كنت مسافرآ بالطائرة الى بلاد بعيدة وبصحبتي احد الأصدقاء
ومدة الرحلة 8 ساعات .. رحلة متعبة ..
نعبر اجواءآ تأخذنا بعيدآ عن بلاداننا الاسلامية ..
الوقت الآن هو الثلث الأخير من الليل ..
وقد مضى على سفرنا 4 ساعات ..
قد اغلقوا الأنوار بالداخل كي ينعم المسافرون بقسط من النوم
فـ اجتمعت علينا الظلمات ..
ظلمت الطائرة .. وظلمت الليل ..
و استغرقت في التفكير في أن وقت صلاة الفجر قد اقترب ..
ونحن في طائرة اجنبية ... تطير بنا بعيدآ عن عالمنا الاسلامي
وبدأت احدث نفسي ...
هل اصلي في مقعدي ؟؟
فـ أنا اخشى أن يسيء الآخرون فهم حركاتي !!
خصوصآ بعد احداث 11 سبتمبر ..
وما اثير حول المسلمين من شبهات وافتراءات ..
وفجأة ..
سمعت صوت شجيآ كـ اجمل ما قد سمعته اذناي ..
لا اصدق !!
انه صوت الأذان !!
في وسط السماء وفي قلب هذه الطائرة الأجنبية صوت الأذان ..
ألتفت بسرعة .. اين مصدر هذا الأذان ..
وقفت واسرعت الخطوات لكي التمس الخبر ..
فإذا بي أرى ذلك الشاب يقف واضعآ اصبعيه في اذنيه ..
... يأذن بصوت خاشع جميل ...
بدأت اردد خلفه الأذان ...
وحمدت الله أن معنا مسلم ثالثآ في هذه الطائرة
واذا بي أرى فرادآ من الركاب ينهضون من مقاعدهم ..
وقد اعتلت الابتسامة محياهم ..
وهم يتوافدون الينا ..
انهم مسلمون قد اتى بهم إلينا صوت الأذان ..
بعد أن ظننت انه لا يوجد مسلم في تلك الطائرة
إلا أنا وصديقي ..
تذكرت صديقي فهو نائم ... ذهبت لكي أوقظه للصلاة ..
ثم عدنا الى مكان ذلك الشاب ..
فـ وجدنا المكان وقد ازدحم بالمصلين
فلا مجال لنا للصلاة معهم
ولفت نظري ... تلك المضيفة الشقراء ..
تنظر وتتابع منظر المصلين ...
فـ إقتربت منها .. وسألتها : هل تعجبك صلاتهم ؟؟
فـ أجابت :
أنا معجبة بذلك الشاب ..
فقد تقدم إلي بكل ادب واحترام ..
و إستأذنني في أن يتلو كلمات ..
يبتدأ بها صلاته ..
فقلت له امهلني حتى استأذن قائد الطائرة ..
فأذن له بذلك ..
فـ قام هذا الشاب و بدأ يترنم بصوت جميل
يتلو تلك الكلمات السحرية ..
وهنا حصلت المفاجأة الثانية ..
وهي قدوم بعض المسافرين للوقوف بجواره
وكانت جميع تصرفاتهم تدل على ادبهم واحترامهم لغيرهم
فقد وقفوا بنظام وهدوء .... دون ان يثيروا اي ازعاج ..
و هم يتبعون ذلك الشاب في حركاته بنظام عجيب !!
لقد تغيرت نظرتي للإسلام ..
ان اعلامنا وصحفنا تظهر لنا أن المسلمين ... هم قوم غوغائيون
همجيون ... لا يعرفون النظام أو الاحترام
لكن ما أراه امامي الآن هو عكس ما قرأته وتعلمته عنهم ..
فـ استغليت هذه الفرصة لـ دعوتها الى الاسلام ..
وقلت لها :
هل يمكنك أن تكوني مسلمة يومآ مآ ؟؟
فـ قالت لي :
أنا افكر بجدية في معرفة الاسلام الحقيقي ..
ولعلي اعتنق الاسلام يومآ ما ..
---------
انتهت القصة
لكن فوائدها مازالت تتجدد و تتعدد
وأهمها هو :
الإعتزاز بـ شعائر الاسلام
و اقامتها في كل مكان وزمان
وتظهر بعدها :
روح المبادرة - الأدب والاحترام - النظام والترتيب
اظهار الاسلام في صور وافعال
تترك بصمة جميلة في قلوب غير المسلمين ..
وأخيرآ ..
نشكر صاحب القصة وراويها :
الدكتور مريد الكلاب حفظه الله وجزاه الله خيرآ
تعليق