توقع جيمس هوجان الرئيس التنفيذي لشركة طيران الاتحاد نمو إيرادات الشركة 24% الى 1 .3 مليار دولار (3 .11 مليار درهم) هذا العام مع تسلمها 11 طائرة وزيادة عدد الركاب نتيجة إضافة 6 وجهات جديدة على الأقل، وكانت الشركة حققت إيرادات بلغت 5 .2 مليار دولار (2 .9 مليار درهم) في 2008 .
قال هوجان أمام مؤتمر مستقبل قطاع الطيران الذي افتتح أمس في ابوظبي “نتبنى موقفا متفائلا في عام 2009 رغم الظروف الصعبة في السوق” .
وتابع “ثمة مخاطر وكساد عالمي ونرى تراجعا لقيمة العملات وضعفا للطلب العالمي وتقلبا في أسعار النفط . لكن عامي 2009 و2010 سيشهدان مواصلة النمو في شركات الطيران في الخليج” .
وأضاف هوجان أن الشركة لا تسعى لشراء حصص في شركات أخرى، وقال: “لا نبحث عن حصص، استراتيجيتنا بناء أقسام أعمال الطيران والفنادق والعطلات” .
أعرب خبراء الطيران المشاركون في مؤتمر مستقبل وآفاق قطاع الطيران في منطقة الشرق الأوسط الذي يستمر حتى يوم غد عن تفاؤلهم بالإمكانيات والفرص الهائلة التي تتمتع بها المنطقة، مشيرين إلى القضايا والاتجاهات وأنماط النمو المسجلة مؤخراً كبعض الأسباب التي تجعلهم يشعرون بالتفاؤل . ويعتقد هؤلاء الخبراء بأن قطاع الطيران في المنطقة سيزدهر وينمو بوتيرة متسارعة .
وكشف المؤتمر الثاني الذي تنظمه شركة “تيرابين”، عن نتائج التقرير الذي أعده مركز آسيا الباسيفيك للطيران (CAPA) والذي ورد فيه أن قطاع الطيران في “المنطقة سينمو في الوقت الذي ستعاني فيه من الركود مناطق أخرى” .
وقال جيمس هوجان في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية: لقد نجحت الاتحاد للطيران في عام 2008 في نقل أكثر من 6 ملايين مسافر، وإضافة 9 طائرات إلى أسطول الشركة واطلاق 6 وجهات جديدة: بكين، مينسك، موسكو، ألماتي، تشيناي، كوزيكود، وفي الوقت ذاته، حققت الشركة خلال عام 2008 مقارنة مع العام 2007 زيادة القدرة الاستيعابية للمقاعد بنسبة 31 في المائة، وزيادة العائدات بنسبة 63 في المائة، وزيادة معدل إشغال المقاعد بثماني نقاط ليصل إلى معدل 75 في المائة، وزيادة الناتج بنسبة 19 في المائة .
وذكر هوجان انه لا توجد شركة طيران محصنة من الازمة المالية حيث قال: “لقد جرى تقليص الآلاف من الوظائف في شتّى أنحاء العالم، ومن بين شركات الطيران التي قلصت الوظائف لوفتهانزا، فيرجين، الخطوط الجوية البريطانية، بينما شهدت شركات اخرى قدرة استيعابية هائلة وتقليص الوجهات من قبل جميع الشركات” .
واعرب عن توقعاته أن تكون خسائر صناعة الطيران العالمية 5 مليارات دولار أمريكي، ولفت انه رغم انخفاض أسعار النفط من المستويات القياسية، لكن التوفير في التكاليف قابله انخفاض في الطلب
وذكر ان إمارة أبوظبي ستستثمر ما يزيد على 200 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة وتسعى الى تقليل الاعتماد على المشتقات البترولية في إطار سياسة تنوع الاقتصاد، الى جانب التركيز على المنتجات غير النفطيّة في تطوير الصناعة والإنشاءات والسياحة والعقارات .
وكشف عن توقعات الاتحاد للطيران للعام 2020 بنقل 25 مليون مسافر سنوياً، وان يكون للشركة ما يقرب من 100 وجهة تجاريّة وترفيهيّة وان يبلغ عدد موظفي الشركة 27 ألف موظّف، ويصل عدد طائرات الشركة الى 152 طائرة (باستثناء خيارات أو حقوق الشراء)، وان تتحول الاتحاد للطيران الى شركة رابحة ومستدامة .
وفي ما يخص اهداف شركة الاتحاد خلال عام ،2009 قال: “ان الاتحاد للطيران تسعى الى تحقيق عائدات تصل إلى 1 .3 مليار دولار، الى جانب تحقيق معدل إشغال للمقاعد بنسبة 77 في المائة، الى جانب تحقيق 8 في المائة زيادة بالعائدات .
