دور ريادي لدولة قطر في الوقود البديل للطائرات
11 % زيادة في عدد الركاب عالمياً في 2010
خطة للحد من انبعاثات الكربون بنسبة 1٫5 % حتى 2020
8٫9 مليار دولار أرباح شركات الطيران في 2010
100 مليار دولار حجم مشاريع بنية صناعة الطيران في المنطقة
19% نمو في حركة نقل الركاب في المنطقة
حوار: طارق خطاب:
ثمن السيد مجدي صبري نائب رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي "أياتا" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا جهود دولة قطر المتعلقة بالوقود البديل للطائرات مشيرا الى ان ذلك الوقود سوف يلعب دورا مهما في الحد من انبعاثات الكربون.
ودعا في حوار مع الراية الاقتصادية على هامش المؤتمر الذي نظمه الطيران المدني الحكومات و القطاع الخاص على الاستثمار في الوقود البديل للحد من التأثيرات السلبية لانبعاث الكربون على البيئة.
وأشار الى ان صناعة الطيران شهدت العام الحالي نموا استثنائيا كونه عاما للتعافي من اثار الازمة العالمية متوقعا صعوبة استمرار ذلك النمو على الصناعة في عام 2011 على نفس وتيرة 2010.
وأوضح ان عام 2010 سوف ينتهي على زيادة في عدد الركاب على مستوى العالم بمقدار 11 % متوقعا انخفاض تلك النسبة الى 5 % في عام 2011 نظرا لأن العام الحالي شهد نمو استثنائيا بسبب التعافي من الازمة العالمية.
وأشار الى ان صناعة الطيران المدني تشكل 2% من ابعاثات الكربون في العالم لافتا الى انها الصناعة الوحيدة في العالم التى وضعت لنفسها خطة لخفض انبعاثات الكربون بنسبة 1٫5 % من الان حتى 2020.
ولفت الى وجود مشاريع للبنية التحتية الخاصة بقطاع الطيران من حيث المطارات والخدمات الملاحية في المنطقة تفوق قيمتها 100 مليار دولار مشيرا الى ان هذه المشاريع كافية لاستيعاب الحركة للعقد القادم في اقل تقدير.
الى نص الحوار
في البداية كيف ترى واقع صناعة الطيران بعد انقضاء اكبر ازمة شهدتها الصناعة ؟
بعد انقضاء الازمة المالية العالمية فان حركة النقل الجوي تحسنت بشكل ملحوظ اسرع ما كنا نتوقع حيث ذادت نسبة النمو خلال الفترة مابين بداية 2010 حتى شهر سبتمبر الماضي بنسبة 8٫3 % و حركة الشحن زادت بنسبة 25 % وتلك النتائج لم يكن متوقع حدوثها بهذه السرعة ، حيث جاء التعافي سريعا ليس فقط في حركة النقل الجوي ولكن ايضا في ربحية شركات الطيران وبالرغم من اننا كنا قد قدرنا بلوغ ارباح شركات الطيران 2٫8 مليار دولار في اول 2010 ولكن بعد المؤشرات الايجابية للشركات قمنا بتعديل تلك التوقعات الى 5٫6 مليار دولار في يونيو والان بلغت 8٫9 مليار دولار، والجديدر بالذكر ان ارباح شركات الطيران تحتلف من منطقة لاخرى ولكن بصورة عامة فان شركات الطيران في مختلف دول العالم سوف تحقق ارباحا باستثناء الشركات في الدول الاوروبية والتى من المتوقع ان تحقق خسارة قيمتها 2 مليار دولار، فيما تحظى منطقة الشرق الاوسط باعلى نسب النمو كالعادة وهذا الامر مستمر على نفس الوتيرة منذ عشر سنوات حيث ان حركة النمو في نقل الركاب زادت في المنطقة بنسبة 19 % مقابل 8٫3 % على مستوى العالم كما ان حركة الشحن ذادت بنسبة 31 % ، ومن المتوقع ان تحقق شركات الطيران بالمنطقة ارباحا تقدر ب 400 مليون دولار في عام 2010 مقابل خسارة 600 مليون دولار لعام 2009 وبالتالي هناك تحسن في عمليات التشغيل لشركات طيران المنطقة مقدارها مليار دولار.
