المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وعد : ختمت حفظ القرآن في 10 أيام بعد دخولي دورة انعاش العقل


ستونان
29-08-2014, 12:21 PM
وعد : ختمت حفظ القرآن في 10 أيام بعد دخولي دورة انعاش العقل وما تدربت عليه أنه لا مستحيل وبالجد والإجتهاد نصل إلى الهدف المراد
بدايتي مع القرآن كنت مشتركة في حلقة تحفيظ فكنت أحفظ وجه ( صفحة ) أو نصف الوجه في اليوم ، ثم منّ الله عليّ وألتحقت بمعهد قرآن و سنة و أصبحت أحفظ في اليوم وجهان و نصف و استمرت مسيرتي للختم بهذه الكيفية ثم تعرفت على دورة انعاش العقل ومضاعفة الحفظ التي هي في القمة و أسأل الله أن تعلو أكثر فأكثر.

و لكن فاتني الدور ولم استطع اللحاق بالدورة وظللت انتظر دوري وبدأت أقرأ تجارب المتدربين و قلت لنفسي لي عقل مثلهم فلماذا لا أسير بركابهم فكنت أصلى العصر و أعتكف على الحفظ إلى صلاة المغرب فكنت أحفظ 6 أوجه و كان إنجازا كبيرا جدابالنسبة لي.

ولكني أريد أن تصبح كمية حفظي كبقية المتدربين فدعوت الله أن يمنّ عليّ من واسع فضله و إحسانه بأن أشترك بالدورة ويتم قبولي في الدفعة القادمةوبالفعل ظللت أتابع موقع التدريبات العقلية يوميا حتى وقعت عيني على إعلان الدورة الجديدة ، طارت نفسي فرحاً وحلّقت روحي في السماء و ذاب قلبي اشتياقا فدعوت و دعوت أن أدخلها وملأت استمارة الاشتراك و الحمد لله منّ عليّ وتم قبولي في الدورة فكانت من أعظم و أجمل الدورات.
ليست دورة انعاش عقل فقط ، لا بل هي دورة تغيير قلب وعقل و روح و حياة و نفس و أهداف و همة ، هي نقطة تبّدل و تغيير للحياة كاملة ، فلا يبقى جزء في حياتك إلا ويتأثر بها دخلنا الدورة أشخاص و خرجنا آخرين ، تغيرت نظرتنا للحياة ونظرتنا لعقولنا ، لأهدافنا ، لغاياتنا.
فلماذا نرضى بالدّون ما دامت القمة في الاستطاعة ولا تحتاج إلا إلى، إخلاص و حسن الظن بالله و العزم و العمل و المجاهدة وفي المقابل يكون عمل ناجح بحول الله ، وهذا ما نحتاجه للوصول للقمة.
ومما تعلمناه في هذه الدورة وغرسه شيخنا الدكتور علي الربيعي في نفوسنا أن القمة ممكنة و ليست مستحيلة ، القمة في كل أمر ليست فقط في الحفظ ، وبالإصرار والاستمرار نصل بحول الله.
و بعد أن كنت انظر إلى الحفظ أنه صعب و أنه مَلَكَة يَهِبُهَا الله لمن يشاء، أصبحت أحفظ و بحب و أقبل عليه فأصبحت ولله الحمد فهم وحفظ ، النظريات السابقة عن نفسي وقدراتي الخاطئة تغيرت فلقد كانت أصعب الأوقات وأبغضها لقلبي عندما يأتي وقت الحفظ.
و استمرت أيام ” انعاش العقل ” وهي من أجمل أيام عمرنا ولم نكن نريدها أن تنقضي كنت أضع الماء بجانبي لكي لا أقوم وسط الدورة والشيخ يتحدث فتضيع عليّ بعض كلماته الثمينة و أعلمت أهلي أنه من الساعة العاشرة إلى وقت انتهاء الدورة لا أريد اتصالات أو أي أمر أخر ولو جاء ضيوف لن أخرج لهم ، فالدورة أعز و أكبر فهي علم و العلم غالِ و عزيز ، ففرغت نفسي تماما لها.
دخلت الدورة و هدفي حفظ القرآن و كنت أنظر و أتفكر و أقول في 30 يوم كيف ذلك؟! كنت أنظر إلى أنه صعب وغير ذلك من الرسائل السلبية لكن وجدته سهل هيّن وبدأت الحفظ جزء و مراجعة جزأين حتى جاء يوم فأعلن الشيخ عن منافسة فكانت البداية من يومين و ثلاثة فدخلنا أنا ومنافستي أختي و حبيبتي رضوى دخلنا مضمار السباق في 3 أيام و فعلا بدأنا رحلة السعادة والراحة ، بدأنا الاعتكاف على المصحف ليل نهار حتى وقت الطعام كنت أضع المصحف أمامي وأضع السماعات على أذني و الشيخ يقرأ ما أريد حفظه و أنا أكل وما إن انتهي من الطعام حتى أكون بحول الله حفظت وجه من القرآن ، و الليل و النهار متواصلان لدي لا أنام إلا بالقوة إذا سقط رأسي على المصحف نمت ، أحيانا أواصل أوقات طويلة على المصحف فأقول أستلقي قليلا لمدة 5 دقائق و أحسبها بالساعة في هذه الوقت أترك المصحف وأجد نفسي بشكل غير إرادي و غير متعمد أخذ المصحف و أقرأ فيه أشتاق لآياته ، ساعاتي معه أَحَب و أحلى عندي من الدنيا بما فيها من كل المتع والله عشت في جنة النعيم و استشعرت قول أحد السلف حينما قال ” نحن في عَيش لو علم به الملوك لجالدونا عليه بالسيوف ” صدق و الله ، ساعة واحدة معه أشتريها بسفر شهر كامل ، أمسكه فلا أستطيع تركه تشتاق النفس له و تتوق إذا اضطررت اضطرارا لتركه فإن النفس تُلح و تُلح و تُصر أتركي كل شيء و أذهبي الى مصفحك، له الوقت الذي لا أكون معه أشعر و كأنني ميتة أبغض نفسي فيه ، آية واحدة منه تساوي عندي كلام الملايين من البشر ، آية واحدة تملأني مشاعر و أحاسيس أكثر من عبارات الحب و العشق ، تغمرني شوقا لربي ، آية أستشعر بها رحمة وعِظَم ربي مع كل خلية.


