استراتيجية خمسية جديدة لـ "تعديل مسار" طيران الخليج

تقديم تقرير مفصّل مرفق بتوصيات بحلول نهاية العام الجاري .. المجالياستراتيجية خمسية جديدة لـ "تعديل مسار" طيران الخليج تغيير ثقافة العمل أكبر التحديات الراهنة وقد تستغرق أجيالاً

لن نتردد لوهلة بإيقاف رحلات العراق اذا خرجت الأوضاع الأمنية عن السيطرة

نسب المخاطرة بوجهة بغداد مماثلة لأي وجهة سفر في العالم

تطبيق سياسة تحوط للوقود بسعر جيد جداً

اسعار التذاكر أرخص من باقي شركات الطيران بالمنطقة

وضعنا التنافسي ضعيف ومنافسة صناعة الطيران عنيفة في ظل الازمة

عدم وجود رؤيا واضحة للمستقبل أرهق الشركة

اختيار المجالي بناء على قاعدة "الشخص المناسب في المكان المناسب"

الحفاظ على الوظائف من الأولويات الرئيسية

الإبقاء على اي فرد غير منتج سيكون شكلاً من الفساد الوظيفي

الابتعاد عن "استنساخ" خطط المنافسين والبحث عن الخدمات النوعية



كتب – محمد الجيوسي:

