_بطاقة التعريف
الاسم:اميليا ماري ايرهارت
تاريخ الميلاد 24 يوليو 1897
مكان الميلاد أتشيسون، كانساس، الولايات المتحدة
تاريخ الوفاة 5 يناير 1939
المهنة رائدة في الطيران الاميركي ،كاتبة
اللقب ايرهارت
الزوج جورج بوتنا
الأبناء ماريا_نوماريا
الإقامة أمريكا
الجنسية الولايات المتحدة
الديانة مسيحيه
اشتهر بـ ملكة الطيران
الأصل امريكيه
__
طفولتها
أميليا إيرهارت
اميليا ماري ايرهارت، ابنة صموئيل "ادوين" ستانتون إيرهارت (28 مارس 1867 - 1930) [7] واميليا "ايمي" اوتيس إيرهارت (1869 - 1962).[8] ولدت في أتشيسون بكانساس [9] في منزل جدها لأمها، ألفريد جديون اوتيس (1827 - 1912)، وهو قاض اتحادي سابق، ورئيس لبنك أتشيسن للادخار، ومواطن قائد في أتشيسون. لم يكن ألفريد اوتيس موافقا على زواج أمها من ادوين من البداية، كما كان غير راضٍ عن عمله بالمحاماة.
سميت أميليا، وفقا لتقاليد الأسرة، على اسم اثنتين من جداتها (اميليا جوزفين هاريس وماري ويلز باتون).[10] كانت اميليا تلقب في صغرها ب "ميلي" ذات شخصية قيادية؛ بينما أختها الصغرى جريس موريل ايرهارت (تصغرها بسنتين) كانت تلقب ب "بيدجى" وتمارس دور التابع المطيع. ظل يطلق على الفتاتين تلك الأسماء المستعارة طوال الطفولة حتى كبرتا.[10] كانت تربيتهم غير تقليدية فايمي إيرهارت لا تحب تنشئة أطفالها في قالب "فتاة صغيرة لطيفة." [11] فكانت الجدة للأم لا توافق على ارتداء أطفال ايمى للسراويل وعلى الرغم من أن اميليا تحب الحرية التي توفرها لهن، إلا أنها كانت على وعي بأن الفتيات الأخرىات في الحي لا تلبسن السراويل.
[عدل]تأثرها المبكر بالطيران
بدأت روح المغامرة تظهر في أطفال إيرهارت من خلال المحاولات اليومية لاستكشاف المناطق المجاورة لهم.[12] كانت اميليا أثناء طفولتها تمضى ساعات طويلة تلعب مع بيدجى، وتتسلق الأشجار وتصيد الفئران بالبندقية وتتزلج. على الرغم من أن حب اللعب في الهواء الطلق وكذلك الألعاب العنيفة كانت شائعة في كثير من الأطفال، إلا أن بعض كتاب السيرة وصفوا اميليا في صغرها بأنها كانت تميل لألعاب الصبيان [13] فكانت الفتيات عندما تخرج في نزهة تجمع الديدان والفراشات والحشرات والضفادع. في عام 1904، صنعت اميليا سلم طائرة يدويا بمساعدة عمها، بعدما رأت المزلجة الحلزونية أثناء رحلتها إلى سانت لويس واحتفظت بها فوق سطح غرفة التخزين في حديقة المنزل. انتهت أول رحلة موثقة لاميليا بطريقة مثيرة. عندما خرجت من صندوق خشبي مكسور كان يستخدم في التزلج مع كدمات في شفتيها، وثوبها ممزق لكن مع "شعور بالبهجة". وقالت لبيدجى: هذا يشبه الطيران!" [14]
في عام 1907 أدى عمل ادوين إيرهارت بوظيفة ضابط المطالبات قي السكة الحديد بجزيرة روك إلى انتقاله إلى ديس موينس بولاية ايوا على الرغم من وجود بعض الأخطاء في حياته المهنية. في العام التالي عندما كانت اميليا في العاشرة من عمرها، [15] رأت طائرة للمرة الأولى في ولاية ايوا في ديس موينس. شجعها والدها على القيام برحلة هي وشقيقتها على متن الطائرة. نظرة واحدة للسيارة القديمة "فليفر" كان كافيا لاميليا (ميلي) التي سألت على الفور ما إذا كان بإمكانهم العودة لركوب دوامة الخيل.[16] وصفت في وقت لاحق الطائرة ذات الجناحين بأنها "شيء غير ممتع من الاسلاك والخشب." [17]
[عدل]تعليمها
بقيت الشقيقتان أميليا وموريل (أصبحت تعرف باسمها الثاني منذ المراهقة) مع أجدادهن في أتشيسن، في حين انتقل والداهما إلى ديس موينس. خلال هذه الفترة، تلقت اميليا وشقيقتها شكلا من أشكال التعليم المدرسي في المنزل على يد والدتها والمربية. قالت في وقت لاحق أنها كانت "مولعة بالقراءة للغاية" [18]، وكانت تمضى ساعات لا تحصى في مكتبة الأسرة الكبيرة. في عام 1909، اجتمع شمل الأسرة في دي موين أخيرا، والتحق الأطفال بالمدارس العامة لأول مرة، والتحقت اميليا بالصف السابع في سن 12 عاما.
[عدل]ثروة الأسرة
تحسن المستوى المالي للعائلة كثيرا حيث اشتروا منزلا جديدا وعينوا اثنين من الخدم، ولكن سرعان ما أصبح ادوين مدمنا على الكحول. بعد مرور خمس سنوات (في 1914) اضطر للتقاعد، وعلى الرغم من أنه حاول إعادة تأهيل نفسه بالعلاج، إلا أنه لم يتمكن أبدا من العودة للعمل بالسكة الحديد بجزيرة روك. أثناء ذلك توفيت اميليا اوتيس جدة اميليا فجأة، وتركت تركة كبيرة وضعت في حصة ابنتها خوفا من أن إدمان إدوين من شأنه أن يستنزف الأموال. بيع منزل اوتيس وكافة محتوياته في المزاد العلني؛ حزنت اميليا لذلك حيث اعتبرت ما حدث نهاية لطفولتها.[19]
في عام 1915، بعد بحث طويل وجد والد اميليا عملاً كموظف في السكة الحديد الشمالية العظمى في سانت بول بولاية مينيسوتا، حيث دخلت اميليا المدرسة الثانوية المركزية في سن صغيرة. طلب إدوين نقله إلى سبرينجفيلد بولاية ميسوري، في عام 1915 ولكن ضابط المطالبات الحالي أعاد النظر في قرار تقاعده وطالب بعودته لوظيفته، تاركا إيرهارت الكبرى بدون مكان تذهب إليه. لمواجهة هذه النكبة الثانية، اصطحبت ايمي إيرهارت أطفالها إلى شيكاغو وعاشوا مع أصدقائهم. وضعت اميليا لنفسها شرطا غير عادي في اختيار مدرستها، حيث بحثت بين المدارس الثانوية في مدينة شيكاغو لإيجاد أفضل برنامج للعلوم. ورفضت الالتحاق بالمدرسة الثانوية القريبة من منزلها نظرا لأن مختبر الكيمياء بها كان على حد وصفها "تماما مثل بالوعة المطبخ." [20] في نهاية المطاف التحقت بمدرسة هايد بارك الثانوية لكنها قضت فصلا دراسيا بائسا حين وصفها الكتاب السنوى "بالفتاة التي ترتدى اللون البني وتمشي وحدها." [21]
تخرجت اميليا من مدرسة هايد بارك الثانوية في عام 1916. طوال طفولتها المضطربة، كانت اميليا تتطلع إلى مهنة المستقبل؛ وكانت تحتفظ بقصاصات من الصحف حول نجاح المرأة في المجالات التي يسيطر عليها الرجال، بما في ذلك مجالات السينما والإنتاج، والقانون، والإعلان، والإدارة والهندسة الميكانيكية.[15] ثم التحقت ب junior college في مدرسة اوجونتز في ريدال، ولاية بنسلفانيا لكنها لم تكمل البرنامج.[22]
خلال عطلة عيد الميلاد في عام 1917، زارت أختها في تورونتو. كانت الحرب العالمية الأولى مشتعلة حينها، ورأت إيرهارت عودة الجنود المصابين. بعد تدريبها على التمريض في الصليب الأحمر، بدأت العمل مع مجموعة المتطوعين بمستشفى سبادينا العسكري. شملت مهامها إعداد الطعام للمرضى الذين يحتاجون وجبات خاصة وتوزيع الدواء على مرضى المستشفى.[23]
[عدل]وباء الإنفلونزا الإسبانية سنة 1918
عندما ظهر وباء الانفلونزا الأسبانية في سنة 1918 في تورونتو، كانت اميليا تفوم بمهام شاقة في التمريض والنوبات الليلية في مستشفى بادينا العسكري.[24][25] حتى مرضت هي أيضا بالالتهاب الرئوي والتهاب الجيوب الأنفية.[24] دخلت المستشفى في أوائل نوفمبر / تشرين الثاني 1918 بسبب الالتهاب الرئوي وخرجت في ديسمبر / كانون الأول عام 1918، بعد شهرين من المرض.[24] كانت أعراض المرض مؤلمة وتسببت في ضغط حول إحدى عينيها، فضلاً عن المخاط الغزير الذي كان يسيل من خلال فتحات الأنف والحنجرة.[26] في المستشفى في عصر ما قبل المضادات الحيوية، كانت تجرى عمليات صغيرة لكنها مؤلمة لغسل الجيوب الأنفية المتضررة، [24][25][26] ولكن هذه الإجراءات لم تكن ناجحة وعانت إيرهارت من صداع شديد. ظلت في فترة النقاهة ما يقرب من عام أمضته في منزل شقيقتها في نورثهامبتون، بماساشوستس.[25] أمضت الوقت في قراءة الشعر، وتعلم العزف على البانجو، ودراسة الميكانيكا.[24] أثر التهاب الجيوب الأنفية المزمن على إيرهارت تأثيرا كبيرا أثناء الطيران وأنشطة الحياة العادية، [26] حتى أنها كانت تضطر أحياناً لارتداء ضمادة على خدها لتغطية أنبوب التصريف الصغير عند الطيران.[27]
[عدل]تجارب الطيران المبكرة
خلال هذه الأثناء، زارت إيرهارت المعرض الجوي الذي عقد بالتزامن مع المعرض الوطني الكندي في تورنتو بصحبة صديقتها. كان أحد الأحداث الهامة في ذلك اليوم، وجود معرض للطيران للحرب العالمية الأولى.[28] كان الطيار ينظر إلى إيرهارت وصديقتها، حيث كانتا تُشاهدان من مكان معزول وهبط باتجاههما. قالت ايرهارت، "انا متأكدة من أنه قال لنفسه، شاهدني أجعلهما تفران". شعرت ايرهارت بمزيج من الخوف والبهجة. فعندما اقتربت الطائرة، استيقظ شيء بداخلها. وقالت "لم أفهم ذلك حينها"، "لكنني أعتقد أن الطائرة الصغيرة الحمراء قالت لي شيئا." [29]
بحلول العام 1919، استعدت إيرهارت للالتحاق بكلية سميث ولكنها غيرت رأيها والتحقت بجامعة كولومبيا واشتركت في دورة دراسية في الدراسات الطبية من بين برامج أخرى.[30] ولكنها توقفت بعد عام واحد لتلحق بوالديها الذين اجتمع شملهما في ولاية كاليفورنيا.
من اليسار: نيتا سنوك وأميليا إيرهارت أمام طائرة إيرهارت Kinner Airster، c عام 1921
في لونج بيتش، 28 ديسمبر 1920، زارت هي ووالدها مهبطاً للطائرات حيث قابلت فرانك هوكس (الذي اشتهر لاحقا في سباقات الطائرات) وعرض عليها ركوب الطائرة مما غير حياتها إلى الأبد. وقالت "ارتفعت حينها مسافة مئتين أو ثلاثمئة قدم عن الأرض"، "أدركت حينها أنه عليّ تعلم الطيران." [31] بعد تلك الرحلة التي استغرقت 10 دقائق (والتي كلفت والدها 10 دولارات)، قررت على الفور تعلم الطيران. عملت في مجموعة متنوعة من الوظائف، فعملت مصورة، وسائقة شاحنة وكاتبة اختزال في شركة الهاتف المحلية كي توفر 1،000 دولار لدروس الطيران. بدأت إيرهارت الدروس 3 يناير 1921 في كينر فيلد بالقرب من لونج بيتش، ولكن كي تصل للمطار كانت تستقل حافلة إلى نهاية الخط ثم تسير أربعة أميال (6 كلم). كما وفرت والدة اميليا جزءا من حصة ال 1،000 دولار.[32] كانت معلمتها أنيتا "نيتا" سنوك، رائدة طيار استخدمت الطائرة surplus Curtiss JN-4 "كانوك" في التدريب. جاءت اميليا مع والدها وكان لديها طلب واحد هو: "أريد تعلم الطيران. هل ستعلمينني؟ [33]
التزام اميليا بتعلم الطيران تطلب منها الكثير من العمل الشاق وتحمل الظروف الصعبة باعتبارها مبتدئة. اختارت سترة جلدية ولكنها تدرك أن الطيارين الأخرين سيحكمون عليها، ونامت بها لمدة ثلاث ليال لاعطائها مظهرا باليا. لاستكمال تغيير صورتها، قصت شعرها على غرار الطيارين النساء الأخريات.[34] بعد ستة أشهر اشترت اميليا طائرة Kinner Airster ذات السطحين وكانت مستعملة وصفراء زاهية أطلقت عليها اسم "الكناري". يوم 22 أكتوبر 1922، حلقت إيرهارت بطائرتها Airster 14,000 قدم (4,300 م)، محققة رقما قياسيا عالميا جديدا للطيارين من الإناث. في 15 مايو 1923، أصبحت إيرهارت المرأة رقم 16 في العالم التي تصدر رخصة قيادة طائرة (#6017) [35] من الاتحاد الدولي للطيران.[36]
[عدل]العمل في مجال الطيران والزواج
اميليا ايرهارت، لوس انجلوس 1928
[عدل]بوسطن
وصفتها صحيفة بوسطن غلوب بأنها "واحدة من أفضل الطيارين النساء في الولايات المتحدة " لكن هذا الوصف اختلف عليه خبراء الطيران والطيارون من ذوي الخبرة في العقود التالية.[37][38][39] تميزت اميليا بالذكاء والكفاءة في العمل،[35] لكن على الرغم من ذلك وصف بعض الطيارين الأكثر تمرسا [40] جهودها المبكرة بأنها كانت غير كافية. وقعت أحد الحسابات الخاطئة الخطيرة أثناء محاولة تسجيل الرقم القياسي وانتهت بسقوطها من بين السحاب. 3,000 قدم (910 م) فلامها الطيارون ذوو الخبرة، "هل من المفترض أن يتقارب السحاب حتى يلمس الأرض؟" [41] حزنت إيرهارت حيث شعرت أن قدراتها في الطيران محدودة، لكنها سعت للحصول على مساعدة مختلف المدربين في المجال.[42] بحلول عام 1927، "من دون أي حادث خطير، واصلت الطيران لما يقرب من 500 ساعة بمفردها وهو إنجاز جدير بالاحترام." [43]
طوال هذه الفترة، كان ميراث جدتها-الذي كانت أمها تتولى تدبيره- يتناقص حتى نفد تماما بعد كارثة الاستثمار الفاشل في منجم للجبس. وبالتالي لم تتمكن من تغطية استثماراتها في الطيران، فباعت "الكناري" فضلا عن Kinner الثانية واشترت عربة كيسل "Speedster" صفراء لراكبين، وأطلقت عليها "يلو بيرل". عاودت إيرهارت مشكلتها القديمة مع الجيوب الأنفية وتفاقمت في أوائل عام 1924 حتى دخلت المستشفى لإجراء عملية جراحية ولكن للمرة الثانية لم تكن العملية ناجحة. بعد محاولة إنشائها لمشاريع جديدة بما في ذلك إنشاء شركة للتصوير الفوتوغرافي، اتجهت أميليا في اتجاه جديد.[44] بعد طلاق والديها في عام 1924 أخذت والدتها في سيارتها "يلو بيرل" في رحلة عابرة للقارات من ولاية كاليفورنيا وتوقفت في جميع أنحاء الغرب، بالإضافة إلى رحلة قصيرة إلى كالجاري وألبرتا. توقفت هذه الجولة في بوسطن، ماساشوستس، حيث خضعت اميليا لإجراء عملية أخرى للجيوب الأنفية ولكن هذه المرة كانت أكثر نجاحا. بعد أن تعافت عادت لجامعة كولومبيا لعدة أشهر، لكنها اضطرت إلى التخلي عن دراساتها وخططها للانضمام لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لأن والدتها لم تعد تستطيع تحمل الرسوم الدراسية والتكاليف المرتبطة بها. بعد فترة وجيزة وجدت أول عمل لها كمدرسة ثم أخصائية اجتماعية في عام 1925 في دينيسون هاوس، وعاشت في ميدفورد بماساشوستس.[45]
عندما عاشت في ميدفورد التحقت بمطار دينيسون (محطة سكوانتم الجوية البحرية لاحقا) في كوينسي، ماساتشوستس، وساعدت في تمويله. حلقت في أول رحلة رسمية من مطار دينيسون عام 1927.[46]
استمر اهتمام إيرهارت بالطيران حتى أصبحت عضوا في جمعية الطيران الاميركية في بوسطن ثم تم انتخابها نائبا للرئيس. استثمرت مبلغا صغيرا من المال في مطار دينيسون، كما عملت مندوبا لمبيعات طائرات Kinner في بوسطن.[47][48]
كانت تكتب في أعمدة الصحف المحلية للترويج للطيران، كما ازدادت شهرتها حيث كانت تضع الخطط لمنظمة طيارين من الإناث.[49]
أميليا إيرهارت وتحييها السيدة فوستر وولش، رئيس بلدية ساوثمبتون، 20 يونيو 1928
[عدل]الطيران عبر الأطلسي 1928
أرادت إيرهارت أن تصبح أول امرأة تطير في رحلة عبر المحيط الأطلسي بعد تشارلز لندبرغ الذي طار بمفرده عبر المحيط الأطلسي في عام 1927، وكذلك ايمي فيبس جيست (1873-1959). لكنها وجدت أن الرحلة محفوفة بالمخاطر أكثر مما ينبغي، فعرضت أن تكون راعيا لهذا المشروع. بينما كانت إيرهارت في عملها عند الواحدة بعد ظهر أحد الأيام في نيسان / أبريل 1928، تلقت مكالمة هاتفية من النقيب هيلتون اتش. رايلي الذي سألها: "أتريدين الطيران عبر المحيط الأطلسي؟".
