الخطوط السعودية ستدخل تحالفاً استراتيجياً عالمياً قريباً
تمر الخطوط السعودية بمرحلة مهمة، وهي مرحلة التخصيص ومشاريع البنى التحتية التي استثمرت فيها مبالغ ضخمة، إضافة إلى وصول طلائع أسطولها الجديد الذي يعول عليه مسؤولوها لإحداث نقلة نوعية كبيرة في منظومتها التشغيلية للرحلات الداخلية والدولية. ورغبةً في تسليط الضوء على هذه المرحلة المهمة والتاريخية كان لنا حوار شامل مع نائب مدير عام الخطوط السعودية الأستاذ عبدالعزيز بن رحيم الحازمي، الذي أجاب بدوره بكل صراحة وشفافية عن الكثير من الأسئلة في مختلف الموضوعات التي تهم المسافرين ومنسوبي «السعودية»، منها: موسم الصيف، والخصخصة، والتحديات القادمة، والموارد البشرية، والمشاريع المستقبلية.
فإلى الحوار:
* لعل السؤال الأول الذي يفرض نفسه هو مدى استعداد «السعودية» لموسم الصيف؟
- لا يخفى على الجميع أن موسم الصيف بالنسبة ل»السعودية» تحدٍ كبير حيث يشهد ارتفاعاً قياسياً في معدلات المسافرين بين مختلف مناطق المملكة وإلى أنحاء العالم، ولخدمة هذه الحركة المتنامية والوفاء بكل المتطلبات والرغبات، فإن «السعودية» تحرص على وضع خطة استراتيجية مسبقة تتضمن حشد كل الطاقات المتاحة والإمكانات والاستفادة من تجارب المواسم السابقة، وقد تم زيادة السعة المقعدية بناءً على تلك الدراسات وحسب طاقة وإمكانات «السعودية» المتوفرة، كما أن طائرات أسطولنا الجديد التي دخلت مؤخراً في الخدمة ستساهم إلى حد كبير في دعم جهود المؤسسة لتلبية الطلب المتزايد على السفر الداخلي والدولي وزيادة الرحلات المجدولة والإضافية خلال المواسم وعلى مدار العام، وذلك بما تتميز به من كفاءة تشغيلية ومواصفات عالية وسعة مقعدية.
* اجتماعاتكم وزياراتكم الميدانية لمواقع العمل.. كيف وجدتم جاهزية موظفيكم؟
- لا شك أن الاجتماعات والزيارات لمسؤولي «السعودية» لمواقع العمل مهمة، وتأتي بهدف الوقوف عن كثب على سير العمل، وأؤكد لكم أن الاهتمام بالعميل هو المحور الأساسي والمهم في أجندة الاجتماعات الدورية لكل الأقاليم المحلية والدولية، والإدارة التنفيذية، وعلى رأسهم معالي المدير العام، على ثقة كبيرة بكفاءة ومقدرة الموظفين وجاهزيتهم من كل النواحي البشرية والآلية وفي كل مواقع العمل، ودورنا كمسؤولين يقتصر على تقديم الدعم وتذليل العقبات فقط.
* ماذا عن التحديات المستقبلية في سوقي الطيران المحلي والدولي؟
- تختلف صناعة النقل الجوي عن أي مجال آخر؛ لكونها صناعة بالغة التعقيد، حيث تتداخل فيها مئات العناصر المتشابكة؛ فهناك المنظمات الدولية التي توجه دفة هذه الصناعة والاتفاقات بين الدول التي تنظم حقوق النقل الجوي رغم السماوات المفتوحة، وهناك أيضاً حقوق التشغيل واستخدام المطارات، وعبور الأجواء والاعتبارات الأمنية، ونظم السلامة، فضلاً عن الحجم الهائل للعمليات، وعلى سبيل المثال تشغل الخطوط السعودية رحلاتها إلى (11) محطة داخلية و(58) محطة دولية إلى جانب نقل نحو (18) مليون راكب في العام، ومواجهة مواسم متلاحقة ومتداخلة والعمليات الكبيرة لنقل الحجاج والمعتمرين.