و الله لم نعرف البكاء من خشية الله إلا الآن ، لم نعرف الله إلا الآن ، صحيح كنا نصلى و نصوم لكن الاعتكاف على المصحف له لذة وروح ، بقدر ما أعطيت للقرآن من قلبك ووقتك و روحك بقدر ما فتح الله عليك من اللذة و الهناء .
كانت تأتيني أوقات أواصل فيها ساعات كثيرة أكثر من يوم و لا أريد أن أنام و لكن في نفس الوقت لا أستطيع أن أحفظ ، يعنى لا نوم و لا حفظ و يضيع الوقت لا أريد أن أنام أريد أن أحفظ وروحي كلها معه و أعصابي مشدودة أريد أن أحفظ يعني أحفظ و لا أستطيع أن أحفظ لأني لم انم منذ فترة ، فأجبر نفسي على النوم لكي لا يضيع الوقت هباء ، والله أغناني القرآن عن الطعام والشراب والنوم ، فلم أعد أشعر بالجوع والعطش إلا قليلاً أما النوم فلم يعد مهماً بالنسبة لي.
هذه السطور التي كتبتها ليست فقط كلمات تسطر ، هي مشاعري وأحاسيسي ، وجزء من كياني وحياتي ، أهم جزء وأعظمه على الإطلاق والقادم أكبر وأعلى ، فالنفس تتوق والطريق ممكن، والثواب يكتب فلماذا لانسير ؟

بل نسير وربي عليه التوفيق ونسير بقوة أيضاً


مرضت فترة فأثّر هذا على جهدي وحفظي ، حيث كانت ال 6 أوجه ( صفحات ) تأخذ مني 3 ساعات بعد أن كان الوجه يأخذ مني 5 دقائق فقط ، كنت أنام بسببها فأستيقظ وأجد منافستي رضوى قد ختمت سوراً وأنا مكانك سر لاشيء على نفس الصفحة حتى لم أنتقل منها

فكانت من أكبر العقبات على الإطلاق بالنسبة لي كنت أحفظ أو أسمع وأنا أضع (كماده باردة على رأسي ) حتى جاء اليوم الذي بكيت فيه حتى تعبت كنت على صفحه واحدة 3 ساعات ولم أستطع حفظها من بعد صلاة الظهر حتى صلاة العصر ، فعندما سألتني المشرفة ماذا حفظتي ؟

هذا السؤال كان كالطلقة الموجهة لقلبي وفجرتني فبكيت وبكيت وقلت لها لم أحفظ شيئاً فهوّنت علي وخففت عني وقالت سنختم مهما كانت الظروف ، عندها هدأت قليلاً ثم ذهبت للأجزاء الأربع التي هي حفظ قديم فراجعتها لأن المراجعة والمعاهدة أيسر عليّ من الحفظ في ذلك الوقت و راجعتها وسمّعتها.

كنا نتسابق للختم وكنا نريد ختم حفظ القرآن في ثلاث أيام كما تنافسنا ، فكلتانا شدت المئزر ورفعت الجهد للطاقة القصوى وتركت العالم بأجمعه وبما فيه وبلغت الهمة عنان السماء وتوجهنا لمصاحفنا ، والهدف أمام أعيننا نتطلع له وبداخلنا شوق وإصرار للوصول إليه

ونقول مخاطبين أنفسنا : سنصل .. سنصل ، طال الطريق أو قصر

ومنّ الله وفتح من واسع فضله على رضوى وختمت في 3 أيام ، ومنّ عليّ وفتح من واسع فضله وختمت في 10 أيام بفضل وحوله وقوته .