قال تيم كلارك، رئيس طيران الإمارات إن جميع الطائرات التي ستتسلمها الناقلة هذا العام مغطاة مالياً بالكامل ولا تواجه طيران الإمارات أي تحديات أو مصاعب في الحصول علي تمويل للطائرات الجديدة، مؤكداً أن الناقلة تنتهج استراتيجية تنويع مصادر وموارد التمويل .
وطالب كلارك الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا)، والمنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو)، بتحديد وتطبيق مجموعة معايير شفافة وموحدة للافصاح المالي على جميع الناقلات العالمية، لتحديد ماهية الدعم بدقة ويجب على جميع الحكومات أن تتبنى سياسات تحرير وفتح الأجواء بهدف إنهاء أكبر أشكال الدعم، المتمثل في توفير الحماية السياسية لبعض الناقلات .
وأضاف كلارك في حوار مع “الخليج” أنه على الرغم من استمرار التحديات التي واجهت وتواجه قطاع الطيران بشكل عام، إلا أن طيران الإمارات تتوقع تحقيق نتائج سنوية للمجموعة بنمو يتراوح من 18- 20% في الإيرادات و12% في أعداد المسافرين . وفي ما يلي نص الحوار:
كيف يمكن لطيران الامارات أن تنهي موضوع الاتهامات المتكررة بتلقي الدعم الحكومي؟ وهل ترى وجوب تحديد وتطبيق معايير شفافة وموحدة للافصاح المالي على جميع الناقلات العالمية بهدف تحديد ماهية الدعم بدقة؟
لا شك أن ترديد الادعاءات مراراً وتكراراً، يمكن أن يفضي إلى تصديقها، والقبول بها كواقع في نهاية المطاف، على الرغم من افتقارها إلى دليل يثبت صحتها، لذلك ينبغي على الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا)، والمنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو)، تحديد وتطبيق مجموعة معايير شفافة وموحدة للافصاح المالي على جميع الناقلات العالمية، لتحديد ماهية الدعم بدقة، كما يتعين على الحكومات ألا تقدم على ضخ أموال، ومنح قروض، أو تمويلات لشركات الطيران، مهما يكن حجم مساهمتها في تلك الشركات، بالإضافة إلى أنه يجب على جميع الحكومات أن تتبنى سياسات تحرير وفتح الأجواء بهدف إنهاء أكبر أشكال الدعم، المتمثل في توفير الحماية السياسية لبعض الناقلات .
ونحن في طيران الإمارات نؤكد مجدداً التزامنا بعمليات تتسم بالانفتاح والشفافية، وخالية من كافة أنواع الدعم، وترحب طيران الإمارات بأي نقاش جدي قائم على الحقائق بشأن المساعدات الحكومية، وتأمل أن يطبق ذلك على جميع المشاركين في هذه الصناعة . أما الناقلات المنافسة التي تعتمد على ترويج الادعاءات، بعد أن استفادت هي نفسها من الدعم الحكومي، فهي تروج لأكاذيب ترمي إلى خدمة أغراض ذاتية، من خلال زعمها أن طيران الإمارات تتمتع بطريقة أو بأخرى، بميزات تفضيلية .
ما التحديات التي تواجه خطط توسع طيران الامارات؟ وكيف يمكن تذليلها؟
يشكل ارتفاع أسعار الوقود واحداً من أكبر التحديات التي تواجه قطاع الطيران التجاري في المنطقة والعالم، حيث يستأثر الوقود حاليا بنحو 43% من تكلفة التشغيل لشركات الطيران مقارنة ب12% فقط قبل 10 سنوات، مما يشكل عبئاً كبيراً على هذه الشركات .
