توفيق عاصي رئيس «الشركة القابضة»: «مصر للطيران» مضطرة لرفع أسعار التذاكر وبريئة من السوق السوداء في العمرة
أكد الطيار توفيق عاصي، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمصر للطيران، أن المسافر علي أسطول مصر للطيران سوف يحصل علي العديد من المميزات في ظل الانضمام لتحالف «ستار» منها حصوله علي تعويضات عن التأخير أو ضياع الأمتعة واعتماد المسافر علي نفسه في إنهاء إجراءات السفر إلكترونياً.
موضحاً في حواره مع «المصري اليوم» أن مصر للطيران مضطرة خلال الفترة المقبلة إلي رفع أسعار تذاكرها، نظراً لارتفاع أسعار الوقود، نافياً أن تكون مصر للطيران خلقت سوقاً سوداء لتذاكر العمرة.. وإلي نص الحوار.
* ما الفائدة التي ستعود علي المسافر من انضمام مصر للطيران إلي تحالف «ستار»، وهل سيشعر مسافر الخطوط الداخلية بميزة جديدة؟
- المستفيد الأول والأخير من الانضمام لتحالف «ستار» هو المسافر، وكان هدفنا من التفكير في الانضمام للتحالف أن نتبني استراتيجية لتطوير واستحداث الخدمات علي طائرات الشركة، خاصة أنها ستكون ضمن تحالف يغطي ٩٥٠ مدينة في ٦٢ دولة، فبالنسبة لخدمات نظام خدمة فحص الأمتعة إلكترونياً وهو النظام الذي سيقلص نسبة فقد الأمتعة بنسبة تقل عن ١% بل قد تصل إلي درجة العدم، وهو الأمر الذي كان مصدر شكوي خلال الفترة الماضية، وهذا التحسن سوف يشعر به المسافر علي الرحلات الداخلية وأيضاً الخارجية التي قد يستخدم فيها المسافر أكثر من شركة من أعضاء التحالف أثناء سفره لأكثر من نقطة حول العالم.
* لكن ثقافة الشعب المصري تجعل من الصعب عليه في بعض الأحيان التعامل مع هذه التقنية.. هل هناك حلول سيتم توفيرها؟
- نعم سيتم توفير أشخاص بجوار الأجهزة لمساعدة الأفراد الذين قد لا يجيدون التعامل مع هذه التقنية، لكن لو رجعنا للخلف قليلاً سنجد أن هناك اعتراضات مماثلة لاقاها مشروع التذكرة الإلكترونية، أما الآن فقد أصبحت هي المفضلة عند البسطاء قبل الأكثر ثقافة.
أما الاستحداث في الخدمات فهو نظام التعويضات التي يحصل عليها المسافر في حالة تأخره عن الوصول أو المغادرة لعدد من الساعات لأسباب تتعلق بالشركة ونظام التشغيل، أو إذا تم تسفير العميل علي درجة أقل من التي حجز عليها بسبب الحجز الزائد، كل ذلك له تعويض وفقاً لطول الرحلة، إضافة إلي صرف فرق التذكرة، ليس هذا فقط، بل سيتم تعويض المسافر أيضاً بالحجز له علي درجة أعلي من التي حجز عليها في الرحلة التالية له علي نفس الشركة، ومصر للطيران ستكون ملتزمة وأكثر حرصاً علي ألا تقع في أخطاء بعد أن أصبحت في دائرة الضوء، وهناك مراقبة شديدة من الأعضاء.
هل يكون المسافر على مصر للطيران ملزماً بشركة معينة تنقله للنقطة التى لا تصلها مصر للطىران أم ستكون أمامه اختىارات؟
- إذا كانت هناك اختيارات فسيتم عرضها علي المسافر، أما لو كان هناك اختيار واحد ولم يعجب المسافر يكون له الحق ومطلق الحرية في اختيار البديل، فعلي سبيل المثال المسافر من القاهرة إلي فرانكفورت عندما يذهب إلي مكتب مصر للطيران سيقول له الموظف إن هناك ثلاث رحلات يومية، منها رحلتان علي شركة لوفتهانزا الألمانية ورحلة علي مصر للطيران، ويحق للراكب أن يختار الشركة التي يرغب السفر عليها، ونفس العرض سوف يلقاه المسافر الألماني في مكاتب لوفتهانزا الراغب في زيارة مصر وسيكون البيع مفتوحاً سواء من المكتب أو من علي الإنترنت، لأن الشركتين بينهما مشاركة بالرمز وهما أعضاء في التحالف.
