زيادة مداها والذي يؤدي إلي زيادة قدرتها العسكرية إذا كانت طائرة عسكرية.
أول من قاما بعملية إعادة ملء وقود جواً هما العقيد لويل سميث وزميله جون ريتشارد في 27 يونيو 1923 مستخدمين طائرتان آيركو دي إتش - 4. واستخدمت عملية إعادة التزود بالوقود في الجو على نطاق واسع في الحروب الحديثة والتي ساهمت بشكل واضح في مسرح العمليات وأمنت تنفيذ الطائرات لمختلف مهامها بكل دقة وعلى مدار الساعة. وقد استمر العمل وبشكل مستمر من قبل كثير من الدول الصناعية الكبرى في تطوير وصنع طائرات إرضاع جوي حديثة تفي بجميع الأغراض المطلوبة بكل سهولةٍ ويسر وبما يتواكب ومتطلبات المعركة الجوية الحديثة مستفيدةً في ذلك من وسائل التكنولوجيا الحديثة في إزالة كثير من المشاكل التي ظهرت في الجيل الأول من طائرات الإرضاع الجوي
مفهوم التزود بالوقود جواً:
مصطلح التزود بالوقود جواً (الإرضاع الجوي) "Refueling" يقصد به إعادة التزود بالوقود جواً أي من طائرة إلى طائرة أخرى أثناء تنفيذ الرحلة دون توقف (AAR) Air to Air Refueling.
نبذه تاريخية:
كانت المملكة المتحدة هي الرائد والسباقة في هذا المجال، ففي منتصف عام 1930 م قام السيد " ألان كوبهام" القيام برحلة تجارية طويلة تم التزود خلالها بالوقود جواً. ثم ظهرت وتعمقت هذه العملية بعد الحرب العالمية الثانية بشكل جلي وواضح نظراً للحاجة الماسة لذلك في تزويد المقاتلات بالوقود جواً. وأثناء الحرب الباردة كانت الحاجة ماسة للتزود بالوقود جواً لضمان التأكد من إيصال القنابل النووية إلى قلب الدول المعادية مهما كان بعد هذه الدول.
ثم اتسع استخدام التزود بالوقود جواً وليس فقط للمقاتلات فحسب وإنما شمل معظم أنواع الطائرات كالقاذفات، والنقل لتصل هذه الطائرات إلى أقصى المدايات وتحقق أهدافها بنجاح وتستمر في الأجواء لأوقات أطول. وقد أثبتت الحروب مدى فعالية التزود بالوقود جواً كما أثبتت ذلك حرب فيتنام (1960-1970 م) عندما استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية طائرات الإرضاع الجوي لتزويد القاذفات والمقاتلات والطائرات الهجومية بالوقود جواً مما ساعد على تحقيق الضربات الجوية بنجاح على مدى الساعة، والوصول إلى أقصى وأبعد الأهداف الإستراتيجية.
ونفس الأمر كذلك حصل في حرب " فوكولاند " وحرب الخليج الأولى عام 1990 م حيث كان لعملية التزود بالوقود أثر بالغ في تحقيق النصر وحسم المعركة. وخلال هذه الحروب قامت الدول الكبرى بالاعتماد على منظومات الإرضاع الجوي في أغلب عملياتها، فقد قام سلاح الجو الملكي في حرب فوكولاند بتزويد الطائرات الهجومية والمقاتلات بالوقود جواً من طائرات الإرضاع الجوي نوع Victor K.2 حتى تعود لتحقيق أهدافها بنجاح.
كما تم استخدام طائرات التزويد الجوي خلال حرب البوسنة (1993-1995 م) وأثناء الحصار الجوي على العراق ما بين (1993 م-2003 م) حيث كانت تشاهد طائرات التزويد الجوي نوع VC-10 وTristar RAF تقوم بتزويد طائرات هارير والجاجور Jaguar والتورنادو.
وفي الفترة من (2000-2002 م) قامت القوات الجوية الملكية للمملكة المتحدة بدعم الولايات المتحدة الأمريكية بطائرات الإرضاع الجوي VC-10 ولوكهيد تراى ستار ولم تكن هذه الطائرات مقتصرة في عملها على الإرضاع الجوي لطائرات سلاح الجو الملكي RAF فقط وإنما تم تزويد جميع الدول الأخرى المشاركة في حرب الخليج، حيث قامت طائرات الإرضاع البريطاني بتزويد المقاتلات الأمريكية وعلى وجه الخصوص طائرة (F-14 Tomcats وطائرة F/A18 Hornets) وقامت هذه المرضعات الجوية بتزويد أكثر من 20% من المقاتلات الأمريكية وخاصة في المراحل الأولى من الحرب.
كما استفادة المقاتلات الفرنسية في الحرب على أفغانستان من عملية الإرضاع الجوي لطائرات المملكة المتحدة البريطانية حيث كانت عملية الإرضاع الجوي ضرورية للغاية وبدونها يصعب تنفيذ العمليات التكتيكية أو ضرب الأهداف باستخدام الوقود الداخلي للطائرات بدون التزود بالوقود جواً. و ما تقدمة عملية الإرضاع الجوي للطائرات ليس مقصوراً فقط على زيادة المدى الاستراتيجي للمقاتلات وحسب، وإنما الفائدة التكتيكية بزيادة قدرة المقاتلات في تنفيذ المهام بدقة عالية وعلى مدار الساعة.
وقد كانت عملية الإرضاع الجوي خلال حرب الخليج (1990 م) بمثابة القوة التي ضاعفت مدى وقدرة المقاتلات في تحقيق أهدافها.
كيفية التزود بالوقود جواً:
عملية التزود بالوقود جواً (الإرضاع الجوي) يتم التخطيط والإعداد الدقيق لها ضمن برنامج متكامل يمتاز بالمعادلات الحسابية الدقيقة، فهي عملية يم فيها التزود بالوقود من نقطة معينة في السماء بحيث تكون هذه النقطة على أتم الاستعداد لنقل الوقود إلى المستقبلات (المطلوب تزويدها بالوقود) بيسر وأمان. وتتم هذه العملية عبر إنشاء مركز تحكم جوي (ARC) Air Refueling Control والذي يقوم بتنظيم عملية الإرضاع الجوي بصورة آمنة ودقة متناهية. ويعتبر مركز التحكم بالإرضاع الجوي " ARC" هو المسئول عن عملية التخطيط الملائم لطريق طائرات الإرضاع وتحديد موقع كل طائرة، بحيث تكون المسافة الفاصلة بينها أفقياً وعمودياً 2000 قدم حسب قانون هيئة الفضاء الأمريكية التي يطلق عليها "CARF" Central Altitude Reservation علماً أنه يمكن تعديل هذا الفاصل حسب الطلب المحلي.