وعلى الرغم من أن طيران الإمارات طبقت علاوة وقود على أسعار التذاكر بعد أن تحملت تبعات الارتفاعات المتتالية، إلا أن هذه العلاوة لم تعوض سوى جزء من التكلفة الإضافية . كما أننا نقوم بإدارة التكاليف بعناية، ويمكنني أن أؤكد أن استمرار الأسعار في الارتفاع سوف يضر ليس بالشركات الضعيفة التي لا تتمتع بالمرونة الكافية فقط بل باقتصاد العالم بشكل عام .
ماذا عن سياسة إغلاق الأجواء التي تتبعها بعض الدول بهدف حماية ناقلاتها الوطنية؟
نعم هناك تحد رئيس آخر يتمثل في انتهاج بعض دول العالم سياسات حمائية وعدم سماحها بفتح الباب أمام تشغيل مزيد من الرحلات الجوية أو السماح بفتح خطوط جديدة . لكن طيران الإمارات تؤمن بأن تحرير الأجواء، وفتح المجال أمام المنافسة، وليس الحماية، هو السبيل الأفضل لتطوير حركة النقل الجوي في أي دولة، لذلك فإننا نواصل جهودنا لفتح خطوط جديدة، وتعزيز الرحلات القائمة .
ويشهد العالم بقيادة عدد من الأسواق الناشئة في بعض الأحيان تحريراً للأجواء بمعدلات أسرع مما يمكن للكثيرين تخيله ويشكل ذلك تطوراً إيجابياً للمستهلكين والتجار والمصدرين والمسافرين عامة . وتسهم سياسة الأجواء المفتوحة، التي تنتهجها دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب المعطيات الاقتصادية الرئيسة الأخرى، في وصول خدمات طيران الإمارات إلى مختلف دول العالم، حيث توقع الدولة سنوياً نحو ست اتفاقيات مع دول في مختلف مناطق العالم لتحرير الأجواء .
إلى أي مدى بات ازدحام الأجواء يشكل تحدياً امام نمو صناعة الطيران في دبي ودولة الإمارات عامة؟
تخضع مشكلة ازدحام الأجواء في مطار دبي ومطارات الدولة عموماً، لدراسة شاملة من قبل الحكومة، وهناك جهود مكثفة للتغلب على هذا التحدي، حيث تتعاون مختلف الجهات الحكومية لمواجهته . إلا أن هذا الأمر يتطلب كذلك تعاوناً وتنسيقاً على مستوى المنطقة وليس داخل الدولة فقط، وهو أمر لا يخص طيران الإمارات وحدها، لكنه محور اهتمام جميع شركات الطيران في المنطقة .
ما مدى أهمية الأسواق الناشئة في خطط طيران الإمارات وهل ضعف المنافسة في هذه الأسواق يوفر فرصاً كبيرة للناقلة؟
تمثل الأسواق الناشئة حول العالم أحد الأهداف الجديدة لطيران الإمارات، التي تعد الناقلة الدولية الأسرع نمواً في العالم . وتعد التوسعات المتواصلة التي تشهدها شبكة خطوط طيران الإمارات باتجاه الأسواق النامية فريدة من نوعها مقارنة بالمقاربات السابقة التي سادت خطط التوسع في السنوات الماضية . ومع تزايد النشاط في هذه الأسواق، فإننا نشاهد تصاعد دور الطبقات الوسطى فيها، التي تبرز بدورها الطلب المتزايد على السفر، ليس من أجل الأهداف التجارية فحسب وإنما من أجل السياحة حول العالم أيضاً .
هل تعتزم طيران الإمارات إبرام شراكات مماثلة لتلك التي تم عقدها مع كوانتاس؟ وما هي الأسواق التي ينصب عليها تركيز طيران الإمارات في 2013؟
لا يوجد توجه حالياً لعقد اتفاقيات جديدة على غرار اتفاقية طيران الإمارات وكوانتاس الاسترالية، لكن إمكانية توقيع اتفاقيات مشاركة بالرمز مع شركات طيران أخرى تبقى قائمة خلال الفترة المقبلة . ونحن نركز حالياً على التوسع في آسيا، فهي تعد مركز الثقل الاقتصادي والنمو المتسارع . كما أننا نسعى إلى خدمة المزيد من الوجهات في الدول الآسيوية حالما نحصل على حقوق طيران إليها، لكن ذلك لا يعني توقفنا عن التوسع في أسواق أخرى مثل أوروبا والأمريكتين .