تصوير: محي الدين أنور

اكد الرئيس التنفيذي الجديد لشركة طيران الخليج سامر المجالي ان امام الشركة طريق طويل وشاق لتعديل مسارها وتحويلها الى شركة مبنية على اسس تجارية بحتة حتى تصبح خيار المسافرين الأفضل على مستوى المنطقة، لافتاً الى المشكلة الاساسية حالياً تكمن في عدم وجود رؤيا واضحة عن التوجه المستقبلي، ما ادى الى ضعف الوضع التنافسي للشركة مقارنة مع دول المنطقة.
وقال المجالي في اول ظهور له لوسائل الاعلام المحلية على هامش اجتماعه مع موظفي الشركة في فندق الموفنبيك أمس، ان سر نجاح الشركة في المرحلة المقبلة سيتركز على ضرورة اعادة جدولة العلاقة بين الايرادات والتكاليف بعيداَ عن استنساخ خطط ووجهات سفر الشركات الاقليمية، مشيراً الى ان ما أرهق الشركة في السابق قلة الايراد الناجم عن تبني استراتيجيات مشابهة لعدة شركات طيران في المنطقة.
واضاف المجالي "ستتركز استراتيجيتنا الجديدة على محورين هما وضع الشركة على اسس تجارية بحتة، ورفع مستوى تقديم الخدمات لجعل البحرينيين فخورين بالناقل الوطني طيران الخليج".
وكشف المجالي ان التحدي الأكبر الذي يشغل باله في الوقت الحاضر تغيير طريقة تفكير الموظفين وعقلية الطاقم تجاه الشركة من حيث زيادة مستويات الاخلاص بالعمل وتعزيز معايير الالتزام والولاء والانتماء .. "والذي قد يستغرق أجيالاً" على حد تعبيره.
وتابع المجالي في هذا الشأن "كيف سنقنع الموظفين بتغيير ثقافة العمل هو التحدي الأبرز بالنسبة لنا الآن. لا نعني بذلك انهم لا يعملون بصورة جيدة، ولكن نريد منهم المزيد من التطوير والابداع، خاصة وان صناعة الطيران بحاجة الى تطوير مستمر والتنافسية لا ترحم أحدا"ً.
واستطرد بالقول "إن الظروف العالمية والمنافسة في المنطقة تحتم علينا اعادة النظر في استراتيجيتنا للسنوات الخمس المقبلة. كما تعلمون ان المنافسة عنيفة وقوية في المنطقة خاصة مع الشركات العاملة في قطر والامارات، وتواجه شركات الطيران ظروفاً صعبة جدا مع تدني الحركة والايرادات بشكل كبير وارتفاع أسعار الوقود مرة اخرى، وبالتالي فإن الاستراتيجية الجديدة مطلوبة الآن.
وحول تدشين وجهات سفر جديدة الى العراق، اكد المجالي ان نسبة المخاطرة فيها هي بنفس مستويات المخاطرة في رحلات أي وجهات أخرى على مستوى العالم، لافتاً الى ان الشركة لم تكن لتفكر بتدشين خطوط عراقية ما لم تتأكد من النواحي الامنية اولاً، معتمداً بذلك على خبرته الطويلة في شركة الملكية الاردنية التي تشغل رحلات جوية الى العراق منذ 6 سنوات.
وأكد المجالي ان الشركة لن تتردد لوهلة في توقيف رحلاتها الى العراق اذا ما لزم الأمر وتدهورت الاوضاع الامنية أكثر هناك واصبحت خارجة عن السيطرة، اما في الوقت الحاضر فالرحلات مستمرة رغم تفجيرات الاربعاء الماضي في العاصمة العراقية.
وزاد المجالي "لا يراودنا أي قلق من الاضطرابات الأمنية في العراق، ونحن في الشركة نقيّم الأمور الامنية للمسافرين والطاقم والطائرات أولاً بأول، ولن نتردد ولو لبرهة في توقيف رحلاتنا للعراق اذا كان هنالك أي ظرف امني خارج عن السيطرة".
وما يتعلق بتأثير ارتفاع أسعار الوقود على العمليات التشغيلية للشركة، اوضح المجالي ان لدى طيران الخليج سياسة تحوط بسعر جيد جدا والحفاظ على كلف ثابتة تحمي الشركة من اي ارتفاعات شاهقة في اسعار النفط في الاسواق العالمية.
وأضاف المجالي "سنقوم بتقييم أسعار النفط مستقبلاً في حال ارتفاعها أكثر، ولكن نرى ان الاسعار حتى نهاية العام ستكون تحت السيطرة".
وكانت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام ارتفعت اواخر الاسبوع الماضي قرابة دولار مقتربة من 74 دولارا للبرميل لتسجل عند التسوية أعلى مستوى لها في 10 أشهر.
واكد المجالي ان الاستراتيجية الجديدة للشركة سيتم إعدادها من قبل الادارة والموظفين بالتنسيق مع شركة ممتلكات البحرين القابضة دون أي تدخل خارجي، نافيا وجود شركات استشارية ضليعة بعملية الإعداد للاستراتيجية الخمسية.
وأعرب المجالي عن أمله في أن يتمكن من تقديم تقرير بحلول نهاية العام الجاري، الى جانب مجموعة من التوصيات الواضحة. وفي غضون ذلك ستكون شركة طيران الخليج قامت باجتماعات شاملة لعملية المشاركة مع جميع أصحاب المصلحة الرئيسيين، بما في ذلك العملاء والموظفين، أعضاء نقابة عمال الشركة، الحكومة، قطاع الأعمال.