كما كشف ان شركة الاتحاد للطيران خلال عام 2009 ستطلق خطوطاً جديدة الى كل من ملبورن، أثينا، إسطنبول، شيكاغو، لارنكا، حيدر أباد، وستعمل على زيادة عدد الرحلات الى كل من عمّان، بيروت، بروكسل، القاهرة، جنيف، مانيلا، ميلان، موسكو .
من جانبه قال حفاظت أحمد، مدير عام “تيرابين” الشرق الأوسط: “ما سمعناه من قادة قطاع الطيران حول العالم ومن المنطقة كان حواراً صريحاً وجريئاً . والخبر السار هو أن كل ما سمعناه كان إيجابياً . فأسباب النمو السريع في قطاع الطيران متعددة ومتشابكة بعض الشيء ولكن كان هناك إجماع بين كل المشاركين تقريباً على أن المستقبل سيكون مزدهراً وأن هذه المنطقة الناشئة ستلعب دوراً بارزاً في تشكيل نمو قطاع الطيران في المستقبل” .
وقال بيتر هاربيسون، رئيس مركز آسيا الباسيفيك للطيران، والذي يرأس المؤتمر: “نحن نرى أمامنا مسار نمو مستدام على المدى الطويل في المنطقة العربية وليس فقاعة كبيرة توشك على الانفجار كما قد يعتقد الكثيرون من خارج المنطقة أو حتى من داخلها في القليل من الأحيان” .
وأضاف هاربيسون: “مهما حدث في بقية أنحاء العالم، فلاتزال هناك مؤشرات قوية على أن المنطقة ستستمر في تسجيل معدلات نمو مرتفعة في مجال حركة الطيران . وهذا ينطبق على الرحلات الطويلة التي تمر بالمراكز المحورية وأيضاً الرحلات القصيرة المُسيرة من وجهة لأخرى .”
ويتوقع أن يستمر النمو السريع في قطاع الطيران مدعوماً بالنمو الاقتصادي والتطور التجاري الذي تشهده المنطقة . ويعتبر الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمنطقة وتبنيها للتقنيات الجديدة وسعيها الدؤوب لحل القضايا التنظيمية في قطاع الطيران من الأسباب الأخرى التي تكمن وراء هذه التوقعات المستقبلية .
واضاف بيتر هاربيسون: “إن الموقع الجغرافي المميز للمنطقة هو مجرد حظ ولكن عند إضافة العاملين الآخرين تنشأ معادلة قوية تساعد على النمو . وبإقبالها على امتلاك الطائرات المتطورة من الجيل التالي، أصبحت شركات الطيران العربية الآن تمتلك القدرة على الوصول إلى أي وجهة في العالم دون توقف . وإذا ما جمعنا ذلك مع تخفيف القيود على الدخول إلى الأسوق، فإن ذلك يجعل السفر دون توقف إلى أي مكان في العالم أمراً يسيراً وممكناً .
وقال هاربيسون: “ولكن هناك عامل مُحفز آخر ومهم والذي يُحوّل كل هذه المقومات إلى نمو فوري: إنها الإدارة المتطورة لسلاسل التوريد في مجالي الطيران والسياحة . فبعض دول المنطقة قد ارتقت بهذا المجال إلى آفاق جديدة بما ساعد عملية التوسع كثيراً . وببساطة، فإن المنطقة تتحول سريعاً إلى “مركز الطيران العالمي للجيل القادم” .
واختتم هاربيسون: “إن استمرار توسع الناقلات الخليجية في مثل هذه الظروف الاقتصادية غير الإيجابية في الوقت الذي تقوم فيه الكثير من الشركات المنافسة بتقليص عملياتها، له تبعات على المديين القصير والطويل . ولكن عندما يبدأ الاقتصاد العالمي باستعادة عافيته، ستجني الناقلات الخليجية ثمار سياساتها الداعية إلى استمرار تسلم الطائرات الجديدة . وستمتلك شركات الطيران الإقليمية عندئذ أساطيل أحدث وأقل استهلاكاً للوقود، الأمر الذي يمكنها من تدعيم مواقعها عندما يعاود السوق النمو .”
4 عوامل تسرع نمو حركة السفر البينية العربية
تسارع وتيرة سياسات التحرير لدى البلدان العربية التي كانت تعتبر في السابق من البلدان المحافظة في قطاع الطيران . الدخول إلى أسواق جديدة وزيادة السعة لدى شركات الطيران المحلية .
إقبال أعداد أكبر من الشباب من الفئة العمرية تحت 25 عاماً على السفر .
اهتمام أكبر بالأسعار في الأسواق الجديدة التي تتيح فرصاً للنمو .