هل غيرت طيران الإمارات سياستها بعدم الدخول في التحالفات القائمة حالياً؟ وهل هناك توجه لاقامة حلف خليجي لمواجهة التحالفات العالمية؟
طيران الإمارات باقية على سياستها المتمثلة في البقاء بعيداً عن التحالفات العالمية، ولكنها تواصل جهودها الرامية إلى إعادة تشكيل اتجاهات الطيران المدني وخاصة في شراكاتها خارج التحالفات التجارية العالمية التي هيمنت على الصناعة خلال السنوات الماضية . ولا يعني قيام طيران الإمارات بتوقيع اتفاقيات مع شركات الطيران المنضوية تحت تحالفات تجارية أننا مقبلون على الانضمام إلى أي منها حاضراً أو مستقبلاً .
ما مدى أهمية السوق الهندية بالنسبة لطيران الإمارات؟
تحظى السوق الهندية بأهمية كبيرة بالنسبة لطيران الإمارات إلا أننا نواجه بعض العوائق المرتبطة بافتتاح وجهات جديدة في تلك المنطقة التي نعمل على إزالتها من خلال المساعي الجدية التي تقوم بها حكومتا دولة الإمارات والهند .
وتلعب طيران الإمارات دوراً حيوياً في دعم الاقتصاد الهندي، وأظهرت دراسة للمجلس الوطني للبحوث الاقتصادية التطبيقية NCAER أن قيمة مساهمة طيران الإمارات في الاقتصاد الهندي تبلغ 596 مليون دولار سنوياً، وأن عملياتها تدعم نمو قطاع الطيران المدني الذي بات يقوم بدور محوري في تعزيز زخم نمو القطاعات الاقتصادية الرئيسة في الهند .
وأوضحت الدراسة أن المساهمة الفعلية لعمليات الناقلة تتجاوز هذه الأرقام، فمقابل كل دولار تسهم به طيران الإمارات في قطاع الطيران المدني في الهند، يتم توليد 17 .1 دولار إضافي للاقتصاد الهندي، ما يعني أن مضاعف المساهمة الفعلية لعمليات طيران الإمارات يبلغ 17 .2 مرة .
وتوظف طيران الإمارات بشكل مباشر 1045 شخصاً في الهند، وتدعم عملياتها 72323 وظيفة، منها 9304 وظائف تحظى بدعم مباشر من عمليات طيران الإمارات و63019 وظيفة تلقى دعماً غير مباشر من عمليات الناقلة .
هل تواجه طيران الإمارات مشكلة في تمويل طائراتها الجديدة؟
لا نواجه تحديات أو مصاعب في التمويل، ذلك أن كل الطائرات التي سنتسلمها هذا العام مغطاة مالياً بالكامل، علماً بأننا لا نزال ننتهج استراتيجية تنويع مصادر وموارد التمويل .
وتمول طيران الإمارات طائراتها عبر قاعدة واسعة من المصادر، تشمل عقود التأجير التشغيلي، وضمانات ائتمان الصادرات الأوروبية - الأمريكية، والديون التجارية المدعومة بالأصول، إضافة إلى المصادر غير التقليدية، مثل التمويل الإسلامي، والاقتراض من مستثمرين يابانيين وألمان، ومستثمرين آخرين - في إطار عقود تأجير عابرة للحدود وخاضعة للضرائب - وتشمل قائمة الجهات الممولة لنا مؤسسات مالية من كل أنحاء العالم، على غرار سيتي بنك الأمريكي، وكريدي أغريكول الفرنسي، وسوميتومو ميتسوبيشي الياباني .
