دراسة بريطانية تحث على إلغاء ضرائب تذاكر الطيران.. والحكومة تستبعد

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد احمد عسيري
    Flying Way

    • 16 - 03 - 2011
    • 13343

    دراسة بريطانية تحث على إلغاء ضرائب تذاكر الطيران.. والحكومة تستبعد

    سيسمح بزيادة الناتج المحلي 0.46 %

    دراسة بريطانية تحث على إلغاء ضرائب تذاكر الطيران.. والحكومة تستبعد

    خفض الضرائب على تذاكر الطيران سيسمح بدعم الاقتصاد البريطاني. هذه خلاصة دراسة مولتها أكبر أربع شركات طيران بريطانية وهي "بريتيش إيرويز" و"فيرجين أطلنطك" وإيزي جيت" و"راين إير".

    وكشفت الدراسة بالأرقام أن إلغاء الضريبة على تذاكر الطيران سيسمح بزيادة الناتج المحلي الإجمالي لبريطانيا 0.46 في المائة خلال العام الأول بعد إلغاء الضريبة. كما سيسمح بزيادة فرص العمل، وبالطبع زيادة عدد السياح الزائرين لبريطانيا.

    ورحب مايكل جاكوبز أحد العاملين في مجال السياحة خلال حديثه لـ "الاقتصادية"، قائلا: "إذا أقدمت الحكومة البريطانية على هذه الخطوة فإن صناعة السياحة ستشهد طفرة كبيرة في بريطانيا، وسيزداد عدد السياح بشكل ملحوظ خاصة من أوروبا".

    وتابع أن بريطانيا تتنافس مع عدد من العواصم الأوروبية الكبرى على استقطاب السياح، "ولا شك أن أسعار تذاكر الطيران تلعب دورا مهما في اختيار السائح لوجهته، خاصة إذا تقارب إجمالي تكلفة الرحلة".

    "فعلى سبيل المثال السائح الروسي الذي سيقضي عطلة لمدة أسبوع، يقارن بين تكلفة هذا الأسبوع في لندن وباريس وروما مثلا، خفض أسعار التذاكر للندن جراء إلغاء الضريبة على التذاكر سيساهم في تفضيله لندن على غيرها من العواصم".

    لكن زينب الخولي مسؤولة العلاقات العامة في إحدى شركات السياحة البريطانية لا تعتقد أن هذه الخطوة ستؤثر بشكل كبير في معدلات السياحة خصوصا القادمة تحديدا من بلدان الخليج العربي.

    وقالت لـ "الاقتصادية" إن السياح القادمين لبريطانيا من منطقة الخليج العربي لا يمكن وضعهم في ذات السلة الاقتصادية مع باقي السياح القادمين من مناطق أخرى من العالم مثل إفريقيا أو آسيا أو أمريكا اللاتينية أو حتى أوروبا الشرقية، فجزء كبير من السياح الخليجيين هم من ركاب درجة رجال الأعمال، ومن ثم خفض أو حتى إلغاء الضريبة على تذاكر الطيران لن يؤثر كثيرا في قرار ركاب هذه الدرجة.

    وتابعت: "إن قدرتهم المالية من القوة بحيث لن يغير انخفاض سعر التذكرة كثيرا في تحديد الجهة التي سيقومون بقضاء عطلتهم فيها. هذه الفئة تهتم أكثر بما سيقدم لها خلال فترة قضاء العطلة مقارنة بسعر التذكرة".

    لكن الخولي لا تنفي أنه إذا اتخذت الحكومة البريطانية قرار إلغاء ضريبة الطيران لربما انعكس الأمر على بعض الفئات من ركاب الدرجة السياحية، وتتابع: "أعتقد أن اتخاذ مثل هذا القرار سيشجع الفئات الطلابية أو الأسر ذات الأعداد الكبيرة من الطبقة المتوسطة، والتي ربما تدخل تكلفة سعر تذكرة الطيران ضمن حساباتها عند اتخاذ قرار أين تقضي عطلاتها الصيفية".

