كيف تشكر على القليل
وقد قصرت في شكر القليل
د . عائض القرني
إن من لا يحمد الله على الماء البارد العذب الزلال , لا يحمده
على القصور الفخمة , والمراكب الفارهة , والبساتين الغناء .
وإن من لا يشكر الله على الخبز الدافئ , لا يشكره على الموائد
الشهية والوجبات اللذيذة , لأن الكنود الجحود يرى القليل والكثير
سواء , وكثير من هؤلاء أعطى ربه المواثيق الصارمة , على أنه
متى أنعم عليه وحباه وأغدق عليه , فسوف يشكر وينفق ويتصدق .
{ ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من
الصالحين * فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون } .
ونحن نلاحظ كل يوم من هذا الصنف بشرا كثيرا , كاسف البال مكدر
الخاطر , خاوي الضمير , ناقما على ربه أنه ما أجزل له العطية
ولا أتحفه برزق واسع , بينما هو يرفل في صحة وعافيه وكفاف
ولم يشكر ربه وهو في فراغ وفسحة , فكيف لو شغل مثل هذا الجاحد
بالكنوز والدور والقصور ؟! إذن كان أكثر شرودا من ربه , وعقوقا
لمولاه وسيده .
الحافي منا يقول : سوف أشكر ربي إذا منحني حذاء , وصاحب الحذاء
يؤجل الشكر حتى يحصل على سيارة فارهة , نأخذ النعم نقدا , ونعطي
الشكر نسيئة , رغباتنا على الله ملحة , وأوامر الله عندنا بطيئة الامتثال .
تعليق