ولا أكون مبالغاً لو قلت إن «السعودية» اليوم وغداً تختلف جذرياً عن «السعودية» بالأمس، ولا بد للجميع أن يكونوا مدركين لهذا الأمر، كما أن الطريقة التي ننفذ بها أعمالنا اليوم تختلف عن الطريقة القديمة، ف»السعودية» الآن تهتم وتركز على الاهتمام وكسب العميل في المقام الأول، والتحديات في سوق النقل الجوي لا تتوقف والمنافسة شرسة على كسب العميل بتقديم الأفضل والمميز، ولمواكبة تلك التطورات المتلاحقة في صناعة النقل الجوي تعيش «السعودية» عصراً جديداً تتسارع فيه الخطى لإحداث نقلة جوهرية ونوعية في مستوى الأداء والخدمات للصمود في وجه التحديات المتزايدة على المستويين الإقليمي والدولي، والتي من أبرزها تحرير الأجواء بين الدول والتكتلات الاقتصادية الدولية والتحالفات الاستراتيجية بين شركات الطيران.
* هل تعتزم «السعودية» الدخول في أحد التكتلات أو التحالفات الاستراتيجية؟
- بدايةً لمواجهة التحديات، حرصت «السعودية» على اعتماد التخطيط العلمي المسبق وتحديد التوجه المستقبلي للمؤسسة واعتماد التقنية كوسيلة حاسمة في إحداث النقلة النوعية في مستوى الأداء إلى جانب تطبيق منظومة شاملة لتطوير الخدمات والمضي قدماً في مشروع الخصخصة، مع التركيز على إعداد وتأهيل الكوادر البشرية إلى جانب إعطاء الأولوية القصوى لبرامج تحديث الأسطول لمواكبة المتطلبات التشغيلية على المديين القريب والمتوسط، هذا من جانب، ومن جانب آخر تعمل شركات الطيران العالمية للتوسع ومواجهة التحديات عبر محورين، إما التشغيل الذاتي، أو عبر تحالفات تسويقية مع شركات طيران أخرى، وعلى مستوى العالم توجد هناك ثلاثة تحالفات تسويقية استراتيجية، والخطوط السعودية حالياً تقوم بمفاوضات هي في مراحلها النهائية للدخول ضمن أحدها، وسيتم الكشف عنه إن شاء الله خلال الأشهر المقبلة.
* مشكلة الحجوزات ومدى توفر سعة مقعدية على متن رحلات «السعودية»، كيف تتم معالجتها؟
- أريد قبل الإجابة عن سؤالك أن أشير إلى أن هناك اعتقاداً خاطئاً لدى بعض المسافرين الكرام بأنه في حالة عدم وجوده مقعداً إلى وجهة سفره إلى أي مدينة من مدن مملكتنا الحبيبة، فإنه يفسر ذلك - للأسف - بأنه عدم اهتمام من «السعودية» لتلك المنطقة، وهذا غير صحيح إطلاقاً، أما الإجابة عن سؤالك فإن الوضع سيتغير - إن شاء الله - مع وصول اكتمال أسطول «السعودية» الذي سيعطي الفرصة بشكل أفضل لزيادة الرحلات لكل المناطق وتلبية كل الاحتياجات التشغيلية، ويعلم الجميع أن «السعودية» تقوم بدورها وواجبها كناقل وطني للرحلات الداخلية التي تشكل عبئاً مالياً على عائدات المؤسسة المالية، وتعمل «السعودية» بكل إمكاناتها وطاقاتها لإيجاد الرحلات التي توفر السعة المقعدية رغم النمو الكبير في حركة النقل الداخلي السنوية.
* هل لنا بتسليط الضوء على أسطول «السعودية» الجديد وخططكم في هذا الجانب؟
- أسطول «السعودية» الجديد الذي تم الإعلان عنه مؤخراً ضمن خطتها الاستراتيجية لتحديث الأسطول، وذلك باستحواذها خلال السنوات القليلة المقبلة على نحو (70) طائرة من أحدث الطائرات في العالم، وقد تسلمت منه السعودية حتى الآن 11 طائرة (10 طائرات من طراز أيرباص 320، وطائرة واحدة من طراز أيرباص 330)، والتي ستساهم - إن شاء الله - في خدمة أهدافها التسويقية وتطوير شبكة رحلاتها، ومواجهة الحركة المتزايدة على القطاعات الداخلية والدولية، وتوفير السعة المقعدية خلال الموسم وعلى مدار العام.
* ماذا عن مستوى السلامة لطائرة الأيرباص 330 بالتحديد؟
- في الحقيقة.. أولاً، أنا لست هنا في موقف الدفاع عن شركة أيرباص، ثانياً «السعودية» حددت احتياجاتها من الطائرات الحديثة من طراز أيرباص 320A و321A و330A وطراز بوينج 777، بناءً على دراسات دقيقة تضع السلامة أولاً وراحة ورفاهية المسافرين، ووضعت الكثير من أفضل المعايير كقاعدة أساسية لهذه الدراسة، وكما هو معلوم لدى الجميع أن النقل الجوي هو أكثر وسائل النقل أمناً، وشركات الطيران عند اختيار أي طراز طائرة تأخذ في الاعتبار أولاً مستوى السلامة وكفاءتها، ومن الصعب الحكم بعدم الكفاءة على طراز طائرة لأي شركة بصيغة العموم وذلك لوقوع حادثة أو اثنتين.