عقد المشاركون في المشروع (بما فيهم الناشر ووكيل الدعاية جورج بى. بوتنام مقابلة مع أميليا وطلبوا منها مرافقة الطيار ويلمر ستولتز والطيار/الميكانيكي المساعد لويس جوردون في الرحلة كراكبة مع تكليفها بإحدى المهام. غادر الفريق ميناء تريباسى في نيوفنلند في طائرة من طراز Fokker F.VIIb/3m يوم 17 يونيو 1928، وهبطوا في ميناء بيري (بالقرب من لانيلي)، ويلز، المملكة المتحدة، بالتحديد بعد 20 ساعة و 40 دقيقة.[50] اعتمدت الرحلة على بعض تقنيات الطيران التي لم تكن أميليا قد تدربت عليها، فلم تجرب الطائرة. وعند اللقاء معها بعد الهبوط قالت: "ستولتز هو الذي قاد الطائرة طوال الرحلة. أما أنا فكنت مثلي مثل الأمتعة، مثل كيس من البطاطا ". واضافت : "... ربما يوما ما سأحاول القيام بذلك بمفردي." [51]
قيل أن إيرهارت تلقت ترحيبا حارا في انكلترا في 19 يونيو عام 1928، عندما هبطت في وولستون، ساوثهامبتون في إنجلترا.[52] قادت الطائرات {Avro Avian 594 Avian II و SN: R3/AV/101 التي تملكها السيدة ماري هيث وفي وقت لاحق اشترت الطائرة وعادت بها إلى الولايات المتحدة (قيل أنها "ماركة طائرة غير مرخصة" 7083).[53]
عند عودة طاقم الطائرة تولتز، وجوردون وإيرهارت إلى الولايات المتحدة استقبلوا بعرض عسكري في نيويورك، أعقبه حفل استقبال من الرئيس كالفين كوليدج في البيت الأبيض.
صورة لإيرهارت تمشي مع الرئيس هوفر في ساحة البيت الأبيض يوم 2 يناير 1932
[عدل]صور الشهرة
نظرا للشبه بين ايرهارت ولندبرغ [54] الذي تطلق عليه الصحافة اسم "ليندي المحظوظ"، بدأت بعض الصحف والمجلات تطلق على اميليا "السيدة ليندي." [55] أما يونايتد بريس لقبت إيرهارت بلقب "ملكة الطيران." [56] وعلى الفور بعد عودتها إلى الولايات المتحدة ألقت محاضرة مضنية (1928-29). وفي الوقت نفسه، قام بوتنام بحملة للترويج لها من خلال نشر كتاب من تأليفها، وسلسلة من محاضراتها وجولاتها الجديدة، ونشر صورها على الأمتعة، وسجائر لاكي سترايك (والتي سببت لها مشكلة مع مجلة ماكول التي سحبت عرضها) [57] والملابس النسائية والرياضية. خصصت الأموال التي حصلت عليها من "لاكي سترايك" للتبرع ب 1،500 دولارا لرحلة القائد ريتشارد بيرد الوشيكة لاستكشاف القطب الجنوبي.[57]
إلى جانب الدعاية لها من خلال المنتجات، شاركت هي بنفسها في الدعاية وخاصة من خلال أزياء المرأة. ظلت لعدة سنوات تحيك ملابسها الخاصة بها، ولكن خط الإنتاج النشط الذي باع في 50 متجراً مثل ماكي في المدن الكبيرة كان تعبيرا عن صورة جديدة لايرهارت. يتطابق مفهومها عن البساطة والخامات الطبيعية مع الخامات غير القابلة للتجعد، والقابلة للغسيل التي استخدمتها والذي يعتبر تجسيدا لأناقة وأنوثة "A.E" (وهو الاسم الذي تطلقه عليها العائلة والأصدقاء).[56][58] خط الأمتعة الذي روجت له (أمتعة مودرنير إيرهارت) جعل لها طابعا لا لبس فيه. فمن المؤكد أن الأمتعة مهمة جدا في السفر الجوي ولا تزال تنتج حتى اليوم. وتحمل العديد من المواد الترويجية صورة إيرهارت ولا تزال تسوّق إلى يومنا هذا.[59] نجحت الحملة التسويقية التي قام بها بوتنام في ترسيخ إيرهارت في أذهان الجمهور.[60]
صورة لأميليا إيرهارت، c. 1932. يطلب بوتنام من إيرهارت إخفاء الابتسامة التي تظهر الفجوة بين أسنانها وأن تبقى فمها مغلقا من أجل الصورة الرسمية.
[عدل]الترويج للطيران
ساعدت الدعاية اميليا في تمويل رحلاتها الجوية.[61] وكان قبولها لمنصب محرر مشارك في مجلة كوزموبوليتان فرصة لمزيد من الترويج للطيران وكذلك التركيز على دخول المرأة في هذا المجال.[62] في عام 1929، كانت إيرهارت من بين الطيارين الأوائل الذين روجوا للرحلات الجوية التجارية من خلال تطوير خدمات النقل الجوي للمسافرين؛ كما مثلت النقل الجوي عابر القارات جنبا إلى جنب مع تشارلز ليندبيرغ، واستثمرت الوقت والمال في إنشاء أول خدمة مكوكية بين نيويورك وواشنطن العاصمة. كانت ايرهارت نائبا لرئيس شركة الخطوط الجوية الوطنية التي تدير رحلات طيران في خطوط بوسطن-ماين الجوية وعدة شركات طيران أخرى في شمال شرق البلاد.[63] والتي أصبحت بحلول عام 1940 تعرف باسم نورث ايست ايرلاينز.
[عدل]الرحلات التنافسية
على الرغم من الشهرة التي اكتسبتها ايرهارت من رحلتها عبر الأطلسي، إلا أنها سعت إلى تسجيل رقم قياسي خاص بها.[64] فبعد وقت قصير من عودتها بالطائرة Avian 7083، انطلقت في أول رحلة طويلة منفردة جعلت اسمها يجذب الانتباه الإعلامي والشعبي. بعد قيامها بهذه الرحلة في آب / أغسطس 1928، أصبحت إيرهارت أول امرأة تطير منفردة عبر قارة أمريكا الشمالية، مما زاد من خبراتها [65] ومهاراتها في المجال، واعترف بذلك الطيارون المحترفون ذوو الخبرة الذين طارت معهم. طار الجنرال لاي واد مع إيرهارت في عام 1929 وقال عنها: " كانت طيارا جديدا، ولمساتها حساسة على عصا القيادة." [66]
في وقت لاحق قامت إيرهارت بأول محاولة لها في سباقات الطيران التنافسية عام 1929 خلال أول سباق طيران للنساء من سانتا مونيكا إلى كليفلاند (أطلق عليه لاحقا ويل روجرز اسم "Powder Puff Derby"). خلال السباق وعند اّخر توقف في وسط الطريق قبل الانتهاء في كليفلاند، تقيدت إيرهارت بصديقتها روث نيكولز. حيث كان على نيكولز أن تقلع قبل إيرهارت، ولكن طائرتها سقطت على الجرار في نهاية المدرج وانقلبت. فلم تقلع إيرهارت، وركضت إلى الطائرة المحطمة وأخرجت صديقتها منها. وعندما تأكدت من أن نيكولز لم تصب بأذى، طارت لكليفلاند. ولكن بسبب الوقت الذي فقدته، حصلت على المركز الثالث. عملها الشجاع هذا كان دليلا على عدم أنانيتها، كما أنها نادرا ما أشارت لهذا الحادث فيما بعد.[67]
في عام 1930، أصبحت إيرهارت مسؤولا في الرابطة الوطنية للملاحة الجوية حيث عملت جاهدة لتسجيل رقم قياسي خاص بالنساء، كما كان لها دور أساسي في الاتحاد الدولي للطيران في ابرازه على المستوى الدولي.[62] في عام 1931، حلقت في طائرة من طراز اوتوجبرو Pitcairn PCA-2، وحققت رقما قياسيا عالميا في الارتفاع 18،415 قدم (5،613 م).[68] في حين أنه يبدو للقارئ اليوم أن ايرهارت كانت تعمل على جذب الانتباه، إلا أنها كانت مهتمة هي وغيرها من الطيارين الإناث بتغيير الرأي العام الأميركي واقناعه بأن "الطيران لم يعد حكرا على المخاطرين ورجال سوبر مان.[69]
خلال هذه الفترة أصبحت إيرهارت مسؤولة عن التسعة والتسعون، وهي منظمة للطيارين الإناث، تقدم الدعم المعنوي وتدعم قضية المرأة في مجال الطيران. دعت لعقد اجتماع للطيارين الإناث في عام 1929 في أعقاب السباق الجوي للنساء. واقترحت الاسم استنادا إلى عدد الأعضاء المؤسسين، ثم أصبحت أول رئيس للمنظمة في عام 1930.[5] كانت أميليا مدافعا قويا عن الطيارين الإناث، وعام 1934 عندما منع سباق كأس بنديكس النساء من المشاركة، رفضت علنا إرسال ماري بيكفورد لكليفلاند لافتتاح السباقات.[70]
[عدل]زواجها
كانت ايرهارت مخطوبة لصموئيل تشابمان، وهو مهندس كيميائي من بوسطن، لكن فسخت خطبتها في 23 نوفمبر 1928.[71] خلال نفس الفترة، كانت إيرهارت وبوتنام يقضيان الكثير من الوقت معا، مما كون علاقة حميمة بينهما. جورج بوتنام كان يعرف باسم جي بي، وكان قد طلق في عام 1929، ثم سعى للزواج من اميليا ست مرات قبل أن توافق أخيرا على الزواج. بعد تردد كبير من ناحيتها، تزوجا في 7 فبراير 1931 في منزل والدة بوتنام في نونك بكونيكتيكت. كانت إيرهارت تشير إلى زواجها بأنه "شراكة" مع "سيطرة مزدوجة". كتبت ايرهارت رسالة خطية إلى بوتنام سلمتها له يدا بيد يوم الزفاف قالت فيها: "أريدك أن تعرف أنني لن أحملك على الإخلاص لي كما أني لن أسير خلفك بالمثل.[72][73]
كانت أفكار اميليا فيما يخص الزواج ذات توجه ليبرالي، كما أنها كانت تؤمن بالمساواة قي مسئولية كسب العيش، وأصرت على الاحتفاظ باسمها بدلا من أن يشار لها بالسيدة بوتنام. وعندما أصرت صحيفة نيويورك تايمز على قواعد الكتابة التي تتبعها في الإشارة لها بالسيدة بوتنام، ضحكت. كما وجد جي بي أنه سيطلق عليه "السيد ايرهارت." [74] لم يتمكن العروسان من قضاء شهر العسل، فاميليا كانت منشغلة في جولة لمدة تسعة أيام عبر البلاد للترويج لطائرة أوتوجايرو وراعية لجولة Beech-nut Gum. لم يكن لإيرهارت وبوتنام أطفال، لكن كان لبوتنام ابنان من زواجه السابق من دوروثي بيني (1888-1982)، [75] الوريثة لشركة والدها الكيميائية بيني سميث، التي اخترعت طباشير الكرولا. أما أبناؤه فهم [76] المستكشف والكاتب بيني ديفيد بوتنام (1913-1992) وجورج بالمر بوتنام، الابن (ولد في 1921).[77] كانت أميليا مولعة بديفيد خصوصا، الذي كان يزور والده كثيرا في منزل العائلة في ري بنيويورك. أصيب جورج بشلل الأطفال بعد وقت قصير من انفصال والديه ولم يتمكن من زيارته كثيرا.
