:: Flying Way :: - الإماراتية التي تفوقت على نفسها وتتحكم بسير الطائرات في مطار دبي

الإماراتية التي تفوقت على نفسها وتتحكم بسير الطائرات في مطار دبي

.:: فــاطــمـــه عبـــدالله ::.

هناك العديد من النماذج النسائية الإماراتية اللاتي برزن من خلال إنجازاتهن في مجالات متنوعة. وفي هذا الحوار التقينا بأحد النماذج كونها أول مهندسة إماراتية سوف تتحكم بسير الطائرات في مطار دبي.

فاطمة عبدالله التي تخرجت في برنامج الهندسة الالكترونية من كليات التقنية العليا للطالبات بالشارقة استطاعت أن تحقق نجاحاً باهراً في عملها، حيث تتلخص مهامها في مراقبة نظام الكمبيوتر الذي يعمل باتصال مباشر مع نظام الرادار في المطار، وتأمل فاطمة أن تحتل مركزا مرموقا يتناسب مع طموحها بعد أن أثبتت أنها أهلا بالثقة التي أعطتها لها إدارة المطار.

ما أسباب اختيارك للدراسة في مجال هندسة الالكترونيات؟ وهل كان الدافع هو رغبتك في التميز؟

- جاء اختياري لمجال هندسة الالكترونيات رغبة في التميز، خاصه ان تخصص “الهندسه الالكترونية” كان يطرح ولأول مرة في كليات التقنية بأكلمها للطالبات، فسعيت بأن أكون من اوائل اللواتي سجلن في هذا التخصص، والذي جذبني اكثر بأنه كان المنتشر بين الجميع ان هذا التخصص شبابي اكثر من انه للبنات، فقلت لنفسي لماذا لا اثبت بأننا نقدر ان ننجز وان نتحدى كل تلك وجهات النظر ونثبت للجميع، بأن الفتيات قادرات على التكيف والعمل في هذا المجال، إضافة الى ذلك فأنا أعشق كثيرا امور الطائرات، ولم تكن متوفرة لدينا هندسة الطيران فكانت هندسة الالكترونيات اقربها دراسياً.

وهل واجهتك أي صعوبات في المنهج والدراسة بهذا المجال؟

- إطلاقاً، فمعظم الأساتذة الذين قاموا بالتدريس كانوا على مستوى كبير من العلم، وربما الصعوبة التي واجهتها كانت في آخر سنة دراسية لي في التقنية، حيث اعتبرها من أصعب السنوات التي مرت علي، وصعوبتها لا تكمن في الدراسة بل بسبب مشروع التخرج الذي يفترض بأننا ننجزه في نهاية العام، فقلة الوقت والضغط سببا لي بعض المتاعب.

ألم تندمي على اختيارك هذا التخصص خاصة أن الرجال يسيطرون عليه؟

- لا لم أندم اطلاقاً، على العكس تماماً افتخر بأني دخلت هذا التخصص المتميز خاصة عندما ينادونني بالمهندسة فاطمة اشعر بشعور آخر يتملكني، وأما عن سيطرة الشباب على هذا التخصص فهذا لا يعني بأنني لا استطيع بأن انجز عملي باتقان، ولربما قد نغير تفكير البعض منهم بأننا قادرون على تحقيق افضل النتائج لنواكب عصرنا الحالي.

ما سبب عدم التحاق الطالبات بهذا التخصص من وجهة نظرك؟

- ربما البعض منهن يفكرن في صعوبة المواد المطروحة، او يفكرن بأنه يحتاج الى بعض القوة العضلية التي يتملكها الرجال دون النساء، ولكن ارغب بتوضيح ان الهندسة الالكترونية ليس لها اي علاقة بهذا، فهي عبارة عن نظريات كهربائية والكترونية وفهم الاجهزة الالكترونية ومعرفة كيفية عملها من الداخل.

ولماذا اخترت الدراسة في كليات التقنية العليا بالشارقة بالتحديد؟

- لأن كليات التقنية تمتاز بأن لها مستوى تعليمياً متميزاً، حيث لا تعتمد في دراستها على التطبيق النظري فقط، بل تركز على التدريب العملي اكثر لكي يستوعب الطالب تلك النظريات المدروسة، بالاضافة الى اهتمامها باللغة الانجليزية والحاسب الآلي بشكل كبير، وهذا ما تطلبه الكثير من الدوائر التوظيفية سواء كانت حكومية او خاصة.