* ماذا عن أهداف وخطط «السعودية» التسويقية؟
- أهداف «السعودية» التسويقية أهداف محددة، وقد جاءت بناءً على خطط مدروسة ومستفيضة، وهي لا تختلف عن أي خطط تسويقية في معظم شركات الطيران العالمية الأخرى، و»السعودية» تحرص على تحقيق أهدافها التسويقية بعناية ودقة لتحقيق أكبر نسبة من الحصص السوقية في سوقي الطيران المحلي والدولي، كما أن «السعودية» تعطي جل اهتمامها لتنفيذ تعليمات ولاة الأمر - حفظهم الله – بالاهتمام بالمواطن والمقيم، وتوفير كل السبل التي تكفل لهم حياة كريمة وعيشاً رغيداً.
*هل تعتزم «السعودية» مع اكتمال الأسطول التوجه إلى أسواق جديدة؟
- الأسطول الجديد جزء من الاستراتيجية الشاملة للمؤسسة لأن تكون شركة الطيران الرائدة في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط، وهذا هو بإيجاز التوجه القادم للمؤسسة، وشركات الطيران العالمية تعتمد على مبدأ تجميع كل نقاط خدمتها في نقطة واحدة محورية؛ وبالتالي توزيعها، والخطوط السعودية نظراً إلى موقعها الجغرافي المتميز، وكون سوق المملكة سوقاً كبيراً فقد انتهجت سياسة مغايرة تماماً بحيث تكون الخدمة من نقطة إلى نقطة بشكل مباشر ومن دون توقف وبأكبر عدد من الرحلات، وقد تم الاستناد إليه بناءً على اختيار نوعية أسطول الخطوط السعودية الجديد، وكما هو ملاحظ نحو 50 طائرة جديدة هي من طراز الأيرباص 320 و321 وهذان الطرازان سيساندان المؤسسة لتحقيق أهدافها المستقبلية في هذا الجانب، ونعتقد - إن شاء الله - أن هذا التوجه سيساهم في تحسين مستوى الخدمة وتوفير منتج أفضل، إضافة إلى أن الأسطول سيحسن الفعالية الاقتصادية للتشغيل مقارنة بالأسطول القديم الذي سيخرج من الخدمة بالتدريج.
أما بالنسبة إلى فتح أسواق جديدة، فإنها تتم بناءً على دراسات تسويقية مسبقة، ولكن أعتقد أن لدينا جزئية مهمة في مسار المؤسسة الحالي، وهي أن العمل منصب على تعميق وتحسين منتج الخطوط السعودية في الأسواق الحالية، وهي أسواق منطقة الشرق الأوسط والخليج باعتبارها المحاور الأساسية، وذلك قبل التوجه إلى أسواق أبعد.
* برأيكم ما العلاقة والقاسم المشترك بين مشروع الخصخصة وخطط التسويق؟
- في الحقيقة أعتقد أنهما وجهان لعملة واحدة؛ فالخصخصة والتسويق يعملان جنباً إلى جنب في تعزيز الكفاءة وإطلاق ديناميكية النمو، بالإضافة إلى خلق فرص العمل وتطوير وتفعيل القطاع، كما أنهما بمثابة نافذة النجاح للشركات والمؤسسات، وكما هو معلوم للجميع فقد شرعت «السعودية» في تخصيص الوحدات غير الرئيسية بحيث تتحول المؤسسة إلى شركة قابضة، وتم الانتهاء من تخصيص التموين والشحن، وخلال هذا العام سننتهي من قطاعي الخدمات الأرضية والصيانة بالاشتراك مع القطاع الخاص، بعد ذلك من المقرر تخصيص أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران والطيران الأساسي.
* الأنظمة الآلية الجديدة والمشاريع الاستراتيجية.. ماذا ستضيف إلى خطط «السعودية» التسويقية؟
- بكل تأكيد ستضيف الكثير والكثير؛ نظراً إلى أن إدارة الأعمال في وقتنا الحاضر تعتمد على التقنية بشكل أساسي، وعليه فإن قطاع التسويق يعمل بشكل دائم ومستمر على المواءمة بين احتياجات المؤسسة التسويقية وتقنيات الأعمال، وذلك من خلال ما توصل إليه العلم في مجال تكنولوجيا المعلومات، وهو ما يساعد المؤسسة على مواصلة التوسع التسويقي والصمود في مواجهة التحديات وتعزيز حصتها التسويقية في خضم التنافس الشديد بين شركات الطيران العالمية.