وهذا التحسن استمر حتى نهاية العام ، كما انه حسب التوقعات فان معدل نمو حركة الركاب في الشرق الاوسط يبلغ 21 % مقارنه مع 11 % مستوى العالم.
نمو الطلب
في ضوء تلك المؤشرات كيف تتوقعون نمو الطلب حركة النقل الجوي؟
نتوقع نمو الطلب على حركة النقل الجوي اكثر من نمو السعة المعروضة (عدد المقاعد المعروضة) بمعنى ان شركات الطيران لن تزيد كثيرا من عدد المقاعد ولكنها ستتمتع بمميزات ارتفاع الطلب المتمثلة بزيادة الدخل والتحكم في النفقات الامر الذي سيعود ايجابياعلى شركات الطيران في صورة ارباح كبيرة.
المنافسة الصحية
في ظل نجاح اكثر من شركة طيران خليجية على مستوى العالم .. كيف ترون المنافسة بين تلك الشركات؟
المنافسة امر صحي وطبيعي وجيد للركاب وتؤدي الى تحسين المنتج والخدمة المقدمة للراكب باعتبار ان شركات الطيران تتنافس فيما بينها ولكننا ندعو ان يكون هذا التنافس بشكل عادل ومتكافئ بحيث تمنح شركات الطيران فرص متساوية وتستطيع ان تنمى خدماتها وتحصل على نصيبها من حركة النقل الجوي على اسس عادلة ومتساوية.
نجاح الشركات
بوجهة نظرك كيف تقيمون تجربة نجاح شركات الطيران الخليجية مثل القطرية وطيران الامارات وكذلك الاتحاد؟
ان الشركات المذكورة استطاعت ان تؤسس قواعد انطلاق في بلدانها وهذه القواعد متقدمة وحديثة وفي نفس الوقت قامت بتحديث اساطيلها بشكل ممتاز و رفعت من مستوى خدماتها بشكل منافس الامر الذي ساعدها في جذب اعداد متزايدة من الركاب ليس القادمين الى المنطقة فقط ولكن ايضا العابرين من خلال المنطقة والربط مابين اوروبا واسيا والشرق الاقصى واستراليا.
الرؤية الواضحة
كيف استطاعت الشركات الخليجية النجاح خلال العشر سنوات الاخيرة ؟
لقد نجحت شركات الطيران الخليجية في تأسيس عدة قواعد للانطلاق في كل دولة العالم وذلك بفضل الرؤية الواضحة لدى تلك الشركات من حيث ايمانها بان لها دور تستطيع القيام به عن طريق نقل نصيب اكبر من حركة النقل الجوي مابين الشرق والغرب في الوقت الذي تواجه الدول الاوروبية ضغوطا على البنية التحتية ومن المستحيل اقامة مدارج طائرات جديدة او توسيع المباني القائمة حاليا في اوروبا بسبب جماعات الضغط التى تحاول ان تحد من توسع قطاع الطيران في اوروبا ، وذلك على عكس الامكانات التوسعية الكبيرة المتوفرة في منطقة الشرق الاوسط.
كما تمكنت شركات طيران المنطقة من اجتذاب الركاب من اوروبا الذين لايستخدمون المطارات الاوروبية الرئيسية ، الامر الذي ساعدها في نقل اعداد اكبر من الركاب، وكذلك الخدمات الجيدة التى تقدمها شركات الطيران الخليجية ساهمت بشكل مباشر في زيادة حصتها من السوق.
الشركات العربية
كيف ترى حصة شركات الطيران العربية من حركة النقل العالمي ؟
في عام 2011 كانت حصة شركات الطيران العربية من حركة النقل الجوي 5% وفي عام 2009 ارتفع الى 11 % وهذا الارتفاع يعزى الى ان نسبة النمو في الحركة لشركات المنطقة كانت اكثر من ضعف نسب النمو العالمية.