وبعد سنوات قليلة، اندلع حريق في منزل بوتنام، وقبل أن يتم السيطرة عليه دُمرت الكثير من كنوز أسرة بوتنام بما في ذلك العديد من الأشياء التذكارية الخاصة بإيرهارت. في أعقاب ذلك الحريق، قرر بوتنام وإيرهارت الانتقال إلى الساحل الغربي، وكان بوتنام قد باع حصته في شركة النشر لابن عمه بالمر، وانتقلا إلى شمال هوليوود مما جعل بوتنام قريبا من شركة بارامونت بيكتشرز ومنصبه الجديد كرئيس هيئة التحرير بها.[78]
[عدل]رحلة منفردة عبر الأطلسي عام 1932
متحف أميليا إيرهارت المتحف بديري
أميليا إيرهارت وهى تقود الطائرة Lockheed Vega 5b كما تظهر قي عرض بالمتحف الوطني للطيران والفضاء
كانت ايرهارت في الرابعة والثلاثين من عمرها، عندما انطلقت في صباح يوم 20 مايو 1932 من ميناء جريس بنيوفنلند مع أحدث نسخة من صحيفة محلية (يقصد من تاريخ النسخة التأكيد على تاريخ الرحلة). كانت تنوي السفر إلى باريس بطائرتها Lockheed Vega 5b ذات المحرك الواحد لمضاهاة رحلة تشارلز ليندبيرغ ذات المحرك الواحد. كان المستشار الفني للرحلة الطيار النرويجي الأميركي الشهير بيرنت بالشن الذي ساعد في إعداد طائرتها. كما قام بتمويه الصحافة لأنه كان يتظاهر بإعداد طائرة إيرهارت لرحلته للقطب الشمالي. بعد رحلة استمرت 14 ساعة و 56 دقيقة قاومت خلالها هبوب رياح شمالية قوية، وظروف جليدية ومشاكل ميكانيكية، هبطت إيرهارت في المراعي في كولمور، شمال ديري بايرلندا الشمالية. شهد هذا الهبوط الملك سيسيل وكذلك تي. سوير.[79] عندما سألها حارس المزرعة: "هل أتيت من مكان بعيد؟" أجابته اميليا: "من أمريكا." [80] هذا المكان الآن عبارة عن متحف صغير يطلق عليه مركز أميليا إيرهارت. [81]
كانت اميليا أول امرأة تطير منفردة في رحلة مباشرة عبر المحيط الأطلسي، ولذلك حصلت على صليب الطيران الفخري من الكونغرس، وووسام الشرف من الحكومة الفرنسية، والميدالية الذهبية من الجمعية الجغرافية الوطنية من الرئيس هربرت هوفر. ازدادت شهرة ايرهارت وكونت علاقات صداقة مع كثير من أصحاب المناصب العليا، من أبرزهم السيدة الأولى اليانور روزفلت 1933-1945. تشاركت روزفلت وإيرهارت في كثير من الاهتمامات خاصة ما يتعلق بقضايا المرأة. حصلت روزفلت على تصريح لتعلم الطيران بعدما خاضت تجربة الطيران مع إيرهارت لكنها لم تتابع خططها لتعلم الطيران. ظلت الصديقتان على اتصال طوال حياتهما. وكذلك الطيار الشهير جاكلين كوكران، الذي اعتبره الجمهور المنافس الأقوى لاميليا، لكنهما كانا صديقين حميمين خلال هذه الفترة.[82]
إيرهارت و"old Bessie" Vega 5b c. 1935
[عدل]رحلات فردية أخرى
في 11 يناير 1935، أصبحت إيرهارت أول شخص يطير منفردا من هونولولو بهاواي إلى اوكلاند بكاليفورنيا. حاول الكثيرون القيام بهذه الرحلة عبر المحيطات، وعلى الأخص المشاركون في سباق دول اير عام 1927 الذين سارو عكس المسار، ولكن رحلتها كانت [83] روتينية، دون أي أعطال ميكانيكية. حتى أنها في الساعات الأخيرة استرخت واستمعت إلى "إذاعة اوبرا متروبوليتان النيويوركية." [83]
في تلك السنة، حلقت مرة أخرى بطائرتها فيجا التي وصفتها ب"بيسي القديمة، حصان النار"، حلقت إيرهارت منفردة من لوس انجلوس إلى مكسيكو سيتي يوم 19 أبريل. وحققت رقما قياسيا في رحلة مباشرة من مكسيكو سيتي إلى نيويورك. أما رحلتها يوم 8 مايو فكانت هادئة على الرغم من الحشود الكبيرة التي استقبلتها في نيوارك بولاية نيو جيرسي، التي كانت تشكل مصدر قلق [84] حيث كان يجب أن تكون حذرة ألا تستقل سيارة أجرة في الزحام.
شاركت إيرهارت مرة أخرى في سباقات الطيران لمسافات طويلة، وكانت الخامسة في سباق كأس بنديكس عام 1935، وكانت أفضل نتيجة استطاعت تحقيقها نظرا لتواضع محرك طائرتها لوكهيد فيجا.
ما بين 1930-1935، سجلت اميليا سبعة ارقام قياسية نسائية في السرعة والمسافة باستخدام مجموعة متنوعة من الطائرات منها Airster Kinner، ولوكهيد فيجا، و Pitcairn Autogiro. بحلول عام 1935، اعترفت بحدود طائرتها "الجميلة فيغا الحمراء" في الرحلات الطويلة عابرة المحيطات، قالت اميليا "جائزة... رحلة واحدة أردت دوما تجربتها- وهي الملاحة حول في العالم." [85] من أجل المغامرة الجديدة، قالت إنها في حاجة إلى طائرة جديدة.
[عدل]رحلة 1937 حول العالم
طائرة أميليا إيرهارت Lockheed L-10 Electra0E. خلال التعديل، معظم نوافذ القمرة خالية وبها خزانات وقود مناسبة لجسم الطائرة.
[عدل]التخطيط
انضمت إيرهارت إلى هيئة التدريس في جامعة بوردو عام 1935 بوصفها عضو هيئة تدريس زائراً لتقديم النصح للنساء في المجال، وباعتبارها مستشارا فنيا لإدارة الملاحة الجوية.[86] في تموز / يوليو 1936، تسلمت الطائرة Lockheed L-10E Electra بتمويل من جامعة بوردو وبدأت التخطيط للذهاب في رحلة حول العالم. هي ليست أول رحلة للدوران حول العالم، لكنها الأطول حيث تبلغ 29،000 ميل (47،000 كم)، في حالة اتباع مسار خط الاستواء القاسى. على الرغم من أن اليكترا تعرف بأنها "مختبر طائر" إلا أنه تم التخطيط لقليل من العلوم المفيدة، وكان يبدو أن الترتيب لهذة الرحلة كان لاعتزام إيرهارت الإبحار حول العالم لجمع المواد الخام وكذلك لفت انتباه الرأي العام لكتابها القادم. كان أول ملاح اختارته ايرهارت هو الكابتن هاري مانينغ، الذي كان كابتن السفينة بريزيدنت روزفلت، التي عادت باميليا من أوروبا عام 1928.
من خلال الاتصالات برابطة طيران لوس انجلوس، أختير الملاح الثاني فريد نونان نظرا لعوامل إضافية هامة ينبغى الإعداد لها أثناء الملاحة الجوية.[87][88] فهو لديه خبرة واسعة في كل من البحرية (كان لديه ترخيص قبطان سفينة) والطيران. ترك نونان العمل في بان آم مؤخرا، حيث أسس معظم خطوط الطائرات المائية لشركة تشينا كليبر عبر المحيط الهادئ. كما كان نونان مسؤولا أيضا عن تدريب ملاحى بان أميريكان في الخط بين سان فرانسيسكو ومانيلا. [89][90] كانت الخطط الأصلية أن يبدأ نونان الملاحة من هاواي إلى جزيرة هاولاند، وهو الجزء الأكثر صعوبة في الرحلة، ثم يواصل مانينغ الرحلة مع إيرهارت إلى أستراليا، ثم تكمل هي بنفسها ما تبقى من الرحلة.
[عدل]المحاولة الأولى
من اليسار إلى اليمين، بول مانتز، اميليا ايرهارت، هاري مانينغ، فريد نونان، قي اوكلاند بكاليفورنيا، 17 مارس 1937
في يوم سانت باتريك 17 مارس 1937، بدأت الرحلة من اوكلاند بكاليفورنيا إلى هونولولو بهاواي. إلى جانب إيرهارت ونونان، كان كل من هاري مانينغ وطيار هوليوود البديل بول مانتز(الذي قام بدور المستشار التقني لإيرهارت) على متن الطائرة. نظرا لاحتياج محركات الطائرة للإمداد بالزيت إلى جانب بعض المشكلات مع محاور المروحة خضعت الطائرة لأعمال إصلاح وصيانة في هاواي. في النهاية، توقفت اليكترا في لوك فيلد في أسطول الولايات المتحدة بجزيرة فورد في ميناء بيرل. استؤنفت الرحلة بعد ثلاثة أيام من لوك فيلد، وبينما كان كل من إيرهارت ونونان ومانينغ على متن الطائرة لم تتمكن إيرهارت من التحكم قي الطائرة أثناء الإقلاع. ولا يزال السبب في ذلك مثيرا للجدل. قال بعض الشهود في لوك فيلد ومنهم صحفى وكالة اسوشياتد بريس الإخبارية أنهم رؤوا انفجارا في أحد الإطارات.[91] وتقول إيرهارت أنه إما أن الإطار الأيمن في إلكترا قد انفجر و/أو أن ترس الهبوط الأيمن قد انهار. وقالت بعض المصادر بما فيهم مانتز أنه كان خطأ من الطيار.[91]
أصيبت الطائرة بأضرار بالغة وألغيت الرحلة، وشحنت الطائرة بحرا إلى مقر لوكهيد في بوربانك (كاليفورنيا) لإصلاحها.[92]
[عدل]المحاولة الثانية
أثناء إصلاح إلكترا، جمعت إيرهارت وبوتنام أموالا إضافية واستعدا لمحاولة ثانية. بدأت الرحلة هذه المرة من الغرب إلى الشرق، لم يعلنا عن هذه الرحلة في البداية والتي بدأت من اوكلاند إلى ميامي بفلوريدا، لكن بعد الوصول إلى ميامى أعلنت إيرهارت عن خططها للإبحار حول العالم. كان الاتجاه المعاكس للرحلة نتيجة جزئية للتغيرات في الرياح حول العالم وطبيعة الطقس على طول المسار المخطط للرحلة منذ المحاولة السابقة. كان فريد نونان بمفرده هو طاقم رحلة إيرهارت الثانية. غادرا ميامي يوم 1 يونيو بعد التوقف في أمريكا الجنوبية وأفريقيا وشبه القارة الهندية وجنوب شرق آسيا، حتى وصلا لاى بنيو جينيا يوم 29 يونيو عام 1937. عند هذه المرحلة كانا قد انتهيا من حوالي 22،000 ميل (35،000 كلم) من الرحلة. ويتبقى 7،000 ميلا (11،000 كلم) ستكون كلها فوق المحيط الهادي.
[عدل]مغادرة لاى
في 2 يوليو 1937 (منتصف الليل بتوقيت جرينتش) أقلعت إيرهارت ونونان من لاى في الطائرة الكترا ذات الحمل الثقيل. توجها إلى جزيرة هاولاند، وهى أرض مسطحة يبلغ طولها 6،500 قدم (2،000 م)، وعرضها 1،600 قدم (500 متر)، وارتفاعها 10 أقدام (3 م)، ومساحتها 2،556 ميلاً (4،113) كيلومتراً. كان آخر تقرير عن مكانهما في جزر نوكومانو، على بعد حوالى 800 ميل (1،300 كلم) من الرحلة. وكان زورق خفر سواحلالولايات المتحدةإتاسكا في المحطة في هاولاند، المخصص للاتصال مع طائرة إيرهارت Lockheed Electra 10E ليقودها إلى الجزيرة بمجرد وصولها إلى المناطق المجاورة.
[عدل]الوصول النهائي لجزيرة هاولاند
عبر سلسلة من الأخطاء أو سوء التفاهم (من التفاصيل التي لا تزال مثيرة للجدل)، لم يكن الوصول النهائى لجزيرة هاولاند باستخدام الملاحة اللاسلكية ناجحا. فقد كتب فريد نونان في وقت سابق عن المشكلات التي تؤثر في دقة توجيه الراديو أثناء الملاحة.[93] وقد لاحظت بعض المصادر النقص الواضح في فهم إيرهارت لتوجيه بنديكس لإيجاد حلقة الهوائي، والذي كان في ذلك الوقت تكنولوجيا جديدة جدا. ويرجع آخرون سبب الارتباك المحتمل لوجود فرق نصف ساعة في توقيت الجدول الزمنى الذي وضعه زورق خفر السواحل الأميركي إتاسكا وإيرهارت للاتصال بينهما (حيث تتبع إيرهارت التوقيت المحلى لغرينتش، ويتبع إتاسكا نظام التوقيت البحرى).[94]
يقترح دليل الصور المتحركة من لاى أن الهوائي الموجود أسفل جسم الطائرة قد يكون مزق بسبب الوقود الثقيل في اليكترا أثناء إقلاعها، على الرغم من عدم ذكر وجود هوائي في لاى. أشار دون دويجنز في السيرة الذاتية لبول مانتز (الذي ساعد إيرهارت ونونان في التخطيط للرحلة) إلى أن الطيارين قطعا أجهزة الهوائى ذات السلك الطويل بسبب الانزعاج من الاضطرار إلى إعادته مرة أخرى للطائرة بعد كل استعمال.
إيرهارت في قمرة قيادة الطائرة إلكترا، c.1936
[عدل]إشارات الراديو
أثناء وصول إيرهارت ونونان لجزيرة هاولاند تلقى إتاسكا صوت إرسال قوياً وواضحاً من إيرهارت يعرف بـ KHAQQ، ولكن يبدو أنها لم تتمكن من سماع صوت الإرسال من السفينة. في الساعة 7:42 خاطبتهم إيرهارت لاسلكيا: "يجب أن نكون فوقكم، لكن لا نراكم، كما أن الغاز أوشك على النفاد. لا يمكننا التواصل معكم من خلال الراديو. نحن نحلق على ارتفاع 1،000 قدم. " عند الساعة 7:58 تواصلت معهم عبر الراديو وقالت إنها لا تتمكن من سماع إتاسكا وطلبت منهم إرسال إشارات صوتية بحيث يمكنها محاولة التقاطها (أفادت إتاسكا بأن هذه الإشارة كانت أعلى مايمكن، مما يشير إلى أن إيرهارت ونونان كانا في منطقة قريبة). لم يتمكنوا من إرسال الصوت على التردد الذي حددته، وبدلا من ذلك أرسلوا لها إشارات رمز مورس. تلقت إيرهارت هذه الإشارات لكنها قالت أنها لا تستطيع تحديد اتجاههم.[95]
وفى اّخر إرسال لها عند الساعة 8:43 صباحا قالت إيرهارت "إننا على الخط 157 337. سنكرر هذه الرسالة. سنكرر هذه الرسالة عند 6210 كيلوسيكل. انتظر". عادت بعد لحظات قليلة على نفس التردد (3105 كيلو هرتز) مع إرسال تم تسجيله بأنه "مشكوك فيه": "نحن عند خط الشمال والجنوب." [96] تشير رسالة إيرهارت إلى أنها هي ونونان اعتقدا أنهما وصلا إلى هاولاند، بينما ذلك غير صحيح فقد كانا على بعد نحو خمسة أميال بحرية (10 كيلومتر). استخدمت إتاسكا غلايات النفط لتوليد الدخان لفترة من الزمن ولكن الطيارين لم يرويا ذلك. كما كانت هناك مشكلة أخرى واجهتهم وهى الغيوم المتناثرة في محيط جزيرة هاولاند: حيث أن ظلالها القاتمة على سطح المحيط تجعل الرؤية صعبة.
