ومن الأساليب التي استخدموها في هذه الحرب النفسية هي تخويفهم بخطورة موقفهم وإرهابهم نفسياً ومعنوياً والتأثير عليهم حتى يذعنوا للأمر بكتابة اعتذار عن الشكوى، والأمر الثاني تمرير بعض الأكاذيب والإشاعات وتزوير الحقائق بإبلاغهم للمراقبين بأن الذي كتب الخطاب قد ضحك عليكم ولم يوقع على الخطاب ولم يرسله وغيَّر في مضمونه وأنه قام بتوريطكم مع المقام السامي والرئيس!!.
عندما سمعت هذا الكلام سألت عن الكلمة التي أغضبت الرئيس وحاشيته قال لي أحد الزملاء أن الخطاب احتوى على كلمة ( تقاعس)، فقمت بمراجعة الخطاب المذكور فوجدت أن الكلمة تقع في سياق مؤدب يرقى للحالة التي نحن فيها الآن وكان السياق على النحو التالي :" إن أحد أهم الأسباب التي أدت إلى تنامي مستوى الإحباط وانخفاض معنويات موظفي الهيئة العامة للطيران المدني بما فيهم المراقبين الجويين العنصر الأهم في صناعة النقل الجوي، هو تقاعس معالي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عن تطبيق الأمر السامي رقم 5464/ م ب وتاريخ 20/4/1426هـ والقاضي بتطبيق لوائح المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية وسلم الرواتب الخاص بها على المؤسسات والهيئات التي لم تصدر لها لوائح تنظم شئون موظفيها" انتهى.
فذهبت إلى معاجم اللغة العربية لأستبين المعنى الصحيح لهذه الكلمة مرة أخرى ولأتأكد من معلوماتي ولغتي العربية فوجدت أن كلمة تقاعس في اللغة تعنى الآتي:
1. (لسان العرب) : وقَعَسَ وتَقاعَس واقْعَنْسَسَ: تأَخر ورجع إِلى خلف.
2. (العباب الزاخر): . وتَقَاعَسَ أي تأخَّرَ. وفَرَسٌ مُتَقَاعِس: أي أقْعَس، والذي يتأخَّر ولم يَنْقَد لِقائدِه
3. (الصّحّاح في اللغة): وتَقَاعَسَ الرجلُ عن الأمر، أي تأخَّر ولم يتقدَّم فيه.
4. (القاموس المحيط): وتَقَاعَسَ: تأخّرَ.
عندما رجعت لتلك المعاجم واستخرجت المعنى الحقيقي لكلمة تقاعس أيقنت أن المقصود هو ضعضعة الزملاء عن موقفهم ومحاولة إمالتهم للاعتذار عن الشكوى ليبقى القليل من الصامدين في المواجهة ليتم تصفيتهم أو على الأقل سيكون التعامل معهم سهل جداً.
المؤلم في الأمر أن هؤلاء الناس استنفروا لكلمة تقاعس ولم يستنفروا للمآسي والكوارث التي احتواها خطاب المراقبين الجويين وكأن سمعة الرئيس أهم بكثير من سمعة الوطن .. قاتل الله الجهل وأهله.
المراقبين الجويين يد واحدة بإذن الله ولن تهزهم أكاذيب وإشاعات وتزوير لحقائق واضحة للجميع وإن قضية الضغط عليهم والحرب النفسية التي تشن ضدهم هذين اليومين لن يكون المتضرر فيها المراقب الجوي فقط ولكن المتضرر هو الوطن وسلامة الطيران في الأجواء السعودية.
أكرر السؤال وهو عنوان هذه المقالة ، هل رئيس الطيران المدني متقاعس أم لا؟
تحياتي
تعليق