التوسعات السريعة
هل تعتقد أن التوسع السريع الذي قامت به شركات الطيران له انعكسات سلبية مستقبلية ؟
ان التوسعات السريعة التى قامت بها شركات الطيران بالمنطقة ليست مضرة بكل حال من الاحوال بل بالعكس فان ذلك التوسع استطاع ان ينعش قطاع النقل الجوي في المنطقة واثبت انه لا يوجد طاقة زائدة خاصة اذا نظرنا الى معدلات اول 9 اشهر من عام 2010 بالنسبة للمنطقة نرى ان حركة الركاب كانت 21 % بينما السعة المعروضة 15٫9 % وذلك مؤشر قوي على مدى الحاجة الى سعات جديدة لتقابل النمو في الطلب ، ولا يوجد طائقة زائدة حتى الان ولكن يجب على شركات الطيران ان تراقب ذلك مستقبلا حتى لا تكون الطاقة المعروضة اكثر من الطلب ما يؤثر على نسبة اشغال الطائرات وفي النهاية ينعكس على ربحيتها .
شركات جديدة
هل السوق في المنطقة يستوعب شركات طيران جديدة ؟
فيما يخص الحركة البينية في المنطقة نعتقد انه مع زيادة النزعه التحررية لدى حكومات المنطقة من حيث النقل الجوي فانه من المتوقع ظهور شركات طيران جديدة ، خاصة للقطاع الخاص وسوف تتنافس تلك الشركات مع بعضها ومن يستيطع مواجهة تلك المنافسة والتحديات سوف ينجح ويستمر.
الدعم الحكومي
هل ترون ان الدعم الحكومي مهم لصناعة الطيران ام الدور الاكبر على القطاع الخاص؟
هناك مرحلة من المراحل تتدخل فيها الحكومات بالانفاق وذلك لبناء البنية التحتية للبلد ، والدول الخليجية عموما جديدة وبالتالي فالحكومات مطالبة فيها ان تستثمر في بداية الامر في البنى التحتية حتى تستطيع ان تؤسس لمطارات وشركات طيران تستطيع ان تحقق الاهداف الاجتماعية والاقتصادية لها ولكن على المدى البعيد يجب على هذه الشركات ان تنافس على اسس عادلة و لا يكون هناك دعم مباشر لهذه الشركات بحيث تستطيع ان تنافس في المجال الجوى على اسس متكافئة .
انبعاث الكربون
الى اين تذهب الازمة المثارة حاليا بين الاتحاد الاوروبي ودول العالم الخاصة بانبعاث نسبة ثاني اكسيد الكربون؟
ان الاتحاد الاوروبي يريد ان يضع نظاما للضرائب خاصا بانبعاثات الكربون يفرضه خارج حدوده وهذا الامر غير مناسب وقد يكون غير قانوني اذ اننا نعتقد ان قطاع الطيران باعتباره قطاعا عالميا يجب ان يعامل كقطاع واحد في مكان واحد وان لا تفرض ضرائب على شركات الطيران اينما ذهبت ، وفي حالة تحمل شركات الطيران مسؤوليتها الاجتماعية والبيئية فيجب ان تتحملها على اساس واحد وكقطاع واحد، ونعتقد ان منظمة الطيران المدني الدولية الاكايو هي المكان المناسب لتولي موضوع انبعاثات الكربون الناشئة عن الطيران ويجب ان نؤكد ان الطيران المدني يشكل 2% من ابعاثات الكربون في العالم ومع ذلك هو الصناعة الوحيدة في العالم التى وضعت لنفسها خطة بحيث تخفض انبعاثات الكربون بنسبة 1٫5 % من الان حتى 2020 عندما تصل الى نقطة التعادل بحيث لا تزيد هذه الانبعاثات بعد ذلك مع وجود هدف طموح في سنة 2050 تتناقص تلك الانبعاثات بمعدل 50% عن معدلها في عام 2005.
والمشكلة حاليا تكمن في ان الاتحاد الاوروبي اراد فرض تلك الضرائب على شركات الطيران فضلا عن ان هناك 7 دول تدرس فرض مثل تلك الضرائب ، وحقيقه في حالة فرض 20 دولة او اكثر لضرائب بشكل منفصل على شركات الطيران فان ذلك سينعكس سلبيا على شركات الطيران والركاب ما سيؤدي الى تدهور الوضع المالي لشركات الطيران مرة اخرى بسبب الازدواج الضريبي المتعلق بالبيئة في جميع تلك الدول.