يبقى موضوع ما إذا كانت أي إشارات لاسلكية قد وردت من إيرهارت ونونان بعد فقدانهم أم لا مثيرا للجدل. إذا تم تلقي رسائل من اليكترا، فإن معظمها، إن لم تكن كلها، كانت ضعيفة ومشوهة. كان الإرسال الصوتى من إيرهارت لهاولاند عند 3105 كيلوهرتز، وهو تردد يقتصر استخدامه في الولايات المتحدة على لجنة الاتصالات الفدرالية.[97] ولم يكن يعتقد أن يكون هذا التردد صالحا للبث عبر مسافات طويلة. عندما كانت إيرهارت على ارتفاع في منتصف الطريق بين لاى وهاولاند، لم تسمع أية محطة إرسالها المقرر في 0815 بتوقيت جرينتش.[98] وعلاوة على ذلك، كان جهاز الإرسال ذو 50 واط الذي كانت إيرهارت تستخدمه مرتبطا بهوائى V-type أقل من الطول الأمثل.[99] [100]
كانت اّخر رسالة وردت في جزيرة هاولاند من إيرهارت أوضحت أنها ونونان كانا يحلقان على طول خط (مأخوذ من "خط الشمس" عند درجة 157-337) والذي تمكن نونان من حسابه ورسمه رسما بيانيا مرورا بهاولاند.[101] بعدما انقطعت كل الاتصالات مع جزيرة هاولاند، بذلت محاولات للوصول إلى الطيارين من خلال الرسائل الصوتية ورموز مورس. ربما سمع المشغلون عبر المحيط الهادئ والولايات المتحدة إشارات من اليكترا عند سقوطها، ولكنها كانت ضعيفة أو غير مفهومة.[102]
بعض هذه الرسائل كانت خدعة والبعض الاّخر كان حقيقيا. اقترحت محطات بان اميريكان ايرلاينز عدة مواقع صدرت منها الإشارات، بما في ذلك جزيرة غاردنر. [103][104] كما لوحظ في ذلك الوقت أنه إذا كانت هذه الإشارات من إيرهارت ونونان، فلا بد أنهما كانا على الأرض ومعهم الطائرة لأن المياه من شأنها أن تتلف النظام الكهربائي لاليكترا.[105][106] تم الإبلاغ عن إشارات متفرقة لمدة أربعة أو خمسة أيام بعد اختفائهم، لكن لم تسفر عن أية معلومات مفهومة.[107] قال قبطان السفينة كولورادو في وقت لاحق، "لم يكن هناك شك في أن العديد من المحطات كانت تبحث عن طائرة ايرهارت على تردد الطائرة، بعضهم عن طريق الصوت والبعض الاّخر من خلال الإشارات. يضاف كل هذا إلى الارتباك والشك قي صحة هذه التقارير".[108]
[عدل]جهود البحث
بعد ما يقرب من ساعة واحدة بعد اّخر رسالة مسجلة لإيرهارت، بدأت إتاسكا خفر السواحل الأميركي البحث في شمال وغرب جزيرة هاولاند بناء على افتراضات أولية حول البث من الطائرة ولكنها فشلت. سرعان ما انضم أسطول الولايات المتحدة إلى البحث وعلى مدى نحو ثلاثة أيام أرسلت الموارد المتاحة للبحث إلى منطقة على مقربة من جزيرة هاولاند. استخدم البحث الأولي لإتاسكا خط 157/337 من شمال إلى شمال غربي جزيرة هاولاند. ثم بحث إتاسكا في المنطقة الملاصقة لشمال شرق الجزيرة، المراسلات مع المنطقة أصبحت على نطاق أوسع من البحث شمال غرب. بناء على عدة احتمالات لشبكة الاتصال مع ايرهارت، وجهت بعض جهود البحث إلى 281 درجة من شمال غرب جزيرة هاولاند دون العثور على أدلة للطيارين.[109] بعد أربعة أيام من اّخر بث إذاعى لإيرهارت، في 6 يوليو عام 1937، تلقى كابتن السفينة الحربية كولورادو أوامر من قائد المنطقة البحرية الرابعة عشرة لانضمام جميع وحدات القوات البحرية وخفر السواحل لجهود البحث.[109]
فيما بعد توجه البحث إلى جزر فينيكس جنوب جزيرة هاولاند [110] وبعد اسبوع من الاختفاء حلقت طائرة تابعة للبحرية من كولورادو فوق عدة جزر في المجموعة بما في ذلك جزيرة غاردنر، التي كانت غير مأهولة بالسكان على مدى 40 عاما. قال تقرير لاحق عن غاردنر، " يوجد هنا علامات واضحة على وجود سكان، لكن المحاولات المتكررة وتكبير الصور فشل في إيجاد أى إجابة ممكنة، وأصبح من المؤكد عدم وجود أى أحد هناك. في الطرف الغربي من الجزيرة توجد باخرة (حوالي 4000 طن)... تقف عاليا وشبه جافة على شاطئ الشعاب المرجانية ويوجد مكانان بهما كسر على ظهرها. تبدو البحيرة في غاردنر عميقة بما فيه الكفاية، بحيث يمكن لطائرة مائية أو حتى مركب هوائى أن تهبط أو تقلع في أي اتجاه مع القليل من الصعوبة إن وجدت. هذا يعطى الفرصة لاحتمال أن إيرهارت قد تكون هبطت بالطائرة في هذه البحيرة وسبحت حتى الشاطئ.[111] كما وجدوا أيضا أن شكل وحجم غاردنر كما هو مسجل على الخرائط، غير دقيق تماما. توجهت جهود البحرية من جديد نحو الشمال والغرب والجنوب الغربي من جزيرة هاولاند، استنادا إلى إمكانية أن تكون اليكترا قد سقطت في مياه المحيط، أو طفت على سطحه، أو أن الطيارين كانا في حالة طوارئ.[112]
استمرت جهود البحث الرسمية حتى 19 يوليو 1937.[113] تكلف البحث عنها جوا وبحرا بواسطة البحرية وخفر السواحل 4 مليون دولارا، وكان البحث الأكثر تكلفة وكثافة في تاريخ الولايات المتحدة حتى ذلك الوقت. ولكن البحث وتقنيات الإنقاذ في هذه الفترة كانت بدائية، وكان البحث يعتمد أحيانا على افتراضات ومعلومات خاطئة. تأثرت التقارير الرسمية لجهود البحث بقلق بعض الأفراد إزاء كيف ستتحدث الصحافة عن دورهم في البحث عن بطل اميركى.[114] على الرغم من جهود البحث التي لم يسبق لها مثيل من اسطول الولايات المتحدة وخفر السواحل، إلا أنه لم يوجد أي أدلة مادية على إيرهارت، أو نونان أو اليكترا 10E. شارك في البحث كل من حاملة الطائرات الحربية التابعة لاسطول الولايات المتحدة ليكسينغتون، والسفينة الحربية كولورادو، وإتاسكا (وحتى اثنين من السفن اليابانية، من سفن مسح المحيطات سفينة كوشو والطائرة المائية الاحتياطية كاموى). 150,000 ميل مربعs (390,000 كم2) [115][116]
مباشرة بعد انتهاء البحث الرسمي، مول بوتنام فرق بحث خاصة من السلطات المحلية في جزر ومياه المحيط الهادئ القريبة، مع التركيز على غيلبرت. في تموز / يوليو اواخر عام 1937، استأجر بوتنام زورقين صغيرين، وبينما كان لا يزال في الولايات المتحدة، وجه بحثا في جزر فينكس، وجزيرة كريسماس، وجزيرة فانينغ، وجزر جلبرت وجزر مارشال، ولكن لم يعثروا على أثر لإلكترا أو ركابها.[117]
صور AP Photo لأميليا إيرهارت وفريد نونان، لوس أنجلوس، مايو 1937
[عدل]نظريات حول اختفاء إيرهارت
ظهرت نظريات كثيرة بعد اختفاء إيرهارت ونونان. لكن ساد احتمالان بشأن مصير الطيارين بين الباحثين والمؤرخين.
[عدل]احتمال حادث غرق
يعتقد كثير من الباحثين أن اليكترا نفد وقودها وسقطت إيرهارت ونونان في البحر. كرس الملاح ومهندس الطيران الجين لونج وزوجته ماري لونغ 35 عاما من البحث المضنى بخصوص هذه النظرية، حيث أنها التفسير الأكثر قبولا للاختفاء.[118] أما الكابتن لورانس اف. سافورد، من الأسطول الأميركي (المتقاعد المتوفى)، الذي كان مسؤولا عن استراتيجية توجيه شبكة العثور في المحيط الهادى أثناء الحرب وفك رموز بيربل في الرسائل اليابانية عن الهجوم على ميناء بيرل، بدأ تحليلا مطولا لرحلة إيرهارت خلال السبعينات، بما في ذلك وثائق البث الإذاعى المعقدة وخلص إلى أن "سوء التخطيط أدى إلى نهاية أسوأ." [119] الاميرال ريتشارد ار. بلاك من الأسطول الأميركي (المتقاعد المتوفى)، الذي كان المسؤول الإداري عن مهبط الطائرات بجزيرة هاولاند وكان حاضرا في غرفة اللاسلكي في إتاسكا عام 1982 أكد أن "إلكترا سقطت قي البحر حوالي الساعة 10 صباحا يوم 2 يوليو 1937 بالقرب من هاولاند ".[119] فسر المؤرخ الطيار البريطاني روي نسبيت الشهادات المعاصرة ومراسلات بوتنام وخلص إلى أن اليكترا لم يكن بها وقودا كافيا.[120] أما ويليام ل. بوليموس، الملاح في رحلة آن بليجرينو عام 1967 التي تبعت مسار رحلة إيرهارت ونونان، درس الجداول الملاحية يوم 2 يوليو 1937 ويعتقد أن نونان أخطأ في حساب خط الوصول مما أدى إلى الارتطام بهاولاند.[121]
كما يدعى ديفيد جوردان وهو عضو سابق في سلاح الغواصات ومهندس محيطات متخصص في البحث في أعماق البحر، أن أي بث وجه لجزيرة غاردنر كانت خاطئ. فقد بحث من خلال شركته نوتيكوس في 1,200-ميل مربع (3,100 كم2) شمال وغرب جزيرة هاولاند خلال حملتين في أعماق البحر باستخدام السونار (في الفترة بين 2002 و 2006 بلغت التكلفة الإجمالية 4.5 مليون دولارا) ولم يجد شيئا. وتستنتج مواقع البحث عند الخط (157-337) من الرسالة التي بثتها إيرهارت يوم 2 يوليو 1937.[94] ومع ذلك، قادت تفسيرات الجين لونج جوردان إلى استنتاج أن " تحليل كل البيانات التي لدينا -- تحليل الوقود، ونداءات الراديو، وأشياء أخرى -- تقول أنها سقطت قي المياه قبالة هاولاند." [94] كما يعتقد ابن زوج إيرهارت، جورج بوتنام الابن أن "الطائرة نفد منها الغاز." [122] توماس كراوتش، المنسق الأقدم للمتحف الوطني للطيران والفضاء، قال أن طائرة ايرهارت ونونان ترقد على عمق "18،000 قدم" ويمكن أن تسفر عن مجموعة من القطع الأثرية تنافس تيتانيك، أضاف: "... هذا الغموض هو جزء مما يبقينا مهتمين". ونحن نتذكرها لأنها أفضل شخص فقدناه.[94]
[عدل]فرضية جزيرة غاردنر
مباشرة بعد اختفاء إيرهارت ونونان، أعرب كل من أسطول الولايات المتحدة، وبول مانتز، ووالدة إيرهارت (التي أقنعت بوتنام بالبحث في غاردنر جروب) [123] عن اعتقادهم أن الرحلة قد انتهت في جزر فينيكس (وهي الآن جزء من كيريباتي)، 350 ميلs (560 كم) إلى الجنوب الشرقي من جزيرة هاولاند.
كانت فرضية جزيرة غاردنر "أكثر التفسيرات المؤكدة" عن اختفاء ايرهارت.[124] اقترح الفريق الدولي لاكتشاف الطائرات التاريخية أن إيرهارت ونونان طارا من دون بث الراديو لمدة[125] ساعتين ونصف ساعة على طول الخط الذي أشارت إليه إيرهارت في اّخر تقرير لها وردت في هاولاند، وصلت إلى جزيرة غاردنر التي لم تكن مأهولة حينها تعرف الاّن باسم (نيكومارورو) في مجموعة فينيكس، هبطت على الشعاب المرجانية بالقرب من حطام طائرة شحن كبيرة وهلكوا هناك.
جمعت أبحاث الفريق الدولي مجموعة كبيرة من الأدلة الأثرية الموثقة التي تدعم هذه الفرضية.[126][127] على سبيل المثال في عام 1940، جيرالد غالاغر أحد ضباط الاستعمار البريطاني ومعه ترخيص طيار، اتصل بالقادة لاسلكيا لإبلاغهم انه عثر على هيكل عظمي "... ربما يكون لامرأة"، بالإضافة لصندوق آلة السدس من طراز قديم تحت شجرة في الركن الجنوبي الشرقي من الجزيرة. فطلب منه إرسال هذه البقايا لفيجي، وفي عام 1941، أخذت السلطات الاستعمارية البريطانية قياسات مفصلة للعظام وخلصت إلى أنهم كانوا لذكر ممتلئ الجسم. ومع ذلك في عام 1998، أشار تحليلا لبيانات القياس للطبيب الشرعي إلى أن الهيكل العظمي كان "لأنثى طويلة القامة بيضاء من أصل شمال أوروبا." كانت العظام نفسها في غير محلها في فيجي منذ فترة طويلة.
القطع الأثرية التي اكتشفها الفريق الدولي في نيكومارورو شملت أدوات بدائية، وألواح من الالومنيوم (ربما من الكترا)، قطعة من الزجاج الذي يسستخدم في نوافذ السيارات بنفس دقة وانحناءات نافذة الكترا وحذاء (size 9 Cat's Paw heel) يعود إلى الثلاثينات ويشبه حذاء إيرهارت في صور رحلتها حول العالم.[128] لكن تبقى هذه الأدلة استنتاجية، في حين أن ابن زوج ايرهارت، جورج بوتنام الابن أبدى حماسة لأبحاث الفريق الدولي.[129]
زارت بعثة تتكون من 15 عضوا من الفريق الدولي نيكومارورو في الفترة من 21 يوليو - 2 أغسطس 2007، للبحث عن قطع أثرية لا لبس فيها للطائرة وكذلك الحمض النووي. ضمت المجموعة مهندسين وخبراء البيئة، ومطور الأرض، وعلماء اّثار، ومصمم مراكب شراعية، وطبيب الفريق، ومصور فيديو.[130] أفادت التقارير أنهم وجدوا قطعا إضافية لا يعلم أصلها بين الشعاب المرجانية التي مزقتها الأحوال الجوية، بما في ذلك قطعا برونزية قد تكون من طائرة إيرهارت، وسوستة قد تعود لبدلة الطيران الخاصة بايرهارت.[131]
[عدل]خرافات وأساطير معاصرة وادعاءات غير معتمدة
جذبت هذه الظروف الغامضة التي أحاطت باختفاء أميليا إيرهارت، إلى جانب شهرتها عددا كبيرا من الادعاءات الأخرى المرتبطة برحلتها الأخيرة، ولكن رفضت كلها بشكل عام لعدم وجود أدلة يمكن التحقق منها. اشتهرت العديد من النظريات غير المعتمدة في الثقافة الشعبية.