وهل عملك في مجال التحكم بأجهزة التعامل مع الطائرات هي الاولى؟ أم أنك شغلت مناصب اخرى؟

- لقد عملت في بداية تخرجي في هيئة كهرباء ومياه دبي لمدة 3 اشهر ثم التحقت بمطار دبي عندما اخبروني بنجاحي في المقابلة الوظيفية التي اجريتها عندهم سابقا.

كيف تصفين تجربتك في العمل بقسم الالكترونيات بمطار دبي حيث إنك المهندسة الوحيدة من بينهم؟

- في بداية الأمر كنت اشعر بشيء من التوتر ولكن سرعان ما تحول ذلك الى راحة نفسية كبيرة بسبب الذين اتعامل معهم في القسم، فالحمد لله كنت اشعر بأنهم سعداء بانضمامي إليهم، واحترامهم وتقديرهم لي جعلني أشعر بالفرح عندما استيقظ وأذهب للعمل كل صباح، علماً بأن بعد فترة من انضمامي للمطار عرضت علي وظيفة في الشارقه وقريبة من منزلي ايضا إلا انني رفضت، لأنني اعلم بأن الراحة النفسية هي من اكثر العوامل التي تساعد على العمل المتميز، فأنا فعلاً لا اعتقد بأنني سأرتاح في مكان آخر غير مطار دبي.

ما طبيعة مهامك في قسم الالكترونيات؟

- حتى الآن أنا خاضعة للتدريب في جميع الاقسام الموجودة في قسم خدمات الملاحة الجوية، وسوف أعمل في قسم العمليات Operation الذي يشرف على مهام كثيرة في الاربعة اقسام التي توجد بالقسم (الرادار- الملاحة الجوية -الطقس - الاتصالات)، بالاضافة الى أنني في مجموعة الموظفين المشرفين على تتبع مشروع مطار المكتوم الذي سوف يتواجد في جبل علي إن شاء الله في القريب العاجل.

تعملين في مجال يتطلب دقة في العمل، فكيف تتصرفين إزاء ذلك؟

- لم اعمل بشكل مباشر على التحكم بالاجهزة التابعة لسير الطائرات، لأنني ما زلت اخضع لفترة تدريب، ولكن هذا لا يمنع بأني خلال ايام وجيزة سوف ابدأ في ذلك بصورة مباشرة، ولا اظن بأنه من الصعب علي بأن اتتبع ذلك بنفسي.

وهل لديك القدرة على تفادي اية مشكلة مفاجئة يمكن ان تواجهك أثناء العمل؟

- لم لا؟ اعتقد أنه كلما تزيد الخبرة في مجال معين ويزيد فهم الامور الداخليه بصورة مباشرة وباستمرار، تزيد قدرة الانسان على معالجة المشاكل التي تظهر بصورة مفاجئة.

وهل كنت تعلمين أنك أول مهندسة إماراتية تعمل في مطار دبي في هذا المجال؟

- بصراحه لا، لم أكن اعلم الى ان جاءني زميل لي في العمل وقال لي: نريد ان نضع لك مقالاً في المجلة الخاصة بالمطار بأنك أول مهندسة اماراتية في المطار، ولحسن حظي بأنني عملت في مكان لم تعمل به مهندسة اماراتية من قبلي.

وهل وجدت في مطار دبي المناخ المناسب لتفجير طاقاتك؟

- عمل ممتع، حيث تستمتع بكل ما تفعله حتى مع أصغر الاشياء، وفيه الكثير من الحركة والتتبع والبحث والادارية، حيث اني لا احب الأعمال المكتبية المتخصصه بالجلوس امام الكمبيوتر فقط.

ألم يحفزك عشقك لمجال الطيران الخوض في مجالات اخرى كقيادة الطائرة او ما شابه؟

- لم أفكر في قيادة الطائرة اكثر من فضولي في فهم طريقة استيعاب ماذا يجرى في المدرج الذي تهبط عليه الطائرة، وفهم طريقة برمجة كل الاجهزة التي بواسطتها يستطيع الطيار توجيه الطائرة الى الاتجاه الصحيح، كل تلك الاسئلة كانت في مخيلتي منذ بداية التحاقي بهذا التخصص، فكان شغفي في الطيران حلم أريد ان احققه بأي طريقة.

هل تعرضت لهجوم في هذا المجال الذي لم يسبقك اليه احد وكانت ستحول دون تحقيق أمنيتك؟

- في بداية الأمر سمعت بعض وجهات النظر التي تهاجم دراسة المرأة لهذا المجال، ولكنني حينما اضع قراراً أبادر في تنفيذه على الفور لأني مقتنعة تماما بأنه من افضل الاهداف التي وضعتها في حياتي.

