وافق يوم الثلاثاء الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لإطلاق أول رسالة لاسلكية موجهة للفضاء الخارجي. وعلى الرغم من أن الهدف من هذه الرسالة كان الاتصال بكائنات في الفضاء الخارجي، فإن أحدا لم يتوقع الرد عليها
وقد أطلقت الرسالة بمناسبة الاحتفال بالانتهاء من عملية تحديث ضخمة للتلسكوب اللاسلكي في مرصد أريكيبو في بورتو ريكو وذلك في مساء السادس عشر من نوفمبر عام 1974
ولم يتعد طول الرسالة الثلاث دقائق، واحتوت على معلومات أساسية عن الجنس البشري. كما تضمنت شرحا للعناصر الأساسية الموجودة على كوكب الأرض، وتركيب الحامض النووي الذي تتكون منه خلايا الإنسان، بالإضافة إلى رسومات إيضاحية للمجموعة الشمسية والجسم البشري وتلسكوب أريكيبو
ولا تزال الرسالة اللاسلكية تسبح في الفضاء، فلم يمض على إطلاقها سوى خمسة وعشرين عاما وذلك في إطار رحلة مدتها 13,000 عام كي تصل إلى المجموعة النجمية المعروفة باسم M13 والتي تتكون من ثلاثمائة ألف نجم
ويقول دونالد كامبل أستاذ علم الفلك بجامعة كورنيل، وأحد الباحثين في مرصد أريكيبو وقت إطلاق الرسالة، إن إطلاق الرسالة كان مجرد حدث رمزي لإثبات قدرة المرصد من الناحية التقنية على إطلاق مثل هذه الرسائل
تلسكوب ذو طاقة جبارة
الهدف الأساسي إذن من إطلاق الرسالة الفضائية كان لفت الانتباه إلى القدرة الهائلة التي يتمتع بها تلسكوب مرصد أريكيبو، في إرسال إشارات لاسلكية قوية للغاية وقادرة على قطع مسافات كبيرة جدا في الفضاء ومع ذلك، فقد أخذ الكثيرون هذه التجربة مأخذ الجد
رسالة الارض للفضاء الخارجي
حيث قال هارولد كرافت، نائب رئيس جامعة كورنيل، الذي كان مديرا لمرصد أريكيبو وقت إطلاق الرسالة، إن الرسالة تم ترجمتها إلى ذبذبات صوتية مسموعة أذيعت عبر سماعات وضعت خصيصا للجمهور الذي حضر الاحتفال بإطلاق الرسالة. وما أن سمع الحاضرون الترجمة الصوتية المصاحبة لإطلاق الرسالة حتى خرج أغلبهم بشكل تلقائي من القاعة التي تجمعوا فيها لتأمل التلسكوب
وفي الوقت الذي تحمس فيه الجمهور الذي حضر الاحتفال لفكرة بعث الرسائل للفضاء الخارجي، فإن آخرين انتقدوا الموضوع. وحذر البعض من خطورة مثل هذه الرسائل التي يمكن أن تجتذب للأرض كائنات فضائية معادية ولكن الخبراء يرون أن فرص التقاط أية كائنات فضائية لتلك الرسالة ضئيلة للغاية
وحتى الآن فقد قطعت الرسالة جزء من الألف من المسافة الكلية التي يجب أن تقطعها للوصول إلى المجموعة النجمية المستهدفة والتي تبعد عن الأرض بنحو 236 تريليون كيلومتر. وهناك العديد من المجموعات النجمية الأقرب للأرض من المجموعة المستهدفة، ولكنها ليست في مسار الرسالة
شفرة المودم
ومما يثير السخرية في الموضوع، أن المجموعة النجمية المستهدفة لن تكون في مكانها عند وصول الرسالة إليها، حيث ستكون قد تحركت على مدارها الكوني. ولكن إذا وجد تلسكوب مشابه لتلسكوب أريكيبو في أي مكان في المجرة التي نعيش فيها فإن بإمكانه التقاط الإشارة
ويمكن القول بأن إطلاق تلك الرسالة يعد إيذانا بدخول الجنس البشري إلى ما يمكن تسميته بنادي الاتصالات الفضائية. ولكن حتى وقتنا هذا فإننا لا نعرف أي أعضاء غيرنا في هذا النادي
وقد أرسلت الإشارة التي أطلقت عام 1974 على ذبذبة مقدارها 2380 ميجاهيرتز واحتوت على المعلومات في صورة شفرة من الآحاد والأصفار تم التمييز بينهما في بث الرسالة عن طريق تغيير الذبذبة بين الآحاد والأصفار بمقدار 10 هيرتز، وهو أسلوب مشابه إلى حد كبير لذلك الذي يستخدمه مودم الكمبيوتر لإرسال الإشارات عبر خط الهاتف. وقد تم صممت الرسالة بحيث إذا ترجمت الآحاد إلى نقاط والأصفار إلى مسافات فارغة فإن الرسالة سوف تمثل لوحة رمزية
واليوم فإن جهود العلماء في البحث عن صور للحياة في الفضاء الخارجي قد وصلت إلى مراحل هامة. فمع تطور علوم الإلكترونيات وقدرة الأجهزة الحديثة على تحليل البيانات، أصبح بإمكان العلماء إجراء أبحاث مكثفة والوصول إلى استنتاجات واضحة حول احتمالات وجود حياة في مناطق أخرى من الكون
ويتوقع الكثير من علماء الفلك في أن يعثر خلال العشرين عاما القادمة على إشارة مشابهة لتلك الصادرة عن تلسكوب أريكيبو
</B>
تعليق