وعند وضع خطة تنفيذ عملية الإرضاع الجوي فقد تم الأخذ بعين الاعتبار معدل استهلاك الوقود للطائرات ومعلومات أخرى عن أداء الطائرة بحيث يتم معالجة هذه المعلومات ضمن برنامج في جهاز الكمبيوتر والذي بدورة يقوم بتحديد عدد طائرات الإرضاع الجوي اللازمة لتنفيذ عملية الإرضاع وتحديد موقع كل طائرة وتعيين نوعها ووضع جميع الاحتمالات لتفادي المخاطر في الجو والتي من ضمنها أن تكون الطائرة التي تقوم بالتزود بالوقود جواً لديها كمية كافية من الوقود تكفي للوصول إلى نقطة الإرضاع القريبة وأيضاً حساب كمية الوقود الاحتياطية إلى نقطة أخرى في حالة الإعاقة عن التزود من النقطة الأولى.
و يعتبر مركز التحكم بعملية الإرضاع الجوي هو المسئول عن تزويد المقاتلات بالوقود الكافي عند تنفيذ العمليات الجوية حيث يقوم بتقسيم نقاط الأجواء لنشر طائرات الإرضاع الجوي حسب عدد المقاتلات المخصصة لتنفيذ المهمة وبعد حساب جميع المسافات والقياسات المطلوبة.
علماً أن طائرات الإرضاع الجوي نوع تراى ستار لديها خرطوم واحد فقط يقوم بالإرضاع جواً بينما طائرات الإرضاع الجوي نوع في سى 10 لديها ثلاثة خراطيم إرضاع جوي حيث يمكن إرضاع ثلاث طائرات في آنٍ واحد.
وبعد استكمال عملية الطريق الجوي (توزيع طائرات الإرضاع في المسافات والارتفاعات المحددة) ومخطط الوقود اللازم لتأمين تنفيذ المهمة يقوم مركز التحكم الجوي بتأمين عملية التزود بالوقود جواً وذلك عن طريق برنامج تدريب للطيارين والذي قد يستمر من أسبوع إلى أسبوعين تقريباً. ثم يتم ترتيب عملية تأمين الوقود في الأرض واختيار المطار المناسب لذلك وتأمين الطاقم مع مستلزماتهم.
وبالمقابل تظهر مهمة أخرى وهي عملية عودة طائرة الإرضاع الجوي نفسها إلى أماكن تزويدها بالوقود وإعادة تحميلها ثم الرجوع إلى أماكن تواجدها في النقاط الجوية المحددة لها.
والأهم في هذه العملية تكمن في تحديد عدة عوامل أهمها حالة الطقس، ونقاط الالتقاء أقواس الوقود، علامات الاتصال ومعلومات أخرى مثل تحديد سرعة الرياح حيث تمثل عوامل الطقس نسبة 85% من قواعد المعلومات التي تأخذ في الاعتبار. كما يعمل مركز التحكم الجوي " ARC" على تدريب الطيارين على الإرضاع الجوي لأكثر من طائرة في آن واحد والعمل على تلاشي أي أخطاء قد تنتج أو أي تغييرات أخرى.
طائرات الإرضاع وبرامج زيادة القدرة:
على أمل أن تكون طائرة الإرضاع الجوي لها القدرة على إنجاز مهمتين (عملية الإرضاع وعملية النقل) في آن واحد اتجهت أكثر من 31 دولة من أجل الاستفادة من طائرات الإرضاع الجوي في تحقيق أكثر من غرض وفي مقدمة ذلك القوات الجوية الأمريكية والتي تمتلك أكثر من 600 طائرة إرضاع جوي بمختلف الأنواع وأهمها طائرة نوع KC-135 طائرة CK-130s، وتأتي بعدها المملكة المتحدة بالمرتبة الثانية والتي تمتلك 20 طائرة إرضاع نوع VC10 و6 طائرات نوع Tristar بينما تأتي روسيا في المرتبة الرابعة حيث تمتلك 21 طائرة إرضاع نوع إليوشن II-78.
وهناك برامج تحديث للطائرات KC-130J وتسويقها كطائرة إرضاع جوي بحيث يتم إعادة تحسين وتعديل هذه الطائرة وتزويدها بمعدات إرضاع جوي ومن ثم تصديرها إلى دول العالم.
كما تقوم شركة بوينج بالتخطيط لتطوير طائرة KC-767 لتكون طائرة إرضاع جوي وطائرة نقل في نفس الوقت ويطلق عليها اسم طائرة الإرضاع والنقل العالمية (GTTA) وهذه الشركة تقتفي الأثر لتعود بتأريخها إلى العام 1965 م عندما قامت بتزويد اليابان بطائرات إرضاع جوي في ذلك الحين، وقد قامت الشركة بتزويد إيطاليا بأربع طائرات إرضاع من نوع KC-767 وتبعتها اليابان بأربع طائرات من نفس الطراز خلال العام 2004 م.
كما تسعى القوات الجوية الأمريكية إلى استبدال أسطول طائرات الإرضاع طراز KC-130 بطائرات من طراز KC-767 حيث وقد أعلنت الإدارة الأمريكية الموافقة على عقد بقيمة 16 مليار دولار أمريكي لشراء طائرات الإرضاع من طراز KC-767 وتطوير برامج الطائرة KC-X.
ويسعى مسئولو شركة بوينج مع الشركات المنافسة الأخرى منذ نهاية العام 2005 م إلى الاستجابة إلى مطالب القوات الجوية الأمريكية بتطوير برنامج طائرات الإرضاع الجوي خلال العام 2006 م لتبدأ التجارب عليها بحلول العام 2007 م ومن ثم تبدأ مرحلة تزويد القوات الجوية الأمريكية بهذه الطائرات المطورة خلال الفترة من 2010 م إلى 2011 م
طائرات الإرضاع الجوي الأمريكية الجديدة:
بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001 م على الولايات المتحدة دعت الحاجة إلى تطوير طائرات الإرضاع الجوي وجعل هذه الطائرات متعددة الأغراض والوصول إلى أبعد الأهداف الاستراتيجية.
وقد جاءت على إثرها اقتراحات من الكونجرس بأنه لابد من استبدال طائرات KC-135 والتي لها المقدرة على الشحن الجوي وتزويد الطائرات الأخرى بالوقود لكنها لم تكن أكثر خصوصية في مجال الإرضاع الجوي، ولم يكن لديها التكنولوجيا الحديثة أو ما يعرف بالإرضاع الذكي smart Tanker والذي من خلاله تعمل الطائرة كمنصة تبادل سريع وتنفذ مهامها بنجاح كأمور القيادة والتحكم.