بوجهة نظرك كيف يمكن الوصول الى حلول لازمة ضرائب انبعاث الكربون؟
يجب التحرك لحل تلك المشكلة بشكل جماعي، وبالفعل مؤتمر الاكايو الذي عقد مؤخرا شهد اقرار دول العالم ان الاكايو هي الجهة التى يجب التعامل بعها بشأن انبعاثات الكربون الخاصة بقطاع الطيران وهذا القرار يعتبر بداية جيدة، من خلال صياغة موقف واحد لصناعة النقل الجوي وسنعمل على ان يتبنى مؤتمر التغير المناخي بالمكسيك وجهة نظرنا، ومستمرون لتحقيق اهدافنا لنكون اول قطاع في العالم ينظم الجهد الخاص بتخفيض انبعاثات الكربون.
الوقود الحيوي
هل استخدام الوقود البديل لشركات الطيران سوف يلعب دورا في الحد من انبعاث الكربون؟
بالتأكيد استخدام الوقود البديل يحد من انبعاثات الكربون وهذه عملية مستمرة ودولة قطر لديها دور ريادي تقوم به في المنطقة من حيث استخدام وقود صديق للبيئة ونؤمن ان الوقود الحيوي مكمل لما نقوم به حاليا واحد العوامل التى ستمكننا من تحقيق اهدافنا في تخفيض انبعاثات الكربون وندعو الحكومات الى وضع الاستثمارات المناسبة وحث القطاع الخاص على الاستثمار في الوقود البديل بحيث يمكن نخفض من الانبعاثات في اسرع وقت ممكن.
تباطؤ الاقتصاد
توقع صندوق النقد الدولي حدوث بعض التباطؤ في الاقتصاد العالمي .. كيف ترى تأثير ذلك على صناعة الطيران؟
نتفق مع صندوق النقد الدولي في توقعاته لان عام 2010 شهدت نموا استثنائيا وكانت عاما للتعافي بالمقارنة مع 2009، ولذلك هناك شكوك في استمرار نمو صناعة الطيران في عام 2011 على نفس وتيرة 2010.
وبحسب الاحصائيات فان عام 2010 ينتهي على زيادة في عدد الركاب بمقدار 11 % بالمقارنة بالعام الماضي على مستوى العالم ، وفي عام 2011 من المتوقع ان يكون النمو عند حدود 5 %. وبالنسبة لمنطقة الشرق الاوسط فان النسبة 21 % في 2010 وسوف تنخفض في 2011 الى 10٫4 %
بماذا تفسر ذلك الانخفاض في نسبة عدد الركاب في 2011؟
هناك عدة اسباب منها ان النمو في عام 2010 كان استثنائيا وكذلك التوسعات التى حدثت العام الجاري كانت كبيرة وخلال العام المقبل ستكون وتيرة تلك التوسعات ابطأ قليلا وبالتالي حركة النمو لن تكون كبيرة، كما ان دخل الفرد في المناطق التى تصدر حركة النقل الجوي قد تكون اقل في عام 2011 ايضا لان الحكومات قد انفقت كثيرا في العاميين الماضين على انقاذ المؤسسات المالية ولذا الانفاق الحكومي في 2011 من المتوقع ان يكون قليلا بما ينعكس سلبا على حركة النقل الجوي على مستوى العالم .
البنية التحتية
كيف تقيمون نمو البنية التحتية من صناعة المطارات بالمنطقة؟
نرى ان المنطقة قد طورت بنيتها التحتية بما يتناسب مع الطلب المتوقع والان مطارات المنطقة تستطيع ان تستوعب الاعداد المتزايدة من الركاب التى تأتي اليها وهناك مشاريع للبنية التحتية للصناعة من حيث المطارات والخدمات الملاحية في المنطقة تفوق 100 مليار دولار وهذه المشاريع كافية لاستيعاب الحركة للعقد القادم على الاقل.
