حساسية الأنف والجيوب الأنفية
بقلم: الدكتور عرابه فخري عزي*
يمكن تعريف حساسية الأنف بأنها مرض وراثي ينتقل في العائلة من الأبوين إلى الأبناء، ويحصل نتيجة التعرض لبعض أنواع البروتينات الناتجة من المادة المسببة مثل العطور، الروائح، الغبار، حبوب اللقاح، شعر الحيوانات والأطعمة، والأشهر هو بعض أنواع الحشرات الدقيقة الحجم والتي تتعايش في الجو الرطب البارد، وتكون غرف النوم المكان الأمثل لتواجدها حيث تحتوي فضلات هذه الحشرات على أنزيمات تكون هي المسؤولة عن تهيج الحساسية عند الأشخاص المصابين بمرض حساسية الأنف، وذلك يكون نتيجة تطاير هذه الأنزيمات في الجو ومن ثم تدخل أغشية الأنف مما ينتج عنه تهيج الأغشية واستنفار كريات الدم البيضاء المسؤولة عن الحساسية التي تقوم بمهاجمة البروتين الداخل للجسم ومن ثم تقوم بالارتباط به وإفراز مواد كثيرة منها مادة الهستامين التي بدورها تؤدي إلى أعراض شبيهة بأعراض الزكام وهي ازدياد إفرازات الأنف - العطاس الشديد - حكة العين - حكة الأنف وسقف الحلق - انسداد الأنف، ويكون الفرق بينهما وبين مرضى الزكام أو الأنفلونزا هو أنه في الأخير يكون هناك ارتفاع في درجة الحرارة وآلام في الجسم والمفاصل والتعب العام.
ويمكننا من تقســـيم حساسية الأنف إلى نوعين هما: حساسية مزمنـة وحساسية موسمية وتكون الموسـمية نتيجة التعرض لحبوب اللقاح مثلا في موسم الربيع ويمكن القياس على ذلك في باقي فصول السنة، أما الحساسية المزمنة فتكون نتيجة التعرض لتلك الأنزيمات الناتجة عن فضلات الحشرات الصغيرة (كما شرحت سابقاً).
وهناك علاقة وثيقة بين حساسية الأنف وحساسية الصدر (الربو) وحساسية الجلد وهي تشغل النوع الأول من الحساسية.
ونتيجة للحساسية المفرطة عند بعض الأشخاص ولفترات طويلة بدون استشارة الطبيب المختص يحدث تضخم في أغشية الأنف والجيوب الأنفية ويؤدي ذلك إلى التهابات حادة أو مزمنة مما يؤدي إلى تضخم واحتقان الأغشية الأنفية وأغشية الجيوب الأنفية ويؤدي ذلك أيضاً إلى تراكم السوائل في تلك الأغشية والذي يؤدي بتلك الأغشية إلى مايشبه البالون الممتلئ بالماء وقسمي اللحميات، Polyps ويمكن إجراء الفحوصات المخبرية للتأكد من الحساسية وذلك بحساب نسبة كريات الدم البيضاء في الجسم وبالأخص المسؤولة عن الحساسية وهناك أنواع أخرى من الاختبارات وهي أخذ عينة من الدم وفرز كريات الدم البيضاء منها وتعريضها لبروتينات تحتوي على مواد مشعة وذلك لمعرفة نوع المادة المسببة للحساسية وهناك أنواع أخرى من الاختبارات وهي أخذ عينة من إفرازات الأنف وفحصها تحت المجهر لمعرفة هل المريض يعاني من حساسية الأنف. هذا بالإضافة إلى أنواع أخرى من الاختبارات والأشعات التي من الممكن إجراؤها في بعض الحالات التي تنتج عن حساسية الأنف لالتهابات الجيوب الأنفية.
أما بخصوص علاج الحساسية الأنفية فأهم العلاج هو الوقاية من المواد المسببة لتهيج الحـــساسية وكما قيـــل سابقا الوقاية خير من العلاج ومعظـــم المرضى يكون معروفا لديهم هذه المواد نتيـــجة خبرة التعرض لها وتأثرهم بها ســواء كانت عن طريق الشم (الأنف) أو عن طريق الفم (الأكل)، أما العــلاج بالأدوية فإنه بالرغم من التقدم العلمي إلا أنــه وحتى الوقت الحاضر لا يوجد عـــلاج فعال للحساسية إنما هنالك أدوية تـــؤدي لتخفيف أعراض الحساسية وتحسين الوضع الصحي للمريض وأشهرها مضادات الهســتامين بمختلف أنواعها من الجيل الأول والجـــيل الثـــاني والفرق بينهما هو فعالية هذه الأدوية في عدد المرات يومياً وما يصاحب أدوية الجيل الأول من احساس بالنعاس والنوم أما الجيل الثاني من هذه الأدوية فلا يؤدي إلى الإحساس بالنوم كما أنه يعطي كجرعة واحدة كل 24 ساعة.
وما زالت شركات الأدوية تتسابق لتصنيع ما هو جديد من هذه الأدوية، وهناك نوع آخر من العلاج وذلك بطريقة (وداوها بالتي كانت هي الداء)، وذلك بتعريض الجسم للمادة البروتينية التي يعرف أنها تسبب الحساسية للمريض وذلك بإعطائه جرعة منخفضة جداً من هذا العلاج وكانت في السابق تعطى على هيئة حقن تحت الجلد ولكن بسبب مخاطرها الكبيرة من تعرض الجسم لحالة تهيج شديدة قد تؤدي إلى الوفاة لا سمح الله، ثم في الوقت الحاضر تُحضر هذه العلاجات على شكل نقط تحت اللسان أو بخاخ في الأنف وتعطى في المنزل بإشراف طبيب متخصص في أمراض الحساسية، ولكن ذلك يعتمد على نوع الحساسية في الجسم أو أن تكون في الجسم حساسية من نوع واحد أو أكثر، وكلما زاد عدد الأنواع التي يتحسس منها الجسم قلت فعالية الدواء ونتيجته في الشفاء وتتراوح النتيجة من (20-60%)، كما أن هناك بعض الأنواع من البخاخات التي تعطى عن طريق الأنف والتي تحتوي على تركيز قليل جداً من مادة (الكورتيزون) والتي ننصح باستعمالها لهؤلاء المرضى وذلك بجرعات معينة ولمدة محددة بإشراف الطبيب ويمكن استخدامها أيضاً لفترات طويلة ولكن بمتابعة الطبيب.
كما أن هناك بعض أنواع البخاخات التي تؤدي إلى ضمور الأوعية الدموية الموجودة في الأنف والتي يكون مفعولها سريعا وفعالا حتى إن بعض المرضى يعتادون على استخدامها وهي ضارة لأغشية الأنف إذا لم تكن تحت إشراف الطبيب ولفترة محددة.
*استشاري الأنف والأذن والحنجرة
وجراحة الرأس والرقبة
الخدمات الطبية بـ"السعودية"
وجراحة الرأس والرقبة
الخدمات الطبية بـ"السعودية"
المصدر\ عالم السعودية
تعليق