هذه التغييرات التي سوف تطرأ على طائرات الإرضاع الجوي تعكس مدى اهتمام القوات الجوية الأمريكية بدعم شركة بيونج Boeing والتي ستقوم بتصميم طائرات إرضاع جوي بحجم صغير يقترب من حجم المقاتلات وبأعداد كبيرة جداً، وذلك حسب التصريحات التي أدلى بها القادة العسكريون للقوات الجوية الأمريكية. وأيضاً كما أوضحت هيئة علوم الدفاع DSB في تقريرها لعام 2004 م أن طائرات KC-135 والتي تعاني من مشاكل مثل تكاليف تجهيزاتها الباهظة وأيضاً مسألة التآكل وأمور أخرى أظهرت تخوفهم وعدم الثقة بها وهو ما سيتم تلاشيه في جيل طائرات الإرضاع الجوي المطورة.
وأوضح التقرير أنه قد يوافق على الطائرات الجديدة مع تحديث الطائرات CK-135 وأنه سيتم تصنيع الطائرات الجديدة حسب الحاجة والطلب فقط.
و هناك تنبؤات بأن القوات الجوية الأمريكية سوف تقلل عدد المقاتلات وتزيد من الطائرات بعيدة المدى في المستقبل والتي ستقوم بدور الإرضاع الجوي. كما تحدث التقرير بأنه لا بد من إعادة النظر في مسألة تحديث المحركات للقاذفة B-52 H بغرض التقليل من عملية استهلاكها للوقود والذي بدورة سيقلل من الطلب على طائرات الإرضاع الجوي وهو الأمر الذي كان قد تم صرف النظر عنه وذلك نظراً لأن قيمة جالون الوقود الذي تستهلكه المحركات تصل إلى دولار واحد بينما تصل قيمة الجالون في عملية الإرضاع الجوي إلى 17 دولار أمريكي. وعملية إنتاج طائرات إرضاع جوي حديثة يجب أن تستند على برنامج آمن وهو ما سوف يتم تنفيذه مع وجود منافسة مفتوحة بما فيها شركة إيرباص ولذلك أوجب هذا الأمر على شركة بوينج التمهل والروية قبل أن تقوم بتقديم طائرات KC-767 أو طائرة 777-200F الكبيرة والتي تستخدم في نقل البضائع كطائرات إرضاع جوي.
ولذلك فإن وضع شركة بيونج جيد بأن تقدم طائرة KC-767 كطائرة إرضاع جوي نظراً لحجمها المناسب ومقارنتها بطائرة الإيرباص A330 الأكبر حجماً، وإذا لم تتم الموافقة من قبل القوات الجوية الأمريكية على طائرة CK-767 فإن البديل لدى الشركة هي الطائرة KC-777 والتي تعتبر أكبر حجماً من الطائرة المنافسة لها CK-30.
طائرة البوينج 777 مستقبل واعد:
تسعى شركة بوينج الأمريكية وذلك تحسباً للتقرير الصادر باستبدال طائرة KC-135 وهي طائرة الإرضاع الجوي القديمة بطائرة البوينج 777 المقترحة من قبل الشركة وذلك حسب ما أشار إليه نائب مدير الشركة بقوله " نحن نتطلع نحو استبدال منصة جوية بديلة، ونحن على علم أن الطائرة 767 هي الحل الأمثل لاستبدال أو لتحل محل طائرة KC-135 ولكننا نسعى إلى البديل الأفضل " وقد جاءت هذه التصريحات خلال حديثة عن برنامج طائرات الإرضاع الجوي التي تعتزم الشركة تنفيذه في المرحلة القادمة، مع أن الشركة ما زالت لا تعير أهمية كبيرة بالنسبة لكمية الوقود في الطائرة التي ستقوم بعملية الإرضاع بالقدر الذي تهتم بعدد خراطيم الإرضاع التي يمكن بواسطتها تأمين تزويد أكبر عدد ممكن من الطائرات في آنٍ واحد. كما أشار نائب مدير الشركة إلى أن طائرة 767 تحمل كمية وقود أقل مما تحملة الطائرة 777 والطائرات الكبيرة الأخرى.
مع العلم أنه قد جرى للطائرة 767 أعمال تحديث عندما تم شرائها من قبل اليابان وإيطاليا بحيث يتم التزود بالوقود بواسطة الريموت كنترول(التحكم عن بعد) كما تم تزويد الطائرة بشاشة إظهار ثلاثية الأبعاد 3D والتي يمكن للطيار من خلالها الاطلاع على سير عملية التزود بالوقود، وقد قامت هذه الطائرة بأول عملية إرضاع جوي لها في مايو 2005 م حيث قامت بـ 30 رحلة طيران اختباري ولمدة 125 ساعة. والسؤال الذي يطرح نفسه من قبل القوات الجوية الأمريكية : ما هي كمية شحنة الوقود المطلوب حملها ؟ حيث أن طائرة KC-767 تستطيع حمل 19 شحنة قياسية مقارنتاً بـ 6 شحنات قياسية للطائرة KC-135 المراد استبدالها. مع العلم أن طائرة البوينج 777 قادرة على حمل 40 شحنه وذلك لكبر حجمها والتي تقارن بالطائرات الكبيرة كطائرة KC-30 التي تستطيع حمل وقود كافي لتنفيذ مهمة الإرضاع من الخزانات المثبتة في الأجنحة. وقد لاحظت القوات الجوية الأمريكية أن الطائرة KC-767 غير قادرة على حمل وقود إضافي وذلك لعدم وجود مساحة كافية للمعدات والخزانات التي تقوم بالتزويد بالوقود. وفي الواقع أن طائرة 767 قد أشرفت على نهاية الإنتاج بينما طائرة 777-200F ما زالت في ميلادها الجديد وهو ما أدى إلى التقليل من إنتاج الطائرة KC-767 ليصل إلى أقل معدل (16 طائرة في السنة)، وهذا في حد ذاته شكل نقلة نوعية لشركة بوينج حيث سيتحرك خط أنتاجها من النقل التجاري إلى الأغراض العسكرية، وذلك بحلول منتصف العام 2006 م وبحلول العام 2008 م ستقوم الشركة بإنتاج طائرة 787 والتي ستحل تماماً محل الطائرة 767.
