نتمنى بان يوصل صوت المراقبين ويتم معالجة الامور بأسرع وقت
إن الوضع الذي تعيشة الملاحة الجوية بالهيئة العامة للطيران المدني بالمملكة العربية السعودية مأساوي إلى درجة كبيرة وينذر بحدوث كوارث ستكون عواقبها وخيمة على البلد، فخدمات الملاحة الجوية تعاني من سوء الإدارة وتعطل الأجهزة الملاحية ونظم الاتصالات ونقص عدد المراقبين الجويين وتزايد معدل الحركة الجوية وتدني مستوى السلامة بل أن هناك قطاعات للمراقبة الجوية تنعدم فيها مستويات السلامة الجوية.
نحن المراقبون الجويين في المملكة العربية السعودية وخصوصاً في قطاعي المراقبة الجوية في جدة والرياض نتحمل المسؤولية الكبيرة في تقديم خدمات المراقبة الجوية للحركة الجوية في الأجواء السعودية من خلال العمل المتواصل والجهد الكبير والضغط الشديد بامكانات محدودة جداً جداً لايمكن للإنسان أن يتصورها أو يتخيلها هدفنا سمعة هذا الوطن الغالي دون النظر إلى منافع شخصية.
فقطاع المراقبة الجوية بجدة يعاني ويعاني الكثير والكثير من الإهمال ونقص الكوادر الوطنية وتحمل المراقب الجوي لوحدة الكثير من ضغط الحركة الجوية بامكانات أقل مايقال عنها أنها بدائية وأجهزة ملاحية متهالكة جداً لايمكن أن تجد لها مثيل حتى في الدول الأفريقية، حيث أن المجال الجوي الذي قُسم إلى سبع قطاعات أعيد تقسيمه إلى أربع قطاعات فقط نظراً لنقص العدد من المراقبين الجويين بالرغم من ضخامة هذه المناطق وكثرة مطاراتها والممرات الجوية بها وتعدد موجات الاتصال للمراقب الواحد وهو مايُفقده التركيز في توجية الطائرات والسيطرة على الأجواء والتي بدورها أدت إلى انخفاض مستوى سلامة الطيران إلى مستويات مخيفة جداً وهو الأمر الذي تخطى مقدرة وامكانات المراقب الجوي الذي لاذنب له.
إن هذه الأوضاع المخيفة جداً قد أدت إلى عدم اجتياز المراقبين الجويين لفحص اللياقة الطبية والتي أدت إلى النقص الشديد في العدد وينذر بسقوط المزيد إذا لم يتم وضع حل فوري وعاجل للأوضاع المتردية في قطاع المراقبة الجوية بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة.
وفي ظل هذه المشاكل التي تعصف بالمراقب الجوي تظهر مشاكل أخرى مع إدارة وحدة المراقبة الجوية بجدة من خلال التضييق على المشرفين والمراقبين الجويين من خلال عدم مساعدتهم في حل هذه المشاكل أو الكتابة للمسؤولين أو حتى التخطيط الجيد المنظم لإدارة الوحدة ورفع الروح المعنوية والمادية للمراقبين الجويين بل أن مشاكلنا مع إدارة الوحدة اليوم أصبحت تشكل عامل ضغط نفسي كبير على المراقبين الجويين وهو مايفقدهم التركيز أثناء علمهم اليومي.
وليس قطاع المراقبة الجوية بالرياض بأفضل حالاً من قطاع المراقبة الجوية بجدة بل يتخطاه كثيراً إلى الأسوأ بطبيعة الحال، فالعدد قليل والأجهزة الملاحية شبة معطلة وقديمة جداً مر عليها أكثر من ربع قرن وأجهزة الاتصالات معطلة بالكامل وموجات الاتصال ليست بأفضل حال، وكثيراً ماتتعطل وتبقى الطائرات في الأجواء تنادي بلامجيب.
