
أستقبل الطيران العماني مؤخرا، فوجا من تسعة أفراد من الطيارين العمانيين المتخرجين حديثا من المملكة المتحدة، وذلك بعد حصولهم على رخصة طيار تجارى لقيادة أنواع متعددة من الطائرات ورخصة طيار نقل جوى من سلطات الطيران المدني بالمملكة المتحدة.
تم تدريب هذه المجموعة من الطيارين تحت إشراف فريق من المدربين الأكفاء ممن لديهم خبرة واسعة بمجال علوم الطيران في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة. هذا، وسوف يعلن الطيران العماني قريبا عن برنامج مماثل لتدريب فوج آخر يتكون من 15 شاب عماني في نفس التخصص إنما في أستراليا هذه الكرة، ولدى إحدى كليات الطيران المرموقة والمعتمدة من قبل المديرية العامة للطيران المدني والأرصاد الجوية بسلطنة عمان.
إن ذلك يأتي إستجابة لتوجيهات صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم لإعطاء الفرصة كاملة للشباب العماني وذلك من خلال تعليمهم وتدريبهم وتوظيفهم في مؤسسات القطاع الخاص، وأيضا إنطلاقا من التزام الناقل الوطني لسلطنة عمان بإعداد وتأهيل الكوادر العمانية للإنخراط في مجال الطيران المدني.
وفى هذا الصدد ، تقول الفاضلة رقية آدمز مديرة مركز التدريب بالطيران العماني، أنه وقبل المضي قدما في عملية التدريب ، تأتى مرحلة في غاية الأهمية ضمن سلسلة من المراحل وهى عملية الإختيار والتسجيل. وكما نعلم جميعا، وحتى نحصل على طيار كفء، فإن ذلك يتطلب أكثر من مجرد توفر المهارات اللازمة للتأهل كطيار، حيث أن الطيار التجاري يجب أن يتحلى بالأخلاق الطيبة والشخصية المتزنة. لهذا، فإنه من الضروري أن تدقق الشركة وعن كثب في عملية إختيار وتعيين الأشخاص المناسبين في مثل هذا الموقع الهام، ممن لديهم الإستعداد لتقبل التدريب والتطوير في مهنتهم. كما وتحرص الشركة على توفير أفضل الجهات المتخصصة و برامج التدريب العالية المستوى بهدف إعداد وصقل مهارات المتدربين وذلك من خلال تطبيق أفضل المعايير الحديثة في صناعة الطيران.
وأضافت مديرة مركز التدريب قائلة ، لقد تم إختيار المتقدمين وتهيئتهم وإعدادهم للتدريب في الخارج من خلال حضور دورات تدريبية تمهيدية في مركز التدريب بالشركة، ومن ثم تم إبتعاثهم إلى كلية أتلانتك للطيران بالمملكة المتحدة لمدة 15 شهرا من التدريب المكثف.
بعد عودة الطيارين المتدربين تم إلحاقهم بالمدرسة الأرضية للعمليات الجوية بالشركة وباشروا التدريب بالفعل، حيث حضروا على مدى أكثر من شهر دورات تدريبية مكثفة في مجالات التدريب على قيادة الطائرات مزدوجة المحركات، الأداء الملاحي، تقليل الفاصل الرأسي بين الطائرات، إجراءات السلامة والطوارئ، التدريبات الأمنية والإسعافات الأولية وكذلك التدريب على إدارة الأطقم الجوية.
أيضا سوف يحضر الطيارون 10 دورات محاكاة على الطيران تنقسم كل دورة إلى 3 ساعات نظرية و 4 ساعات عملية، يتم بعدها إصدار رخصة الطيران العمانية. بعد ذلك يتوجب على الطيارين المتدربين إستكمال 370 ساعة طيران على عشرة خطوط مختلفة على الأقل، و تحت إشراف طيار مؤهل وعال الكفاءة.
بعد إستكمال المتطلبات المشار إليها، يتأهل الطيارون للحصول على وظيفة ضابط أول خطوط. تستغرق عملية التأهيل برمتها سنتين ونصف السنة، يصل بعدها الطيارون إلى مرحلة عالية من التهيؤ و التجهيز.
وحول هذا الموضوع أفادت دائرة الاتصالات التنفيذية والإعلام بقولها، انه قد طرأ العديد من التغييرات الجوهرية منذ بدء تطبيق أنظمة ولوائح الطيران منذ أكثر من نصف قرن من الزمان . يتولى مسؤولية سلامة و كفاءة أنظمة الطيران التجاري كافة الحكومات والمنظمات الدولية وشركات الطيران والكثير من الجهات المعنية الأخرى العاملة في هذه الصناعة الهامة، لتصبح الصناعة آمنة إلى أقصى درجة ممكنة. ومع إدخال أحدث التقنيات في صناعة الطائرات، فكان من الضروري أن يشهد دور القبطان الجوي تغييرات جذرية لمواكبة هذا التحولات السريعة والهامة. فعليه يتوجب و كأولوية أن يتحلى بالصفات الشخصية المنضبطة والمهارات الفنية وأن يكون لديه بالإضافة إلى ذلك الخلفية العلمية والثقافية اللازمة لإستيعاب الأنظمة الحديثة والتقنيات المتطورة و التعامل معها في هذا المجال الذي يشهد تطورات مهمة متواصلة وسريعة.
وأضافت الدائرة من أن مدرسة التدريب الأرضي للطيارين تعد من المنشآت الإستثمارية الهامة في الشركة نظرا لما توفره من عمليات تدريب عالية المستوى على العمليات الجوية، و ذلك بما تتضمنه من أجهزة و تسهيلات تعليمية وفنية متطورة، يمر الطيار من خلالها بأربع مراحل تدريبية طبقا للوائح والمعايير المطبقة بالطيران المدني والتي تصدر من المديرية العامة للطيران المدني والأرصاد الجوية بسلطنة عمان، منوهة الدائرة من أن المدرسة الأرضية للعمليات الجوية ومنذ إنشائها في عام 2003، قد شهدت العديد من التوسعات ووفرت الكثير من الموارد المالية للشركة، والتي كانت تنفق على التدريب في الخارج.
لا يقتصر التدريب في هذه المدرسة على طياري الطيران العماني فقط، وإنما يتم أيضا لأطراف أخرى من خارج الشركة مثل التدريب و الذي نفذ لعدد ثمانية من طياري شركة "إسبايس جت" وهي أحد أكبر الناقلات الجوية الداخلية في الهند. وإختتمت دائرة الإتصالات التنفيذية والإعلام بالإشارة إلى أن مدرسة التدريب الأرضي، وكذلك مركز تدريب الطيران العماني قد تم إعتمادهما من قبل الإتحاد الدولي للنقل الجوى (أياتا) لتنفيذ البرامج التدريبية الفنية والإدارية، على أيدي خبراء على أعلى درجات التخصص ومعتمدون من قبل الإتحاد الدولي للنقل الجوى.
تعليق