لازال هناك المزيد !، ومن ما يحدث بين المراقب والطيار من سوء فهم خطير ما يسميه اللغويين "speech acts” وهي في علم اللغة يسمونها : اللفوظية !.
وماهي اللفوظية ؟
اللفوظية يا شباب تعني بإختصار: أن أي جملة (لابد) أن تمثل : طلب أو وعد أو سؤال أو بيان .... وهكذا دواليك !
النحو والبناء اللغوي في اللغة الإنجليزية (وخاصة في تلك الجمل التي تبنى على شكل إختصارات أو إختزالات) لا تشير بالضرورة إلى وظيفتها !
وهذا النقص قد يعيث في السماء فساداً !
وهنا مثال لكي تتضح الصورة :
طيار ما فهم رسالة المراقب الجوي التالية: traffic … level at 6,000
على أنها (أمر) له بالنزول إلى إرتفاع 6,000 قدم ، because of traffic !
وللأسف ، جملة المراقب الجوي تعني التأكيد له على أن (الطائرة الأخرى) على إرتفاع 6,000
فالجملة لم تمثل ( معنى ) كما تقول نظرية اللفوظية !
أما الكلمات التي لا تشير إلى شيء محدد واضح وتدعوا للشك ، مثل :
الضمائر (him و it )
الأسماء المطاطة والتي قد تعني أي شيء ! مثل كلمة ( things ) ،
قد تسبب إرباك كبير بين الطيار والمراقب الجوي ،
وعلى سبيل المثال في الحادث الذي وقع في ولاية فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية ، عام 1972م ،
الطائرة من نوع L-1011 وكان لديها مشكلة في العجلات الأمامية ..
الطيار قام بالإبلاغ عن المشكلة لعدد كبير من المراقبين الجويين أثناء فترة طيرانه وكان هو والطاقم مشغولين بتلك المشكلة ،
وعندما كانت الطائرة تحلق في أجواء مراقبي الإقتراب في مطار فلوريدا الدولي ، لاحظ المراقب أن إرتفاع الطائرة كان يتناقص فسأل المراقب الجوي الطيار قائلا:
? How are things comin’ along up there
فقال الطيار له : OK .
المراقب كان يقصد الإرتفاع بينما الطيار كان يقصد العجلات !
وقد نجحوا في إصلاحها !
فتجاهل المراقب تغيير إرتفاعهم وتحطمت الطائرة وقتلت 101 شخص !
يتبع قريباً ..