وفي الجانب الآخر فإن فريق إنتاج وتطوير برنامج طائرة البوينج 767 سوف يستمر في العمل ضمن برنامج إنتاج طائرات بوينج 777، 787.
كما أن شركة " نورث روب جرمان " Northrop Grumman تسعى للدخول في هذه المنافسة مع شركة بوينج وإغراء القوات الجوية الأمريكية في مسألة استبدال أسطول طائرات KC-135 بطائرات أخرى تقوم بدور الإرضاع الجوي. حيث قامت الشركة بتطوير طائرة KC-30 الكبيرة الحجم وتزويدها بنظام الوصلات لخراطيم التزود بالوقود بالتعاون مع شركة أسترالية ليكون هذا النظام شبيهاً بطائرة KC-330 والذي جرى اختباره في نهاية العام 2005 م على طائرة A-310 حيث وجدت صعوبات عند تجريب هذا البرنامج التطويري على طائرة A-330 وطائرة A340 وذلك لوجود المحركات تحت الأجنحة.
مع العلم أن طائرة KC-30 التي ستقوم بعملية الإرضاع شبيهه إلى حدٍ ما بالطائرة التجارية كما هو بالنسبة لمقصورة الطيار في الطائرة A-330، والطائرات الأخرى من طراز إيرباص، وزودت هذه الطائرة بشاشة عرض رقمية وكذلك نظام الرؤية باستخدام الأشعة تحت الحمراء.
وسوف تقوم شركة إيرباص في أوروبا بإنتاج الطائرة الثالثة من KC-30 والتي سيتم نقلها إلى الولايات المتحدة الأمريكية إما جواً أو بحراً حيث تسعى الشركة لإنتاج ما بين 12-15 طائرة في السنة.
وإذا كانت فكرة شراء القوات الجوية الأمريكية لطائرات إرضاع غير أمريكية أمراً مزعجاً لكثير من الاقتصاديين الأمريكيين فإن عنصر المنافسة لا بد منه للسعي نحو الأفضل حسب تصريحات نائب رئيس شركة "نورث روب جرمان " ومن أجل منافسة حقيقية فلا بد من وجود شركة تصنيع لطائرات الإرضاع غير أمريكية وهو ما يعني أن القوات الجوية الأمريكية ستقوم بدفع 30% إلى 40% لشراء طائرات أخرى غير شركة بوينج الأمريكية.
طائرات الإرضاع في القوات البحرية:
تختلف القوات البحرية عن القوات الجوية بنظام الإرضاع الجوي من حيث طرق التحكم بالإرضاع حيث القوات البحرية الأمريكية مثلاً تستخدم طائرة KC-135s والمزودة بحاويات إرضاع نوع MK 32B AAR كما أنها تستخدم طائرة KS-3 والتي تستخدم في نفس الوقت ضد الغواصات البحرية. وقد تم تزويد المقاتلات والطائرات الهجومية بحاضنات إرضاع ذاتية "buddy" مثل المقاتلة F/A-18E/F والتي تم تزويدها بحاضنة إرضاع نوع 31-3900.
ويتم استخدام طائرة KC-130s النموذج J والتي تم تطويرها بحاضنة إرضاع مطورة والتي ستدخل الخدمة قريباً مع سحب طائرات KC-130 النموذج F القديمة من الخدمة.
طائرات الإرضاع في المملكة المتحدة البريطانية
تسعى القوات الملكية المتحدة RAF إلى استبدال طائرات الإرضاع VC10 والطائرة Tristar بطائرة الإيرباص A-330 والتي تمتاز أنها متعددة المهام حيث تقوم بالنقل Transportوالإرضاع Tanker والتي تم اختبارها لتكون طائرة إرضاع ستدخل أول طائرة منها الخدمة بحلول العام 2008 م وحتى دخولها الخدمة سوف يقوم اسطول الطائرات Tristar بمواصلة دور الإرضاع وتنفيذ المهام مع تطوير وتحديث هذا النوع من الطائرات بتزويدة بنظام ملاحة ذاتي "Inertial Navigation system من شركة" نورث روب جرمان" وكذلك تثبيت رادار Weather Radar نوع RDR4B حيث يتم تحديث وتطوير ثلاث طائرات حالياً والبقية سيتم استكمال تحديثها في بداية العام 2007 م.
وسوف سيتم تحديث وتحسين عدادات طائرات Tristar من أجل مواكبة متطلبات الإرضاع الجوي واستبدال منظم العدادات بعدادات ذات شاشات كريستالية سائلة نشطة، ومن ثم تستكمل عملية التطوير بحلول العام 2015 م بواسطة هيئة تصميم الطائرات "Marshall Aerospace" ابتداءً من العام 2007 م.
طائرات الإرضاع الأسترالية:
تنتظر القوات الجوية الأسترالية وبلهفه دخول العقود المبرمة حيز التنفيذ وذلك بدخول طائرات الإيرباص A330 الخدمة وخاصة الطائرة نموذج MRTT متعددة المهام والتي ستلعب دوراً هاماً في مجال الإرضاع الجوي. وقد أعلنت القوات الجوية الأسترالية RAAF في 16 أبريل 2004 م الموافقة على شراء خمس طائرات إيرباص A330 وستطلق عليها KC-330 والتي ستدخل الخدمة ما بين عامي 2007 م و2009 م كما أنها ستقوم باستبدال طائراتها القديمة نوع بوينج 338، 707 التي تم شراءها في عام 1979 م.
وتمتاز طائرة KC-330 بأنها متعددة المهام (نقل، إرضاع) ومزودة بمحرك من شركة " جنرال إليكترونيك" نوع CF6-80EI ولها القدرة على حمل يصل إلى 111 طن (يعادل 23.328 جالون أمريكي) من الوقود في الخزان الأساسي (القياسي).
الحماية الإضافية:
لمزيد من الحماية لطائرات الإرضاع الجوي تم تزويدها بأنظمة حماية يطلق عليها اسم نظام "LAIRCM" وهو نظام من إنتاج شركة " نوثروب جرمان" للإجراءات المضادة باستخدام الأشعة تحت الحمراء. وفي عام 1999 تم تزويد بعض طائرات Tristar وطائرات VC10 بنظام "JTIDS" نظام معلومات نقاط التواصل التكتيكي، والذي صنع للمملكة المتحدة.
بعض انواع الطائرات اثنا التزود بالوقود:
المصدر:
الموسوعة الحرة + جوجل + مجهود شخصي
إعادة ملء الوقود جواً:
هي عملية نقل الوقود من طائرة (الخزان) إلي طائرة أخرى (المستقبل) في الجو أثناء تحليقهما. طبقت تلك العملية علي كل من الطائرات والمروحيات. تلك العملية تسمح للطائرات بالبقاء مدة أطول في الجو مما يؤدي إلي زيادة مداها والذي يؤدي إلي زيادة قدرتها العسكرية إذا كانت طائرة عسكرية.