* شهد هذا العام 2010م العديد من الأحداث؛ فماذا يمثل للخطوط السعودية؟
- الخطة الاستراتيجية التي وضعتها «السعودية» جاءت بهدف تحديد المسار المستقبلي على مدى السنوات العشر المقبلة بدءاً من تحديث الأسطول ووصولاً إلى مشاريع البنى التحتية والأنظمة الآلية التي خُصصت لها استثمارات مالية ضخمة. وحقيقة هذا العام هو عام حافل بالأحداث المهمة للمؤسسة، وهو بمثابة عام بداية قطف الثمار لتلك المشاريع الضخمة التي استثمرت فيها المؤسسة مبالغ كبيرة.
* كيف تقيّمون اهتمام «السعودية» بالاستثمار في مواردها البشرية؟
- «السعودية» لم ولن تغفل الاستثمار في الموارد البشرية منذ تأسيسها وانطلاقتها، حيث قامت بإطلاق برامج خاصة مثل برنامج رواد المستقبل وبرنامج الابتعاث لموظفي الخطوط السعودية للخارج لنيل الدرجات العليا، وذلك إيماناً منها بأهمية العنصر البشري كعنصر أساسي مهم ضمن منظومة الخطة الاستراتيجية للسعودية؛ فهم الثروة الحقيقية وسواعد البناء والعطاء والتطور، كما أن قطاع التدريب ب»السعودية» قد أولته المؤسسة اهتماماً خاصاً في مختلف التخصصات والعلوم.
* نظام (أماديوس) العصا السحرية لتطوير الخدمات، هل تتفقون مع ذلك؟
- العصا السحرية للارتقاء وتطوير الخدمات هو الإنسان، الأنظمة الآلية هي مساعدة ودعامة للبشر، وبلا شك أنها تساهم بشكل كبير في تحسين الخدمات المقدمة للعملاء الكرام، وخصوصاً بعد ان تم إدخال نظام أماديوس الذي يعتبر من أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا من أنظمة خدمات الركاب وحجز المبيعات والتذاكر وخدمات الركاب بالمطار، وعملاؤنا الكرام بالتأكيد يلحظون الآن التطوير الكبير في خدمات الخطوط السعودية الإلكترونية، حيث أصبح بمقدور المسافر استكمال جميع إجراءات سفره ذاتياً بدءاً من منزله حتى جلوسه على مقعده في الطائرة، حيث يستطيع حجز رحلته بنفسه واختيار مقعده المناسب وشراء تذكرته بواسطة البطاقة الائتمانية أو من خلال نظام سداد، إضافة إلى الحصول على بطاقة الصعود إلى الطائرة إلكترونياً.
* التوسع في الخدمات الذاتية ومشروع الخصخصة هل تعتقدون أنه سيؤثر في عدد الموظفين أو وكالات السفر؟
- في الحقيقة هذا سؤال مهم.. توجه الخطوط السعودية الحالي والمستقبلي مختلف تماماً؛ فالهدف هو ماذا يريده العميل؟ العميل اليوم يريد أن تصله الخدمة في أسرع وقت ممكن وبأعلى مستوى جودة، وفي المقابل أؤكد للجميع أن الخطوط السعودية تعتز بأبنائها وكوادرها ولا تفرط في أهم ثرواتها، وبشفافية من الطبيعي مع التوسع في الخدمات الذاتية ومرحلة الخصخصة أن توجد بعض العمالة الزائدة، وهذه يتم الاستفادة منها بالتدريب وإعادة التأهيل؛ انطلاقاً من توجيه القيادة الرشيدة - رعاها الله - بألا يضار أي موظف نتيجةً للخصخصة.