كونك أول اماراتية سوف تتحكم بسير الطائرات في مطار دبي، ألا تشعرين بمسؤولية هذا اللقب؟

- بالطبع نعم، حيث اعتبر هذا اللقب حافزا لي بأن انجح أكثر، وأن احتل مركزاً يتناسب مع طموحي كوني أول إماراتية تتقلد هذه المهام، واجعل كل من ساندوني فخورين بكل ما سوف انجزه خلال السنوات القادمة.

كيف كان دور الاعلام في مساندتك كأول إماراتية تعمل في هذا المجال؟

- لم أتوقع بأن أرى كل هذه المساندة، حيث انني لم أعلم بنزول المقال الذي كتب عني الا بعد أن تم نشره في الصحف، وطبعاً هذا حافز كبير بالنسبة لي.

أين يتكامل دور المرأة مع دور الرجل للوصول الى جدوى افضل تعود بالمنفعة على الوطن؟

- المرأه نصف المجتمع.. وهناك الكثير من النساء اللواتي نجحن في تولي مناصب كبيرة في ادارة الكثير من الاعمال التي يفخر الوطن بها، بل بالعكس فهي لها دور اساسي كبير في تأسيس الأسرة والمجتمع في آن واحد.

العمل في المطار متعب، فكيف توفقين بين العمل ومتطلبات الأسرة؟

- لا أراه متعباً على الاطلاق، لأن هناك فرقاً بين مسؤولية كبيرة وبين التعب والارهاق، فربما يكون العمل متعباً لكنه في نفس الوقت يحمل الكثير من التحدي والمتعة خاصة للمسؤوليات الكبيرة والخطيرة التي يتسم بها هذا العمل، فابسط الاخطاء قد تؤثر في سلامة الركاب فمن المهم ان نكون على أهبة الاستعداد لمواجهة أية صعوبات. اما عن قدرتي على الموازنه بين عملي واسرتي فأنا لا اشعر بأي تقصير من ناحية أسرتي، فمثلما كنت ادرس سابقاً في الكلية فأنا الآن اعمل، فالنهاية هي نسبة متناسبة.

ما الإضافات الشخصية التي اكتسبتها من خلال عملك؟

- الثقه في النفس اكثر عن ذي قبل، والطموح الزائد في صنع كل ما هو افضل.

هل لاقيت التشجيع من الأهل والاصدقاء؟

- في البدايه توفيق كل انسان ناتج من فضل الله عز وجل له ورضاه عنه ومن ثم دعاء الوالدين له، بالطبع وجدت التشجيع من امي التي لطالما شجعتني على التميز في كل شيء اقوم به، فلولا دعاؤها لا اعتقد بأني سوف اصل الى هذه المرتبة، ثانياً أحمد رب العالمين على مساندة مديري محمد شريف لي، فهو يرى دائما بأنني سوف اتميز في عملي ودائماً يشجعني ويحفزني لأنه يؤمن بأن تشجيع الكوادر الاماراتية التي تستحق ذلك هو افضل حل لاعطائهم مسؤوليات تعينهم على تطوير انتاجية المجتمع، بجانب مساندة الكلية.

هل تفكرين بمواصلة دراستك في هذا المجال؟

- بالطبع أفكر، لا اريد ان اقف عند مرحلة دراسية معينة، حيث أني اطمح في المزيد والحصول على اعلى الشهادات لكي أكون فخراً لوطني الحبيب.

ما النصيحة التي توجهينها للفتاة الاماراتية؟

- الفتاه الاماراتية باتت تظهر حاليا على الساحة ونالت انجازات ونجاحات كبيرة، اتمنى من كل فتاة اماراتية ان تختار مجال الدراسة التي تشعر بأنها سوف تبدع بها كثيرا وأن يكون لديها طموح وتحدٍ بأنها سوف تنجز وسوف تصل، وان تجعل نيتها صافية وخالصة لوجه الله لكي تتوفق في حياتها سواء كانت علمية او عملية.

ما طموحاتك ومشاريعك المستقبلية؟

- أفكر حاليا بإكمال دراستي وأفكر بتنفيذ مشروع التخرج الذي كان ايضا اول فخر لي في حياتي، وهو التحكم بالاجهزة عن طريق رنة الهاتف المتحرك، إضافة الى أني اطمح بتحقيق نجاح كبير في عملي.
__________________

https://up.uaeec.com/images/uaeec77.jpg

https://www.women.uaeec.com/images/ua...er_offline.gif

https://air.flyingway.com/up/mar/e1d9159176.gif