[عدل]التجسس لصالح فرانكلين دى. روزفلت
قدم فيلم Flight for Freedom عام 1943 الذي تدور أحداثه عن فترة [[الحرب العالمية الثانية بطولة روزاليند راسل وفريد ماكمورى عزز الأسطورة أن إيرهارت كانت تتجسس على اليابانيين في المحيط الهادئوربما أيضا اختفت في مثلث برمودا بناء على طلب من إدارة الرئيس فرانكلين روزفلت.|بحلول عام 1949 توصلت يونايتد بريس وجيش الولايات المتحدة إلى أن هذه الشائعات لا أساس لها. أماجاكي كوتشران، وهى طيار رائد وإحدى صديقات إيرهارت، بحثت في العديد من ملفات ما بعد الحرب في اليابان، واقتنعت بأن اليابانيين ليس لهم علاقة باختفاء إيرهارت.[132]
وشكرا
المصدر:الموسوعة الحرة
الاسم:اميليا ماري ايرهارت
تاريخ الميلاد 24 يوليو 1897
مكان الميلاد أتشيسون، كانساس، الولايات المتحدة
تاريخ الوفاة 5 يناير 1939
المهنة رائدة في الطيران الاميركي ،كاتبة
اللقب ايرهارت
الزوج جورج بوتنا
الأبناء ماريا_نوماريا
الإقامة أمريكا
الجنسية الولايات المتحدة
الديانة مسيحيه
اشتهر بـ ملكة الطيران
الأصل امريكيه
__
طفولتها
أميليا إيرهارت
اميليا ماري ايرهارت، ابنة صموئيل "ادوين" ستانتون إيرهارت (28 مارس 1867 - 1930) [7] واميليا "ايمي" اوتيس إيرهارت (1869 - 1962).[8] ولدت في أتشيسون بكانساس [9] في منزل جدها لأمها، ألفريد جديون اوتيس (1827 - 1912)، وهو قاض اتحادي سابق، ورئيس لبنك أتشيسن للادخار، ومواطن قائد في أتشيسون. لم يكن ألفريد اوتيس موافقا على زواج أمها من ادوين من البداية، كما كان غير راضٍ عن عمله بالمحاماة.
سميت أميليا، وفقا لتقاليد الأسرة، على اسم اثنتين من جداتها (اميليا جوزفين هاريس وماري ويلز باتون).[10] كانت اميليا تلقب في صغرها ب "ميلي" ذات شخصية قيادية؛ بينما أختها الصغرى جريس موريل ايرهارت (تصغرها بسنتين) كانت تلقب ب "بيدجى" وتمارس دور التابع المطيع. ظل يطلق على الفتاتين تلك الأسماء المستعارة طوال الطفولة حتى كبرتا.[10] كانت تربيتهم غير تقليدية فايمي إيرهارت لا تحب تنشئة أطفالها في قالب "فتاة صغيرة لطيفة." [11] فكانت الجدة للأم لا توافق على ارتداء أطفال ايمى للسراويل وعلى الرغم من أن اميليا تحب الحرية التي توفرها لهن، إلا أنها كانت على وعي بأن الفتيات الأخرىات في الحي لا تلبسن السراويل.
[عدل]تأثرها المبكر بالطيران
بدأت روح المغامرة تظهر في أطفال إيرهارت من خلال المحاولات اليومية لاستكشاف المناطق المجاورة لهم.[12] كانت اميليا أثناء طفولتها تمضى ساعات طويلة تلعب مع بيدجى، وتتسلق الأشجار وتصيد الفئران بالبندقية وتتزلج. على الرغم من أن حب اللعب في الهواء الطلق وكذلك الألعاب العنيفة كانت شائعة في كثير من الأطفال، إلا أن بعض كتاب السيرة وصفوا اميليا في صغرها بأنها كانت تميل لألعاب الصبيان [13] فكانت الفتيات عندما تخرج في نزهة تجمع الديدان والفراشات والحشرات والضفادع. في عام 1904، صنعت اميليا سلم طائرة يدويا بمساعدة عمها، بعدما رأت المزلجة الحلزونية أثناء رحلتها إلى سانت لويس واحتفظت بها فوق سطح غرفة التخزين في حديقة المنزل. انتهت أول رحلة موثقة لاميليا بطريقة مثيرة. عندما خرجت من صندوق خشبي مكسور كان يستخدم في التزلج مع كدمات في شفتيها، وثوبها ممزق لكن مع "شعور بالبهجة". وقالت لبيدجى: هذا يشبه الطيران!" [14]
في عام 1907 أدى عمل ادوين إيرهارت بوظيفة ضابط المطالبات قي السكة الحديد بجزيرة روك إلى انتقاله إلى ديس موينس بولاية ايوا على الرغم من وجود بعض الأخطاء في حياته المهنية. في العام التالي عندما كانت اميليا في العاشرة من عمرها، [15] رأت طائرة للمرة الأولى في ولاية ايوا في ديس موينس. شجعها والدها على القيام برحلة هي وشقيقتها على متن الطائرة. نظرة واحدة للسيارة القديمة "فليفر" كان كافيا لاميليا (ميلي) التي سألت على الفور ما إذا كان بإمكانهم العودة لركوب دوامة الخيل.[16] وصفت في وقت لاحق الطائرة ذات الجناحين بأنها "شيء غير ممتع من الاسلاك والخشب." [17]
[عدل]تعليمها
بقيت الشقيقتان أميليا وموريل (أصبحت تعرف باسمها الثاني منذ المراهقة) مع أجدادهن في أتشيسن، في حين انتقل والداهما إلى ديس موينس. خلال هذه الفترة، تلقت اميليا وشقيقتها شكلا من أشكال التعليم المدرسي في المنزل على يد والدتها والمربية. قالت في وقت لاحق أنها كانت "مولعة بالقراءة للغاية" [18]، وكانت تمضى ساعات لا تحصى في مكتبة الأسرة الكبيرة. في عام 1909، اجتمع شمل الأسرة في دي موين أخيرا، والتحق الأطفال بالمدارس العامة لأول مرة، والتحقت اميليا بالصف السابع في سن 12 عاما.
[عدل]ثروة الأسرة
تحسن المستوى المالي للعائلة كثيرا حيث اشتروا منزلا جديدا وعينوا اثنين من الخدم، ولكن سرعان ما أصبح ادوين مدمنا على الكحول. بعد مرور خمس سنوات (في 1914) اضطر للتقاعد، وعلى الرغم من أنه حاول إعادة تأهيل نفسه بالعلاج، إلا أنه لم يتمكن أبدا من العودة للعمل بالسكة الحديد بجزيرة روك. أثناء ذلك توفيت اميليا اوتيس جدة اميليا فجأة، وتركت تركة كبيرة وضعت في حصة ابنتها خوفا من أن إدمان إدوين من شأنه أن يستنزف الأموال. بيع منزل اوتيس وكافة محتوياته في المزاد العلني؛ حزنت اميليا لذلك حيث اعتبرت ما حدث نهاية لطفولتها.[19]
في عام 1915، بعد بحث طويل وجد والد اميليا عملاً كموظف في السكة الحديد الشمالية العظمى في سانت بول بولاية مينيسوتا، حيث دخلت اميليا المدرسة الثانوية المركزية في سن صغيرة. طلب إدوين نقله إلى سبرينجفيلد بولاية ميسوري، في عام 1915 ولكن ضابط المطالبات الحالي أعاد النظر في قرار تقاعده وطالب بعودته لوظيفته، تاركا إيرهارت الكبرى بدون مكان تذهب إليه. لمواجهة هذه النكبة الثانية، اصطحبت ايمي إيرهارت أطفالها إلى شيكاغو وعاشوا مع أصدقائهم. وضعت اميليا لنفسها شرطا غير عادي في اختيار مدرستها، حيث بحثت بين المدارس الثانوية في مدينة شيكاغو لإيجاد أفضل برنامج للعلوم. ورفضت الالتحاق بالمدرسة الثانوية القريبة من منزلها نظرا لأن مختبر الكيمياء بها كان على حد وصفها "تماما مثل بالوعة المطبخ." [20] في نهاية المطاف التحقت بمدرسة هايد بارك الثانوية لكنها قضت فصلا دراسيا بائسا حين وصفها الكتاب السنوى "بالفتاة التي ترتدى اللون البني وتمشي وحدها." [21]
تخرجت اميليا من مدرسة هايد بارك الثانوية في عام 1916. طوال طفولتها المضطربة، كانت اميليا تتطلع إلى مهنة المستقبل؛ وكانت تحتفظ بقصاصات من الصحف حول نجاح المرأة في المجالات التي يسيطر عليها الرجال، بما في ذلك مجالات السينما والإنتاج، والقانون، والإعلان، والإدارة والهندسة الميكانيكية.[15] ثم التحقت ب junior college في مدرسة اوجونتز في ريدال، ولاية بنسلفانيا لكنها لم تكمل البرنامج.[22]
خلال عطلة عيد الميلاد في عام 1917، زارت أختها في تورونتو. كانت الحرب العالمية الأولى مشتعلة حينها، ورأت إيرهارت عودة الجنود المصابين. بعد تدريبها على التمريض في الصليب الأحمر، بدأت العمل مع مجموعة المتطوعين بمستشفى سبادينا العسكري. شملت مهامها إعداد الطعام للمرضى الذين يحتاجون وجبات خاصة وتوزيع الدواء على مرضى المستشفى.[23]
[عدل]وباء الإنفلونزا الإسبانية سنة 1918
عندما ظهر وباء الانفلونزا الأسبانية في سنة 1918 في تورونتو، كانت اميليا تفوم بمهام شاقة في التمريض والنوبات الليلية في مستشفى بادينا العسكري.[24][25] حتى مرضت هي أيضا بالالتهاب الرئوي والتهاب الجيوب الأنفية.[24] دخلت المستشفى في أوائل نوفمبر / تشرين الثاني 1918 بسبب الالتهاب الرئوي وخرجت في ديسمبر / كانون الأول عام 1918، بعد شهرين من المرض.[24] كانت أعراض المرض مؤلمة وتسببت في ضغط حول إحدى عينيها، فضلاً عن المخاط الغزير الذي كان يسيل من خلال فتحات الأنف والحنجرة.[26] في المستشفى في عصر ما قبل المضادات الحيوية، كانت تجرى عمليات صغيرة لكنها مؤلمة لغسل الجيوب الأنفية المتضررة، [24][25][26] ولكن هذه الإجراءات لم تكن ناجحة وعانت إيرهارت من صداع شديد. ظلت في فترة النقاهة ما يقرب من عام أمضته في منزل شقيقتها في نورثهامبتون، بماساشوستس.[25] أمضت الوقت في قراءة الشعر، وتعلم العزف على البانجو، ودراسة الميكانيكا.[24] أثر التهاب الجيوب الأنفية المزمن على إيرهارت تأثيرا كبيرا أثناء الطيران وأنشطة الحياة العادية، [26] حتى أنها كانت تضطر أحياناً لارتداء ضمادة على خدها لتغطية أنبوب التصريف الصغير عند الطيران.[27]
[عدل]تجارب الطيران المبكرة
خلال هذه الأثناء، زارت إيرهارت المعرض الجوي الذي عقد بالتزامن مع المعرض الوطني الكندي في تورنتو بصحبة صديقتها. كان أحد الأحداث الهامة في ذلك اليوم، وجود معرض للطيران للحرب العالمية الأولى.[28] كان الطيار ينظر إلى إيرهارت وصديقتها، حيث كانتا تُشاهدان من مكان معزول وهبط باتجاههما. قالت ايرهارت، "انا متأكدة من أنه قال لنفسه، شاهدني أجعلهما تفران". شعرت ايرهارت بمزيج من الخوف والبهجة. فعندما اقتربت الطائرة، استيقظ شيء بداخلها. وقالت "لم أفهم ذلك حينها"، "لكنني أعتقد أن الطائرة الصغيرة الحمراء قالت لي شيئا." [29]
بحلول العام 1919، استعدت إيرهارت للالتحاق بكلية سميث ولكنها غيرت رأيها والتحقت بجامعة كولومبيا واشتركت في دورة دراسية في الدراسات الطبية من بين برامج أخرى.[30] ولكنها توقفت بعد عام واحد لتلحق بوالديها الذين اجتمع شملهما في ولاية كاليفورنيا.
من اليسار: نيتا سنوك وأميليا إيرهارت أمام طائرة إيرهارت Kinner Airster، c عام 1921
في لونج بيتش، 28 ديسمبر 1920، زارت هي ووالدها مهبطاً للطائرات حيث قابلت فرانك هوكس (الذي اشتهر لاحقا في سباقات الطائرات) وعرض عليها ركوب الطائرة مما غير حياتها إلى الأبد. وقالت "ارتفعت حينها مسافة مئتين أو ثلاثمئة قدم عن الأرض"، "أدركت حينها أنه عليّ تعلم الطيران." [31] بعد تلك الرحلة التي استغرقت 10 دقائق (والتي كلفت والدها 10 دولارات)، قررت على الفور تعلم الطيران. عملت في مجموعة متنوعة من الوظائف، فعملت مصورة، وسائقة شاحنة وكاتبة اختزال في شركة الهاتف المحلية كي توفر 1،000 دولار لدروس الطيران. بدأت إيرهارت الدروس 3 يناير 1921 في كينر فيلد بالقرب من لونج بيتش، ولكن كي تصل للمطار كانت تستقل حافلة إلى نهاية الخط ثم تسير أربعة أميال (6 كلم). كما وفرت والدة اميليا جزءا من حصة ال 1،000 دولار.[32] كانت معلمتها أنيتا "نيتا" سنوك، رائدة طيار استخدمت الطائرة surplus Curtiss JN-4 "كانوك" في التدريب. جاءت اميليا مع والدها وكان لديها طلب واحد هو: "أريد تعلم الطيران. هل ستعلمينني؟ [33]
التزام اميليا بتعلم الطيران تطلب منها الكثير من العمل الشاق وتحمل الظروف الصعبة باعتبارها مبتدئة. اختارت سترة جلدية ولكنها تدرك أن الطيارين الأخرين سيحكمون عليها، ونامت بها لمدة ثلاث ليال لاعطائها مظهرا باليا. لاستكمال تغيير صورتها، قصت شعرها على غرار الطيارين النساء الأخريات.[34] بعد ستة أشهر اشترت اميليا طائرة Kinner Airster ذات السطحين وكانت مستعملة وصفراء زاهية أطلقت عليها اسم "الكناري". يوم 22 أكتوبر 1922، حلقت إيرهارت بطائرتها Airster 14,000 قدم (4,300 م)، محققة رقما قياسيا عالميا جديدا للطيارين من الإناث. في 15 مايو 1923، أصبحت إيرهارت المرأة رقم 16 في العالم التي تصدر رخصة قيادة طائرة (#6017) [35] من الاتحاد الدولي للطيران.[36]
[عدل]العمل في مجال الطيران والزواج
اميليا ايرهارت، لوس انجلوس 1928
[عدل]بوسطن
وصفتها صحيفة بوسطن غلوب بأنها "واحدة من أفضل الطيارين النساء في الولايات المتحدة " لكن هذا الوصف اختلف عليه خبراء الطيران والطيارون من ذوي الخبرة في العقود التالية.[37][38][39] تميزت اميليا بالذكاء والكفاءة في العمل،[35] لكن على الرغم من ذلك وصف بعض الطيارين الأكثر تمرسا [40] جهودها المبكرة بأنها كانت غير كافية. وقعت أحد الحسابات الخاطئة الخطيرة أثناء محاولة تسجيل الرقم القياسي وانتهت بسقوطها من بين السحاب. 3,000 قدم (910 م) فلامها الطيارون ذوو الخبرة، "هل من المفترض أن يتقارب السحاب حتى يلمس الأرض؟" [41] حزنت إيرهارت حيث شعرت أن قدراتها في الطيران محدودة، لكنها سعت للحصول على مساعدة مختلف المدربين في المجال.[42] بحلول عام 1927، "من دون أي حادث خطير، واصلت الطيران لما يقرب من 500 ساعة بمفردها وهو إنجاز جدير بالاحترام." [43]
طوال هذه الفترة، كان ميراث جدتها-الذي كانت أمها تتولى تدبيره- يتناقص حتى نفد تماما بعد كارثة الاستثمار الفاشل في منجم للجبس. وبالتالي لم تتمكن من تغطية استثماراتها في الطيران، فباعت "الكناري" فضلا عن Kinner الثانية واشترت عربة كيسل "Speedster" صفراء لراكبين، وأطلقت عليها "يلو بيرل". عاودت إيرهارت مشكلتها القديمة مع الجيوب الأنفية وتفاقمت في أوائل عام 1924 حتى دخلت المستشفى لإجراء عملية جراحية ولكن للمرة الثانية لم تكن العملية ناجحة. بعد محاولة إنشائها لمشاريع جديدة بما في ذلك إنشاء شركة للتصوير الفوتوغرافي، اتجهت أميليا في اتجاه جديد.[44] بعد طلاق والديها في عام 1924 أخذت والدتها في سيارتها "يلو بيرل" في رحلة عابرة للقارات من ولاية كاليفورنيا وتوقفت في جميع أنحاء الغرب، بالإضافة إلى رحلة قصيرة إلى كالجاري وألبرتا. توقفت هذه الجولة في بوسطن، ماساشوستس، حيث خضعت اميليا لإجراء عملية أخرى للجيوب الأنفية ولكن هذه المرة كانت أكثر نجاحا. بعد أن تعافت عادت لجامعة كولومبيا لعدة أشهر، لكنها اضطرت إلى التخلي عن دراساتها وخططها للانضمام لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لأن والدتها لم تعد تستطيع تحمل الرسوم الدراسية والتكاليف المرتبطة بها. بعد فترة وجيزة وجدت أول عمل لها كمدرسة ثم أخصائية اجتماعية في عام 1925 في دينيسون هاوس، وعاشت في ميدفورد بماساشوستس.[45]
عندما عاشت في ميدفورد التحقت بمطار دينيسون (محطة سكوانتم الجوية البحرية لاحقا) في كوينسي، ماساتشوستس، وساعدت في تمويله. حلقت في أول رحلة رسمية من مطار دينيسون عام 1927.[46]
استمر اهتمام إيرهارت بالطيران حتى أصبحت عضوا في جمعية الطيران الاميركية في بوسطن ثم تم انتخابها نائبا للرئيس. استثمرت مبلغا صغيرا من المال في مطار دينيسون، كما عملت مندوبا لمبيعات طائرات Kinner في بوسطن.[47][48]
كانت تكتب في أعمدة الصحف المحلية للترويج للطيران، كما ازدادت شهرتها حيث كانت تضع الخطط لمنظمة طيارين من الإناث.[49]
أميليا إيرهارت وتحييها السيدة فوستر وولش، رئيس بلدية ساوثمبتون، 20 يونيو 1928
[عدل]الطيران عبر الأطلسي 1928
أرادت إيرهارت أن تصبح أول امرأة تطير في رحلة عبر المحيط الأطلسي بعد تشارلز لندبرغ الذي طار بمفرده عبر المحيط الأطلسي في عام 1927، وكذلك ايمي فيبس جيست (1873-1959). لكنها وجدت أن الرحلة محفوفة بالمخاطر أكثر مما ينبغي، فعرضت أن تكون راعيا لهذا المشروع. بينما كانت إيرهارت في عملها عند الواحدة بعد ظهر أحد الأيام في نيسان / أبريل 1928، تلقت مكالمة هاتفية من النقيب هيلتون اتش. رايلي الذي سألها: "أتريدين الطيران عبر المحيط الأطلسي؟".