    ولا تتفق ساندي دوا الباحثة في مجال دعم النشاط السياحي مع رؤية الخولي حول تأثير القرار في السياحة الخليجية إلى لندن، وتحديدا القادمين من السعودية. وقالت لـ "الاقتصادية" إن السائح السعودي أضحى أكثر وعيا من ذي قبل فيما يتعلق بإنفاقه خلال العطلة التي سيقضيها خارج السعودية.

    وتتابع: "كما أن أعدادا كبيرة من السعوديين الزائرين لبريطانيا وتحديدا لندن قد قاموا بزيارتها من قبل وأكثر من مرة، ومن ثم فإن كل انخفاض في تكلفة السفر تقدمه بريطانيا لهم يعد عامل جذب، وإلا فما الذي سيدفعهم إلى زيارة بريطانيا مرة أخرى؟".

    وقالت إن آخر الإحصائيات المتاحة وهي لعام 2011 تشير إلى أن إنفاق السعوديين بلغ نحو 260 مليون جنيه استرليني خلال زيارتهم لبريطانيا، ما يمثل 1.4 في المائة من إجمالي إنفاق السائحين لبريطانيا.

    "لقد أصبح السائح السعودي أكثر وعيا وتدقيقا في اختيار أماكن الإقامة والتنقل و الشراء. نعم ما زال لديهم نمط شرائي واضح يتركز على التبضع من المحال ذائعة الصيت، لكنهم أصبحوا أكثر حرصا في إنفاقهم عما قبل. وتشير الدراسات لدينا إلى أن هذا النمط من السائحين يأخذ في حسبانه أي تغيير في سعر تذاكر السفر، على أمل أن يستفيد من الفروق الناجمة عن انخفاض سعر التذكرة بتوجيهها إلى المزيد من عملية الشراء أو قضاء عطلة أطول".

    وأكدت الدراسة أنه في حالة استجابة وزير المالية البريطاني للمقترحات التي قدمتها بإلغاء ضريبة الطيران، فإن متوسط الانخفاض في سعر التذكرة لبريطانيا سيقدر بنحو 13 جنيه استرليني للدرجة السياحية، 65 لدرجة رجال الأعمال.

    وتشير الدراسة إلى أن هذه الخطوة ستعزز الوضع الراهن للاقتصاد البريطاني بزيادة الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.46 في المائة خلال العام الأول من إلغاء الضريبة المفروضة على تذاكر السفر، وهو ما سيسمح للاقتصاد البريطاني من تحقيق نحو 16 مليار جنيه استرليني، ويخلق نحو 60 ألف وظيفة جديدة في الاقتصاد.

    لكن الأرقام المغرية التي تضمنتها الدراسة، لم تجد أصداء مرحبة حتى الآن لدى وزارة المالية البريطانية، التي أعلنت "أن الضرائب المفروضة حاليا على تذاكر الطيران تضمن للحكومة البريطانية 2.9 مليار جنيه استرليني سنويا، ما يجعلها مساهما أساسيا في خطة الحكومة لخفض العجز في الميزانية العامة".

    ويؤكد الصحفي البريطاني المتخصص في الشؤون السياحية براين جونسون أن الدراسة تأتي ضمن الحملة التي تقوم بها شركات الطيران البريطانية، للقضاء على الضريبة المفروضة على تذاكر الطيران منذ عام 1993.

    وقال لـ "الاقتصادية" إن الإعلان عن هذه الدراسة الآن يأتي للضغط على وزير المالية لاتخاذ قرار بإلغاء هذه الضريبة قبل إعلانه عن الميزانية العامة الشهر المقبل".

    وأضاف: "لا أعتقد أن تجد هذه الدراسة تأييدا كبيرا داخل أروقة وزارة المالية، فقطاع السياحة مزدهر للغاية في بريطانيا، ولا يعاني مشاكل حقيقية، فعدد السياح خلال العام الماضي بلغ نحو 31 مليون سائح، أنفقوا 17.2 مليار جنيه استرليني، ومن المتوقع أن تتواصل هذه الأرقام هذا العام".

يعمل...