11 % زيادة في عدد الركاب عالمياً في 2010
خطة للحد من انبعاثات الكربون بنسبة 1٫5 % حتى 2020
8٫9 مليار دولار أرباح شركات الطيران في 2010
100 مليار دولار حجم مشاريع بنية صناعة الطيران في المنطقة
19% نمو في حركة نقل الركاب في المنطقة
حوار: طارق خطاب:
ثمن السيد مجدي صبري نائب رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي "أياتا" للشرق الأوسط وشمال أفريقيا جهود دولة قطر المتعلقة بالوقود البديل للطائرات مشيرا الى ان ذلك الوقود سوف يلعب دورا مهما في الحد من انبعاثات الكربون.
ودعا في حوار مع الراية الاقتصادية على هامش المؤتمر الذي نظمه الطيران المدني الحكومات و القطاع الخاص على الاستثمار في الوقود البديل للحد من التأثيرات السلبية لانبعاث الكربون على البيئة.
وأشار الى ان صناعة الطيران شهدت العام الحالي نموا استثنائيا كونه عاما للتعافي من اثار الازمة العالمية متوقعا صعوبة استمرار ذلك النمو على الصناعة في عام 2011 على نفس وتيرة 2010.
وأوضح ان عام 2010 سوف ينتهي على زيادة في عدد الركاب على مستوى العالم بمقدار 11 % متوقعا انخفاض تلك النسبة الى 5 % في عام 2011 نظرا لأن العام الحالي شهد نمو استثنائيا بسبب التعافي من الازمة العالمية.
وأشار الى ان صناعة الطيران المدني تشكل 2% من ابعاثات الكربون في العالم لافتا الى انها الصناعة الوحيدة في العالم التى وضعت لنفسها خطة لخفض انبعاثات الكربون بنسبة 1٫5 % من الان حتى 2020.
ولفت الى وجود مشاريع للبنية التحتية الخاصة بقطاع الطيران من حيث المطارات والخدمات الملاحية في المنطقة تفوق قيمتها 100 مليار دولار مشيرا الى ان هذه المشاريع كافية لاستيعاب الحركة للعقد القادم في اقل تقدير.
الى نص الحوار
في البداية كيف ترى واقع صناعة الطيران بعد انقضاء اكبر ازمة شهدتها الصناعة ؟
بعد انقضاء الازمة المالية العالمية فان حركة النقل الجوي تحسنت بشكل ملحوظ اسرع ما كنا نتوقع حيث ذادت نسبة النمو خلال الفترة مابين بداية 2010 حتى شهر سبتمبر الماضي بنسبة 8٫3 % و حركة الشحن زادت بنسبة 25 % وتلك النتائج لم يكن متوقع حدوثها بهذه السرعة ، حيث جاء التعافي سريعا ليس فقط في حركة النقل الجوي ولكن ايضا في ربحية شركات الطيران وبالرغم من اننا كنا قد قدرنا بلوغ ارباح شركات الطيران 2٫8 مليار دولار في اول 2010 ولكن بعد المؤشرات الايجابية للشركات قمنا بتعديل تلك التوقعات الى 5٫6 مليار دولار في يونيو والان بلغت 8٫9 مليار دولار، والجديدر بالذكر ان ارباح شركات الطيران تحتلف من منطقة لاخرى ولكن بصورة عامة فان شركات الطيران في مختلف دول العالم سوف تحقق ارباحا باستثناء الشركات في الدول الاوروبية والتى من المتوقع ان تحقق خسارة قيمتها 2 مليار دولار، فيما تحظى منطقة الشرق الاوسط باعلى نسب النمو كالعادة وهذا الامر مستمر على نفس الوتيرة منذ عشر سنوات حيث ان حركة النمو في نقل الركاب زادت في المنطقة بنسبة 19 % مقابل 8٫3 % على مستوى العالم كما ان حركة الشحن ذادت بنسبة 31 % ، ومن المتوقع ان تحقق شركات الطيران بالمنطقة ارباحا تقدر ب 400 مليون دولار في عام 2010 مقابل خسارة 600 مليون دولار لعام 2009 وبالتالي هناك تحسن في عمليات التشغيل لشركات طيران المنطقة مقدارها مليار دولار.