أول من قاما بعملية إعادة ملء وقود جواً هما العقيد لويل سميث وزميله جون ريتشارد في 27 يونيو 1923 مستخدمين طائرتان آيركو دي إتش - 4. واستخدمت عملية إعادة التزود بالوقود في الجو على نطاق واسع في الحروب الحديثة والتي ساهمت بشكل واضح في مسرح العمليات وأمنت تنفيذ الطائرات لمختلف مهامها بكل دقة وعلى مدار الساعة. وقد استمر العمل وبشكل مستمر من قبل كثير من الدول الصناعية الكبرى في تطوير وصنع طائرات إرضاع جوي حديثة تفي بجميع الأغراض المطلوبة بكل سهولةٍ ويسر وبما يتواكب ومتطلبات المعركة الجوية الحديثة مستفيدةً في ذلك من وسائل التكنولوجيا الحديثة في إزالة كثير من المشاكل التي ظهرت في الجيل الأول من طائرات الإرضاع الجوي
مفهوم التزود بالوقود جواً:
مصطلح التزود بالوقود جواً (الإرضاع الجوي) "Refueling" يقصد به إعادة التزود بالوقود جواً أي من طائرة إلى طائرة أخرى أثناء تنفيذ الرحلة دون توقف (AAR) Air to Air Refueling.
نبذه تاريخية:
كانت المملكة المتحدة هي الرائد والسباقة في هذا المجال، ففي منتصف عام 1930 م قام السيد " ألان كوبهام" القيام برحلة تجارية طويلة تم التزود خلالها بالوقود جواً. ثم ظهرت وتعمقت هذه العملية بعد الحرب العالمية الثانية بشكل جلي وواضح نظراً للحاجة الماسة لذلك في تزويد المقاتلات بالوقود جواً. وأثناء الحرب الباردة كانت الحاجة ماسة للتزود بالوقود جواً لضمان التأكد من إيصال القنابل النووية إلى قلب الدول المعادية مهما كان بعد هذه الدول.
ثم اتسع استخدام التزود بالوقود جواً وليس فقط للمقاتلات فحسب وإنما شمل معظم أنواع الطائرات كالقاذفات، والنقل لتصل هذه الطائرات إلى أقصى المدايات وتحقق أهدافها بنجاح وتستمر في الأجواء لأوقات أطول. وقد أثبتت الحروب مدى فعالية التزود بالوقود جواً كما أثبتت ذلك حرب فيتنام (1960-1970 م) عندما استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية طائرات الإرضاع الجوي لتزويد القاذفات والمقاتلات والطائرات الهجومية بالوقود جواً مما ساعد على تحقيق الضربات الجوية بنجاح على مدى الساعة، والوصول إلى أقصى وأبعد الأهداف الإستراتيجية.
ونفس الأمر كذلك حصل في حرب " فوكولاند " وحرب الخليج الأولى عام 1990 م حيث كان لعملية التزود بالوقود أثر بالغ في تحقيق النصر وحسم المعركة. وخلال هذه الحروب قامت الدول الكبرى بالاعتماد على منظومات الإرضاع الجوي في أغلب عملياتها، فقد قام سلاح الجو الملكي في حرب فوكولاند بتزويد الطائرات الهجومية والمقاتلات بالوقود جواً من طائرات الإرضاع الجوي نوع Victor K.2 حتى تعود لتحقيق أهدافها بنجاح.
كما تم استخدام طائرات التزويد الجوي خلال حرب البوسنة (1993-1995 م) وأثناء الحصار الجوي على العراق ما بين (1993 م-2003 م) حيث كانت تشاهد طائرات التزويد الجوي نوع VC-10 وTristar RAF تقوم بتزويد طائرات هارير والجاجور Jaguar والتورنادو.
وفي الفترة من (2000-2002 م) قامت القوات الجوية الملكية للمملكة المتحدة بدعم الولايات المتحدة الأمريكية بطائرات الإرضاع الجوي VC-10 ولوكهيد تراى ستار ولم تكن هذه الطائرات مقتصرة في عملها على الإرضاع الجوي لطائرات سلاح الجو الملكي RAF فقط وإنما تم تزويد جميع الدول الأخرى المشاركة في حرب الخليج، حيث قامت طائرات الإرضاع البريطاني بتزويد المقاتلات الأمريكية وعلى وجه الخصوص طائرة (F-14 Tomcats وطائرة F/A18 Hornets) وقامت هذه المرضعات الجوية بتزويد أكثر من 20% من المقاتلات الأمريكية وخاصة في المراحل الأولى من الحرب.
كما استفادة المقاتلات الفرنسية في الحرب على أفغانستان من عملية الإرضاع الجوي لطائرات المملكة المتحدة البريطانية حيث كانت عملية الإرضاع الجوي ضرورية للغاية وبدونها يصعب تنفيذ العمليات التكتيكية أو ضرب الأهداف باستخدام الوقود الداخلي للطائرات بدون التزود بالوقود جواً. و ما تقدمة عملية الإرضاع الجوي للطائرات ليس مقصوراً فقط على زيادة المدى الاستراتيجي للمقاتلات وحسب، وإنما الفائدة التكتيكية بزيادة قدرة المقاتلات في تنفيذ المهام بدقة عالية وعلى مدار الساعة.
وقد كانت عملية الإرضاع الجوي خلال حرب الخليج (1990 م) بمثابة القوة التي ضاعفت مدى وقدرة المقاتلات في تحقيق أهدافها.
كيفية التزود بالوقود جواً:
عملية التزود بالوقود جواً (الإرضاع الجوي) يتم التخطيط والإعداد الدقيق لها ضمن برنامج متكامل يمتاز بالمعادلات الحسابية الدقيقة، فهي عملية يم فيها التزود بالوقود من نقطة معينة في السماء بحيث تكون هذه النقطة على أتم الاستعداد لنقل الوقود إلى المستقبلات (المطلوب تزويدها بالوقود) بيسر وأمان. وتتم هذه العملية عبر إنشاء مركز تحكم جوي (ARC) Air Refueling Control والذي يقوم بتنظيم عملية الإرضاع الجوي بصورة آمنة ودقة متناهية. ويعتبر مركز التحكم بالإرضاع الجوي " ARC" هو المسئول عن عملية التخطيط الملائم لطريق طائرات الإرضاع وتحديد موقع كل طائرة، بحيث تكون المسافة الفاصلة بينها أفقياً وعمودياً 2000 قدم حسب قانون هيئة الفضاء الأمريكية التي يطلق عليها "CARF" Central Altitude Reservation علماً أنه يمكن تعديل هذا الفاصل حسب الطلب المحلي.
