
ظل "الطيران" هاجساً يراود خيال "الإنسان" منذ القدم، وارتبط بوحه "الشعري" بالفضاء، حين يبث نفثاته الوجدانية، معبراً عن شجاعته، كأن الأرض لم تسعه فلم يجد سوى الكواكب والنجوم وعالم الطيور.. يناجيها، ويبثها أحاسيسه الوجدانية!
• فهذا "ابن المعتز" يقول:
مازلت أرعى كل نجم غائر
وكأنَّ جنبي فوق جمر موقد
ورنا إليَّ الفرقدان كما رنت
زرقاء تنظر من نقاب أسود
والنسر قد بسط الجناح فحوما
حتى القيامة طالباً لم يصطد
• كما يثيره البرق حين يلوح لعينيه:
ومما شجاني بارق لاح موهناً
فأكفى إناء الدمع واستلب الغمضا
• ويراقب "البحتري" غيث السماء لينظم وصفاً بديعاً جاء فيه:
غيث أذاب البرق شحمة مزنه
والريح تنظم منه حب الجوهر
وكأنما طارت به ريح الصَّبا
من بعدما انغمست به في العنبر
• ونجد الشاعر المهجري "إلياس فرحات" يستوحي قصائده من خلال مراقبته الفضاء:
فإني سهرت كثيراً وكنت
إلى النيرات أطيل النظر
وإن الكواكب كانت تغيب
وتبقى بقلبي جليل الأثر
فهذي القصائد منها السماك
ومنها الثريا ومنها القمر
• وهذا الشاعر الأصيل (البارودي) يمتعنا بتشبيه (فضائي) رائع عندما يقول:
جسم برته يد الضنى حتى غدا
قفصاً به للقلب طير يصفر
لولا التنفس لا عتلت بي زفرة
فيخالني طيارة من يبصر
• ثم نصل إلى هذا الوصف الجميل للطيارة أو الطائرة للشاعر المصري محمد عبدالمطلب:
إذا ما هزَّمت في الجو خلنا
جبال النجم تنهدم انهداما
وإن زجر الرياح جرت رخاءً
وولت حين يأمرها الزماما
يتبع .....
تعليق