عقد المشاركون في المشروع (بما فيهم الناشر ووكيل الدعاية جورج بى. بوتنام مقابلة مع أميليا وطلبوا منها مرافقة الطيار ويلمر ستولتز والطيار/الميكانيكي المساعد لويس جوردون في الرحلة كراكبة مع تكليفها بإحدى المهام. غادر الفريق ميناء تريباسى في نيوفنلند في طائرة من طراز Fokker F.VIIb/3m يوم 17 يونيو 1928، وهبطوا في ميناء بيري (بالقرب من لانيلي)، ويلز، المملكة المتحدة، بالتحديد بعد 20 ساعة و 40 دقيقة.[50] اعتمدت الرحلة على بعض تقنيات الطيران التي لم تكن أميليا قد تدربت عليها، فلم تجرب الطائرة. وعند اللقاء معها بعد الهبوط قالت: "ستولتز هو الذي قاد الطائرة طوال الرحلة. أما أنا فكنت مثلي مثل الأمتعة، مثل كيس من البطاطا ". واضافت : "... ربما يوما ما سأحاول القيام بذلك بمفردي." [51]
قيل أن إيرهارت تلقت ترحيبا حارا في انكلترا في 19 يونيو عام 1928، عندما هبطت في وولستون، ساوثهامبتون في إنجلترا.[52] قادت الطائرات {Avro Avian 594 Avian II و SN: R3/AV/101 التي تملكها السيدة ماري هيث وفي وقت لاحق اشترت الطائرة وعادت بها إلى الولايات المتحدة (قيل أنها "ماركة طائرة غير مرخصة" 7083).[53]
عند عودة طاقم الطائرة تولتز، وجوردون وإيرهارت إلى الولايات المتحدة استقبلوا بعرض عسكري في نيويورك، أعقبه حفل استقبال من الرئيس كالفين كوليدج في البيت الأبيض.
صورة لإيرهارت تمشي مع الرئيس هوفر في ساحة البيت الأبيض يوم 2 يناير 1932
[عدل]صور الشهرة
نظرا للشبه بين ايرهارت ولندبرغ [54] الذي تطلق عليه الصحافة اسم "ليندي المحظوظ"، بدأت بعض الصحف والمجلات تطلق على اميليا "السيدة ليندي." [55] أما يونايتد بريس لقبت إيرهارت بلقب "ملكة الطيران." [56] وعلى الفور بعد عودتها إلى الولايات المتحدة ألقت محاضرة مضنية (1928-29). وفي الوقت نفسه، قام بوتنام بحملة للترويج لها من خلال نشر كتاب من تأليفها، وسلسلة من محاضراتها وجولاتها الجديدة، ونشر صورها على الأمتعة، وسجائر لاكي سترايك (والتي سببت لها مشكلة مع مجلة ماكول التي سحبت عرضها) [57] والملابس النسائية والرياضية. خصصت الأموال التي حصلت عليها من "لاكي سترايك" للتبرع ب 1،500 دولارا لرحلة القائد ريتشارد بيرد الوشيكة لاستكشاف القطب الجنوبي.[57]
إلى جانب الدعاية لها من خلال المنتجات، شاركت هي بنفسها في الدعاية وخاصة من خلال أزياء المرأة. ظلت لعدة سنوات تحيك ملابسها الخاصة بها، ولكن خط الإنتاج النشط الذي باع في 50 متجراً مثل ماكي في المدن الكبيرة كان تعبيرا عن صورة جديدة لايرهارت. يتطابق مفهومها عن البساطة والخامات الطبيعية مع الخامات غير القابلة للتجعد، والقابلة للغسيل التي استخدمتها والذي يعتبر تجسيدا لأناقة وأنوثة "A.E" (وهو الاسم الذي تطلقه عليها العائلة والأصدقاء).[56][58] خط الأمتعة الذي روجت له (أمتعة مودرنير إيرهارت) جعل لها طابعا لا لبس فيه. فمن المؤكد أن الأمتعة مهمة جدا في السفر الجوي ولا تزال تنتج حتى اليوم. وتحمل العديد من المواد الترويجية صورة إيرهارت ولا تزال تسوّق إلى يومنا هذا.[59] نجحت الحملة التسويقية التي قام بها بوتنام في ترسيخ إيرهارت في أذهان الجمهور.[60]
صورة لأميليا إيرهارت، c. 1932. يطلب بوتنام من إيرهارت إخفاء الابتسامة التي تظهر الفجوة بين أسنانها وأن تبقى فمها مغلقا من أجل الصورة الرسمية.
[عدل]الترويج للطيران
ساعدت الدعاية اميليا في تمويل رحلاتها الجوية.[61] وكان قبولها لمنصب محرر مشارك في مجلة كوزموبوليتان فرصة لمزيد من الترويج للطيران وكذلك التركيز على دخول المرأة في هذا المجال.[62] في عام 1929، كانت إيرهارت من بين الطيارين الأوائل الذين روجوا للرحلات الجوية التجارية من خلال تطوير خدمات النقل الجوي للمسافرين؛ كما مثلت النقل الجوي عابر القارات جنبا إلى جنب مع تشارلز ليندبيرغ، واستثمرت الوقت والمال في إنشاء أول خدمة مكوكية بين نيويورك وواشنطن العاصمة. كانت ايرهارت نائبا لرئيس شركة الخطوط الجوية الوطنية التي تدير رحلات طيران في خطوط بوسطن-ماين الجوية وعدة شركات طيران أخرى في شمال شرق البلاد.[63] والتي أصبحت بحلول عام 1940 تعرف باسم نورث ايست ايرلاينز.
[عدل]الرحلات التنافسية
على الرغم من الشهرة التي اكتسبتها ايرهارت من رحلتها عبر الأطلسي، إلا أنها سعت إلى تسجيل رقم قياسي خاص بها.[64] فبعد وقت قصير من عودتها بالطائرة Avian 7083، انطلقت في أول رحلة طويلة منفردة جعلت اسمها يجذب الانتباه الإعلامي والشعبي. بعد قيامها بهذه الرحلة في آب / أغسطس 1928، أصبحت إيرهارت أول امرأة تطير منفردة عبر قارة أمريكا الشمالية، مما زاد من خبراتها [65] ومهاراتها في المجال، واعترف بذلك الطيارون المحترفون ذوو الخبرة الذين طارت معهم. طار الجنرال لاي واد مع إيرهارت في عام 1929 وقال عنها: " كانت طيارا جديدا، ولمساتها حساسة على عصا القيادة." [66]
في وقت لاحق قامت إيرهارت بأول محاولة لها في سباقات الطيران التنافسية عام 1929 خلال أول سباق طيران للنساء من سانتا مونيكا إلى كليفلاند (أطلق عليه لاحقا ويل روجرز اسم "Powder Puff Derby"). خلال السباق وعند اّخر توقف في وسط الطريق قبل الانتهاء في كليفلاند، تقيدت إيرهارت بصديقتها روث نيكولز. حيث كان على نيكولز أن تقلع قبل إيرهارت، ولكن طائرتها سقطت على الجرار في نهاية المدرج وانقلبت. فلم تقلع إيرهارت، وركضت إلى الطائرة المحطمة وأخرجت صديقتها منها. وعندما تأكدت من أن نيكولز لم تصب بأذى، طارت لكليفلاند. ولكن بسبب الوقت الذي فقدته، حصلت على المركز الثالث. عملها الشجاع هذا كان دليلا على عدم أنانيتها، كما أنها نادرا ما أشارت لهذا الحادث فيما بعد.[67]
في عام 1930، أصبحت إيرهارت مسؤولا في الرابطة الوطنية للملاحة الجوية حيث عملت جاهدة لتسجيل رقم قياسي خاص بالنساء، كما كان لها دور أساسي في الاتحاد الدولي للطيران في ابرازه على المستوى الدولي.[62] في عام 1931، حلقت في طائرة من طراز اوتوجبرو Pitcairn PCA-2، وحققت رقما قياسيا عالميا في الارتفاع 18،415 قدم (5،613 م).[68] في حين أنه يبدو للقارئ اليوم أن ايرهارت كانت تعمل على جذب الانتباه، إلا أنها كانت مهتمة هي وغيرها من الطيارين الإناث بتغيير الرأي العام الأميركي واقناعه بأن "الطيران لم يعد حكرا على المخاطرين ورجال سوبر مان.[69]
خلال هذه الفترة أصبحت إيرهارت مسؤولة عن التسعة والتسعون، وهي منظمة للطيارين الإناث، تقدم الدعم المعنوي وتدعم قضية المرأة في مجال الطيران. دعت لعقد اجتماع للطيارين الإناث في عام 1929 في أعقاب السباق الجوي للنساء. واقترحت الاسم استنادا إلى عدد الأعضاء المؤسسين، ثم أصبحت أول رئيس للمنظمة في عام 1930.[5] كانت أميليا مدافعا قويا عن الطيارين الإناث، وعام 1934 عندما منع سباق كأس بنديكس النساء من المشاركة، رفضت علنا إرسال ماري بيكفورد لكليفلاند لافتتاح السباقات.[70]
[عدل]زواجها
كانت ايرهارت مخطوبة لصموئيل تشابمان، وهو مهندس كيميائي من بوسطن، لكن فسخت خطبتها في 23 نوفمبر 1928.[71] خلال نفس الفترة، كانت إيرهارت وبوتنام يقضيان الكثير من الوقت معا، مما كون علاقة حميمة بينهما. جورج بوتنام كان يعرف باسم جي بي، وكان قد طلق في عام 1929، ثم سعى للزواج من اميليا ست مرات قبل أن توافق أخيرا على الزواج. بعد تردد كبير من ناحيتها، تزوجا في 7 فبراير 1931 في منزل والدة بوتنام في نونك بكونيكتيكت. كانت إيرهارت تشير إلى زواجها بأنه "شراكة" مع "سيطرة مزدوجة". كتبت ايرهارت رسالة خطية إلى بوتنام سلمتها له يدا بيد يوم الزفاف قالت فيها: "أريدك أن تعرف أنني لن أحملك على الإخلاص لي كما أني لن أسير خلفك بالمثل.[72][73]
كانت أفكار اميليا فيما يخص الزواج ذات توجه ليبرالي، كما أنها كانت تؤمن بالمساواة قي مسئولية كسب العيش، وأصرت على الاحتفاظ باسمها بدلا من أن يشار لها بالسيدة بوتنام. وعندما أصرت صحيفة نيويورك تايمز على قواعد الكتابة التي تتبعها في الإشارة لها بالسيدة بوتنام، ضحكت. كما وجد جي بي أنه سيطلق عليه "السيد ايرهارت." [74] لم يتمكن العروسان من قضاء شهر العسل، فاميليا كانت منشغلة في جولة لمدة تسعة أيام عبر البلاد للترويج لطائرة أوتوجايرو وراعية لجولة Beech-nut Gum. لم يكن لإيرهارت وبوتنام أطفال، لكن كان لبوتنام ابنان من زواجه السابق من دوروثي بيني (1888-1982)، [75] الوريثة لشركة والدها الكيميائية بيني سميث، التي اخترعت طباشير الكرولا. أما أبناؤه فهم [76] المستكشف والكاتب بيني ديفيد بوتنام (1913-1992) وجورج بالمر بوتنام، الابن (ولد في 1921).[77] كانت أميليا مولعة بديفيد خصوصا، الذي كان يزور والده كثيرا في منزل العائلة في ري بنيويورك. أصيب جورج بشلل الأطفال بعد وقت قصير من انفصال والديه ولم يتمكن من زيارته كثيرا.