وعند وضع خطة تنفيذ عملية الإرضاع الجوي فقد تم الأخذ بعين الاعتبار معدل استهلاك الوقود للطائرات ومعلومات أخرى عن أداء الطائرة بحيث يتم معالجة هذه المعلومات ضمن برنامج في جهاز الكمبيوتر والذي بدورة يقوم بتحديد عدد طائرات الإرضاع الجوي اللازمة لتنفيذ عملية الإرضاع وتحديد موقع كل طائرة وتعيين نوعها ووضع جميع الاحتمالات لتفادي المخاطر في الجو والتي من ضمنها أن تكون الطائرة التي تقوم بالتزود بالوقود جواً لديها كمية كافية من الوقود تكفي للوصول إلى نقطة الإرضاع القريبة وأيضاً حساب كمية الوقود الاحتياطية إلى نقطة أخرى في حالة الإعاقة عن التزود من النقطة الأولى.
و يعتبر مركز التحكم بعملية الإرضاع الجوي هو المسئول عن تزويد المقاتلات بالوقود الكافي عند تنفيذ العمليات الجوية حيث يقوم بتقسيم نقاط الأجواء لنشر طائرات الإرضاع الجوي حسب عدد المقاتلات المخصصة لتنفيذ المهمة وبعد حساب جميع المسافات والقياسات المطلوبة.
علماً أن طائرات الإرضاع الجوي نوع تراى ستار لديها خرطوم واحد فقط يقوم بالإرضاع جواً بينما طائرات الإرضاع الجوي نوع في سى 10 لديها ثلاثة خراطيم إرضاع جوي حيث يمكن إرضاع ثلاث طائرات في آنٍ واحد.
وبعد استكمال عملية الطريق الجوي (توزيع طائرات الإرضاع في المسافات والارتفاعات المحددة) ومخطط الوقود اللازم لتأمين تنفيذ المهمة يقوم مركز التحكم الجوي بتأمين عملية التزود بالوقود جواً وذلك عن طريق برنامج تدريب للطيارين والذي قد يستمر من أسبوع إلى أسبوعين تقريباً. ثم يتم ترتيب عملية تأمين الوقود في الأرض واختيار المطار المناسب لذلك وتأمين الطاقم مع مستلزماتهم.
وبالمقابل تظهر مهمة أخرى وهي عملية عودة طائرة الإرضاع الجوي نفسها إلى أماكن تزويدها بالوقود وإعادة تحميلها ثم الرجوع إلى أماكن تواجدها في النقاط الجوية المحددة لها.
والأهم في هذه العملية تكمن في تحديد عدة عوامل أهمها حالة الطقس، ونقاط الالتقاء أقواس الوقود، علامات الاتصال ومعلومات أخرى مثل تحديد سرعة الرياح حيث تمثل عوامل الطقس نسبة 85% من قواعد المعلومات التي تأخذ في الاعتبار. كما يعمل مركز التحكم الجوي " ARC" على تدريب الطيارين على الإرضاع الجوي لأكثر من طائرة في آن واحد والعمل على تلاشي أي أخطاء قد تنتج أو أي تغييرات أخرى.
طائرات الإرضاع وبرامج زيادة القدرة:
على أمل أن تكون طائرة الإرضاع الجوي لها القدرة على إنجاز مهمتين (عملية الإرضاع وعملية النقل) في آن واحد اتجهت أكثر من 31 دولة من أجل الاستفادة من طائرات الإرضاع الجوي في تحقيق أكثر من غرض وفي مقدمة ذلك القوات الجوية الأمريكية والتي تمتلك أكثر من 600 طائرة إرضاع جوي بمختلف الأنواع وأهمها طائرة نوع KC-135 طائرة CK-130s، وتأتي بعدها المملكة المتحدة بالمرتبة الثانية والتي تمتلك 20 طائرة إرضاع نوع VC10 و6 طائرات نوع Tristar بينما تأتي روسيا في المرتبة الرابعة حيث تمتلك 21 طائرة إرضاع نوع إليوشن II-78.
وهناك برامج تحديث للطائرات KC-130J وتسويقها كطائرة إرضاع جوي بحيث يتم إعادة تحسين وتعديل هذه الطائرة وتزويدها بمعدات إرضاع جوي ومن ثم تصديرها إلى دول العالم.
كما تقوم شركة بوينج بالتخطيط لتطوير طائرة KC-767 لتكون طائرة إرضاع جوي وطائرة نقل في نفس الوقت ويطلق عليها اسم طائرة الإرضاع والنقل العالمية (GTTA) وهذه الشركة تقتفي الأثر لتعود بتأريخها إلى العام 1965 م عندما قامت بتزويد اليابان بطائرات إرضاع جوي في ذلك الحين، وقد قامت الشركة بتزويد إيطاليا بأربع طائرات إرضاع من نوع KC-767 وتبعتها اليابان بأربع طائرات من نفس الطراز خلال العام 2004 م.
كما تسعى القوات الجوية الأمريكية إلى استبدال أسطول طائرات الإرضاع طراز KC-130 بطائرات من طراز KC-767 حيث وقد أعلنت الإدارة الأمريكية الموافقة على عقد بقيمة 16 مليار دولار أمريكي لشراء طائرات الإرضاع من طراز KC-767 وتطوير برامج الطائرة KC-X.
ويسعى مسئولو شركة بوينج مع الشركات المنافسة الأخرى منذ نهاية العام 2005 م إلى الاستجابة إلى مطالب القوات الجوية الأمريكية بتطوير برنامج طائرات الإرضاع الجوي خلال العام 2006 م لتبدأ التجارب عليها بحلول العام 2007 م ومن ثم تبدأ مرحلة تزويد القوات الجوية الأمريكية بهذه الطائرات المطورة خلال الفترة من 2010 م إلى 2011 م
طائرات الإرضاع الجوي الأمريكية الجديدة:
بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001 م على الولايات المتحدة دعت الحاجة إلى تطوير طائرات الإرضاع الجوي وجعل هذه الطائرات متعددة الأغراض والوصول إلى أبعد الأهداف الاستراتيجية.
