
بسبب الحظر الذي كان مفروضاً على المعادن إبان الحرب العالمية الثانية تم صنع معظم الطائرة إتش-4 هيركوليز من خشب شجر البتيولا وليس شجر التنوب كما أطلق عليها. صنعت بأحدث تكنولوجيا تصنيع الخشب في وقتها. و نتيجة لبدن الطائرة الهائل و نوعها كطائرة عائمة تطلب بناءها إلى إبتكارات هندسية بارعة بحق لجعلها تحلق. مع ذلك تم إلغاء مشروع بناءها بسبب التأخير وتجاوز التكاليف.


كانت فكرة الطائرة إتش-4 هيركوليز من بنات أفكار هينرى كاسر الذي كان المسؤول عن برنامج سفن الحرية (Liberty ships program). فقام بالإشتراك مع شركة هويز للطائرات في تصنيع تلك الطائرة على أنها ستكون أكبر طائرة صنعت في العالم في وقتها. عند الانتهاء من صنعها كان من المتوقع أن تكون قادرة على حمل 750 فرقة عسكرية كاملة العتاد أو عدة دبابات شيرمان وزن الواحدة منها 30.3 طن.
تم تحرير عقد بناء الطائرة "إتش كاه-1" في عام 1942 بوصفه عقد تطوير. في البداية ناقش العقد بناء 3 طائرات على أن ينتهي البناء بعد فترة عامين حتى تأخذ دورها في الحرب .
كان هناك سبعة تصاميم مختلفة مأخوذة في الاعتبار لاختيار واحد منها. تتنوع في كثير من الأشياء كمثال عدد المحركات يتنوع من 4، 6، و8 محركات تحت كل جناح . في النهاية تم التصديق على أحد التصاميم ذو الأربع محركات تحت كل جناح.
وبسبب عدم توافر المعادن اللازمة لبناء الطائرة تم الإستعاضة عنه بالخشب بالتحديد خشب شجرة البتولا. و اعتقد النقاد بأن الطائرة إتش-4 هيركوليز لا يمكنها التحليق والطيران بسبب كبر حجمها و ثقل وزنها حيث أطلق عليها أحيانا بلقب "محل بيع الخشب الطائر" (Flying Lumberyard) ؛ و ذلك لاستهلاكها كميات رهيبة من الخشب. هوارد هويز نفسه مصمم الطائرة كان ممقوت من لقب الطائرة "أوزة شجر التنوب".
مع أن بناء الطائرة الأولى من نوع "إتش كاه-1" بدأ بعد 16 شهر من عقد التطوير إلا أن هينرى كاسر إنسحب من المشروع .
هوارد هويز أكمل المشروع بمفرده و تحول اسم الطائرة إلى "م هـ ط-1" أي (مركب هويز الطائر التصميم الأول) . ثم تحول إلى الاسم الحالي "إتش-4 هيركوليز". تم تحرير عقد جديد لمشروع بناء الطائرة بين هويز للطائراتوالحكومة الفدرالية الأمريكية على أنه سيتم بناء طائرة واحدة فقط. تم التصنيع في بطء شديد مما أدى إلى الانتهاء من تصنيع الطائرة بعد انتهاء الحرب. كان هناك العديد من الأسباب في فشل المشروع. كمثال على أسباب الفشل وليس الحصر هو جنون هوارد هويز خلال فترة التصنيع.
في عام 1947 تم استدعاء هوارد هويز لإلقاء شهادته أمام لجنة التحقيق في الحرب في مجلس الشيوخ الأمريكي لمناقشة كيفية إنفاق الأموال الفدرالية الممولة لمشروع بناء الطائرة. حيث كان مجلس الشيوخ الأمريكي يعيد تقيم الأموال المخصصة للمشاريع المحلية أبان فترة الحرب العالمية الثانية. على الرغم من الشكوك والعداء من قبل اللجنة إلا أن هوارد هويز لم يدان.
خلال جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ الأمريكي حول المشروع يوم 6 أغسطس1947 قال هوارد هويز:

بعد محاولتين فاشلتين للإقلاع غادر الطائرة 4 صحفيون وظل الباقون على ظهر الطائرة لإجراء آخر تجربة طيران أخرى. بعد زيادة السرعة في تلك القناة المواجهة لشاطئ "كابريلو" بجوار لونج بيتش حلقت الطائرة إتش-4 هيركوليز في الهواء على ارتفاع 21 متر من سطح البحر بسرعة مقدارها 217 كيلومتر/ساعة لمسافة تقدر بحوالى 1.6 كيلومتر ما يساوي واحد ميل. على ذلك الارتفاع عانت الطائرة من قوى جذب الأرض وبعض النقاد رؤوا أن الطائرة افتقدت إلى بعض الطاقة الضرورية للصعود أعلى مستوى تلك القوى.
بهذا الطيران رد هوارد هويز على النقاد ولكن بعد فوات الأوان؛ فليس هناك حاجة مبرر لكي يستمر الإنفاق على هذا المشروع. الكونجرس الأمريكي قرر بإنهاء المشروع ولم تحلق الطائرة في الهواء من بعد ذلك. فقد كانت تصان بعناية في وضع جاهز للطيران في أي وقت حتى وفاة هويز عام 1976.
ظهرت الطائرة إتش-4 هيركوليز و مالكها هوارد هويز في فيلمان وهما:
- الطيار: هو فيلم سيرة ذاتية عن هوارد هويز فائز بخمس جوائز أوسكار ، أنتج عام 2004 ، من إخراج مارتن سكورسيزي ، و بطولة ليوناردو دي كابريو.
- ذا روكوتير: ظهر في الفيلم جزء حقيقى من الطائرة و مثًل الممثل تيري كوين شخصية هوارد هويز ، أنتج عام 1991 ، من إخراج جو جونستون .



- الطاقم: 3.
- المحرك: 8 محركات من نوع (Pratt & Whitney R-4360) المحرك الرئيسي نجمي الشكل يعطي قوة دفع 2,240 كيلو نيوتن.
تعليق