بواسطة مشرف قسم الضيافة الجوية وسلامة المقصورة
في البداية وقبل كل شيء أود أن اذكر بعض المعلومات الأساسية عن الجيوب الأنفية من حيث العدد والوظيفة الفسيولوجية.
الجيوب الأنفية (paranasal Sinuses)
هي عبارة عن تجاويف مملوءة بالهواء داخل جمجمة الإنسان مبطنة من الداخل بأغشية مخاطية مشابهة للأغشية الموجودة داخل الأنف. أما عددها فهي ثمانية جيوب وهم جيبان انفيان موجودان على جانبي العينين ويسميان الجيبان الغرباليان (ethmoid Sinuses) وهناك جيبان موجودان على الوجنتين ويسميان بالجيبان الفكيان (maxillary Sinuses) وجيبان آخران فوق العينين ويسميان الجيبان الجبهيان (frontal Sinuses) وآخران في نهاية الأنف وتحت الغدة النخامية الموجودة داخل المخ ويسميان الجيبان الوتديان (sphenoid Sinuses).
أما وظائف الجيوب الأنفية فهي:
- تحسن الصوت وتزيد من إعطائه رنين أكثر.
- تجعل الجمجمة أخف.
- امتصاص الصدمات التي يتلقاها الرأس أو الجمجمة.
- تساعد في ترطيب الهواء الداخل للأنف لأن الأغشية المخاطية المبطنة للأنف تفرز المادة
المخاطية فتساعد في تنظيف الجيوب, وهذه الفتحات تتم تهويه الجيوب الأنفية ومعادلة الضغط داخل الجيوب مع الضغط الخارجي.
- تساعد في تنظيم الضغط داخل الأنف.
- تساعد الأنف في عملية الشم وذلك بجعل المنطقة الشمية أكبر مساحة.
في الظروف الطبيعية للإنسان إن الهواء داخل الجيوب الأنفية يتمدد عند الإرتفاع في الجو فيصبح الضغط داخل الجيوب الأنفية أكبر من الضغط الخارجي فيخرج الهواء من الجيوب عن طريق الفتحات التي تربط الأنف بالجيوب الأنفية أما عند الهبوط فيحدث العكس حيث ينكمش الهواء ويصبح الضغط داخل الجيوب أقل من الضغط الجوي فيدخل الهواء للجيوب عن طريق الفتحات ذاتها.
أما في حالة الزكام أو حساسية الأنف فإن الأغشية المخاطية تحتقن وتنتفخ وهذا يؤدي إلى تضييق أو إغلاق الفتحة التي تربط الجيوب بالأنف فتؤدي إلى ما يسمى بالتهاب الجيوب الغطي (barosinusitis ) وفيها المريض يشعر بألم بالوجه أو الجبهة أو في الأسنان أو في قمة الرأس وذلك حسب الجيب الأنفي المتأثر, أما بالنسبة لشدة الألم تتفاوت من ألم بسيط إلى شديد وذلك حسب تأثير الجيب الأنفي والذي يعتمد على شدة تضييق هذه الفتحات وبالتالي تكون عملية مرور الهواء من و إلى الجيوب الأنفية في غاية الصعوبة وعند الإقلاع عندما يتمدد الهواء ولا يجد منفذا للخروج فإنه يسبب ضغطا شديدا على جدران الجيب الأنفي المصاب من ثم يشعر المريض بألم شديد. أما عند الهبوط فإن الهواء ينكمش ويصبح الضغط الخارجي (أي خارج الجيب الأنفي) أكبر بكثير من الضغط داخل الجيب الأنفي وبالتالي يعاني المريض من آلام مبرحة في الوجه والأسنان وقد يصاحبه صداع شديد , ودرجة الألم والصداع (كما ذكرنا آنفا) تتفاوت حسب ضيق الفتحة وبالتالي حسب درجة موازنة الضغط بين الجيب الأنفي المصاب والضغط الجوي, وقد يزيد من حدة المشكلة إذا كان هناك اعوجاج بالحاجز الأنفي أو زوائد لحمية هلامية, وقد يعاني المريض من زيادة الإفرازات من الأنف, وقد تكون ممزوجة بقليل من الدم أو قد يصاب بالرعاف, وللتغلب على هذه المشكلة ننصح المريض المصاب بالزكام أو الحساسية مراجعة الطبيب لأخذ الاحتياطيات اللازمة قبل السفر حتى لا يعاني أثناء الرحلة (*).
الوقاية:
لتجنب حدوث مثل هذه الآلام للأشخاص الذين يعانون من زكام أو حساسية فإننا ننصح بالتالي:
- إستعمال قطرة مزيلة للإحتقان بحيث تضع ثلاث نقاط بالأنف (في كل فتحة) نصف ساعة قبل الإقلاع.
- إستعمل حبوب مضادة للهستامين ساعة قبل الإقلاع وذلك لمنع حدوث الإحتقان الذي يحدث من جراء إختلاف الضغط.
أما سبل العلاج فإننا ننصح المريض بالتالي:
- حبوب مزيلة للألم وذلك للتخلص من الألم والصداع المصاحب لإلتهاب الجيوب الأنفية.
- بخاخات مضادة للحساسية تستعمل عندما يشعر المسافر بظهور أعراض الحساسية.
- هناك بعض المرضى يجب عليهم مراجعة الطبيب لأخذ التعليمات منه قبل إستعمال أي دواء مثل المرضى الذين يعانون من عدم انتظام ضربات القلب أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض في القلب أو أمراض الغدة الدرقية.
- المرأة الحامل عيها زيارة الطبيب قبل إستعمال أي دواء.
- أما إذا كان المريض يعاني من زوائد لحمية هلامية أو إنسداد الأنف نتيجة أسباب أخرى مثل إعوجاج بالحاجز الأنفي فإن التدخل الجراحي أصبح ملزما وذلك لإستئصال الزوائد اللحمية الهلامية مع تعديل الحاجز الأنفي لكي تهيئ تهوية جيده للأنف والجيوب الأنفية.
- قد تستعمل المضادات الحيوية وذلك لتجنب الالتهابات البكتيرية التي قد تحدث نتيجة لمضاعفات المشكلة.
- إذا استمر الألم والصداع والشعور بالضغط لمدة أكثر من أربعة وعشرين ساعة دون حدوث أي تقدم في حالة المريض فانه في هذه الحالة يكون التدخل الجراحي ضروريا وذلك لعمل فتحة بالجيب الأنفي لإزالة السوائل المحجوزة بالجيب الأنفي ومعادلة الضغط بين الجيوب الأنفية الضغط الجوي وسيشعر المريض بالراحة التامة بعد العملية مباشرة.
(*) هذه النصيحة للمسافر فقط والذي يقوم بعمل رحلة واحدة في اليوم ، و أما ملاحي الطائرة فلهم ضوابط و إجراءات طبيه خاصه كون عملية الإقلاع و الهبوط المتكرره قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة لا تحمد عقباها وقد وقفت شخصيا على بعض من تلك الحوادث ، وأنصح إخواني الملاحين وبعد الميزة الجديدة التي تم الحصول عليها ويجبعليهم مراجعة أكبر المراكز المتخصصه في هذا المجال عند شعورهم بأي أعراض مما سبق ذكره و تدارك الموقف مبكرا لأنه وكما قيل في الأمثال قديما " الصحة تاج على رؤوس الأصحاء "
:)
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::
تقبلو تحياتي
ودمتم في تمام الصحه والعافيه
تعليق