وقد جاءت على إثرها اقتراحات من الكونجرس بأنه لابد من استبدال طائرات KC-135 والتي لها المقدرة على الشحن الجوي وتزويد الطائرات الأخرى بالوقود لكنها لم تكن أكثر خصوصية في مجال الإرضاع الجوي، ولم يكن لديها التكنولوجيا الحديثة أو ما يعرف بالإرضاع الذكي smart Tanker والذي من خلاله تعمل الطائرة كمنصة تبادل سريع وتنفذ مهامها بنجاح كأمور القيادة والتحكم.
هذه التغييرات التي سوف تطرأ على طائرات الإرضاع الجوي تعكس مدى اهتمام القوات الجوية الأمريكية بدعم شركة بيونج Boeing والتي ستقوم بتصميم طائرات إرضاع جوي بحجم صغير يقترب من حجم المقاتلات وبأعداد كبيرة جداً، وذلك حسب التصريحات التي أدلى بها القادة العسكريون للقوات الجوية الأمريكية. وأيضاً كما أوضحت هيئة علوم الدفاع DSB في تقريرها لعام 2004 م أن طائرات KC-135 والتي تعاني من مشاكل مثل تكاليف تجهيزاتها الباهظة وأيضاً مسألة التآكل وأمور أخرى أظهرت تخوفهم وعدم الثقة بها وهو ما سيتم تلاشيه في جيل طائرات الإرضاع الجوي المطورة.
وأوضح التقرير أنه قد يوافق على الطائرات الجديدة مع تحديث الطائرات CK-135 وأنه سيتم تصنيع الطائرات الجديدة حسب الحاجة والطلب فقط.
و هناك تنبؤات بأن القوات الجوية الأمريكية سوف تقلل عدد المقاتلات وتزيد من الطائرات بعيدة المدى في المستقبل والتي ستقوم بدور الإرضاع الجوي. كما تحدث التقرير بأنه لا بد من إعادة النظر في مسألة تحديث المحركات للقاذفة B-52 H بغرض التقليل من عملية استهلاكها للوقود والذي بدورة سيقلل من الطلب على طائرات الإرضاع الجوي وهو الأمر الذي كان قد تم صرف النظر عنه وذلك نظراً لأن قيمة جالون الوقود الذي تستهلكه المحركات تصل إلى دولار واحد بينما تصل قيمة الجالون في عملية الإرضاع الجوي إلى 17 دولار أمريكي. وعملية إنتاج طائرات إرضاع جوي حديثة يجب أن تستند على برنامج آمن وهو ما سوف يتم تنفيذه مع وجود منافسة مفتوحة بما فيها شركة إيرباص ولذلك أوجب هذا الأمر على شركة بوينج التمهل والروية قبل أن تقوم بتقديم طائرات KC-767 أو طائرة 777-200F الكبيرة والتي تستخدم في نقل البضائع كطائرات إرضاع جوي.
ولذلك فإن وضع شركة بيونج جيد بأن تقدم طائرة KC-767 كطائرة إرضاع جوي نظراً لحجمها المناسب ومقارنتها بطائرة الإيرباص A330 الأكبر حجماً، وإذا لم تتم الموافقة من قبل القوات الجوية الأمريكية على طائرة CK-767 فإن البديل لدى الشركة هي الطائرة KC-777 والتي تعتبر أكبر حجماً من الطائرة المنافسة لها CK-30.
طائرة البوينج 777 مستقبل واعد:
تسعى شركة بوينج الأمريكية وذلك تحسباً للتقرير الصادر باستبدال طائرة KC-135 وهي طائرة الإرضاع الجوي القديمة بطائرة البوينج 777 المقترحة من قبل الشركة وذلك حسب ما أشار إليه نائب مدير الشركة بقوله " نحن نتطلع نحو استبدال منصة جوية بديلة، ونحن على علم أن الطائرة 767 هي الحل الأمثل لاستبدال أو لتحل محل طائرة KC-135 ولكننا نسعى إلى البديل الأفضل " وقد جاءت هذه التصريحات خلال حديثة عن برنامج طائرات الإرضاع الجوي التي تعتزم الشركة تنفيذه في المرحلة القادمة، مع أن الشركة ما زالت لا تعير أهمية كبيرة بالنسبة لكمية الوقود في الطائرة التي ستقوم بعملية الإرضاع بالقدر الذي تهتم بعدد خراطيم الإرضاع التي يمكن بواسطتها تأمين تزويد أكبر عدد ممكن من الطائرات في آنٍ واحد. كما أشار نائب مدير الشركة إلى أن طائرة 767 تحمل كمية وقود أقل مما تحملة الطائرة 777 والطائرات الكبيرة الأخرى.
مع العلم أنه قد جرى للطائرة 767 أعمال تحديث عندما تم شرائها من قبل اليابان وإيطاليا بحيث يتم التزود بالوقود بواسطة الريموت كنترول(التحكم عن بعد) كما تم تزويد الطائرة بشاشة إظهار ثلاثية الأبعاد 3D والتي يمكن للطيار من خلالها الاطلاع على سير عملية التزود بالوقود، وقد قامت هذه الطائرة بأول عملية إرضاع جوي لها في مايو 2005 م حيث قامت بـ 30 رحلة طيران اختباري ولمدة 125 ساعة. والسؤال الذي يطرح نفسه من قبل القوات الجوية الأمريكية : ما هي كمية شحنة الوقود المطلوب حملها ؟ حيث أن طائرة KC-767 تستطيع حمل 19 شحنة قياسية مقارنتاً بـ 6 شحنات قياسية للطائرة KC-135 المراد استبدالها. مع العلم أن طائرة البوينج 777 قادرة على حمل 40 شحنه وذلك لكبر حجمها والتي تقارن بالطائرات الكبيرة كطائرة KC-30 التي تستطيع حمل وقود كافي لتنفيذ مهمة الإرضاع من الخزانات المثبتة في الأجنحة. وقد لاحظت القوات الجوية الأمريكية أن الطائرة KC-767 غير قادرة على حمل وقود إضافي وذلك لعدم وجود مساحة كافية للمعدات والخزانات التي تقوم بالتزويد بالوقود. وفي الواقع أن طائرة 767 قد أشرفت على نهاية الإنتاج بينما طائرة 777-200F ما زالت في ميلادها الجديد وهو ما أدى إلى التقليل من إنتاج الطائرة KC-767 ليصل إلى أقل معدل (16 طائرة في السنة)، وهذا في حد ذاته شكل نقلة نوعية لشركة بوينج حيث سيتحرك خط أنتاجها من النقل التجاري إلى الأغراض العسكرية، وذلك بحلول منتصف العام 2006 م وبحلول العام 2008 م ستقوم الشركة بإنتاج طائرة 787 والتي ستحل تماماً محل الطائرة 767.
