عندما كثر اللوام ، انبرت الأقلام ، أخذنا الزمام ، وحلقنا بأجنحة من ريش العربية إلى ما فوق قبة الفلك ، فسمونا من حضيض الغبراء إلى بازخ العلياء ، ومن طين الأرض إلى ******* السماء ، فهي كما يقال:
فيها ألفاظٌ عِذاب ، لا تدرك بيد اكتساب ، فسبحان من يرزق من يشاء بغير حساب .. إذا تدبرها القارئ أغنته تلك الأفانين عن كل القوانين ، وإذا تأملها المستمع تره طرفه رياض البساتين ، قد سورنا على كل فن من البديع باب ، لا يدخله إلا من خُصَّ من البلاغة باللباب ، والله تعالى يؤتي الحكمة وفصل الخطاب ..
فبدر التمام يضيء تحت نقابها ، وغصن البان يهتز تحت ثيابها ، أطرافها ورد ، ونبعها سحر ..
فبعد أن عنصرنا مراكزها ومركزنا عناصرها ، نقول بما تقدر من التيسير وتيسر من التقدير:
وبعد طول غيابٍ بسبب اختبار مادة (علم الأدوية) ، أحببت أن أستأنف معكم المسيرة بهذا الدواء الأدبي ، تنقلت لكم فيه من زهرة إلى زهرة ، ومن بستان إلى بستان ، وجمعت لكم ما صنعت به عقاراً أدبياً متواضعا لعله يفتح لكم الشهية ، وجعلته على جرعات سهلة سائغة للشاربين ، راجياً من الله أن يحوز على رضاكم ...
الجرعة الأولى :
الحمد لله الذي كان لا مكان ، وهو على ما كان قبل خلق المكان ، لم يتغير عما كان ، علم ما كان ، وعلم ما يكون ، وعلم مالا يكون لو كان كيف كان يكون ..
الجرعة الثانية :
ولآخر:
الجرعة الثالثة :
الجرعة الرابعة :
الدنيا إذا حلت أوحلت ، وإذا كست أوكست ، وإذا جلت أوجلت ، وإذا أينعت نعت ، وإذا أوجفت جفت ، وكم من قبورٍ تُبنى وما تُبنا ، وكم من مريضٍ عُدنا وما عدنا ، وكم من شخصٍ رُفعت له علامات ، فلما علا مات ، والدنيا لو بقيت لغيرك لما وصلت إليك ، ولو بقيت لك لما وصلت لغيرك ...
وقد قيل:
الجرعة الخامسة :
ثلاث لا يصلح فسادهن بشيء من الحِيَل : العداوة بين الأقارب ، وتحاسد الأكفاء ، والركاكة في العقول ...
وثلاث لا يفسد صلاحهن بنوع من المكر: العبادة في العلماء ، والقنوع في المستبعدين ، والسخاء في ذوي الأخطار ...
وثلاث لا يشبع منهن : الحياة والعافية والمال ...
وثلاث تبطل مع ثلاث : الشدة مع الحيلة ، والعجلة مع التأني ، والإسراف مع القصد ...
وثلاث لا يشبعن من ثلاث : العين لا تشبع من النظر ، والأذن لا تشبع من الخبر ، والأرض لا تشبع من المطر ...
جرعة خاصة : الشعر هبة والنقد صناعة ..
أصدق بيت قالته العرب :
أمدح بيت قالته العرب :
أفخر بيت قالته العرب :
أهجى بيت قالته العرب :
أغزل بيت قالته العرب :
ما عال من اقتصد ، وما فشل من اجتهد ، ومن تفقه في شبابه تعلقت السيادة بأهدابه ...
مالك هو عمك وخالك ، وفلوسك هي ضروسك ، ودراهمك هي مراهمك ، فلا تسرف ولا تبخل
ويقول أبو العيناء:
الجرعة السادسة :
وقال آخر يناجي النخلة :
الجرعة السابعة :
يقول الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله تعالى : يبلغ مجموع الحروف المقطعة في بداية سور القرآن الكريم (حم~ ص~ عسق~...) ثمانية وعشرين حرفاً وهي بالاختصار لا بالتكرار: ص، ك، ع، ي، ح، م، ا، ط، ل، س، هـ، ر.
ومجموعها يشكل جملة جميلة معناها القرآن الكريم وهذه الجملة هي (نصٌّ حكيمٌ قاطعٌ لهُ سرّ) ومعناها كالآتي: نص أي القرآن، حكيم أي محكمة آياته، قاطع أي في الحكم، له سر أي أن سره أنه معجزة الرسول. فسبحان الله العظيم
ختاماً :
تعليق