وهذا التحسن استمر حتى نهاية العام ، كما انه حسب التوقعات فان معدل نمو حركة الركاب في الشرق الاوسط يبلغ 21 % مقارنه مع 11 % مستوى العالم.
نمو الطلب
في ضوء تلك المؤشرات كيف تتوقعون نمو الطلب حركة النقل الجوي؟
نتوقع نمو الطلب على حركة النقل الجوي اكثر من نمو السعة المعروضة (عدد المقاعد المعروضة) بمعنى ان شركات الطيران لن تزيد كثيرا من عدد المقاعد ولكنها ستتمتع بمميزات ارتفاع الطلب المتمثلة بزيادة الدخل والتحكم في النفقات الامر الذي سيعود ايجابياعلى شركات الطيران في صورة ارباح كبيرة.
المنافسة الصحية
في ظل نجاح اكثر من شركة طيران خليجية على مستوى العالم .. كيف ترون المنافسة بين تلك الشركات؟
المنافسة امر صحي وطبيعي وجيد للركاب وتؤدي الى تحسين المنتج والخدمة المقدمة للراكب باعتبار ان شركات الطيران تتنافس فيما بينها ولكننا ندعو ان يكون هذا التنافس بشكل عادل ومتكافئ بحيث تمنح شركات الطيران فرص متساوية وتستطيع ان تنمى خدماتها وتحصل على نصيبها من حركة النقل الجوي على اسس عادلة ومتساوية.
نجاح الشركات
بوجهة نظرك كيف تقيمون تجربة نجاح شركات الطيران الخليجية مثل القطرية وطيران الامارات وكذلك الاتحاد؟
ان الشركات المذكورة استطاعت ان تؤسس قواعد انطلاق في بلدانها وهذه القواعد متقدمة وحديثة وفي نفس الوقت قامت بتحديث اساطيلها بشكل ممتاز و رفعت من مستوى خدماتها بشكل منافس الامر الذي ساعدها في جذب اعداد متزايدة من الركاب ليس القادمين الى المنطقة فقط ولكن ايضا العابرين من خلال المنطقة والربط مابين اوروبا واسيا والشرق الاقصى واستراليا.
الرؤية الواضحة
كيف استطاعت الشركات الخليجية النجاح خلال العشر سنوات الاخيرة ؟
لقد نجحت شركات الطيران الخليجية في تأسيس عدة قواعد للانطلاق في كل دولة العالم وذلك بفضل الرؤية الواضحة لدى تلك الشركات من حيث ايمانها بان لها دور تستطيع القيام به عن طريق نقل نصيب اكبر من حركة النقل الجوي مابين الشرق والغرب في الوقت الذي تواجه الدول الاوروبية ضغوطا على البنية التحتية ومن المستحيل اقامة مدارج طائرات جديدة او توسيع المباني القائمة حاليا في اوروبا بسبب جماعات الضغط التى تحاول ان تحد من توسع قطاع الطيران في اوروبا ، وذلك على عكس الامكانات التوسعية الكبيرة المتوفرة في منطقة الشرق الاوسط.
كما تمكنت شركات طيران المنطقة من اجتذاب الركاب من اوروبا الذين لايستخدمون المطارات الاوروبية الرئيسية ، الامر الذي ساعدها في نقل اعداد اكبر من الركاب، وكذلك الخدمات الجيدة التى تقدمها شركات الطيران الخليجية ساهمت بشكل مباشر في زيادة حصتها من السوق.
الشركات العربية
كيف ترى حصة شركات الطيران العربية من حركة النقل العالمي ؟
في عام 2011 كانت حصة شركات الطيران العربية من حركة النقل الجوي 5% وفي عام 2009 ارتفع الى 11 % وهذا الارتفاع يعزى الى ان نسبة النمو في الحركة لشركات المنطقة كانت اكثر من ضعف نسب النمو العالمية.