* لكن من الملاحظ خلال السنوات الماضية تدني مستويات أطقم الضيافة علي طائرات مصر للطيران، نظراً لأن التعيينات التي تمت خلال تلك الفترة خضعت للوساطة والمحسوبية التي أدخلت عناصر دون المستوي في درجة الحميمية والمظهر العام؟
- أولاً الجمال ليس الشرط الوحيد في أي شركة طيران في العالم، لكن القبول والاستعداد والحميمية في الاستقبال، وهناك فتيات غاية في الجمال لكن لا يصلحن لهذه الوظيفة، نظراً لعدم قدرتهن علي احتواء بعض الركاب الذين يرتكبون تصرفات غير مقصودة، ولابد أن تستوعب هذه التصرفات، وهذا الاستيعاب لا يكفيه الجمال فقط، لذلك تم اختيار شريحة كبيرة من الفتيات اللاتي علي قدر كبير من الجمال والاستعداد المهني في الوقت نفسه.
* هل تم تدريب العاملين في المكاتب التجارية التي تتعامل مع الجمهور علي المرحلة الجديدة؟
- من ضمن شروط الانضمام للتحالف تدريب جميع العاملين في الشركة علي درجات مختلفة، فالمجموعة المختصة بالتحالف تم تدريبها بصورة مكثفة لأنهم سوف يكونون حلقة الاتصال بين إدارة التحالف والشركة، وتم تقسيم هؤلاء إلي خمس مجموعات منهم من يختص بالحجز أو الأسعار أو في خدمة العملاء أو تكنولوجيا المعلومات، وهذه المجموعات يرأسها مدير إدارة التحالفات بالشركة صفوت مسلم وهو العضو المختص في الاتصال بإدارة التحالف، وكل ما يخص التحالف في الشركة ورؤساء اللجان، وسوف يجتمع مع مديري التنفيذ في الشركات الأعضاء مرتين كل عام لمناقشة جميع الموضوعات المقترح إضافتها.
* وهل يعود التحالف بفائدة علي ركاب الخطوط الداخلية؟
- أكيد، خاصة في خدمة الأمتعة، والتعويضات الناتجة عن التأخيرات، وانتظام مواعيد الرحلات، وأيضاً سيشعر المسافر بتحسن كبير في الخدمة المقدمة له علي متن الطائرات، أما فيما يخص مواعيد إقلاع الرحلات الداخلية، فأعتقد أنه بتشغيل طائرات إكسبريس انتهت المشكلة.
* وماذا عن أسعار التذاكر خلال الفترة المقبلة؟
- لابد من وضع الأمور في نصابها، لأن تكلفة تشغيل الطيران أصبحت عالية جداً في ظل ارتفاع أسعار الوقود والرسوم التي تدفعها شركات الطيران نظير استخدام المطارات والإقلاع والمغادرة، ولا يمكن لمصر للطيران التي تعتمد علي نفسها في تطوير الأسطول والخدمات ودفع رواتب العاملين البالغ عددهم ٣٠ ألف موظف، ولا تتلقي أي دعم من الدولة، أن تتحمل فاتورة الزيادة التي طرأت علي أسعار الوقود وعلي الضرائب التي تدفعها للدولة والرسوم الخاصة بالرحلات التي تتقاضاها المطارات المصرية والأجنبية والتي ارتفعت بشكل ملحوظ، لذلك لابد من رفع قيمة التذكرة بما يوازي تلك الزيادات.
خاصة إذا علمنا أن غالبية دول أوروبا دعمت شركات طيرانها لمواجهة موجة ارتفاع الأسعار، وكان آخرها قيام الحكومة الإيطالية بتدعيم شركة الطيران الحكومية بمبلغ ٣٠٠ مليون يورو، وهو السبب الرئيسي في عدم قيام مصر للطيران بتشغيل رحلات داخلية لبعض المناطق التي لن تستطيع أن توفي اقتصاديات التشغيل وتحقيق الامتلاء علي الطائرة أو تحقيق ما يكفي تكلفة الرحلة دون خسائر.