فالمراقب الجوي في وحدة الرياض يعيش زمن الاقطاعيين في العصور الوسطى ليس له من الأمر شيء فإجازاته متوقفه ويعمل حتى في أيام راحته بثمن بخس يقال له (خارج دوام) لكن العمل أكبر بكثير من طاقتة الأمر الذي جعل مستويات السلامة الجوية تتأثر وتتدنى إلى مستويات متدنية جداً كما هوالحال في قطاع المراقبة الجوية بجدة، وماينطبق على إدارة وحدة المراقبة الجوية بجدة ينطبق على إدارة وحدة المراقبة الجوية بالرياض بل أشد وأنكى وأمر، فلا صوت يُسمع ولا رأي يؤخذ به حتى انتهى الوضع إلى ضياع تام وغياب تام للإدارة وظهور الشلل والحرب الخفية بين المتصارعين على السلطة وعلى المناصب في الوحدة بعد التنظيم الجديد والمتضرر الوحيد هو المراقب الجوي الذي يحمل على عاتقة تأمين السلامة الجوية للحركة الجوية في زمن تنعدم فيه السلامة.
إننا نعاني ونشتكي منذ أكثر من سبع سنوات لإيجاد الحلول لهذه المشاكل وكنا نتوقع أن يؤول الحال إلى ماهو عليه الآن بل أن حالنا اليوم أسوأ بكثير مما توقعنا، حيث أننا كتبنا للمسؤولين إبان رئاسة الطيران المدني ولم يتم عمل أي شي تجاه هذا النزف المستمر للطاقات والامكانات وتقادم الأجهزة الملاحية، وحينما صدر القرار السامي بتحويل رئاسة الطيران المدني إلى هيئة مستقلة مالياً وإدارياً استبشرنا خيراً وتفاءلنا بأن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح لكننا ومع مرور أربع سنوات من تسلم المهندس عبدالله نور رحيمي دفة القيادة وبعد سنتين من قرار التحول وجدنا أن الأمور تسير إلى الاتجاه المعاكس وتنحدر إلى الأسوأ، وأن هناك حروب خفية وطاحنة بين المسؤولين في الهيئة العامة للطيران المدني وخصوصاً في إدارة خدمات الملاحة الجوية على المناصب الحيوية في التنظيم الجديد دون النظر إلى المصلحة العامة ضاربين عرض الحائط الأمانة والمسؤولية التي على عاتقهم تجاه هذا البلد وتجاه تطوير وتحسين الأجهزة الملاحية والعناية بالموارد البشرية من المراقبين الجويين من خلال رفع الروح المعنوية وتقديم الحوافز المادية المجزية في ظل الظروف والمعاناة الكبيرة والأحوال النفسية السيئة التي يعانون منها حتى نتجاوز جميعاً الأزمة وتقديم الحلول الفورية العاجلة لانتشال الوضع إلى حال أفضل.
إننا وبعد هذه السنين الطويلة من المعاناة والتعب والظروف السيئة وبعد أن طال بنا الزمن وأرهقنا الانتظار وبعد أن وصل بنا اليأس من الاستجابة لتحسين الوضع بعد أن كتبنا الخطابات الكثيرة للمسؤولين في الهيئة العامة للطيران المدني نجد أنفسنا اليوم نكتب هذا التقرير وأملنا كبير في المسؤولين في الدولة وعلى رأسهم مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهد الأمين بأن يضعوا لهذه المشاكل حلاً عاجلاً وفورياً وانتشال هذه الصناعة المهمة من الضياع إلى القمة.
وفي الختام نؤكد على أننا نحن المراقبون الجويين العاملين على المواقع الساخنة في قطاعي المراقبة الجوية بجدة والرياض نعاهد الله أولاً ثم قادة هذا البلد ثانياً برغم هذه الظروف أن نستمر في العطاء والعمل بكل جد واجتهاد واضعين نصب أعيننا سمعة هذا البلد والأمانة الملقاة على عاتقنا تجاه تأمين سلامة الحركة الجوية في الأجواء السعودية، متأملين حلاً سريعاً عاجلاً فورياً قبل أن يأتي يومٌ لاينفعنا البكاء على اللبن المسكوب.
اللهم إنَّا بلغنا، اللهم فاشهد.
فالامر ان كان فعلا كما ذكر يحتاج الى سرعة علاج للحفاظ على سلامة الملاحه والمسافرين على الخطوط السعوديه
http://82.96.75.104/[email protected]@.3baa0702 وإيميل الكاتب
تعليق