14 مليون رحلة عبر الإمارات
بحلول عام ،2025 يتوقع التقرير أن تُسيّر شركات الطيران التجارية حوالي 4 .1 مليون رحلة سنوياً من وإلى دولة الإمارات . فأبرز وأنجح الناقلات في البلاد قد سجلت أكبر الطلبيات في العالم إذ تجاوزت هذه الطلبيات وخيارات الشراء 500 طائرة موزعة بين طيران الإمارات (225 طلبية و20 خيار شراء) و”الاتحاد” (121 طلبية و104 خيارات/حق شراء) و”العربية” (44 طلبية) .
“أداك” تدعو لتوحيد الجهود في مواجهة التحديات
أبوظبي “الخليج”:
دعت شركة أبوظبي للمطارات (أداك) إلى توحيد الجهود بين العاملين في قطاع الطيران من أجل دفعه نحو المزيد من النمو وتحديد آفاقه وتوجهاته المستقبلية .
وأشار خليفة محمد المزروعي، رئيس شركة “أداك”، في بيان على هامش مؤتمر مستقبل الطيران إلى أن على المطارات وشركات الطيران في ظل المناخ الاقتصادي الراهن تبادل الخبرة والمعرفة وتنسيق الموارد والجهود من اجل مواجة التحديات الراهنة والنهوض بالقطاع وزيادة نسبة نموه .
وفي حديثه عن صناعة الطيران في المنطقة قال المزروعي: “تعتبر منطقة الشرق الأوسط واحدة من أسرع أسواق الطيران نمواً في العالم وذلك في ظل قيام عدد من المحاور الرئيسية لقطاع الطيران في دول مجلس التعاون الخليجي” .
وبحسب التقارير والإحصائيات الصادرة حديثاً فإن أكثر من نصف اتفاقيات شراء طائرات جديدة مصدرها منطقة الخليج العربي التي تشهد مطاراتها مشاريع توسعات تتجاوز قيمتها 8 .36 مليار دولار أمريكي .
الطائرات العربية تغرد خارج السرب العالمي
أبرز ما ورد في تقرير “مستقبل الطيران في منطقة الشرق الأوسط 2009” الصادر عن مركز آسيا الباسيفيك للطيران (CAPA) أن إيرادات السفر الفاخر لدى شركات الطيران العالمية التي تمر رحلاتها عبر منطقة الشرق الأوسط ارتفعت إلى معدل مدهش بلغ 12%، أي بزيادة 50% منذ بداية التباطؤ الاقتصادي العالمي . وهذا لم يكن ممكناً منذ عشر سنوات مضت .
وأورد التقرير أن خطوط الطيران المتصلة بمنطقة الشرق الأوسط تشكل في الوقت الحاضر أكثر من 11% من أرقام حركة السفر الفاخر . وقبل أن تبدأ الأزمة الاقتصادية العالمية، كانت منطقة الشرق الأوسط تشكل 8% من الإيرادات العالمية وأقل بقليل من 9% من حركة الطيران . وجدير بالذكر أنه بتفوق حصة ايرادات السفر الفاخر على حصة حركة السفر، فإن التغيير يعني أن شركات الطيران العربية تحقق عائدات أفضل من منافساتها في هذا السوق .
وفي الوقت الذي تعاني فيه مناطق أخرى من انكماش كبير في مجال السفر الفاخر، فإن المنطقة العربية استطاعت أن تحافظ على معدلاتها . وهذه المعدلات لا بد أن تنخفض، ولكن المؤشرات تدل على أنها ستصمد أكثر من فئات الطيران الأخرى .
وتوقع التقرير أن تنمو الناقلات العربية في الوقت الذي تعاني فيه الناقلات الأخرى من الركود . وهناك أيضاً سعة كبيرة ستتوفر في السنتين القادمتين . جزء كبير من الطلبيات المسجلة لدى بوينغ وإيرباص لشراء الطائرات طويلة المدى هي من دول خليجية . وتتصدر القائمة العالمية كل من “الاتحاد” و”القطرية” وعدة شركات طيران أخرى كما أنه وفقاً للتقارير الحالية، لا تنوي هذه الشركات تأخير جداولها المتفق عليها لاستلام الطائرات الجديدة .
وتستحوذ شركات الطيران العربية على 6% من طلبيات تسليم الطائرات ذات الهيكل الرفيع المقرر تسليمها حول العالم هذا العام و7% من هذه الطلبيات في عام 2010 ما يبشر بزيادة كبيرة في معدلات السفر بين دول المنطقة في سوق لا يزال يعتبر ناشئاً .
التوسع في مجال السفر على الرحلات الطويلة الذي تنتهجه الناقلات الإماراتية والخليجية أصبح واقعاً ملموساً الآن ولكن هناك سوق هائل لم يستفد منه بعد داخل المنطقة نفسها .
المصدر: روريترز