وبعد سنوات قليلة، اندلع حريق في منزل بوتنام، وقبل أن يتم السيطرة عليه دُمرت الكثير من كنوز أسرة بوتنام بما في ذلك العديد من الأشياء التذكارية الخاصة بإيرهارت. في أعقاب ذلك الحريق، قرر بوتنام وإيرهارت الانتقال إلى الساحل الغربي، وكان بوتنام قد باع حصته في شركة النشر لابن عمه بالمر، وانتقلا إلى شمال هوليوود مما جعل بوتنام قريبا من شركة بارامونت بيكتشرز ومنصبه الجديد كرئيس هيئة التحرير بها.[78]
[عدل]رحلة منفردة عبر الأطلسي عام 1932
متحف أميليا إيرهارت المتحف بديري
أميليا إيرهارت وهى تقود الطائرة Lockheed Vega 5b كما تظهر قي عرض بالمتحف الوطني للطيران والفضاء
كانت ايرهارت في الرابعة والثلاثين من عمرها، عندما انطلقت في صباح يوم 20 مايو 1932 من ميناء جريس بنيوفنلند مع أحدث نسخة من صحيفة محلية (يقصد من تاريخ النسخة التأكيد على تاريخ الرحلة). كانت تنوي السفر إلى باريس بطائرتها Lockheed Vega 5b ذات المحرك الواحد لمضاهاة رحلة تشارلز ليندبيرغ ذات المحرك الواحد. كان المستشار الفني للرحلة الطيار النرويجي الأميركي الشهير بيرنت بالشن الذي ساعد في إعداد طائرتها. كما قام بتمويه الصحافة لأنه كان يتظاهر بإعداد طائرة إيرهارت لرحلته للقطب الشمالي. بعد رحلة استمرت 14 ساعة و 56 دقيقة قاومت خلالها هبوب رياح شمالية قوية، وظروف جليدية ومشاكل ميكانيكية، هبطت إيرهارت في المراعي في كولمور، شمال ديري بايرلندا الشمالية. شهد هذا الهبوط الملك سيسيل وكذلك تي. سوير.[79] عندما سألها حارس المزرعة: "هل أتيت من مكان بعيد؟" أجابته اميليا: "من أمريكا." [80] هذا المكان الآن عبارة عن متحف صغير يطلق عليه مركز أميليا إيرهارت. [81]
كانت اميليا أول امرأة تطير منفردة في رحلة مباشرة عبر المحيط الأطلسي، ولذلك حصلت على صليب الطيران الفخري من الكونغرس، وووسام الشرف من الحكومة الفرنسية، والميدالية الذهبية من الجمعية الجغرافية الوطنية من الرئيس هربرت هوفر. ازدادت شهرة ايرهارت وكونت علاقات صداقة مع كثير من أصحاب المناصب العليا، من أبرزهم السيدة الأولى اليانور روزفلت 1933-1945. تشاركت روزفلت وإيرهارت في كثير من الاهتمامات خاصة ما يتعلق بقضايا المرأة. حصلت روزفلت على تصريح لتعلم الطيران بعدما خاضت تجربة الطيران مع إيرهارت لكنها لم تتابع خططها لتعلم الطيران. ظلت الصديقتان على اتصال طوال حياتهما. وكذلك الطيار الشهير جاكلين كوكران، الذي اعتبره الجمهور المنافس الأقوى لاميليا، لكنهما كانا صديقين حميمين خلال هذه الفترة.[82]
إيرهارت و"old Bessie" Vega 5b c. 1935
[عدل]رحلات فردية أخرى
في 11 يناير 1935، أصبحت إيرهارت أول شخص يطير منفردا من هونولولو بهاواي إلى اوكلاند بكاليفورنيا. حاول الكثيرون القيام بهذه الرحلة عبر المحيطات، وعلى الأخص المشاركون في سباق دول اير عام 1927 الذين سارو عكس المسار، ولكن رحلتها كانت [83] روتينية، دون أي أعطال ميكانيكية. حتى أنها في الساعات الأخيرة استرخت واستمعت إلى "إذاعة اوبرا متروبوليتان النيويوركية." [83]
في تلك السنة، حلقت مرة أخرى بطائرتها فيجا التي وصفتها ب"بيسي القديمة، حصان النار"، حلقت إيرهارت منفردة من لوس انجلوس إلى مكسيكو سيتي يوم 19 أبريل. وحققت رقما قياسيا في رحلة مباشرة من مكسيكو سيتي إلى نيويورك. أما رحلتها يوم 8 مايو فكانت هادئة على الرغم من الحشود الكبيرة التي استقبلتها في نيوارك بولاية نيو جيرسي، التي كانت تشكل مصدر قلق [84] حيث كان يجب أن تكون حذرة ألا تستقل سيارة أجرة في الزحام.
شاركت إيرهارت مرة أخرى في سباقات الطيران لمسافات طويلة، وكانت الخامسة في سباق كأس بنديكس عام 1935، وكانت أفضل نتيجة استطاعت تحقيقها نظرا لتواضع محرك طائرتها لوكهيد فيجا.
ما بين 1930-1935، سجلت اميليا سبعة ارقام قياسية نسائية في السرعة والمسافة باستخدام مجموعة متنوعة من الطائرات منها Airster Kinner، ولوكهيد فيجا، و Pitcairn Autogiro. بحلول عام 1935، اعترفت بحدود طائرتها "الجميلة فيغا الحمراء" في الرحلات الطويلة عابرة المحيطات، قالت اميليا "جائزة... رحلة واحدة أردت دوما تجربتها- وهي الملاحة حول في العالم." [85] من أجل المغامرة الجديدة، قالت إنها في حاجة إلى طائرة جديدة.
[عدل]رحلة 1937 حول العالم
طائرة أميليا إيرهارت Lockheed L-10 Electra0E. خلال التعديل، معظم نوافذ القمرة خالية وبها خزانات وقود مناسبة لجسم الطائرة.
[عدل]التخطيط
انضمت إيرهارت إلى هيئة التدريس في جامعة بوردو عام 1935 بوصفها عضو هيئة تدريس زائراً لتقديم النصح للنساء في المجال، وباعتبارها مستشارا فنيا لإدارة الملاحة الجوية.[86] في تموز / يوليو 1936، تسلمت الطائرة Lockheed L-10E Electra بتمويل من جامعة بوردو وبدأت التخطيط للذهاب في رحلة حول العالم. هي ليست أول رحلة للدوران حول العالم، لكنها الأطول حيث تبلغ 29،000 ميل (47،000 كم)، في حالة اتباع مسار خط الاستواء القاسى. على الرغم من أن اليكترا تعرف بأنها "مختبر طائر" إلا أنه تم التخطيط لقليل من العلوم المفيدة، وكان يبدو أن الترتيب لهذة الرحلة كان لاعتزام إيرهارت الإبحار حول العالم لجمع المواد الخام وكذلك لفت انتباه الرأي العام لكتابها القادم. كان أول ملاح اختارته ايرهارت هو الكابتن هاري مانينغ، الذي كان كابتن السفينة بريزيدنت روزفلت، التي عادت باميليا من أوروبا عام 1928.
من خلال الاتصالات برابطة طيران لوس انجلوس، أختير الملاح الثاني فريد نونان نظرا لعوامل إضافية هامة ينبغى الإعداد لها أثناء الملاحة الجوية.[87][88] فهو لديه خبرة واسعة في كل من البحرية (كان لديه ترخيص قبطان سفينة) والطيران. ترك نونان العمل في بان آم مؤخرا، حيث أسس معظم خطوط الطائرات المائية لشركة تشينا كليبر عبر المحيط الهادئ. كما كان نونان مسؤولا أيضا عن تدريب ملاحى بان أميريكان في الخط بين سان فرانسيسكو ومانيلا. [89][90] كانت الخطط الأصلية أن يبدأ نونان الملاحة من هاواي إلى جزيرة هاولاند، وهو الجزء الأكثر صعوبة في الرحلة، ثم يواصل مانينغ الرحلة مع إيرهارت إلى أستراليا، ثم تكمل هي بنفسها ما تبقى من الرحلة.
[عدل]المحاولة الأولى
من اليسار إلى اليمين، بول مانتز، اميليا ايرهارت، هاري مانينغ، فريد نونان، قي اوكلاند بكاليفورنيا، 17 مارس 1937
في يوم سانت باتريك 17 مارس 1937، بدأت الرحلة من اوكلاند بكاليفورنيا إلى هونولولو بهاواي. إلى جانب إيرهارت ونونان، كان كل من هاري مانينغ وطيار هوليوود البديل بول مانتز(الذي قام بدور المستشار التقني لإيرهارت) على متن الطائرة. نظرا لاحتياج محركات الطائرة للإمداد بالزيت إلى جانب بعض المشكلات مع محاور المروحة خضعت الطائرة لأعمال إصلاح وصيانة في هاواي. في النهاية، توقفت اليكترا في لوك فيلد في أسطول الولايات المتحدة بجزيرة فورد في ميناء بيرل. استؤنفت الرحلة بعد ثلاثة أيام من لوك فيلد، وبينما كان كل من إيرهارت ونونان ومانينغ على متن الطائرة لم تتمكن إيرهارت من التحكم قي الطائرة أثناء الإقلاع. ولا يزال السبب في ذلك مثيرا للجدل. قال بعض الشهود في لوك فيلد ومنهم صحفى وكالة اسوشياتد بريس الإخبارية أنهم رؤوا انفجارا في أحد الإطارات.[91] وتقول إيرهارت أنه إما أن الإطار الأيمن في إلكترا قد انفجر و/أو أن ترس الهبوط الأيمن قد انهار. وقالت بعض المصادر بما فيهم مانتز أنه كان خطأ من الطيار.[91]
أصيبت الطائرة بأضرار بالغة وألغيت الرحلة، وشحنت الطائرة بحرا إلى مقر لوكهيد في بوربانك (كاليفورنيا) لإصلاحها.[92]
[عدل]المحاولة الثانية
أثناء إصلاح إلكترا، جمعت إيرهارت وبوتنام أموالا إضافية واستعدا لمحاولة ثانية. بدأت الرحلة هذه المرة من الغرب إلى الشرق، لم يعلنا عن هذه الرحلة في البداية والتي بدأت من اوكلاند إلى ميامي بفلوريدا، لكن بعد الوصول إلى ميامى أعلنت إيرهارت عن خططها للإبحار حول العالم. كان الاتجاه المعاكس للرحلة نتيجة جزئية للتغيرات في الرياح حول العالم وطبيعة الطقس على طول المسار المخطط للرحلة منذ المحاولة السابقة. كان فريد نونان بمفرده هو طاقم رحلة إيرهارت الثانية. غادرا ميامي يوم 1 يونيو بعد التوقف في أمريكا الجنوبية وأفريقيا وشبه القارة الهندية وجنوب شرق آسيا، حتى وصلا لاى بنيو جينيا يوم 29 يونيو عام 1937. عند هذه المرحلة كانا قد انتهيا من حوالي 22،000 ميل (35،000 كلم) من الرحلة. ويتبقى 7،000 ميلا (11،000 كلم) ستكون كلها فوق المحيط الهادي.
[عدل]مغادرة لاى
في 2 يوليو 1937 (منتصف الليل بتوقيت جرينتش) أقلعت إيرهارت ونونان من لاى في الطائرة الكترا ذات الحمل الثقيل. توجها إلى جزيرة هاولاند، وهى أرض مسطحة يبلغ طولها 6،500 قدم (2،000 م)، وعرضها 1،600 قدم (500 متر)، وارتفاعها 10 أقدام (3 م)، ومساحتها 2،556 ميلاً (4،113) كيلومتراً. كان آخر تقرير عن مكانهما في جزر نوكومانو، على بعد حوالى 800 ميل (1،300 كلم) من الرحلة. وكان زورق خفر سواحلالولايات المتحدةإتاسكا في المحطة في هاولاند، المخصص للاتصال مع طائرة إيرهارت Lockheed Electra 10E ليقودها إلى الجزيرة بمجرد وصولها إلى المناطق المجاورة.
[عدل]الوصول النهائي لجزيرة هاولاند
عبر سلسلة من الأخطاء أو سوء التفاهم (من التفاصيل التي لا تزال مثيرة للجدل)، لم يكن الوصول النهائى لجزيرة هاولاند باستخدام الملاحة اللاسلكية ناجحا. فقد كتب فريد نونان في وقت سابق عن المشكلات التي تؤثر في دقة توجيه الراديو أثناء الملاحة.[93] وقد لاحظت بعض المصادر النقص الواضح في فهم إيرهارت لتوجيه بنديكس لإيجاد حلقة الهوائي، والذي كان في ذلك الوقت تكنولوجيا جديدة جدا. ويرجع آخرون سبب الارتباك المحتمل لوجود فرق نصف ساعة في توقيت الجدول الزمنى الذي وضعه زورق خفر السواحل الأميركي إتاسكا وإيرهارت للاتصال بينهما (حيث تتبع إيرهارت التوقيت المحلى لغرينتش، ويتبع إتاسكا نظام التوقيت البحرى).[94]
يقترح دليل الصور المتحركة من لاى أن الهوائي الموجود أسفل جسم الطائرة قد يكون مزق بسبب الوقود الثقيل في اليكترا أثناء إقلاعها، على الرغم من عدم ذكر وجود هوائي في لاى. أشار دون دويجنز في السيرة الذاتية لبول مانتز (الذي ساعد إيرهارت ونونان في التخطيط للرحلة) إلى أن الطيارين قطعا أجهزة الهوائى ذات السلك الطويل بسبب الانزعاج من الاضطرار إلى إعادته مرة أخرى للطائرة بعد كل استعمال.
إيرهارت في قمرة قيادة الطائرة إلكترا، c.1936
[عدل]إشارات الراديو
أثناء وصول إيرهارت ونونان لجزيرة هاولاند تلقى إتاسكا صوت إرسال قوياً وواضحاً من إيرهارت يعرف بـ KHAQQ، ولكن يبدو أنها لم تتمكن من سماع صوت الإرسال من السفينة. في الساعة 7:42 خاطبتهم إيرهارت لاسلكيا: "يجب أن نكون فوقكم، لكن لا نراكم، كما أن الغاز أوشك على النفاد. لا يمكننا التواصل معكم من خلال الراديو. نحن نحلق على ارتفاع 1،000 قدم. " عند الساعة 7:58 تواصلت معهم عبر الراديو وقالت إنها لا تتمكن من سماع إتاسكا وطلبت منهم إرسال إشارات صوتية بحيث يمكنها محاولة التقاطها (أفادت إتاسكا بأن هذه الإشارة كانت أعلى مايمكن، مما يشير إلى أن إيرهارت ونونان كانا في منطقة قريبة). لم يتمكنوا من إرسال الصوت على التردد الذي حددته، وبدلا من ذلك أرسلوا لها إشارات رمز مورس. تلقت إيرهارت هذه الإشارات لكنها قالت أنها لا تستطيع تحديد اتجاههم.[95]
وفى اّخر إرسال لها عند الساعة 8:43 صباحا قالت إيرهارت "إننا على الخط 157 337. سنكرر هذه الرسالة. سنكرر هذه الرسالة عند 6210 كيلوسيكل. انتظر". عادت بعد لحظات قليلة على نفس التردد (3105 كيلو هرتز) مع إرسال تم تسجيله بأنه "مشكوك فيه": "نحن عند خط الشمال والجنوب." [96] تشير رسالة إيرهارت إلى أنها هي ونونان اعتقدا أنهما وصلا إلى هاولاند، بينما ذلك غير صحيح فقد كانا على بعد نحو خمسة أميال بحرية (10 كيلومتر). استخدمت إتاسكا غلايات النفط لتوليد الدخان لفترة من الزمن ولكن الطيارين لم يرويا ذلك. كما كانت هناك مشكلة أخرى واجهتهم وهى الغيوم المتناثرة في محيط جزيرة هاولاند: حيث أن ظلالها القاتمة على سطح المحيط تجعل الرؤية صعبة.
