:: Flying Way :: - موظفو شركة طيران سعودية يطالبون بـ25 مليون ريال رواتب متأخرة ومستحقات

طالب أكثر من 100 موظف في إحدى شركات الطيران المتخصصة في رحلات الحج والعمرة بحقوقهم التي تتجاوز 25.8 مليون ريال قيمة الرواتب الشهرية عن مدة خمسة عشر شهرًا، حيث كان راتب شهر سبتمبر 2010م هو آخر راتب يتسلمه الموظفون، فيما استمروا يعملون في الشركة بدون راتب حتى تم إشعارهم بخطاب موقع من الرئيس التنفيذي آواخر شهر فبراير 2012م يفيد كافة الموظفين بإيقافهم عن العمل اعتبارًا من نهاية شهر يناير 2012م، معلّلاً ذلك بتوقّف العمل الفعلي للشركة منذ ما يزيد على العام، بالرغم من قيامه بتوجيه خطاب بنهاية شهر أكتوبر من العام 2011م يقر خلاله بمستحقات الموظفين الشهرية من رواتب وبدلات ومزايا التي لم يتم صرفها منذ شهر نوفمبر 2010م، ملتزمًا بموجب ذات الخطاب بصرف جميع مستحقات الموظفين.
وكان للتدخل الرسمي من قبل سفارات الدول العربية والآسيوية في سبيل صرف حقوق ذويها من موظفي الشركة؛ سببًا في إنهاء معاناتهم بعد بضعة أشهر من المحاولات التي قدمها أولئك الموظفون بشكل مباشر مع الشركة قبل أن تتدخّل سفارات بلدانهم في إعادة حقوقهم، الأمر الذي أتاح للموظفين القدرة على البحث عن عمل لدى جهات أخرى خاصّة وأن نسبة كبيرة منهم كنّ سيدات يعملن بوظيفة مضيفة جويّة، بينما أصبح عدد من أولئك غير السعوديين يقيمون في المملكة بصورة غير شرعية منذ ما يزيد على العام في ظل تحفظ الشركة على وثائقهم الرسمية.
ويعاني الموظفون السعوديون الموقفون عن العمل من ديون ومستحقات بنكية جعلت منهم عملاء متعثرين عن سداد قروضهم بالإضافة إلى سحب سياراتهم من قبل شركات تأجير السيارات المنتهية بالتمليك، كما أدى تأخر استلامهم الحقوق إلى تأخير عدد منهم زواجه ووصول آخرين إلى طريق مسدود في سبيل إيفاء مصاريف ونفقات ذويهم وغيرها من الآثار المترتبة على تأخر صرف حقوقهم على مدى الـ15 شهرًا إلى تاريخ إشعار الإيقاف قبل أكثر من عام.

بدون إخلاء طرف
وأكّد لـ»المدينة» كبير الملاحين بالشركة محمد القطان (55 عامًا)، أنّه بالإضافة إلى الأضرار المادية والنفسية التي خلفها عدم تسلّمه مستحقاته التي تجاوزت 170 ألف ريال وهي مجموع رواتب خمسة عشر شهرًا بخلاف بدلات ساعات الطيران وغيرها من الحقوق خلال فترة عمله، فإنّ عدم حصوله أو أحدٍ من زملائه على ورقة إخلاء الطرف من الشركة حال دون قدرة معظمهم على العمل في أي جهة أخرى، مشيرًا إلى أنّ بياناته في المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية توضح تفيد بأنه مفصول عن العمل.
فيما أشارأحمد ناصر بن أحمد (مضيف جوي) (31 عامًا) أن حقوقه عن الفترة المذكورة تبلغ 134 ألف ريال عن عمله، مشيرًا إلى أنّه تحمّل خلال آخر أشهر عمله في الشركة مصاريف المستشفى عند ولادة طفله بواقع 17 ألف ريال بالرغم من وجود بطاقة تأمين طبي تكفل له تقديم الرعاية الصحية على تلك الحالة، مبينًا أنّ الشركة قد أوقفت وثائق التأمين عن الموظفين دون إشعارهم.
كما أوضح سطام الحيسوني (مضيف جوي) (30 عامًا) أنّه تحصّل على 40 ألف ريال من حقوقه التي تتجاوز 120 ألف ريال، مشيرًا إلى أنّه تأخّر لأكثر من عامين عن إقامة حفل زواجه، ومبينًا أنّه زار صاحب الشركة في منزله لأجل تحصيل حقه، فيما أكّد محمد المنيعي وعبدالله العثيمين على أنّ المستحقات الخاصة بالموظفين جميعًا وخاصة المضيفين الجويين لا تشمل ساعات الطيران ولا الانتدابات خلال فترة عملهم التي قاموا بأدائها على أكمل وجه بالرغم من عدم حصولهم على رواتبهم.
من جانبه أكّد الكابتن طيار رضا سلطان أنّه بعد تقاعده من الخطوط الجوية العربية السعودية التحق في العمل بالشركة في شهر أغسطس 2009م، مبينًا أنّ حقوقه قد تجاوزت 450 ألف ريال ومبديًا استغرابًا من التعامل الذي وجده وزملاؤه في الشركة من قبل القائمين عليها، مضيفًا أنّ المدير التنفيذي وغيره من القيادات في الشركة يملكون خبرات عالية ومشهودة في مجال التسويق وفي العمليات الجوية، إلا أنّه تفاجأ من تعامل المدير التنفيذي وتجاهله للموظفين بعدم إبداء أي تعاون أو تواصل يثبت حسن النية من عدمها.
وأضاف سلطان: «إنّ الموظفين الملتحقين بالشركة من المتقاعدين من أعمال سابقة قد تضرروا بشكل كبير إلا أن الضرر الأكبر قد وقع على الشباب السعودي الذين وجدوا في الشركة مستقبلاً وظيفيًا دعاهم للاقتراض من البنوك في سبيل تأثيث مساكنهم وإقبالهم على الزواج»، مشيرًا إلى أنّ تلك الآمال تبخّرت أمامهم.
وكان عدنان الدباغ المدير العام للشركة قد أقر في وقت سابق لـ»المدينة» بحقوق الموظفين، وأوضح حينها بأن الشركة بصدد انتظار قرض خارجي ليتسنى لها الوفاء بكافة التزامتها المادية تجاه الموظفين وصرف كامل حقوقهم.
وقال: «أُدرك جيّدًا ما أدى إليه هذا التأخير من ضرر كبير وما ترتب علي الموظفين من التزامات وما حدث من مشكلات بسبب عدم تسلم مستحقاتهم».

رابط المصدر