وأكد المجالي بأن الخطوط العريضة للإستراتيجية بعيدة عن الشائعات والتكهنات الحالية، وإن أي قرار لم يتخذ بعد، مشيرا إلى أن ذلك سيكون سابقا لأوانه في هذه المرحلة. وإن الأولوية بالنسبة له هي استكمال عملية التحضير وتحديد الاتجاه المستقبلي للشركة. حتى ذلك الوقت لن يكون هناك تغييرات في العمليات اليومية للشركة.
وأضاف "إن شركة طيران الخليج وهي تقترب من الاحتفال بالذكرى 60 لإنشائها سيكون لدينا الكثير للاحتفال به. فنحن نعتبر ماركة تجارية عالمية معترف بها عالميا، إضافة لكوننا شركة رائدة ذات تراث، ونملك سنوات كثيرة من الخبرة والمعرفة في ربط المنطقة مع بقية أقطار العالم."
أما بالنسبة إلي السعي لمعالجة المخاوف بشأن مستقبل الموظفين وضمان الأمن الوظيفي، قال المجالي "إن الحفاظ على الوظائف وامن مستقبل موظفي الشركة هو من الأولويات الرئيسية للشركة. حيث تمتلك شركة طيران الخليج مجموعة من المواهب والخبرات أصحاب والمعرفة تحسدها عليهم الكثير من الشركات، ونحن بحاجة لتأمين هذه الخبرات باعتبارها الأصول الرئيسية والجزء التي لا يتجزأ من الشركة. كما لا يمكننا الاعتماد على الدعم الحكومي لأجل غير مسمى، حتى أننا بحاجة إلى بناء شركة مكتفية ذاتيا تكون ضمن شركات الطيران الناجحة تجاريا".
واوضح المجالي "إن حفظ وظائف المواطنين البحرينيين، وجميع الموظفين المخلصين في العمل، والانتقال بنجاح سوف يؤدي إلى مزيد من الأمن الوظيفي، وتحقيق المزيد من الفوائد والاستثمارات التي ستؤدي إلي تقديم أفضل الفرص لخدمة العملاء. وبمجرد قيامنا بتحديد مستقبلنا ووضع الشركة في السوق العالمي وتحقيق المكانة التي نريد أن نتبوؤها، فان مكافئة من يستحق ستكون واجبة".
اما فيما يخص اسعار التذاكر، اكد المجالي انها ارخص لدى طيران الخليج من قريناتها على مستوى المنطقة، لافتا الى ان الاسعار ارتفعت العام الماضي نتيجة لصعود اسعار الوقود كما هو الحال بجميع شركات الطيران، الا انها انخفضت هذه السنة بنسبة 20% الى 30%.
وعن مجريات الأمور فيما يخص أسطول الطائرات، اوضح المجالي انه من خلال دراسة شبكة الرحلات الجوية لدى الشركة يمكن ان تبرز الحاجة الى انواع مختلفة من الطائرات، مع الالتزام في احترام التعاقدات الموجودة مع الشركات المصنعة للطائرات امثال "ايرباص" و "بيونغ"، مع وجود مرونة في تعديلها او طلب انواع جديدة حسب نتائج الدراسة الجديدة.
من جهته، أكد الرئيس التنفيذي لشركة "ممتلكات" ورئيس مجلس ادارة شركة طيران الخليج، طلال الزين ثقته بقدرة المجالي والجهاز الاداري والموظفين على انجاح الاستراتيجية الجديدة واعادة الهيكلة.
وحول سبب اختيار رئيس تنفيذي عربي هذه المرة بعد الاعتماد على 3 رؤساء تنفيذيين أجانب في السابق، اكد الزين ان الاختيار جاء نظراً لخبرة المجالي وقدرته على تحويل الملكية الاردنية الى الربحية، مشددا على ان معايير التعيين اعتمدت على مبدأ "الشخص المناسب في الوقت المناسب".
واضاف الزين "بعد ساعات من المناقشات في العاصمة الاردنية عمان، قبل المجالي بالتحدي، ونحن محظوظين بالفعل بوجود رئيس تنفيذي ممتاز عنده المهارة سيساعدنا في نقل طيران الخليج الى الربحية".
وكانت طيران الخليج، بحسب الزين، كلفت شركة استشارية في لندن للبحث عن رئيس تنفيذي جديد بدلاً من السويسري بيورن ناف، حيث تم اختيار قائمة مكونة من 8 أسماء اجنبية، ولكن الاختيار في النهاية وقع على سامر المجالي من خارج القائمة.
وقال الزين "بصفتنا الشركة القابضة الأم لشركة طيران الخليج، فنحن نتحمل المسؤولية تجاه حكومة مملكة البحرين والشعب البحريني للتأكد من أن الثروات الوطنية تدار بكفاءة وفعالية، مما يساعد على دفع تطلعاتنا الوطنية بما يتفق مع رؤية البحرين 2030".
واوضح الزين "إن شركة طيران الخليج في وضع جيد لزيادة العديد من الفرص بشكل يمكننا أن نفخر به جميعا، إن اغلب الشركات التجارية يجب أن تقوم بعمل دراسات بين الحين والآخر للتطلع إلي المستقبل لضمان نموها".
وعن تسريح اي عمالة، قال الزين "لقد اكدنا مراراً وتكراراً لن يحدث ذلك لأننا نحتاج الى موظفين منتجين وأكفاء حتى يساعدونا في بناء وتطوير الشركة. اما من سيكون عبئاً على الشركة فلن يستمر لأنه سيكون نوعاً من أنواع الفساد".
يذكر ان الزين والمجالي اجتمعوا بموظفي الشركة وذلك لوضع الخطوط العريضة في استعراض شامل لمخطط الناقلة الوطنية.