












نتمنى بأن نعتمد على انفسنا وأن نكون شعوب منتجه لا مستهلكة .
تعليق ...
قليل من التخطيط والجدية في الوصول إلى الهدف ..
سنصل بإذن الله إلى الحلم المرجو ..
ولكن ..
متى نترك الإتكالية في أبسط أمورنا ...؟!!
لنبدأ ...
وأيضا هذا لا يعني أن الشعب خالي من المسئولية بل عليه حمل وواجب يجب عليه الإبداع فيه
لماذا لا نبدأ بأنفسنا أولاً ..
ثم بأسرتنا .. ثم لأصدقائنا ..
حتى تتسع الدائرة لكل المجتمع ... ؟!!
لنبدأ ...
ونتكل على الله ..
لننظر لما نملكه ..
ولا ننظر للمحبطات حولنا ...!
سبحان الله
أضرب المثل في تحقيق الأهداف بثلاث دول هي ألمانيا واليابان وماليزيا
دول بدأت من تحت الصفر دون أي مقومات لديها أو إرث سابق
فقط تملك شيئا واحداً هو الإنسان صاحب الإرادة القوية والعزيمة الصادقة لتحقيق الهدف
هذه القصة الرائعة من اليابان
قصة همه
أرسلت الدولة اليابانية في بدء حضارتها بعوثاً دراسية إلى ألمانيا كما بعثت الأمة العربية بعوثاً ورجعت بعوث اليابان لتحضر أمتها ورجعت بعوثنا خاوية الوفاض ! فما هو السر ؟ لنقرأ هذه القصة حتى نتعرف على الإجابة .
يقول الطالب الياباني " أوساهير " الذي بعتته حكومته للدراسة في ألمانيا :
لو أنني اتبعت نصائح أستاذي الألماني الذي ذهبت لأدرس عليه في جامعة هامبورج لما وصلت إلى شيء، كانت حكومتي قد أرسلتني لأدرس أصول الميكانيكا العلمية، كنت أحلم بأن أتعلم كيف أصنع محركاً صغيراً " موديل " كنت أعرف أن لكل صناعة وحدة أساسية أو ما يسمى " موديل "هو أساس الصناعة كلها ،فإذا عرفت كيف تصنعه وضعت يدك على سر هذه الصناعة كلها، وبدلاً من أن يأخذني الأساتذة إلى معمل، أو مركز تدريبعملي، أخذوا يعطونني كتباً لأقرأها، وقرأت حتى عرفت نظريات الميكانيكا، ولكنني ظللت أمام المحرك أيّاً كانت قوته وكأنني أقف أمام لغز لا يُحل.
وفي ذات يوم قرأت عن معرض محركات إيطالية الصنع، كان ذلك أول الشهر، وكان معي راتبي، وجدت في المعرض محركاً قوة حصانين ثمنه يعتدل مرتبي كله، فأخرجت الراتب ودفعته، وحملت المحرك وكان ثقيلاًجدا، وذهبت إلى حجرتي، ووضعته على المنضدة وجعلت أنظر إليه، وكأني أنظر إلى تاج من الجوهر، وقلت لنفسي : هذا هو سر قوة أوروبا، لو استطعت أن أصنع محركاً كهذا لغيرت تاريخ اليابان، وطاف بذهني خاطر يقول : إن هذا المحرك يتألف من قطع ذات أشكال وطبائع شتى، مغناطيس كحذوة الحصان، وأسلاك، وأذرع دافعة، وعجلات وتروس وما إلى ذلك، لو أنني أستطعت أن أفكك قطع هذا المحرك وأعيد تركيبها بالطريقة نفسها التي ركبوها بها ثم شغلته فاشتغل أكون قد خطوت خطوة نحو سر " موديل الصناعة الأوروبية" .
وبحثت في رفوف الكتب التي عندي، حتى عثرت على الرسوم الخاصة بالمحركات، وأخذت ورقاً كثيراً، وأتيت بصندوق أدوات العمل، ومضيت أعمل، رسمت المحرك، بعد أن رفعت الغطاء الذي يحمل أجزاءه، ثم جعلت أفككه قطعة قطعة، وكلما فككت قطعةً رسمتها على الورقة بغاية الدقة وأعطيتها رقماً، وشيئاً فشيئاً فككته كله، ثم أعددت تركيبه، وشغّلته فاشتغل، كاد قلبي يقف من الفرح، استغرقت العملية ثلاثة أيام، كنت آكل في اليوم وجبة واحدة، ولا أصيب من النوم إلا ما يمكنني من مواصلة العمل .
وحملت النبأ إلى رئيس بعثتنا فقال : حسناً ما فعلت، الآن لابد أن أختبرك ، سآتيك بمحرك متعطل، وعليك أن تفككه، وتكتشف موضع الخطأ وتصححه، وتجعل هذا المحرك العاطل يعمل، وكلفتني هذه العملية عشرة أيام عرفت أثناءها مواضع الخلل، فقد كانت ثلاثا ً من قطع المحرك متآكلة، صنعت غيرها بيدي، صنعتها بالمطرقة والمبرد .
بعد ذلك قال رئيس البعثة _ وكان بمثابة الكاهن يتولى قيادتي روحياً _ قال : عليك الآن أن تصنع القطع بنفسك، ثم تركبها محركاً ولكي أستطيع أن أفعل ذلك التحقت بمصانع صهر الحديد، وصهر النحاس ،والألومنيوم بدلاً من أن أعد رسالة الدكتوراة كما أراد مني أساتذتي الألمان، تحولت إلى عامل ألبس بدلة زرقاء وأقف صاغراً إلى جانب عامل صهر المعادن،كنت أطيع آوامره كأنه سيد عظيم، حتى أني كنت أخذمه وقت الأكل، مع أنني من أسرة ساموراي، ولكنني كنت أخذم اليابان وفي سبيل اليابان يهون كل شيء، قضيت في هذه الدراسات والتدريبات ثماني سنوات، كنت أعمل خلالها ما بين عشرة وخمس عشر ساعة في اليوم، وبعد انتهاء يوم العمل آخذ نوبة حراسة، وخلال الليل كنت أراجع قواعد كل صناعة على الطبيعة .
وعلم " الميكادو " الحاكم الياباني بأمري فأرسل لي من ماله الخاص خمسة آلاف جنيه إنجليزي ذهب اشتريت بها أدوات مصنع محركات كاملة، وأدوات وآلات، وعندما أردت شحنها إلى اليابان كانت النقود قد فرغت، فوضعت راتبي وكل ما ادخرته .
وعندما وصلت إلى "نجازاكي " قيل لي أن " الميكادو " يريد أن يراني، قلت : لن استحق مقابلته إلا بعد أن أنشيء مصنع محركات كاملاً، استغرق ذلك تسع سنوات، وفي يوم من الأيام حملت مع مساعدي عشرة محركات ( صنع في اليابان ) قطعةً قطعة، وانحنينا نحييه وابتسم وقال : هذه أعذب موسيقى استمعتها في حياتي، صوت محركات يابانية خالصة، هكذا ملكنا " الموديل " وهو سر قوة الغرب نقلناه إلى اليابان نقلنا قوة أوروبا إلى اليابان ونقلنا اليابان إلى الغرب " .
* نقلاً عن كتاب "الهمة طريق إلى القمة" . للدكتور : محمد موسى الشريف صاحب كتاب "عجز الثقات" .
تعليق