وفي الجانب الآخر فإن فريق إنتاج وتطوير برنامج طائرة البوينج 767 سوف يستمر في العمل ضمن برنامج إنتاج طائرات بوينج 777، 787.
كما أن شركة " نورث روب جرمان " Northrop Grumman تسعى للدخول في هذه المنافسة مع شركة بوينج وإغراء القوات الجوية الأمريكية في مسألة استبدال أسطول طائرات KC-135 بطائرات أخرى تقوم بدور الإرضاع الجوي. حيث قامت الشركة بتطوير طائرة KC-30 الكبيرة الحجم وتزويدها بنظام الوصلات لخراطيم التزود بالوقود بالتعاون مع شركة أسترالية ليكون هذا النظام شبيهاً بطائرة KC-330 والذي جرى اختباره في نهاية العام 2005 م على طائرة A-310 حيث وجدت صعوبات عند تجريب هذا البرنامج التطويري على طائرة A-330 وطائرة A340 وذلك لوجود المحركات تحت الأجنحة.
مع العلم أن طائرة KC-30 التي ستقوم بعملية الإرضاع شبيهه إلى حدٍ ما بالطائرة التجارية كما هو بالنسبة لمقصورة الطيار في الطائرة A-330، والطائرات الأخرى من طراز إيرباص، وزودت هذه الطائرة بشاشة عرض رقمية وكذلك نظام الرؤية باستخدام الأشعة تحت الحمراء.
وسوف تقوم شركة إيرباص في أوروبا بإنتاج الطائرة الثالثة من KC-30 والتي سيتم نقلها إلى الولايات المتحدة الأمريكية إما جواً أو بحراً حيث تسعى الشركة لإنتاج ما بين 12-15 طائرة في السنة.
وإذا كانت فكرة شراء القوات الجوية الأمريكية لطائرات إرضاع غير أمريكية أمراً مزعجاً لكثير من الاقتصاديين الأمريكيين فإن عنصر المنافسة لا بد منه للسعي نحو الأفضل حسب تصريحات نائب رئيس شركة "نورث روب جرمان " ومن أجل منافسة حقيقية فلا بد من وجود شركة تصنيع لطائرات الإرضاع غير أمريكية وهو ما يعني أن القوات الجوية الأمريكية ستقوم بدفع 30% إلى 40% لشراء طائرات أخرى غير شركة بوينج الأمريكية.
طائرات الإرضاع في القوات البحرية:
تختلف القوات البحرية عن القوات الجوية بنظام الإرضاع الجوي من حيث طرق التحكم بالإرضاع حيث القوات البحرية الأمريكية مثلاً تستخدم طائرة KC-135s والمزودة بحاويات إرضاع نوع MK 32B AAR كما أنها تستخدم طائرة KS-3 والتي تستخدم في نفس الوقت ضد الغواصات البحرية. وقد تم تزويد المقاتلات والطائرات الهجومية بحاضنات إرضاع ذاتية "buddy" مثل المقاتلة F/A-18E/F والتي تم تزويدها بحاضنة إرضاع نوع 31-3900.
ويتم استخدام طائرة KC-130s النموذج J والتي تم تطويرها بحاضنة إرضاع مطورة والتي ستدخل الخدمة قريباً مع سحب طائرات KC-130 النموذج F القديمة من الخدمة.
طائرات الإرضاع في المملكة المتحدة البريطانية
تسعى القوات الملكية المتحدة RAF إلى استبدال طائرات الإرضاع VC10 والطائرة Tristar بطائرة الإيرباص A-330 والتي تمتاز أنها متعددة المهام حيث تقوم بالنقل Transportوالإرضاع Tanker والتي تم اختبارها لتكون طائرة إرضاع ستدخل أول طائرة منها الخدمة بحلول العام 2008 م وحتى دخولها الخدمة سوف يقوم اسطول الطائرات Tristar بمواصلة دور الإرضاع وتنفيذ المهام مع تطوير وتحديث هذا النوع من الطائرات بتزويدة بنظام ملاحة ذاتي "Inertial Navigation system من شركة" نورث روب جرمان" وكذلك تثبيت رادار Weather Radar نوع RDR4B حيث يتم تحديث وتطوير ثلاث طائرات حالياً والبقية سيتم استكمال تحديثها في بداية العام 2007 م.
وسوف سيتم تحديث وتحسين عدادات طائرات Tristar من أجل مواكبة متطلبات الإرضاع الجوي واستبدال منظم العدادات بعدادات ذات شاشات كريستالية سائلة نشطة، ومن ثم تستكمل عملية التطوير بحلول العام 2015 م بواسطة هيئة تصميم الطائرات "Marshall Aerospace" ابتداءً من العام 2007 م.
طائرات الإرضاع الأسترالية:
تنتظر القوات الجوية الأسترالية وبلهفه دخول العقود المبرمة حيز التنفيذ وذلك بدخول طائرات الإيرباص A330 الخدمة وخاصة الطائرة نموذج MRTT متعددة المهام والتي ستلعب دوراً هاماً في مجال الإرضاع الجوي. وقد أعلنت القوات الجوية الأسترالية RAAF في 16 أبريل 2004 م الموافقة على شراء خمس طائرات إيرباص A330 وستطلق عليها KC-330 والتي ستدخل الخدمة ما بين عامي 2007 م و2009 م كما أنها ستقوم باستبدال طائراتها القديمة نوع بوينج 338، 707 التي تم شراءها في عام 1979 م.
وتمتاز طائرة KC-330 بأنها متعددة المهام (نقل، إرضاع) ومزودة بمحرك من شركة " جنرال إليكترونيك" نوع CF6-80EI ولها القدرة على حمل يصل إلى 111 طن (يعادل 23.328 جالون أمريكي) من الوقود في الخزان الأساسي (القياسي).
الحماية الإضافية:
لمزيد من الحماية لطائرات الإرضاع الجوي تم تزويدها بأنظمة حماية يطلق عليها اسم نظام "LAIRCM" وهو نظام من إنتاج شركة " نوثروب جرمان" للإجراءات المضادة باستخدام الأشعة تحت الحمراء. وفي عام 1999 تم تزويد بعض طائرات Tristar وطائرات VC10 بنظام "JTIDS" نظام معلومات نقاط التواصل التكتيكي، والذي صنع للمملكة المتحدة.
بعض انواع الطائرات اثنا التزود بالوقود:
المصدر:
الموسوعة الحرة + جوجل + مجهود شخصي
تعليق