ودرجت طيران الإمارات دوماً على الحصول على التمويل وفقاً لأسس تجارية . ولم يحدث قط أن تلقت تمويلاً من مؤسسة دبي للاستثمار أو حكومة دبي، وعلى العكس من بعض شركات الطيران في منطقة الخليج، التي تستفيد من ضمانات الديون السيادية، لا تعمل حكومة دبي كضامن لأي من قروض طيران الإمارات .
ماذا يعني افتتاح كونكورسA بالنسبة لطيران الإمارات؟
أدركت طيران الإمارات أهمية وقدرة طائرة الإيرباص A380 الجديدة بالكامل، وفي مقدمتها السعة الكبيرة لطابقيها إضافة إلى كلفة تشغيلها الاقتصادية الممتازة .
ونظراً إلى أن هذه الطائرة تشكل عماد أسطول الناقلة، فقد عملت طيران الإمارات مع “مطارات دبي” لإنشاء كونكورسA المخصص بالكامل لهذا الطراز العملاق . والذي رفع مع افتتاحه طاقة مطار دبي الدولي من 60 مليون مسافر إلى 75 مليوناً سنوياً .
ويعد الكونكورسA أول مبنى من نوعه في العالم مخصص لطائرات A380، وهو مزود ب 20 بوابة بطابقين للصعود إلى الطائرات . وتبلغ مساحته 528 ألف متر مربع، ويحتوي على 5 بوابات للمسافرين الذين يأخذون الطائرات عن طريق الحافلات في حال كانت جميع بوابات الصعود إلى الطائرات مشغولة . واستطيع أن أؤكد هنا أن افتتاح الكونكورس A يوفر آفاقاً واسعة لنمو طيران الإمارات خلال الفترة المقبلة .
طيران الإمارات تواصل تحقيق الربحية منذ 1985 الأمر الذي لم يتحقق مع أي شركة طيران، ما السبب في هذا النجاح التجاري؟
لم تتغير استراتيجية الناقلة منذ اطلاقها حيث نعمل على التركيز على النمو الطبيعي من دون الالتفات الى ما يفعله الآخرون، وفي نفس الوقت نحرص على الربط بين المدن والوجهات والقارات والناس حول العالم مستفيدين من سياسة الأجواء المفتوحة التي تتبناها دولة الإمارات ودبي، التي باتت مركزاً لأكثر من 150 شركة طيران عالمية . ويساعدنا هذا الأمر في التركيز على توفير خدمات أفضل للعملاء لضمان ولائهم .
ما توقعاتكم بالنسبة للنتائج المالية لطيران الإمارات؟
تؤكد طيران الامارات مكانتها الريادية كواحدة من أسرع الناقلات الدولية نمواً في العالم، وقدرتها على تحقيق أرباح متواصلة على الرغم من التحديات العالمية التي لا تزال تلقي بظلالها على قطاع الطيران، التي شملت تباطؤ الاقتصاد العالمي وعدم الاستقرار في بعض دول المنطقة، إضافة إلى استمرار بقاء أسعار الوقود عند مستويات مرتفعة . وعلى الرغم من استمرار هذه التحديات التي واجهت وتواجه قطاع الطيران بشكل عام، إلا أنني متفائل بتحقيق نتائج سنوية للمجموعة بنمو يتراوح من 18- 20% في الإيرادات و12% في أعداد المسافرين .
ماذا عن استراتيجية الشركة التوسعية خلال السنوات المقبلة؟
تشهد عملياتنا عبر شبكة خطوطنا الواسعة نمواً متواصلاً، ونحن مستمرون في إطلاق خدماتنا الى وجهات جديدة، وسوف نمضي قدماً في هذه التوسعات عبر العالم بغرض تحقيق أهدافنا المتمثلة في ربط دبي ودولة الإمارات المتمثلة مع شركائها التجاريين الرئيسيين واجتذاب وتطوير شركاء جدد، والاسهام في تطوير مكانة دبي كمركز إقليمي للتجارة والسياحة والطيران .
تعليق