يبقى موضوع ما إذا كانت أي إشارات لاسلكية قد وردت من إيرهارت ونونان بعد فقدانهم أم لا مثيرا للجدل. إذا تم تلقي رسائل من اليكترا، فإن معظمها، إن لم تكن كلها، كانت ضعيفة ومشوهة. كان الإرسال الصوتى من إيرهارت لهاولاند عند 3105 كيلوهرتز، وهو تردد يقتصر استخدامه في الولايات المتحدة على لجنة الاتصالات الفدرالية.[97] ولم يكن يعتقد أن يكون هذا التردد صالحا للبث عبر مسافات طويلة. عندما كانت إيرهارت على ارتفاع في منتصف الطريق بين لاى وهاولاند، لم تسمع أية محطة إرسالها المقرر في 0815 بتوقيت جرينتش.[98] وعلاوة على ذلك، كان جهاز الإرسال ذو 50 واط الذي كانت إيرهارت تستخدمه مرتبطا بهوائى V-type أقل من الطول الأمثل.[99] [100]
كانت اّخر رسالة وردت في جزيرة هاولاند من إيرهارت أوضحت أنها ونونان كانا يحلقان على طول خط (مأخوذ من "خط الشمس" عند درجة 157-337) والذي تمكن نونان من حسابه ورسمه رسما بيانيا مرورا بهاولاند.[101] بعدما انقطعت كل الاتصالات مع جزيرة هاولاند، بذلت محاولات للوصول إلى الطيارين من خلال الرسائل الصوتية ورموز مورس. ربما سمع المشغلون عبر المحيط الهادئ والولايات المتحدة إشارات من اليكترا عند سقوطها، ولكنها كانت ضعيفة أو غير مفهومة.[102]
بعض هذه الرسائل كانت خدعة والبعض الاّخر كان حقيقيا. اقترحت محطات بان اميريكان ايرلاينز عدة مواقع صدرت منها الإشارات، بما في ذلك جزيرة غاردنر. [103][104] كما لوحظ في ذلك الوقت أنه إذا كانت هذه الإشارات من إيرهارت ونونان، فلا بد أنهما كانا على الأرض ومعهم الطائرة لأن المياه من شأنها أن تتلف النظام الكهربائي لاليكترا.[105][106] تم الإبلاغ عن إشارات متفرقة لمدة أربعة أو خمسة أيام بعد اختفائهم، لكن لم تسفر عن أية معلومات مفهومة.[107] قال قبطان السفينة كولورادو في وقت لاحق، "لم يكن هناك شك في أن العديد من المحطات كانت تبحث عن طائرة ايرهارت على تردد الطائرة، بعضهم عن طريق الصوت والبعض الاّخر من خلال الإشارات. يضاف كل هذا إلى الارتباك والشك قي صحة هذه التقارير".[108]
[عدل]جهود البحث
بعد ما يقرب من ساعة واحدة بعد اّخر رسالة مسجلة لإيرهارت، بدأت إتاسكا خفر السواحل الأميركي البحث في شمال وغرب جزيرة هاولاند بناء على افتراضات أولية حول البث من الطائرة ولكنها فشلت. سرعان ما انضم أسطول الولايات المتحدة إلى البحث وعلى مدى نحو ثلاثة أيام أرسلت الموارد المتاحة للبحث إلى منطقة على مقربة من جزيرة هاولاند. استخدم البحث الأولي لإتاسكا خط 157/337 من شمال إلى شمال غربي جزيرة هاولاند. ثم بحث إتاسكا في المنطقة الملاصقة لشمال شرق الجزيرة، المراسلات مع المنطقة أصبحت على نطاق أوسع من البحث شمال غرب. بناء على عدة احتمالات لشبكة الاتصال مع ايرهارت، وجهت بعض جهود البحث إلى 281 درجة من شمال غرب جزيرة هاولاند دون العثور على أدلة للطيارين.[109] بعد أربعة أيام من اّخر بث إذاعى لإيرهارت، في 6 يوليو عام 1937، تلقى كابتن السفينة الحربية كولورادو أوامر من قائد المنطقة البحرية الرابعة عشرة لانضمام جميع وحدات القوات البحرية وخفر السواحل لجهود البحث.[109]
فيما بعد توجه البحث إلى جزر فينيكس جنوب جزيرة هاولاند [110] وبعد اسبوع من الاختفاء حلقت طائرة تابعة للبحرية من كولورادو فوق عدة جزر في المجموعة بما في ذلك جزيرة غاردنر، التي كانت غير مأهولة بالسكان على مدى 40 عاما. قال تقرير لاحق عن غاردنر، " يوجد هنا علامات واضحة على وجود سكان، لكن المحاولات المتكررة وتكبير الصور فشل في إيجاد أى إجابة ممكنة، وأصبح من المؤكد عدم وجود أى أحد هناك. في الطرف الغربي من الجزيرة توجد باخرة (حوالي 4000 طن)... تقف عاليا وشبه جافة على شاطئ الشعاب المرجانية ويوجد مكانان بهما كسر على ظهرها. تبدو البحيرة في غاردنر عميقة بما فيه الكفاية، بحيث يمكن لطائرة مائية أو حتى مركب هوائى أن تهبط أو تقلع في أي اتجاه مع القليل من الصعوبة إن وجدت. هذا يعطى الفرصة لاحتمال أن إيرهارت قد تكون هبطت بالطائرة في هذه البحيرة وسبحت حتى الشاطئ.[111] كما وجدوا أيضا أن شكل وحجم غاردنر كما هو مسجل على الخرائط، غير دقيق تماما. توجهت جهود البحرية من جديد نحو الشمال والغرب والجنوب الغربي من جزيرة هاولاند، استنادا إلى إمكانية أن تكون اليكترا قد سقطت في مياه المحيط، أو طفت على سطحه، أو أن الطيارين كانا في حالة طوارئ.[112]
استمرت جهود البحث الرسمية حتى 19 يوليو 1937.[113] تكلف البحث عنها جوا وبحرا بواسطة البحرية وخفر السواحل 4 مليون دولارا، وكان البحث الأكثر تكلفة وكثافة في تاريخ الولايات المتحدة حتى ذلك الوقت. ولكن البحث وتقنيات الإنقاذ في هذه الفترة كانت بدائية، وكان البحث يعتمد أحيانا على افتراضات ومعلومات خاطئة. تأثرت التقارير الرسمية لجهود البحث بقلق بعض الأفراد إزاء كيف ستتحدث الصحافة عن دورهم في البحث عن بطل اميركى.[114] على الرغم من جهود البحث التي لم يسبق لها مثيل من اسطول الولايات المتحدة وخفر السواحل، إلا أنه لم يوجد أي أدلة مادية على إيرهارت، أو نونان أو اليكترا 10E. شارك في البحث كل من حاملة الطائرات الحربية التابعة لاسطول الولايات المتحدة ليكسينغتون، والسفينة الحربية كولورادو، وإتاسكا (وحتى اثنين من السفن اليابانية، من سفن مسح المحيطات سفينة كوشو والطائرة المائية الاحتياطية كاموى). 150,000 ميل مربعs (390,000 كم2) [115][116]
مباشرة بعد انتهاء البحث الرسمي، مول بوتنام فرق بحث خاصة من السلطات المحلية في جزر ومياه المحيط الهادئ القريبة، مع التركيز على غيلبرت. في تموز / يوليو اواخر عام 1937، استأجر بوتنام زورقين صغيرين، وبينما كان لا يزال في الولايات المتحدة، وجه بحثا في جزر فينكس، وجزيرة كريسماس، وجزيرة فانينغ، وجزر جلبرت وجزر مارشال، ولكن لم يعثروا على أثر لإلكترا أو ركابها.[117]
صور AP Photo لأميليا إيرهارت وفريد نونان، لوس أنجلوس، مايو 1937
[عدل]نظريات حول اختفاء إيرهارت
ظهرت نظريات كثيرة بعد اختفاء إيرهارت ونونان. لكن ساد احتمالان بشأن مصير الطيارين بين الباحثين والمؤرخين.
[عدل]احتمال حادث غرق
يعتقد كثير من الباحثين أن اليكترا نفد وقودها وسقطت إيرهارت ونونان في البحر. كرس الملاح ومهندس الطيران الجين لونج وزوجته ماري لونغ 35 عاما من البحث المضنى بخصوص هذه النظرية، حيث أنها التفسير الأكثر قبولا للاختفاء.[118] أما الكابتن لورانس اف. سافورد، من الأسطول الأميركي (المتقاعد المتوفى)، الذي كان مسؤولا عن استراتيجية توجيه شبكة العثور في المحيط الهادى أثناء الحرب وفك رموز بيربل في الرسائل اليابانية عن الهجوم على ميناء بيرل، بدأ تحليلا مطولا لرحلة إيرهارت خلال السبعينات، بما في ذلك وثائق البث الإذاعى المعقدة وخلص إلى أن "سوء التخطيط أدى إلى نهاية أسوأ." [119] الاميرال ريتشارد ار. بلاك من الأسطول الأميركي (المتقاعد المتوفى)، الذي كان المسؤول الإداري عن مهبط الطائرات بجزيرة هاولاند وكان حاضرا في غرفة اللاسلكي في إتاسكا عام 1982 أكد أن "إلكترا سقطت قي البحر حوالي الساعة 10 صباحا يوم 2 يوليو 1937 بالقرب من هاولاند ".[119] فسر المؤرخ الطيار البريطاني روي نسبيت الشهادات المعاصرة ومراسلات بوتنام وخلص إلى أن اليكترا لم يكن بها وقودا كافيا.[120] أما ويليام ل. بوليموس، الملاح في رحلة آن بليجرينو عام 1967 التي تبعت مسار رحلة إيرهارت ونونان، درس الجداول الملاحية يوم 2 يوليو 1937 ويعتقد أن نونان أخطأ في حساب خط الوصول مما أدى إلى الارتطام بهاولاند.[121]
كما يدعى ديفيد جوردان وهو عضو سابق في سلاح الغواصات ومهندس محيطات متخصص في البحث في أعماق البحر، أن أي بث وجه لجزيرة غاردنر كانت خاطئ. فقد بحث من خلال شركته نوتيكوس في 1,200-ميل مربع (3,100 كم2) شمال وغرب جزيرة هاولاند خلال حملتين في أعماق البحر باستخدام السونار (في الفترة بين 2002 و 2006 بلغت التكلفة الإجمالية 4.5 مليون دولارا) ولم يجد شيئا. وتستنتج مواقع البحث عند الخط (157-337) من الرسالة التي بثتها إيرهارت يوم 2 يوليو 1937.[94] ومع ذلك، قادت تفسيرات الجين لونج جوردان إلى استنتاج أن " تحليل كل البيانات التي لدينا -- تحليل الوقود، ونداءات الراديو، وأشياء أخرى -- تقول أنها سقطت قي المياه قبالة هاولاند." [94] كما يعتقد ابن زوج إيرهارت، جورج بوتنام الابن أن "الطائرة نفد منها الغاز." [122] توماس كراوتش، المنسق الأقدم للمتحف الوطني للطيران والفضاء، قال أن طائرة ايرهارت ونونان ترقد على عمق "18،000 قدم" ويمكن أن تسفر عن مجموعة من القطع الأثرية تنافس تيتانيك، أضاف: "... هذا الغموض هو جزء مما يبقينا مهتمين". ونحن نتذكرها لأنها أفضل شخص فقدناه.[94]
[عدل]فرضية جزيرة غاردنر
مباشرة بعد اختفاء إيرهارت ونونان، أعرب كل من أسطول الولايات المتحدة، وبول مانتز، ووالدة إيرهارت (التي أقنعت بوتنام بالبحث في غاردنر جروب) [123] عن اعتقادهم أن الرحلة قد انتهت في جزر فينيكس (وهي الآن جزء من كيريباتي)، 350 ميلs (560 كم) إلى الجنوب الشرقي من جزيرة هاولاند.
كانت فرضية جزيرة غاردنر "أكثر التفسيرات المؤكدة" عن اختفاء ايرهارت.[124] اقترح الفريق الدولي لاكتشاف الطائرات التاريخية أن إيرهارت ونونان طارا من دون بث الراديو لمدة[125] ساعتين ونصف ساعة على طول الخط الذي أشارت إليه إيرهارت في اّخر تقرير لها وردت في هاولاند، وصلت إلى جزيرة غاردنر التي لم تكن مأهولة حينها تعرف الاّن باسم (نيكومارورو) في مجموعة فينيكس، هبطت على الشعاب المرجانية بالقرب من حطام طائرة شحن كبيرة وهلكوا هناك.
جمعت أبحاث الفريق الدولي مجموعة كبيرة من الأدلة الأثرية الموثقة التي تدعم هذه الفرضية.[126][127] على سبيل المثال في عام 1940، جيرالد غالاغر أحد ضباط الاستعمار البريطاني ومعه ترخيص طيار، اتصل بالقادة لاسلكيا لإبلاغهم انه عثر على هيكل عظمي "... ربما يكون لامرأة"، بالإضافة لصندوق آلة السدس من طراز قديم تحت شجرة في الركن الجنوبي الشرقي من الجزيرة. فطلب منه إرسال هذه البقايا لفيجي، وفي عام 1941، أخذت السلطات الاستعمارية البريطانية قياسات مفصلة للعظام وخلصت إلى أنهم كانوا لذكر ممتلئ الجسم. ومع ذلك في عام 1998، أشار تحليلا لبيانات القياس للطبيب الشرعي إلى أن الهيكل العظمي كان "لأنثى طويلة القامة بيضاء من أصل شمال أوروبا." كانت العظام نفسها في غير محلها في فيجي منذ فترة طويلة.
القطع الأثرية التي اكتشفها الفريق الدولي في نيكومارورو شملت أدوات بدائية، وألواح من الالومنيوم (ربما من الكترا)، قطعة من الزجاج الذي يسستخدم في نوافذ السيارات بنفس دقة وانحناءات نافذة الكترا وحذاء (size 9 Cat's Paw heel) يعود إلى الثلاثينات ويشبه حذاء إيرهارت في صور رحلتها حول العالم.[128] لكن تبقى هذه الأدلة استنتاجية، في حين أن ابن زوج ايرهارت، جورج بوتنام الابن أبدى حماسة لأبحاث الفريق الدولي.[129]
زارت بعثة تتكون من 15 عضوا من الفريق الدولي نيكومارورو في الفترة من 21 يوليو - 2 أغسطس 2007، للبحث عن قطع أثرية لا لبس فيها للطائرة وكذلك الحمض النووي. ضمت المجموعة مهندسين وخبراء البيئة، ومطور الأرض، وعلماء اّثار، ومصمم مراكب شراعية، وطبيب الفريق، ومصور فيديو.[130] أفادت التقارير أنهم وجدوا قطعا إضافية لا يعلم أصلها بين الشعاب المرجانية التي مزقتها الأحوال الجوية، بما في ذلك قطعا برونزية قد تكون من طائرة إيرهارت، وسوستة قد تعود لبدلة الطيران الخاصة بايرهارت.[131]
[عدل]خرافات وأساطير معاصرة وادعاءات غير معتمدة
جذبت هذه الظروف الغامضة التي أحاطت باختفاء أميليا إيرهارت، إلى جانب شهرتها عددا كبيرا من الادعاءات الأخرى المرتبطة برحلتها الأخيرة، ولكن رفضت كلها بشكل عام لعدم وجود أدلة يمكن التحقق منها. اشتهرت العديد من النظريات غير المعتمدة في الثقافة الشعبية.
[عدل]التجسس لصالح فرانكلين دى. روزفلت
قدم فيلم Flight for Freedom عام 1943 الذي تدور أحداثه عن فترة [[الحرب العالمية الثانية بطولة روزاليند راسل وفريد ماكمورى عزز الأسطورة أن إيرهارت كانت تتجسس على اليابانيين في المحيط الهادئوربما أيضا اختفت في مثلث برمودا بناء على طلب من إدارة الرئيس فرانكلين روزفلت.|بحلول عام 1949 توصلت يونايتد بريس وجيش الولايات المتحدة إلى أن هذه الشائعات لا أساس لها. أماجاكي كوتشران، وهى طيار رائد وإحدى صديقات إيرهارت، بحثت في العديد من ملفات ما بعد الحرب في اليابان، واقتنعت بأن اليابانيين ليس لهم علاقة باختفاء إيرهارت.[132]
وشكرا
المصدر:الموسوعة الحرة
تعليق