* هل تضايقكم الانتقادات والشكاوى المنشورة في الصحافة؟
- في الحقيقة.. لن أبحث عن إجابة دبلوماسية لهذا السؤال، ولكن أقول إنني أتضايق كموظف في «السعودية» ومواطن عندما أجد انتقاداً لمؤسستي، وأتطلع إلى أن تكون في مقدمة الشركات العالمية، ومن جهة ثانية لا أتضايق كمسؤول؛ فجميع التنفيذيين في الخطوط السعودية، وفي مقدمتهم معالي المدير العام المهندس خالد الملحم، يولون ما ينشر من نقد بهدف الإصلاح والتعريف بمواقع الخلل في وسائل الإعلام، جل العناية والاهتمام، ويتم التواصل مع بعضها شخصياً، ويتم شكرهم على ملاحظتهم وتواصلهم مع الخطوط السعودية. وفي المقابل يوجد عتب مُحب على بعض الإخوة الإعلاميين الذين يصرون على تطبيق مفهوم العموم عند نقد الخطوط السعودية عند حادثة تأخير رحلة أو إخفاق في تقديم خدمة بالشكل المطلوب، وهذا فيه عدم إنصاف بحق آلاف من الموظفين من منسوبي الخطوط السعودية الذين لا يتوانون في خدمة المسافرين، وبذل الجهود المضنية من أجل سلامتهم وراحتهم، كما أود التنويه بالمناسبة هنا إلى أن للإعلام دوراً أساسياً ومهماً في تنمية ودعم صناعة النقل الجوي التي تعد من أعقد الصناعات في العالم؛ ذلك لأن هذه الصناعة هي الأكثر ارتباطاً بحياة الناس.
* ماذا عن معدل انضباط تشغيل رحلات الخطوط السعودية؟
- المعدل اليومي لرحلات الخطوط السعودية يتجاوز 450 رحلة، بينما تزيد نسبة انضباط مواعيد الرحلات على 85% وهو معدل يفوق العديد من كبريات شركات الطيران في العالم، ومن بينها الكثير من شركات الطيران الأوروبية والأمريكية التي لا يتراوح معدل انضباط رحلاتها في أفضل حالاتها بين 77 و80% ونحن هنا نقول إن التأخير موجود، ولا شك أن الجميع يعلم أن تأخير الرحلات في جميع أنحاء العالم يرجع إلى أسباب عديدة، من بينها - على سبيل المثال -: الأحوال الجوية، وازدحام المطارات والممرات الجوية، والاعتبارات الأمنية إلى جانب العوامل التشغيلية والأسباب الفنية الطارئة التي تتعلق بسلامة الركاب والطائرة، وهنا فالخطوط السعودية لا تسمح بمغادرة الطائرة بأي حال من الأحوال إلا بعد معالجة وإصلاح الخلل الفني بشكل تام، من منطلق تطبيق أعلى معايير السلامة التي تأتي فوق كل اعتبار آخر، ولا مساومة عليه، وكثير من هذه العوامل خارجة عن إدارة شركات الطيران.
وفي المقابل تحرص «السعودية» على تقديم الخدمات اللازمة للتخفيف من آثار حالات التأخير الخارج عن الإرادة مثل تقديم الوجبات والمرطبات والإسكان بالفنادق مع تواجد المسؤولين الميدانيين مع الركاب للإجابة عن أي استفسار وإشعارهم بما يستجد من معلومات عن مواعيد رحلاتهم.
* مسمى نائب مدير عام الخطوط السعودية، ماذا أضاف لعبدالعزيز الحازمي؟
- في الأساس أنا ابن هذه المؤسسة العزيزة، المسميات الشخصية أو الوظيفية ليست مهمة، المهم هو الإخلاص في العمل لوجه الله تعالى قبل كل شيء، ومن ثم لهذا الصرح الكبير الذي أعطانا الكثير ولا يزال، ومهما بذلنا فلن نوفيه حقه علينا.
* هل لكم من رسالة ترغبون توجيهها؟
- أودُّ في نهاية حديثي أن أنقل شكر وتقدير معالي المدير العام والإدارة التنفيذية إلى جميع الموظفين في كل المحطات ومواقع الخدمة، وأوجه رسالتين: الأولى إلى كل الإخوة الزملاء موظفي «السعودية»، وخصوصاً موظفي الصف الأمامي، بضرورة أن ندرك جميعاً حجم التحديات المستقبلية؛ فاليوم المؤسسة تمر بمرحلة إعادة هيكلة كبيرة تتطلب أن نعمل معاً للمحافظة على النجاح، ونبذل مزيداً من الجهد ونتكاتف جميعاً في مختلف القطاعات، وفي المقابل أقول للجميع: إن الإدارة التنفيذية تعلم يقيناً أن هناك جهوداً حثيثة صادقة تبذلونها، وأنكم تعملون بإخلاص لتعزيز المكانة الرائدة لصرحنا الوطني. والرسالة الثانية لعملائنا الأعزاء، وأقول لهم: إن الخطوط السعودية بخير - بإذن الله -؛ لوجودها في هذا الوطن المعطاء، والدعم اللا محدود الذي تجده من حكومتنا الرشيدة.
ارقام
http://www.argaam.com/Portal/Content...ticleid=164713
تعليق