التوسعات السريعة
هل تعتقد أن التوسع السريع الذي قامت به شركات الطيران له انعكسات سلبية مستقبلية ؟
ان التوسعات السريعة التى قامت بها شركات الطيران بالمنطقة ليست مضرة بكل حال من الاحوال بل بالعكس فان ذلك التوسع استطاع ان ينعش قطاع النقل الجوي في المنطقة واثبت انه لا يوجد طاقة زائدة خاصة اذا نظرنا الى معدلات اول 9 اشهر من عام 2010 بالنسبة للمنطقة نرى ان حركة الركاب كانت 21 % بينما السعة المعروضة 15٫9 % وذلك مؤشر قوي على مدى الحاجة الى سعات جديدة لتقابل النمو في الطلب ، ولا يوجد طائقة زائدة حتى الان ولكن يجب على شركات الطيران ان تراقب ذلك مستقبلا حتى لا تكون الطاقة المعروضة اكثر من الطلب ما يؤثر على نسبة اشغال الطائرات وفي النهاية ينعكس على ربحيتها .
شركات جديدة
هل السوق في المنطقة يستوعب شركات طيران جديدة ؟
فيما يخص الحركة البينية في المنطقة نعتقد انه مع زيادة النزعه التحررية لدى حكومات المنطقة من حيث النقل الجوي فانه من المتوقع ظهور شركات طيران جديدة ، خاصة للقطاع الخاص وسوف تتنافس تلك الشركات مع بعضها ومن يستيطع مواجهة تلك المنافسة والتحديات سوف ينجح ويستمر.
الدعم الحكومي
هل ترون ان الدعم الحكومي مهم لصناعة الطيران ام الدور الاكبر على القطاع الخاص؟
هناك مرحلة من المراحل تتدخل فيها الحكومات بالانفاق وذلك لبناء البنية التحتية للبلد ، والدول الخليجية عموما جديدة وبالتالي فالحكومات مطالبة فيها ان تستثمر في بداية الامر في البنى التحتية حتى تستطيع ان تؤسس لمطارات وشركات طيران تستطيع ان تحقق الاهداف الاجتماعية والاقتصادية لها ولكن على المدى البعيد يجب على هذه الشركات ان تنافس على اسس عادلة و لا يكون هناك دعم مباشر لهذه الشركات بحيث تستطيع ان تنافس في المجال الجوى على اسس متكافئة .
انبعاث الكربون
الى اين تذهب الازمة المثارة حاليا بين الاتحاد الاوروبي ودول العالم الخاصة بانبعاث نسبة ثاني اكسيد الكربون؟
ان الاتحاد الاوروبي يريد ان يضع نظاما للضرائب خاصا بانبعاثات الكربون يفرضه خارج حدوده وهذا الامر غير مناسب وقد يكون غير قانوني اذ اننا نعتقد ان قطاع الطيران باعتباره قطاعا عالميا يجب ان يعامل كقطاع واحد في مكان واحد وان لا تفرض ضرائب على شركات الطيران اينما ذهبت ، وفي حالة تحمل شركات الطيران مسؤوليتها الاجتماعية والبيئية فيجب ان تتحملها على اساس واحد وكقطاع واحد، ونعتقد ان منظمة الطيران المدني الدولية الاكايو هي المكان المناسب لتولي موضوع انبعاثات الكربون الناشئة عن الطيران ويجب ان نؤكد ان الطيران المدني يشكل 2% من ابعاثات الكربون في العالم ومع ذلك هو الصناعة الوحيدة في العالم التى وضعت لنفسها خطة بحيث تخفض انبعاثات الكربون بنسبة 1٫5 % من الان حتى 2020 عندما تصل الى نقطة التعادل بحيث لا تزيد هذه الانبعاثات بعد ذلك مع وجود هدف طموح في سنة 2050 تتناقص تلك الانبعاثات بمعدل 50% عن معدلها في عام 2005.
والمشكلة حاليا تكمن في ان الاتحاد الاوروبي اراد فرض تلك الضرائب على شركات الطيران فضلا عن ان هناك 7 دول تدرس فرض مثل تلك الضرائب ، وحقيقه في حالة فرض 20 دولة او اكثر لضرائب بشكل منفصل على شركات الطيران فان ذلك سينعكس سلبيا على شركات الطيران والركاب ما سيؤدي الى تدهور الوضع المالي لشركات الطيران مرة اخرى بسبب الازدواج الضريبي المتعلق بالبيئة في جميع تلك الدول.
