ولكن لا بد لنا من وقفة وسؤال كيف لنا أو كيف يمكنني أن أقوي همتي وعزيمتي؟
أقول إن إعمال العقل هو أول درجات الارتقاء، فقد قال ابن الجوزي في كتابه “صيد الخاطر” من علامات كمال العقل علو الهمة.
إن اكتشاف الإنسان لذاته بجوانبها المتعددة عملية لا تقف عند حد معين، فالذات آية من آيات الله سبحانه وتعالى وتشمل النفس البشرية بأبعادها النفسية والاجتماعية العميقة وطاقات كثيرة يمكن تفجيرها عندما يمتلك الشخص الإرادة لذلك.
إن تقوية العزيمة شأن شخصي بالدرجة الأولى تؤثر فيها عوامل خارجية، فعندما يبدأ الشخص في تغيير واقعه حتى يحقق نوعاً من الحراك الاجتماعي لا بد له من الاستناد الى مقومات، منها: العزيمة، التي تعتبر الركن الجوهري في العملية كلها، وبالرغم من امتلاك الجميع للرغبة في تحسين أحوالهم إلا أن البعض منهم يمتلك العزيمة القوية لتحويل هذه الرغبة إلى واقع ملموس.
إن العزيمة تخلق لدى الشخص مقومات أخرى مثل: التعلم وبقاء منظومة جديدة من التفكير والسلوكيات فإذا سيطر التفكير السلبي على الانسان، أصبح إنساناً متشائماً يصف نفسه أنه عديم الحظ وبعدم قدرته على تحقيق أهدافه نتيجة لمعتقد خطأ أوهم نفسه به، بينما الانسان صاحب الفكر الايجابي تراه مندفعاً ومحباً لواقعه ساعياً الى تحسينه بإصرار قوي، فما أشد رغبتنا الى نصيحة ذلك الحكيم الذي قال “لو أبني جبلاً ثم هجرت عملي قبل أن أضع الحجر الأخير في قمته لعددت نفسي فاشلاً”، فنجاح المرء في حياته وليد جهوده وصبره ومثابرته.
ولقد سئل أحد الفلاسفة عن عوامل النجاح والعزيمة القوية، فقال: “إن أول دواعي النجاح والعزيمة العالية هي المثابرة، وثانياً المثابرة، وثالثها المثابرة”، وأقول ليس المثابرة فقط فحسب، بل أضيف عليها التعايش في الحياة، فالحياة الواقعية هي المدرسة والمحك العملي الأول لقوة الإرادة والتحمل ومن خلال التعايش مع الآخرين من ذوي الخبرات، لا سيما الايجابيون منهم الذين يتميزون بثقتهم واعتزازهم بأنفسهم وغناهم بالكثير من العلم والمعرفة يجعلنا نكتسب الهمم العالية، فعليك أيها القارىء أن تحدد مسارك من الآن، إما الصعود الى القمة أو الجمود بلا همة، أتمنى للجميع قوة عزيمة تناطح الجبال لنبني مجتمعاً سليماً قوياً صلباً.
تعليق