* في ظل وجود شركة طيران إكسبريس التي تستخدم طائرات ذات طرازات صغيرة.. هل يمكن حل المشكلة؟
- هذا أيضاً صعب، لأن المطارات التي تحقق ربحية أو تغطي تكلفة التشغيل هي الأقصر وأسوان والغردقة وشرم الشيخ، وهو ما دفع الشركة إلي زيادة رحلاتها إلي ١٢ رحلة يومية لشرم و٨ رحلات للأقصر، لكن هناك بعض المناطق مثل مطروح دعم رجال الأعمال الرحلات إليها وقاموا بشراء عدد من المقاعد علي كل رحلة، وحتي الآن هذا الخط يسير بصورة منتظمة، لكن لو غطت حركة السفر تكاليف الرحلات فإنه لا داعي لأن يشتري المستثمرون أو المحافظة مقاعد علي الرحلات مادامت الشركة لا تتكبد خسائر.
* البعض قال ليس من المهم أن تدخل مصر للطيران تحالف «ستار»، لكن المهم هو المحافظة علي العضوية؟
- الانضمام لستار تطلب منا العديد من المطالب والتي تم تحقيقها في زمن قياسي، وهو ما يعد حالة دراسية لأعضاء الاتحاد، وهو في حد ذاته إنجاز، إضافة إلي ما سبق فإن حالة من الاستنفار حدثت في مصر للطيران علي مختلف قطاعاتها وهذا له مدلول طيب يبشر بأنها ستكون من الأعضاء البارزين في التحالف ويحافظ علي الصورة العامة للشركة.
* هل من الوارد الآن طرح أسهم مصر للطيران في البورصة؟
- هذا الطرح كان في الماضي، لكن الآن وضع مصر للطيران لا يجعلها تفكر في هذا الموضوع، خاصة أنها قادرة بمواردها علي تغطية احتياجاتها، بل إن غالبية المؤسسات المالية العالمية تبدي رغبتها في التعامل مع مصر للطيران، وكان آخرها بنك الاستيراد والتصدير الأمريكي، أقوي مؤسسة مالية في العالم في تدبير الموارد اللازمة لشراء صفقات الطائرات، لذلك لن يتم التفكير في طرح أسهم مصر للطيران في البورصة.
* هناك معلومات مؤكدة بأن مصر للطيران خلقت سوقاً سوداء لقيام عدد من المسؤولين عن حجز التذاكر ببيع غالبية رحلات العمرة لعدد قليل من الشركات السياحية مقابل عمولات، الأمر الذي تسبب في احتكار هذه الشركات سوق التذاكر وبيعها للشركات الأخري بعمولات مبالغ فيها.. ما صحة ذلك؟
- تم التخطيط لموسم العمرة مبكراً وتم استئجار طائرتين، الأولي جامبو والثانية طراز ٦٧ من يونيو الماضي وحتي منتصف يناير المقبل، للتغلب علي حالات التكدس التي قد تحدث خلال أوقات الذروة، خاصة في شهر رمضان، وكل طائرة تنفذ ثلاث رحلات يومية من مطار القاهرة إلي مطار الملك عبدالعزيز بجدة. وفيما يتعلق بالشركات السياحية، إذا جاءت شركة وقالت لي إنها تريد شراء التذاكر الموجودة علي شاشة الحجز وبالأسعار المحددة لا أستطيع أن أمنعها، بل سأبيع لها.
لكن شركات السياحة تريد شراء التذاكر التي يبدأ سفرها من يوم ١٥ رمضان وتكون العودة يوم ٢٩ رمضان عقب انتهاء المعتمرين من ختم القرآن الكريم بالحرم المكي، الكل يريد العودة في ذلك اليوم، وهو أمر صعب علي جميع شركات الطيران التي في المنطقة وليس مصر للطيران وحدها، وتم تحديد أسعار مرتفعة للراغبين في العودة حتي يوم ٥ شوال، ولا يعقل إلغاء رحلات باريس ولندن وتحويل كل الأسطول للمعتمرين.
الحوار من جريدة المصري اليوم
تعليق