بوجهة نظرك كيف يمكن الوصول الى حلول لازمة ضرائب انبعاث الكربون؟
يجب التحرك لحل تلك المشكلة بشكل جماعي، وبالفعل مؤتمر الاكايو الذي عقد مؤخرا شهد اقرار دول العالم ان الاكايو هي الجهة التى يجب التعامل بعها بشأن انبعاثات الكربون الخاصة بقطاع الطيران وهذا القرار يعتبر بداية جيدة، من خلال صياغة موقف واحد لصناعة النقل الجوي وسنعمل على ان يتبنى مؤتمر التغير المناخي بالمكسيك وجهة نظرنا، ومستمرون لتحقيق اهدافنا لنكون اول قطاع في العالم ينظم الجهد الخاص بتخفيض انبعاثات الكربون.
الوقود الحيوي
هل استخدام الوقود البديل لشركات الطيران سوف يلعب دورا في الحد من انبعاث الكربون؟
بالتأكيد استخدام الوقود البديل يحد من انبعاثات الكربون وهذه عملية مستمرة ودولة قطر لديها دور ريادي تقوم به في المنطقة من حيث استخدام وقود صديق للبيئة ونؤمن ان الوقود الحيوي مكمل لما نقوم به حاليا واحد العوامل التى ستمكننا من تحقيق اهدافنا في تخفيض انبعاثات الكربون وندعو الحكومات الى وضع الاستثمارات المناسبة وحث القطاع الخاص على الاستثمار في الوقود البديل بحيث يمكن نخفض من الانبعاثات في اسرع وقت ممكن.
تباطؤ الاقتصاد
توقع صندوق النقد الدولي حدوث بعض التباطؤ في الاقتصاد العالمي .. كيف ترى تأثير ذلك على صناعة الطيران؟
نتفق مع صندوق النقد الدولي في توقعاته لان عام 2010 شهدت نموا استثنائيا وكانت عاما للتعافي بالمقارنة مع 2009، ولذلك هناك شكوك في استمرار نمو صناعة الطيران في عام 2011 على نفس وتيرة 2010.
وبحسب الاحصائيات فان عام 2010 ينتهي على زيادة في عدد الركاب بمقدار 11 % بالمقارنة بالعام الماضي على مستوى العالم ، وفي عام 2011 من المتوقع ان يكون النمو عند حدود 5 %. وبالنسبة لمنطقة الشرق الاوسط فان النسبة 21 % في 2010 وسوف تنخفض في 2011 الى 10٫4 %
بماذا تفسر ذلك الانخفاض في نسبة عدد الركاب في 2011؟
هناك عدة اسباب منها ان النمو في عام 2010 كان استثنائيا وكذلك التوسعات التى حدثت العام الجاري كانت كبيرة وخلال العام المقبل ستكون وتيرة تلك التوسعات ابطأ قليلا وبالتالي حركة النمو لن تكون كبيرة، كما ان دخل الفرد في المناطق التى تصدر حركة النقل الجوي قد تكون اقل في عام 2011 ايضا لان الحكومات قد انفقت كثيرا في العاميين الماضين على انقاذ المؤسسات المالية ولذا الانفاق الحكومي في 2011 من المتوقع ان يكون قليلا بما ينعكس سلبا على حركة النقل الجوي على مستوى العالم .
البنية التحتية
كيف تقيمون نمو البنية التحتية من صناعة المطارات بالمنطقة؟
نرى ان المنطقة قد طورت بنيتها التحتية بما يتناسب مع الطلب المتوقع والان مطارات المنطقة تستطيع ان تستوعب الاعداد المتزايدة من الركاب التى تأتي اليها وهناك مشاريع للبنية التحتية للصناعة من حيث المطارات والخدمات الملاحية في المنطقة تفوق 100 مليار دولار وهذه المشاريع كافية لاستيعاب الحركة للعقد القادم على الاقل.
تعليق